فعالية مشتركة لمعهد البحوث ومعهد المخطوطات

نظم معهد المخطوطات العربية ومعهد البحوث والدراسات العربية فعالية ثقافية مشتركة موضوعها” ناصر الدين الأسد : مشروع فرد ، مشروع أمة” في إطار المنتدى التراثي والموسم الثقافي للمعهدين، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 16 يونيو الحالي (الساعة الواحدة ظهرًا)، بمقر المنظمة العربية للتربيةوالثقافة والعلوم (109 شارع التحرير عمارة الأوقاف ـ الدقي – القاهرة) .

شارك في الفعالية الدكتور محمد محمد أبو موسى، والدكتور صلاح فضل، والدكتور خالد زيادة سفير لبنان في القاهرة، جاءت هذه الفعالية بتوجيه من معالي الدكتور عبدالله محارب المدير العام للمنظمة، تقديرًا للقامة الفكرية والعروبية الإسلامية العالية التي يمثلها الدكتور الأسد والذي يُعد أحد الأعلام الكبار في القرن العشرين، وامتد به العمر حتى ناهز التسعين، ورحل عن دنيانا في 21 مايو 2015.

وقد افتتح الدكتور فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية الفعالية بالإشارة إلى أن الدكتور الأسد انشغل بالأسئلة الكبيرة التي تتوقف عليها النهضة ولا تقوم التنمية إلا بها، مثل أسئلة تطوير التعليم، وإشكاليات اللغة والإبداع، العلاقة بالتراث.

ثم أعطى الكلمة للدكتور صلاح فضل، الذي تحدث عن نشأة الدكتور ناصر الدين الأسد العلمية، وتكوينه المتميز باللغة الإنكليزية في الكلية العربية بالقدس، ثم عرج على علاقة الأسد بمحمود شاكر وطه حسين، وأن رسالته في الدكتوراه كان منشأ فكرتها هو الرد على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين، إلا أنوده الدفين لطه حسين أغضب عليه شيخه محمود شاكر ، الذي فتح له مكتبته، التي ساعدته على كتابة رسالته للدكتوراه بما تتوفر عليها من الكتب الكثيرة.

أما الدكتور أبو موسى فقد وقف طويلاً عند كتاب الأسد”مصادر من الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية” ونوه بجهده ومصابرته وتنقيبه عن المصادر، وأشاد بغيرة الدكتور الأسد على العربية ومناصرتها وإحيائهاوتصحيح الحديث عنها.

أما السفير اللبناني الدكتور خالد زيادة فقد ألقى الضوء على جانب آخر من شخصية الأسد هي رؤيته الحضارية وخطه الفكري التقدمي ، وتوجهه الإصلاحي الذي يدعم القومية العربية المعتدلة، التي لا تلغي القوميات الأخرى.

يذكر أن الأسد أثرى الحياة الفكرية والثقافية والأدبية العربية،  وترك لنا 74 عملاً (تحقيق وتأليف ودراسةوترجمة).

وكان نظره في ذلك كله هو النظر العلمي الواعي والمتوازن الذي يقوم على الموضوعية والحيدة والدقة والاستدلال في إطار من الأمانة العلمية ونبذ التعميم.

لم يكن الأسد رجل ثقافة وفكر من طراز رفيع فحسب، وإنما كان كذلك رجل حراك وتأسيس فقد أسس عددّا من المؤسسات البحثية والأكاديمية منها تأسيسه للجامعة الأردنية التي رأسها مرتين، كما شغل مناصب ثقافية مهمة في الجامعة العربية في خمسينيات القرن الماضي وفي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلومفي الستينيات و السبعينات منها المدير العام المساعد للمنظمة العربيةللتربية والثقافة والعلوم،  وكان أستاذًا في معهد البحوث والدراسات العربية في تلك الحقبة، وفي الثمانينيات كان عضوًا في المجلس الاستشاري لمعهد المخطوطات العربية .

ويشار إلى أن المعهدين لم يرغبا في أن يجعلا من المناسبة تأبينًا للراحل الكبير، وذلك انسجامًا مع رؤيته الشخصية ومسيرته، لذلك كان المدخل هو تلك الأفكار التي شكلت هواجس سكنته طوال عمره المديد.