يُعَدُّ التراثُ المخطوطُ أشدَّ أنواعِ التراثِ هشاشةً، وقد تعرَّض في حياتِه التاريخيةِ الطويلةِ لكثيرٍ من المخاطر، تفاقمتْ في الأزمنة الحديثة، وبلغتْ أَوَجَها في السنين الأخيرةِ مع الصراعاتِ الدائمةِ في بلادِنا العربيةِ، في سوريةَ والعراقِ واليمنِ وليبيا، ومن قبلُ فلسطين، إضافة إلى البلاد الإسلامية، ومنها مالي. بذلك تكونُ الصراعاتُ قد انضافتْ إلى المخاطر التقليدية: الإهمال، وسوء الحفظ، والعوامل البيئية، ونالتْ منه نيلاً كما نالتْ من صاحبه.
لهذا كان شعارُ يوم المخطوط العربي في دورتِه الخامسةِ (2017) : “التراث في زمن المخاطر”.
والمعهد إذْ يدعو كلَّ الجهاتِ المعنيةِ، في البلاد العربية والإسلامية إلى المشاركة في التظاهرة التي ستنطلق في الرابع من إبريل، وتمتدُّ على مدار الشهر والتركيز على الشعار، بالكشف عما تعرضتْ له المخطوطاتُ، وما يلزم القيام به؛ لإنقاذها، والمحافظة عليها وحمايتها.
يذكر أن وزراء الثقافة العرب كانوا قد أقروا في دورتهم العشرين التي انعقدت في رحاب المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس في ديسمبر الماضي، الرابعَ من إبريل يومًا للمخطوط العربي الذي يوافق تاريخ إنشاء معهد المخطوطات العربية سنة 1946 م.