مدير المعهد يزور جامعة طرابلس والجمعية اللبنانية لتاريخ العلوم

17103401_1293617444051760_4567251937370483728_n
بتوجيه من معالي المدير العام قام د. فيصل الحفيان مدير المعهد بزيارة إلى جامعة طرابلس، والجمعية اللبنانية لتاريخ العلوم، وذلك خلال المدة من 27 فبراير إلى 3 مارس 2017.
والتقى د. الحفيان رئيس الجامعة الدكتور رأفت الميقاتي والمسؤولين في الجامعة، وبحث معهم سُبُل التعاون في المجالات التعليمية، وتحديدًا تعزيز الشراكة القائمة في برنامج “دبلوم علوم المخطوط” ولتقوم الجامعة بوصفها عضوا في الشبكة الإقليمية لعلوم المخطوط باحتضانه التطبيقات العملية التي تخضع لها طلبة الدبلوم، إضافة إلى الامتحانات التي تجرى لهم في نهاية كل فصل دراسي.
وأسفرت اللقاءات مع المسؤولين عن الجامعة عن عدد من الأفكار ذات الصلة بالدبلوم، وإمكانية إعادة النظر في برنامجه العلمي، وتوزيع مقرراته، وربطها بنظام الساعات المعتمدة، وذلك تمهيدا لنقل الدبلوم نقلة أكاديمية في إطار جامعة طرابلس، فيصبح منها برنامج ماجستير، تقوم عليه الجامعة بالتعاون مع المعهد.
كما جرى بحث إمكانية إكمال الدراسات العليا لخريجي “الدبلوم” بالقاهرة وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى المساقات العلمية الموجودة في الجامعة.
من جهة أخرى كانت هناك زيارة إلى الجمعية اللبنانية لتاريخ العلوم التقى فيها د. الحفيان الدكتور يوسف إليان رئيس الجمعية وبحث معه التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ومنها نشر النصوص العلمية، وتبادل صور المخطوطات، وعقد الدورات التدريبية.
هذا وقد تضمنت الزيارتان محاضرتين: أولاهما في جامعة طرابلس، وكان موضوعها “التراث في زمن المخاطر” وأخراهما في الجامعة اللبنانية حيث مقر الجمعية اللبنانية وكان موضوعها “التراث العلمي العربي”.
وقد أكد د. الحفيان في الأولى أن عنوان المحاضرة هو عنوان يوم المخطوط العربي لهذا العام، وأن المعهد اختار الموضوع نظرا للصراعات الدائرة في أكثر من بلد عربي، والتي تنال من تراث الإنسان العربي كما تنال من الإنسان نفسه، مشيرا إلى أن هذا التراث هو الذاكرة الحضارية التي لا يمكن الاستغناء عنها، وأوضح أن التراث الفكري المكتوب (المخطوط) هو أعلى أنواع التراث حساسية وأكرها هشاشة، فما هو إلا ورق ليس أهون على أي قذيفة أو نار من أن تؤدي به أو تلتهمه.
ودعا النخبة السياسية وأصحاب القرار إلى الاهتمام بحماية هذا التراث، وقال: إن البعض قد يرى في هذه الدعوة ترفا أو قلبًا للأولويات، فإذا كان صاحب التراث نفسه في خطر، فكيف يسوغ الحديث عن التراث، لكن هذا الفهم مغلوط، إذ الاهتمام بالتراث، لا يعني إهمال صاحبه.
أما المحاضرة الأخرى فقد كان الغرض منها بيان تلك الرؤية التي يختزنها هذا الجزء من التراث من جانب، واللفت إلى أهميته، وكان مما جاء فيها أن هذا التراث جزء مهم من تاريخ العلم، صحيح، لكنه بحاجة إلى قراءته بعيون أصحابه، وإن الانتقاص منه بدعوى تاريخيته وتجاوز العلم الحديث له، ليس له أساس علمي، فالعلم ذاكرة تتراكم، وليس الإمكان طرح جزء من هذه الذاكرة، كما أن أي نهضة علمية لا تقوم إلا على ثلاثة أسس:
رؤية تصدر عنها، وبيئة ملائمة، وتاريخ تستند إليه.
وقد حضر محاضرة التراث رئيس جامعة طرابلس وعمداء كلياتها ورؤساء الأقسام والأساتذة وجمهور من الطلبة، وقد جرى في نهايتها تكريم د. الحفيان وتسليمه درع الجامعة.
وحضر محاضرة التراث رئيس الجمعية وعميد كلية العلوم بالجامعة اللبنانية وأعضاء الجمعية وعدد من الأساتذة والمعنيين بالشأن العلمي.