الدورة التراثية لفن الأيام والليالي والشهور د. محمد علي عطا

مقالات تراثية [1]

النشر الإلكتروني باعتماد المعهد (تراثنا)

الدورة التراثية لفن الأيام والليالي والشهور

د. محمد علي عطا

يحاول هذا البحث تشكيل نواة قوية تُبنى عليها البحوث التراثية بناءً منظَّمًا، نستطيع معه التعرف على تراثنا معرفة دقيقة بالأرقام والنسب؛ بدلا من الدراسات الانتقائية التي يعاني منها تراثنا، وهذه النواة هي الدورات التراثية، وقد قدم الباحث تطبيقات على الدورة التراثية للكتاب في بحث بعنوان “الدورة التراثية لفصيح ثعلب”([1])، وفي بحث “الدورة التراثية لتنقيح الزركشي”([2])، ويقدم هذا البحث تعريفا بدورة الفن وتطبيقًا لها على فن الأيام والليالي والشهور.

وتعرَّض البحث في معالجته لهذه القضية للمحاور التالية: تعريف الدورة التراثية، وأهميتها، وأهدافها، ثم تطبيقها على فن الأيام والليالي والشهور، وقراءة دورته، والوقوف على فوائد تحقيق كتبها، والنقصِ الحادث فيها، وتقييمها مقارنة بالدورات الأخرى.

  1. تعريف الدورة التراثية للفن([3]): هي الوحدة الثالثة من وحدات أربعة؛ دورة الكتاب، ثم دورة المؤلِّف، ثم دورة الفن، ثم دورة العِلم، تهتم برصد حركة الكتب المؤلَّفة في فن وعلاقتها ببعضها، وتأثيراتها، ودورتها في الزمان والمكان، وما أُلِّف حولها على مدار التاريخ، وما وصلنا منها محققا أو مخطوطا، وما فُقِد، وطرق الاستفادة مما حقق منها وقراءته؛ بهدف الاستفادة منها في بناء المرحلة التراثية الأعلى وهي دورة العلم، التي ستؤدي إلى معرفة أدق بحال التراث ومشاكله، والتعامل معها بشكل علمي.
  2. أهمية الدورة التراثية للفن: تساعد على دراسة التراث ومشاكله بدقة، وتبين مواضع القوة في معالجة التراث ومواضع الضعف، ونستفيد من خبراتها في معالجة ودراسة دورات تراثية أخرى.
  3. أهداف الدورة التراثية للفن: تهدف الدورة التراثية إلى دراسة الفن، وما يتعلق به من حيث: كتبه ونسخها، وروايتها وقراءتها، وحفظها، والجهود التي قامت عليها من شرح، ونظم، وتهذيب… إلخ، والاستفادة من ذلك كله، وقراءته القراءة الصحيحة، وتبيين النقص الحاصل في العناية بكتبه ودراستها، والأمور التي تحتاج إلى معالجة من قبل الباحثين والمحققين.

فن الأزمنة في التراث: فن الأزمنة موزع بين أربعة تخصصات، هي: الأدب، والفلك، والشريعة، واللغة؛ أما الأزمنة في الأدب، فمن كتبها:

-كتاب “الليل والنهار” لابن فارس (ت395هـ)، وهو يتحدث عن مفاخرة بين الليل والنهار، وحقق في مجلة تراثنا العدد14، بتحقيق حامد الخفاف، عام 1409هـ، (ص173-199) عن نسخته الوحيدة في مجموع في مكتبة ملك بطهران، وهو الكتاب الرابع في المجموعة المرقمة (852)، ثم نشره مستقلا  في دار المؤرخ، وهو يحوي قليلا من الفوائد اللغوية والفضائل، وكثيرا من الأدب والشعر.

– كتاب “نثار الأزهار في الليل والنهار”، لجمال الدين بن منظور (ت711هـ)، طبع في مطبعة الجوائب، بالقسطنطينية سنة 1298هـ. وهو يقوم على تهذيب قطع وأضابير تركها شرف الدين التيفاشي صديق والد ابن منظور، ومات دون أن يضمها في كتاب، فقام ابن منظور بالبحث عنها وتهذيبها، وهو يقوم على المختارات الشعرية مرتبة في عشرة أبواب: في المَلَوين الليل والنهار، والاصطباح والغَبوق والهلال وانشقاق الفجر، والسحر، والشمس والشروق والضحى والكواكب، وأسماء الأجرام العلوية، وتأويل رؤيا الأجرام السماوية والكواكب.

وأما الأزمنة في الفلك، فكتبها كثيرة منها كتاب “الأيام والليالي” لثاوذوسيوس، وله نسخة متاحة([4]).

وأما الأزمنة شرعا من حيث الفضائل والوظائف وما يتعلق بها من عبادات فمن كتبها:

-كتاب “كلام الليالي والأيام لابن آدم”، لأبي بكر ابن أبي الدنيا (ت281هـ)، حققه محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، ط1، 1997م، وأداره مؤلفه رحمه الله على أهمية الليل والنهار في حياة المسلم وأهمية استغلالهما في الخير، مستشهدا بالحديث وموردا للشعر.

– كتاب “النور في فضائل الأيام والشهور”، لابن الجوزي (ت597هـ)، حققه الدكتور عبد الحكيم الأنيس، دائرة الشؤون الإسلامية ، دبي، ط1، 2017م، وهو كتابٌ في الوعظ والتذكير والإرشاد، بناه مؤلِّفُه على مجالس، تناول فيها مواسم العام، وبدأ بشهر رمضان، ثم ذي الحجة، والمحرم، ورجب، وشعبان، ثم يوم الجمعة، وختمه بذكر عمل اليوم والليلة.

-كتاب”لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف”، لابن رجب الحنبلي(ت795هـ)، تحقيق ياسين محمد السواس، دار ابن كثير، بيروت، ط5، 1999م، تحدث فيه عن وظائف غالب الشهور وختم بوظيفة العمر وهي التوبة.

-كتاب “معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام”، لابن عبد الهادي (ت909هـ)، حقِّق بإشراف نور الدين طالب، دار النوادر، ط1، 2011هــ، تحدث فيه عن فضائل كل شهر من شهور السنة، ثم في ذكر فضائل الأيام.

أما فن الأزمنة لغويا فسيركز هذا البحث عليه مع ذكر تقاطعاته مع الأدب والفلك والشرع، ويمكن تقسيم كتب دورة هذا الفن إلى كتب خالصة له، وكتب عولج فيها عَرَضًا.

أولا: كتب غير خالصة في الفن: فقد عالجها ضمنا كل من([5]):

ابن السِّكِّيت (ت244هـ) في تهذيب الألفاظ (ص63-69)، وابن قتيبة (ت276هـ) في أدب الكاتب (ص86-101)، وابن دُرَيد (ت321هـ) في الجمهرة (ص1311-1312)، وأبي جعفر النَّحَّاس (ت 338هـ) في صناعة الكُتَّاب (ص77-86)، وابن فارس (ت395هـ) في متخير الألفاظ (ص199-208)، وأبي هلال العسكري (ت395هـ)، في التلخيص في معرفة أسماء الأشياء (391-424)، والمرزوقي (ت421هـ) في الأزمنة والأمكنة (ص1/221-297)، و(2/12-74)، وابن سِيْده (ت458هـ) في المخصص (9/2)، والرَّبْعي (ت480هـ) في نظام الغريب (ص185-195)، والنويري (ت733هـ) في نهاية الأَرَب (1/125-187)، والقلقشندي (ت821هـ) في صبح الأعشى (2/339-416)، والسيوطي (ت911هـ) في المزهر (1/300-301،304، 458-459)، وفي الشماريخ في علم التاريخ (16-20).

ثانيا: الكتب الخالصة في الفن:

عُرف من تراثنا اللغوي في الأيام والليالي والشهور سبعة عشر كتابًا -حسب اطلاعي-، هي([6]):

  1. كتاب “الأيام والليالي والشهور”، للفرَّاء (ت207هـ).
  2. كتاب “الأيام”، لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت210هـ).
  3. كتاب “أسماء الأيام”، لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت215هـ).
  4. كتاب “الأزمنة وتلبية الجاهلية”، لقُطْرب (ت 226هـ) ([7]).
  5. كتاب “الأيام والليالي” لابن السِّكِّيت (ت244هـ)، نقل عنه ابن سيده في المخصص (9/29).
  6. كتاب”الحر والبرد والشمس والقمر والليل والنهار”، لأبي حاتم السجستاني (ت255هـ)، وقد نقل عنه السيوطي في المزهر (2/248، 365).
  7. كتاب ” يوم وليلة”، لمحمد بن مسعود العياشي (ت320هـ).
  8. كتاب “يوم وليلة”، لأبي عمر الزاهد (ت345هـ).
  9. كتاب “يوم وليلة”، لمحمد بن أحمد الصفواني (ت بعد 346هـ).
  10. كتاب “الأيام والشهور”، لابن خالويه (ت370هـ)، كذا ذكرته المصادر، وذكره هو باسم “الأزمنة” ([8]).
  11. كتاب”أسماء ساعات الليل”، لابن خالويه (ت370هـ)، وفيه مائة وخمسة وثلاثون اسما([9]).
  12. كتاب “السَّنَة”، لابن فارس (ت395هـ) ذكره في الكتاب الليل والنهار. وفيه طرف من علم الشريعة ، وبابات من اللغة.
  13. كتاب “الأيام والليالي”، لأبي العباس جعفر بن المستغفري (ت432هـ).
  14. رسالة “باب في التأريخ”، لأبي موسى عيسى بن عمرو الجُزُولي (ت ٦٠٧هـ)، صاحب المقدمة الجزولية في النحو.
  15. “كتاب في معرفة الليالي والأيام ومعرفة النجوم وأشهر الروم”، للقاسم بن أحمد القاسمي.
  16. أرجوزة “المنهج المشهور في تلقيب الأيام والشهور”، للشيخ شعبان الآثاري (ت828هـ).
  17. “أسماء الشهور والأيام”، لعبد الرحمن المرشدي، أبو الوجاهة، (ت1037هـ).

وغالب هذا التراث قد ضاع، والذي بقي منه ثمانية كتب، هي:

1-كتاب الفرَّاء (ت207هـ)، حققه إبراهيم الأبياري، دار الكتب الإسلامية، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط2، 1980م، على ثلاث نسخ، هي نسخة بدار الكتب المصرية بين مجموعة رقمها (13-أدب ش)، ونسخة مصورة عن مخطوطة بمكتبة لالي بإستانبول برقم (1903م)، ونسخة مصورة عن مخطوطة بمكتبة سليم أغا بإستانبول برقم (893)، وفي نسخه الثلاثة التي حقق عليها نقص وزيادة وخلط كبير، كما قال محققه إبراهيم الأبياري رحمه الله.

وقسَّمه الفراء إلى: باب الأيام ذكر فيه الاشتقاق اللغوي، والتثنية والجمع. باب تسمية الأيام باللغة الثانية وهي لا تنصرف. باب تسمية الشهور وتثنيتها وجمعها على لغتين. تسمية الشهور باللغة الثانية. ثم تحدث عن الليالي، وقد سقط قدر كبير منه. باب الهلال وما يقال فيه. باب من صفة الليالي. باب من ذكر الأيام. باب تسمية ساعات الليل. باب لم يسمه ذكر فيه أسماء الدهر. باب لم يسمه ذكر فيه معاني بعض الأيام في الإسلام مثل الأيام المعدودات. باب لم يسمه في العام واشتقاقاته. باب الشمس والقمر وما يقال فيهما. باب لم يسمه تحدث فيه عن صلاة الشاهد، وصلاة الملث، أي المغرب، والأصيل.

2- كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب (ت226هـ)، حققه العلامة حاتم الضامن رحمه الله، مؤسسة الرسالة، ط2، 1985م، ولم يولِ دراسته وبيان منهجه أهمية، فجاءت مقدمته في صفحتين اثنتين فقط، وجاء خاليا من أي فهارس خلا فهرس المصادر، ولم يصف النسخة التي اعتمد عليها، ولكن من صورتها يظهر أنها كتبت سنة 704هـ بدمشق، وكاتبها هو مأمون بن محمد العجمي الأصفهاني.

ألفه قطرب عام (210هـ)، وتحدث فيه عن تسمية السماء والشمس والقمر (أسماء الليالي في ابتداء الشهر إلى آخر الشهر)،  والنجوم ومنازل القمر فيها،  والليل والنهار والساعات، وما يذكر من ساعات الأيام، ثم تلبيات العرب، ثم عاد لجمع الشهور، ثم أسماء الشهور، ثم أسماء السنين، ثم ليل الأزمنة ونهارها وساعاتها، والنهار وساعاته، ثم الأسماء التي تعم الليل والنهار، ثم ما يذكر من الظل الذي يفيء.

3- كتاب يوم وليلة لأبي عمر الزاهد(ت245هـ)، حققه محمد جبار المعيبد، ونشره في مجلة معهد المخطوطات، العدد24، المجلد2، (ص229-338). نوفمبر، 1978م. عن نسخة لم يذكر بياناتها، ولكن ذكر أنها قديمة مقروءة على أبي عبد الله بن مكي، غير أنها لم تسلم من الأغلاط والتصحيفات، كما أصابها تلف في بعض الصفحات، وفي هذا الكتاب نصوص كثيرة منقولة عن الفراء وليست فيه.

وقسمه أبو عمر إلى باب الأيام، وباب الشهور، وباب من الشهور(ذكر فيه أسماء أخرى للشهور العربية)، باب من أسماء أيام الشهور، باب من الأيام والشهور والحول والليالي ما كان من ذلك كاملا تاما، باب أسماء السنين والدهور، باب العام وأسمائه، باب أسماء الليالي ونعوتها، باب من صفة الليالي وألوانها، باب من أوقات الليل، باب تسمية ساعات الليل، باب أسماء الليالي ثلاثا ثلاثا، باب الهلال وأسمائه، باب القمر وما قيل فيه، ومن أسماء القمر، باب الشمس وما يقال فيها، باب في عدد الشهور، باب الأيام المعلومات والمعدودات، باب البرد، باب في ذكر الأيام، باب في شدة الأيام والطول والقصر، باب في اليوم الطويل القضاء، باب في صفة أيام الحر وشدته، باب السراب والآل، باب الأزمنة.

ويمتاز باحتوائه على كلمات فاتت المعاجم اللغوية كما ذكر محققه.

4- اشتقاق الأيام والشهور لابن خالويه(ت370هـ)، وقد نشر قديما جزء منه ولم يبقَ له أثر، ولكن هناك مختصر له اختصره علم الدين السخاوي(ت642هـ) في سفر السعادة وسفير الإفادة، ولكنه سقط من نسخه، ولولا أن أبا حيَّان الغِرناطي (ت745هـ) نقله عنه في كتاب”تذكرة النحاة”، (ص589-592)، لضاع ذكره،  وقد قمت بتحقيقه ودراسته ونشره تحت عنوان “مختصر كتاب الأيام والشهور لابن خالويه..اختصره علم الدين السخاوي”([10]).

ونقل فيه ابن خالويه (ت370هـ) من كتاب الفرَّاء (ت207هـ) بكثرة؛ حيث نقل عنه في المختصر خمس مرات، ونقل من كتاب أبي عمر الزاهد (ت245هـ) ثلاث مرات.

5- رسالة “باب في التأريخ” لأبي موسى عيسى بن عمرو الجُزُولي (ت ٦٠٧هـ)، صاحب المقدمة الجُزُولية في النحو، وهي من ثلاث ورقات ضمن مجموع محفوظ في المكتبة الوطنية في إيران بخط أحد العامليين اللبنانيين، اقتصر فيها على الحديث عن كيفية التعبير عن بدايات الشهر ووسطه وآخره، ومتى يستخدم لفظ أيام مضت وخلت وبقيت.

6- “كتاب في معرفة الليالي والأيام ومعرفة النجوم وأشهر الروم”، للقاسم بن أحمد القاسمي، وهو مخطوط في دار الكتب المصرية، ولم يتسنَّ لي الاطلاع عليه.

7-“أرجوزة المنهج المشهور في تلقيب الأيام والشهور”، للشيخ شعبان الآثاري (ت828هـ)، حققها محمد علي إلياس العدواني، في مجلة المورد العراقية، المجلد التاسع، العدد الرابع، 1981م، (ص599-608). وهي أرجوزة من واحد وأربعين بيتا، تحدث فيها عن اشتقاق أسماء الأيام والشهور؛ تثنيتها وجمعها وهكذا.

8- كتاب”أسماء الشهور والأيام”، عبد الرحمن المرشدي، أبو الوجاهة، (ت1037هـ)، وهو مخطوط في نور عثمانية برقم(3674)، في 76 ورقة.

وقد نقل عن الفراء لوحة 4أ ، 8ب، 23ب (وهو عكس ما في الفراء ص42)،51أ (الفراء ص33)، 52أ (الفراء ص33)، 53ب (الفراء ص34 بمعناه وليس بنصه).

وقد قسمه إلى ثلاثة أبواب رئيسة، وضم كل باب عدة مباحث:

الباب الأول: في الشهر والهلال: مبحث الشهر، مبحث الشهور العربية، الأشهر الحرم، وكيفية عدها، وأشهر الحج، وإضافة شهر إلى اسمه، استعمال رمضان بدون شهر، مبحث شهرا عيد لا ينقصان، غرة الشهر ومستهله، حكم رأس الشهر، سلخ الشهر، يوم الشك، إعراب سلخ ومنسلخ ومهل ومستهل، والأيام البيض، وحكم صومها، والبدر، فروع فقهية تتعلق بحكم تفقد الهلال وما يقوله عند رؤيته،  دعاء النبي عند رؤيته، دعاء زين العابدين، حكم رؤية الهلال نهارا، حكمه إذا كان بالسماء علة، تفسير الجمع الكثير المشترط لرؤية الهلال، لا عبرة لاختلاف المطالع، تفسير رؤيا المنام نهارا، ما يرى عند رؤية كل هلال.

الباب الثاني: في أسماء الشهور العربية: الأسماء القديمة للأشهر العربية، المحرم، مطلب صفر، مطلب النسيء، أول من نسأ، مطلب المولد الشريف، مطلب ساعة ولادته صلى الله عليه وسلم، مطلب عام ولادته، حكم عمل المولد، تفسير زمن الربيع، مطلب جماديان، مطلب رجب، حكاية بني ضبعا، مطلب شعبان، مطلب رمضان، مطلب مأخذه، مطلب شوال، مطلب ذي القعدة، لا تصغر أسماء الشهور، أسماء الشهور غير العربية، الأشهر الرومية، أيام الحسوم، عود للشهور الرومية، الأشهر القبطية، فصل فيما يتعلق بالتاريخ، المعتبر فيه الليالي، مبدأ التاريخ الإسلامي أول من وضعه، سبب وضعه، ابتداء السنة العربية، التواريخ قبل الهجرة، أيام الفِجار، ما يقال في التاريخ، يقال العشر الأول لا الأوائل، والأواخر لا الآخر، معنى اللام في كتب لكذا،  الفرق بين العام والسنة.

الباب الثالث: في أسماء أيام الأسبوع المعدودة: أول أيام الأسبوع، مطلب الأحد، مطلب يوم الاثنين، الثلاثاء، نكتة تعطيله، مطلب وقت الحجامة، دعاؤه، الأربعا، حكاية لطيفة، دعاؤه، الخميس، دعاؤه، الجمعة، دعاؤه، خطبة كعب بن لؤي، ساعة الإجابة، طريق تحصيلها، أسماء يوم الجمعة، يكره إفراده بالصوم، النهي عن صومه، خواص يوم الجمعة، دعاؤه، السبت، قصة الاعتداء في السبت، يكره صومه، دعاؤه، ما يتعلق بحجة بكل يوم خاص، الأسماء القديمة للأيام، لا تصغر أسماء الأيام، إذا علق فعل باسم يوم، فيما في السنة من أيام وليال مشهورة مشهودة، أول المحرم، تاسوعاء وعاشوراء، مذهب ابن عباس فيهما، وجه تسميته بذلك، حكم صومه، حكم صلاته، صلاة إرضاء الخصوم، لا تكبير لعيد الفطر عندنا، الأيام المعلومات، يوم التروية، يوم عرفة، وظائفه، أيام النحر، أيام التشريق، الحكمة في تكبيرها، صفته، وقته، حكم صومها، فصل في الليالي المباركة، ليلة الرغائب، حكم صلاة الرغائب، صفتها، الليلة المباركة (النصف من شعبان)، حكم صلاتها، دعاؤها، ليلة القدر.

الخاتمة في استخراج غرة الشهر من دائرة وضعها المؤلف. منظومة المؤلف في خصائص يوم الجمعة مع بعض منظومات تعليمية أخرى له.

ثالثا: تقييم هذه الدورة:

-عمدة هذه الدورة التراثية هو الفرَّاء وكل من جاء بعده استفاد منه ونقل عنه.

-دورة تراثية صغيرة مكونة من سبعة عشر كتابا-حسب إحصائي-، ورغم ذلك ما وصلنا من كتبها أقل من النصف، وهي ليست بدعا من الدورات التراثية الأخرى، فدورة فصيح ثعلب وصلنا من كتبها اثنان وثلاثون كتابا، من مجموع سبعة وستين كتابا.

– من حيث كثافة المؤلفات في الزمن: نجد أنه ألف فيها ستة كتب في القرن الثالث، وستة كتب في القرن الرابع، وكتاب في القرن الخامس، ثم فجوة من القرن الخامس حتى أوائل القرن السابع، ثم فجوة من القرن السابع حتى الربع الأول من التاسع، ثم كتاب في الثلث الأول من القرن الحادي عشر.

– من حيث مسارات التأليف: نلاحظ أن مسارات التأليف في هذه الدورة شملت نمطين فقط، التأليف فيها نثرا ونظما، بينما نجد أن التآليف حول  كتاب”الفصيح” -مثلا- أخذت ثمانية  مسارات، هي: الشرح، والنظم، والتهذيب، والترتيب، والمحاكاة، والتذييل، والنقد، والانتصار له ضد من نقده.

– من حيث توزيعها جغرافيا: نلاحظ أن المشاركين في التصنيف في هذه الدورة كلهم مشارقة عدا الجُزُولي، فقد كان مغربيًّا، عكس فصيح ثعلب -مثلا-الذي شارك فيه المغاربة بقوة، حيث  ألف حوله  تسعة علماء مغاربة هم: مكي بن أبي طالب القيسي (ت437هـ)، ابن السِّيد البَطَلْيَوسي (ت521هـ)، التدمِيري (ت555هـ)، ابن هشام اللخمي (ت577هـ)، أبو بكر بن صياف اللخمي الإشبيلي (ت586هـ)،  أبو حفص القضاعي (ت596هـ)، أبو بكر بن طلحة الإشبيلي (ت618هـ)، إبراهيم بن علي الفهري الشريشي (ت651هـ)، أبو جعفر الفهري اللَّبَلي (ت691هـ).

– من حيث كثافة المؤلَّفات على الأشخاص: نلاحظ أن ابن خالويه عالجها في كتابين متخصصين؛ الأول للأيام والشهور، والثاني لأسماء ساعات الليل، وكذلك ابن فارس الذي عالجها لغويا في كتاب “السنة” وأدبيًّا في كتاب “الليل والنهار”، وهذا لا يضاهي مع حدث مع فصيح ثعلب-مثلا-، فقد ألف أبو سهل الهَرَوي (ت433هـ) وحده ثلاثة كتب عنه، هي: “إسفار الفصيح”، و”التلويح”، و”شرح الفصيح”، و”تهذب الفصيح”، كما أن هناك سبعة مؤلفين كان لكل منهم مؤلَّفان على “الفصيح”، وهم: غلام ثعلب (ت345هـ) له شرح، وجمع الفائت، وابن خالويه (ت370هـ) له شرح ، وانتصار للفصيح، وابن فارس (ت395هـ) له ذيل وانتصار، وأبو العلاء المعري (ت449هـ) له شرحان، وموفق الدين البغدادي (ت629هـ) له ذيل ونظم، واللَّبَلي (ت691هـ) له شرح ومختصر الشرح، وابن المرحَّل (ت699هـ) له نظم، وشرحه.

-دورة متطورة من حيث المعالجة، ومتقاطعة مع معالجات الفنون الأخرى؛ فقد بدأت لغوية يشوبها بعض المعالجة الشرعية على يد الفراء(207هـ)، ثم عادت لغوية صرفة عند قطرب(ت226هـ)، ثم جاء القاسمي وجمع بين المعالجة اللغوية والفلكية في كتاب واحد كما يظهر من عنوانه، ثم جاء أبو الوجاهة وختم هذه الدورة بكتاب غاية في الكمال؛ حيث انتقل من المعالجة اللغوية إلى المعالجة اللغوية الشرعية، فقد جمع بين الدورة التراثية اللغوية لفن يوم وليلة وبين الدورة التراثية الشرعية لفن يوم وليلة، وأوشك أن يكون كتابه أكمل لو أضاف إلى هذه المعالجة الجانب الفلكي مستفيدا من كتاب القاسمي وسثذيوزورس.

– ذكر الدكتور محمد جبار المعيبد في مقدمة تحقيقه لكتاب أبي عمر الزاهد (ص231) أنه أنهى تحقيق كتاب قطرب عن مخطوطة في معهد المخطوطات العربية، بعنوان”الأزمنة وتلبية الجاهلية وتسمية سمائها وشمسها وقمرها”، عن مخطوطة في معهد المخطوطات العربية، ولكن لا أثر لهذا التحقيق.

رابعا: قراءتها حديثا: هذا الفن قد ذاب في المعاجم اللغوية التي قامت بهضم المعاجم الجزئية والمتخصصة، فلم يعد لها قيمة، كما قال الإبياري (ص15):”سبقت الجمع العام للمعاجم فابتلعتها المعاجم إلا أقلها، وانساحت فيها بعد أن فقدت نظامها”.

وبسبب هذا لا نرى لهذه الدورة قراءة في العصر الحاضر، غير دراسة أنيس فريحة. “أسماء الأشهر في العربية ومعانيها دراسة فيلولوجية تاريخية”، دار العلم للملايين، بيروت، 1952م، وهو أول كتاب ظهر في هذا الفن في العصر الحديث، قبل تحقيق أي من الكتب السابقة.

ولكن تبقى لها قيمتها التأريخية لحركة التدوين، وحفظها لمجهود المؤلفين، وما فيها مما ند عن المعاجم.

خامسا: الفرص البحثية في هذه الدورة التراثية:

-البحث في كتب الفن مجهولة النسبة القابعة في المكتبات لاكتشاف الضائع من كتب هذه الدورة، وإضافة معلومات لما ورد في هذا البحث.

– تحقيق ودراسة مخطوطة “كتاب في معرفة الليالي والأيام ومعرفة النجوم وأشهر الروم”، للقاسم بن أحمد القاسمي، وهو مخطوط في دار الكتب المصرية.

تحقيق ودراسة كتاب”أسماء الشهور والأيام”، لعبد الرحمن المرشدي، أبو الوجاهة، (ت1037هـ)، وهو مخطوط في نور عثمانية برقم (3674)، في 76 ورقة، ويحتاج إلى محقق ذي ثقافة فقهية عالية، يستطيع تخريج الأقوال الفقهية المذكورة فيه من الكتب العمدة في كل مذهب، لا سيما المذهب الحنفي الذي يتمذهب به أبو الوجاهة، بالإضافة إلى معرفة بتخريج الحديث لا سيما أحاديث الأذكار، وثقافة عروضية تعينه على ضبط الشعر ضبطا عروضيا.

-يحتاج كتاب أبي عمر الزاهد لإعادة مقابلة على النسخة التي ذكر المعيبد أنه حقق الكتاب عليها، فإن احتاج الأمر أعيد تحقيقه مرة أخرى.

– جمع ما أخلت به المعاجم ويوجد في هذه الكتب من ألفاظ.

– مشكلة الخلط في نسخ كتاب الفراء الثلاثة، وذكر نقول عن الكسائي وعن ابن كناسة عصري الفراء، والمتوفى (206هـ)، واختلاف بعض النصوص المنقولة عنه في الكتب، تحتاج إلى بحث ودراسة، لمعرفة الأصيل والدخيل من كتاب الفراء، ويساعد على هذا البحث وييسره توافر ثلاثة كتب متأخرة عن الفراء ونقلت عنه كثيرا، ويكون منهجه مطابقة هذه النقول مع كتاب الفراء.

– جمع كتب الفن كلها في موسوعة واحدة تشمل نص الفراء أولا باعتباره رائد هذا الفن، ثم الكتب الأخرى مرتبة ترتيبا تاريخيا؛ أو أن يوضع أشملها وهو كتاب أبي الوجاهة في الصدارة ثم تتبعه بقية الكتب في الصفحة نفسها في الموضوعات المشتركة؛ وفائدة هذا أنه يساعد على المقارنة بسهولة بين هذه النصوص، ومعرفة تطور المعالجة، ويساعد على الوقوف على الأخطاء في تحقيقات هذه الكتب، وقد حدث هذا الجمع في موسوعة واحدة في فن غريب القرآن.

وبعد، فلا أدعي الحصر النهائي في هذا البحث، فهذا لا يدعيه من له أدنى معرفة بطبيعة تراثنا ومشاكله، ولكني استنفدت الوسع، واستقريت ما وصلت إليه اليد، والإضافة واردة على أي حال، حالما يفتح الله مغاليق خزائن المخطوطات، ويجبر خاطر الباحثين في التراث بلوامع الكشوفات.

********************************************************************************************

([1])  انظر للباحث: “الدورة التراثية لفصيح ثعلب”، مجلة العلوم الإنسانية، جامعة تندوف، الجزائر، العدد الأول، شهر يوليو، 2017م، (ص19-32)، على الرابط: (https://sites.google.com/view/journalofhumansciences-cutdf/home)

([2])  انظر للباحث: “الدورة التراثية لتنقيح الزركشي”، موقع الألوكة على الرابط: http://www.alukah.net/library/0/61484)/)

([3])  انظر البحث السابق.

([4]) انظرها على الرابط:

(https://www.qdl.qa/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/archive/)).

([5])  انظر مقدمة تحقيق كتاب الأيام والليالي والشهور، للفرَّاء(ت207هـ)، حققه إبراهيم الأبياري، دار الكتب الإسلامية، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط2، 1980م، ومقدمة تحقيق كتاب يوم وليلة لأبي عمر الزاهد(ت245هـ)، حققه محمد جبار المعيبد، مجلة معهد المخطوطات، العدد24، المجلد2، (ص232). نوفمبر، 1978م.

([6]) عدد إبراهيم الأبياري رحمه الله في مقدمة تحقيقه لكتاب الأيام والليالي والشهور للفراء، كتب التراث اللغوي في الأيام والليالي والشهور، وعد منها كتاب الأيام والليالي لثاوذوسيوس، وعده مفقودا. وهذا خطأ من ناحيتين: الأولى أن هذا الكتاب ليس لغويا بل فلكيا. والخطأ الثاني أنه ليس مفقودا، بل له نسخة متاحة على الرابط:

(https://www.qdl.qa/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/archive/81055/vdc)).

([7]) تحقيق سنة وفاة قُطْرُب: أثبت العلامة المرحوم حاتم صالح الضامن وفاة قطرب على غلاف كتابه الأزمنة وتلبية الجاهلية (ت بعد 206هـ) وهكذا ذكرت كتب ترجمته، وفي أول صفحة في المخطوطة سند يثبت أن قطربا أملى كتابه عام 210هـ؛ فكان حقه أن يثبت: توفي بعد 210 هــ، وذكرت إحدى نسخ كتاب البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي أن تاريخ وفاته(226هـ) وعد المحقق ذلك تحريفا، والغالب أن هذا هو تاريخ وفاته الصحيح والله أعلم! وانظر مقدمة تحقيق الأضداد لقطرب، تحقيق حنا حداد، (ص20).

([8]) ذكره في شرح فصيح ثعلب، ص(451)، تحقيق عبد الله عمر الحاج إبراهيم وآخرين، مركز البحوث والتواصل المعرفي، ط2، 2017م. والنقل الذي ذكره موجود في المختصر الذي حققته.

([9]) أعيان الشيعة (5/422).

([10]) نشر على موقع الألوكة، على الرابط: (http://www.alukah.net/literature_language/0/121331/).

إرسال المشاركات لنشرها في مشروع “تراثنا” يتم عبر هذا الإيميل
turathuna@malecso.org