مؤتمر التراث العربي والإسلامي يؤكد: العمل متواضع والمثاقفة خجولة والحضور حضور النص لا حضور الخطاب

اختتمت يوم الخميس الماضي 22 فبراير 2018، فعالياتُ المؤتمرِ الدولي الثاني (التراث العربي والإسلامي: الرصيد والعمل والمثاقفة والحضور) الذي نُظِّم بشراكة بين المعهد ومركزِ تحقيق المخطوطات بجامعة قناة السويس، ومركزِ إحياء التراث العلمي العربي جامعة بغداد.

شارك في أطروحات المؤتمر 120 باحثا من عشر دُوَل، تركزت بحوثهم حول المحاور الرئيسة الأربعة: حراك الرصيد التراثي ونشأته ومساراته التاريخية، وتقويم خطط العمل فيه وجهود استكشافه، ووعي الأنا، ومثاقفة الآخر، وأخيرا حضوره في العصر.

وجرت فعاليات المؤتمر جميعًا على مدى اليومين 21، 22 فبراير 2018 في مقر معهد البحوث والدراسات العربية، باستثناء حفل الافتتاح الذي استضافته وزارة الثقافة المصرية، وأقيم في المسرح الصغير تحت رعاية معالي المدير العام للألكسو د. سعود الحربي ومعالي وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم، بحضور جمهرة كبيرة من أساتذة الجامعات المصرية المعنيين بالشأن التراثي والثقافي ورجال الإعلام، وألقيت فيه ست كلمات: المدير العام للألكسو، ومدير المعهد، والدكتور عاطف أبو النور نائب رئيس جامعة قناة السويس، والدكتورة إيمان صالح مهدي من جامعة بغداد، والدكتور أسامة سليم رئيس مركز تحقيق المخطوطات بجامعة قناة السويس، والدكتورة نبيلة عبد المنعم داود عن مركز إحياء التراث العلمي العربي.

وقد أكَّد الدكتور الحربي في كلمة الافتتاحية أنَّ التراث العربي الإسلامي تراث أصيل، يعكس ثراءه غنى مضمونه ومحتواه.

وقال: إن أمامنا تحدِّيات كبيرة، تتمثل في صون هذا التراث والمحافظة عليها، وكذلك للإفادة منه.

وقال: إننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالسعي الحثيث والمتسارع للاهتمام بتراثنا، وربطه بواقعنا المعاصر ومشكلاتنا الحضارية، حتى يساعدنا على فهم ذاتنا وبيئتنا وثقافتنا.

وثمَّن جهود المعهد في خدمة هذا التراث، وجهود الدول العربية سواء على مستوى الحكومات أو المؤسسات المدنية أو الأفراد.

ووجَّه الشكر لشركاء المنظمة: جامعة قناة السويس وجامعة بغداد، كما شكر وزارة الثقافة المصرية ممثَّلة بمعالي وزيرتها.

من جهة تطرَّق د. فيصل الحفيان مدير المعهد إلى أن التراث الفكري العربي والإسلامي يقع في قلب اهتمام المنظمة العربية للتربية والثقافة العلوم، من خلال ما يقدمه جهازها معهد المخطوطات العربية.

وقال: إن تراثنا هو –من دون مبالغة- أكبرُ تراث حي اليوم، لكنَّ العملَ فيه وله شديدُ التواضع والانكفاء كما أنَّ المثاقفةَ شديدةُ الخجل والانطواء، وهي ألزم ما تكون في عصر العولمة التي تجتاح الكون، وعليه فإن حضورَه في حياتنا ما زال غائبًا، وشبهَ غائبٍ، فإذا ما حضر كان حضورُه حضورَ النص لا حضور الخطاب.