نقد كتاب الفهرست للنديم

النشر الإلكتروني باعتماد المعهد

تراثنا

turathuna@malecso.org

متابعات (1)

نقد كتاب الفهرست للنديم

قابله على أصوله: د. أيمن فؤاد سيد

نشرة: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، بلندن 1430هـ – 2009م

 

قاسم السامرائي ومحسن العباس

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد…  فقد بذل الأخ الكريم الدكتور أيمن فؤاد سيد جهدًا مشكورًا في إخراج كتاب الفهرست للنديم، وعانى ما يُعانيه المحققُ الثبتُ الحصيف، ومع هذا لم يسلم تحقيقه من أخطاء هنا وهناك.

بيد أن السمة البارزة في تحقيق الأخ الكريم د. أيمن، هو إدخالُه نصوصًا كثيرةً في النص المحقق ليست من الكتاب؛ اجتهادًا منه، وهذا ما لا يقرِّه عليه المحققون الأثبات.

من أجل ذلك كله كان لا بد لنا من وقفة عَجِلة، نُدلِّل فيها على شيء مما ألمحنا إليه، ولعلها تكون وقفات وتأمُّلات في قابل الأيام.

ولله درُّ ابن الهيثم؛ إذ يقول في الشكوك على بطليموس: “الحق مطلوبٌ لذاتِه، فليس يعني طالبُه غيرَ وجوده، ووجودُ الحق صعبٌ، والطريق إليه وعرٌ، والحقائق منغمسةٌ في الشبهات، وحسنُ الظن بالعلماء في طباع جميع الناس، فالناظر في كتب العلماء إذا استرسل مع طبعه، وجعل غرضَه فَهْمَ ما ذكروه، وغاية ما أوردوه، حصلت الحقائق عنده هي المعاني التي قصدوا لها، والغايات التي أشاروا إليها، وما عصم الله العلماء من الزلل ولا حُميَ عِلْمُهم من التقصير والخلل… بل طالب الحق هو المتهم لظنِّه فيهم المتوقف لما يفهمه عنهم، المتبع الحجة والبرهان … والواجب على الناظر في كتب العلوم، إذا كان غرضه معرفة الحقائق، أن يجعل نفسه خصمًا لكل ما ينظر فيه … ويتَّهم أيضًا نفسَه عند خصامه، فلا يتحامل عليه ولا يتسمَّح فيه…”([1]).

وهذا كله ما عزمنا النية على اتباعه والسير على هداه إن شاء الله.

ولا بد أن نقول في البداية: إن الدكتور سيد قد عدَّ نسخة جستر بيتي ومكملتها نسخة شهيد علي “الأصلَ” الذي قابل عليه بقية النسخ، وبرَّر إقحام ما ليس في هذا الأصل من نسخة باريس بأن نسخة باريس قد تكون النسخة التي أصلحها الوزير المغربي، وأضاف إليها.

وهذا أمر قد لا يُوافق عليه؛ إذ كان عليه أن يشير إلى أي اختلاف في الحواشي، ولا يقحم ما ليس في النص فيه، ولذلك أخذنا عليه هذه الإقحامات التي أضافها  في النص المحقق ولم تأتِ في الأصل.

 

 

 

النقد

المجلد الأول، القسم 2:

الصفحة      السطر      نص الكتاب      الصواب

277         9          والصفادمة([2])     الصعافقة

قال أبو عبيد في غريب الحديث: في حديث عامر الشعبي، أنه قال: “ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذه ودع ما يقول هؤلاء الصعافقة.

وقال الأصمعي: الصعافقة قوم يحضرون السوق للتجارة ولا نقد معهم، وليس لهم رؤوس أموال، فإذا اشترى التجار شيئًا دخلوا معهم فيه، والواحد منهم: صَعْفَقي”([3]).

377      13         في حديث النديم عن زياد بن أبيه: “فإنه لما طُعن علية وعلى نسبه عمل ذلك [ودفعه] إلى ولده…” والصواب كما جاء في نسخة شهيد علي التي نقلها مظفر الفارقي([4]) من نسخة المؤلف وحاكى فيها خط النديم: “فإنه لما طعن عليه وعلى نسبه عَمِل ذلك إلى وُلْدِهِ”.

280        2       “فأجابه بما أمر. فأمر معاوية أن يدون وينسب إلى عبيد بن شرية …”، والصواب كما في نسخة جستر بيتي: “فأجابه بما أمر به معاوية أن يُدَوّن…”.

280       6     “والكيِّس النمري واسمه زيد بن الكيس”، والصواب: “والكيس النمري وابنه زيد بن الكيس”، كما جاء في نسخة جستر بيتي، وكما جاء عند ابن حجر إذ قال عن عبيد بن شرية: “وذكر محمد بن إسحاق النديم في الفهرست أنه روى عن زيد بن الكيس وعن أبيه الكيس” وابن حجر أثبت في معرفة الرجال([5]) من ياقوت في معجم الإدباء الذي عوَّل عليه المحقِّق.

وجاء في الوافي بالوفيات: “قال غير النديم: كان عبيد يروي عن الكيس النمري، وابنه زيد بن الكيس، وعن عبد ود الجرهمي، وعن الكسير الجرهمي”([6]).

294       5-6     أبو الفضل نصر بن مزاحم … و[مزاحم هو] مزاحم بن يسار المنقري، كذا ورد في نسخة جستر بيتي <يسار>.  والصواب نصر بن مزاحم بن سيَّار كما جاء في عنوان كتاب وقعة صفين – نصر بن مزاحم بن سيار المنقري – مكتبة آية الله المرعشي – قم – (1403هـ) وهو كذلك في كتب في الرجال والتراجم([7]).

299         7     كتاب نوافل العرب (كذا بالفاء) والصواب: نواقل (بالقاف) كما جاءت اللفظة واضحة جلية في نسخة جستر بيتي، وهن النسوة اللائي انتقلن في المنكح من قبيلة إلى أخرى، وهنا يبدر السؤال: هل وردت اللفظة بالفاء في كل النسخ التي قابل عليها النص؟ فهو لم يذكر ذلك.

والذي يبدو أن المحقق قد اطمأنَّ إلى قراءته بما جاء في عناوين كتب هشام الكلبي في صفحة 302، إذ يقول: كتاب النوافل يحتوي على نوافل قريش، نوافل كنانة، نوافل أسد، نوافل تميم، نوافل قيس، نوافل إياد، نوافل ربيعة، كتاب تسمية من نفل من عاد وثمود والعماليق وجرهم وبني إسرائيل من العرب وقصة الهجريين وأسماء نوافل قضاعة، نوافل اليمن …”

والصواب في ذلك كله: نواقل بالقاف وليس بالفاء.

300         18    سكينة ابنة الحسين عليه السلام ولكن جاء في نسخة جستر بيتي: “عليهما السلام“. ولم يشر إلى ذلك المحقق.

301         5      قال إسحاق الموصلي: كنت إذا رأيت ثلاثة يرون ثلاثة يذوبون. إذا رأى الهيثم بن عدي …، ولكن جاء في نسخة جستر بيتي: “…ثلاثة يرون ثلاثة يدنون…” ( غير منقوطة) ولم يشر إلى ذلك المحقق.

302       15     “كتاب ادعاء زياد بن معاوية”، والسؤال هنا: متى كان زياد بن أبيه ابنًا لمعاوية؟ والصواب كما في نسخة جستر بيتي: “ادعاء زياد معاوية”؛ إذ جاء بعد ذلك مباشرة “أخبار زياد بن أبيه”.

وفي معجم الأدباء الذي عوَّل عليه المحقق كثيرًا جاء: ” كتاب ادعاء معاوية زيادًا”، وهذا الادِّعاء مشهور عند الخبراء بالتاريخ وبالتحقيق، وهو الصواب([4]).

303      1    “كتاب المساجرات، كتاب المنافلات”، والصواب: كتاب المشَاجَرات، كتاب المُنَاقِلات.

304       5     “كتاب مروان القرظ [كتاب السيوف]”، ما بين المعقوفتين لم يرد في نسخة جستر بيتي، فمن أين جاء بها المحقق؟ وكتاب السيوف مذكور قبل هذا في “كتبه في أخبار الأوائل” من قائمة كتب هشام الكلبي نفسه.

304      10    “من هاجر وأبوه <حي>”، وفي نسخة جستر بيتي: “من هاجر وأبوه”، فمن أين جاء بكلمة <حي>؟ فإنه لم يشر إلى ورود الكلمة في أي نسخة أخرى بل إنها لم ترد في قائمة كتب هشام الكلبي التي ذكرها ياقوت في كتابه.

305       11     “كتاب يوم شنيف، كتاب الكلاب وهو يوم النَّشَّائِيّن“، والصواب: كتاب يوم شُنيق، كتاب الكلاب وهو يوم السنابس، كما وردتا على الصواب في قائمة كتب الكلبي عند ياقوت.

306       4-5     “إياد عك”، وعلى نسب اليمن”، والصواب: “إياد وعك وعلى.   نسب اليمن”، فقد خلط المقابل فاردف “وعلى” بـ: نسب اليمن فجاء: إياد. عك. على نسب اليمن.

312       5-11     “كتاب نسب طي [كتاب مديح اهل الشام]. كتاب حلف كلب وتميم وحلف ذهل وحلف طي وأسد [كتاب تاريخ العجم وبني أمية] …. [كتاب مداعي أهل الشام].

إن كل ما حصره بين معقوفتين لم يرد في نسخة جستر بيتي، فمن أين جاء بهذه الإضافة فأقحمها في النص من دون أن يشير إلى ذلك؟ وهذا كثير جدًّا في الكتاب.

312       11       “كتاب النوافل”، والصواب: النواقل. كما تقدَّم.

313       5-7     “خطبة المصرين مكة والمدينة… كتاب مقتل خالد بن عبد الله القسري والوليد بن يزيد ويزيد بن خالد بن عبد الله”، ولكن ورد في نسخة جستر بيتي: “خطب المصرين مكة والمدينة … كتاب مقتل خالد بن عبد الله القسري والوليد بن يزيد ويزيد بن خلف بن عبد الله”. ويزيد بن خلف هنا تصحيف “خالد” بن عبد الله القسري، إلا أن المقابل لم يذكر لنا اختلاف القراءات في النسخ.

315-316      11-14     “قال وحفص الفرد وأبو شَمِر([8]) وأبو الحسن المدائني وأبو بكر الأصم وأبو عامر([9]) وعبد الكريم بن روح([10]) ستة كانوا غلمان معمر بن الأشعث”. والصواب: قال وحفص الفرد ومعمر وأبو شمر…..” كما جاء في نسخة جستر بيتي ومثل ذلك عند ياقوت([11]).

316     5-7     “تسمية المنافقين ومن نزل فيه القرآن منهم ومن غيرهم”، والصواب: “تسمية المنافقين ومن نزل القرآن فيه منهم ومن غيرهم”، كما جاء في نسخة جستر بيتي.

317    9      “كتاب خبر الحكم بن أبي العباس“، والصواب: “كتاب خبر الحكم بن أبي العاص“، كما ورد في نسخة جستر بيتي.

317     15   “كتاب عبد الله بن عامل بن كريز”، والصواب: “كتاب عبد الله بن عامر بن كريز”، كما ورد في نسخة جستر بيتي.

406   11 ابن البازيار … ابو علي أحمد بن نصر بن الحسين البازيار. وكان نديمًا لسيف الدولة وكان جده نصر بن الحسين من ناقلة سرَّ من رأى… والصواب: وكان أبوه نصر بن الحسين وليس جده، فقد جاء على الصواب عند ابن العديم في بغية الطلب 3/ 1276 نقلاً من الفهرست.

تمت

 والحمد لله نقدنا

 

[1]الشكوك على بطليموس، تحقيق عبد الحميد صبرة ونبيل الشهابي، دار الكتب، القاهرة 1971، 3-4.

[2] هذا التصحيف العجيب حدث في كل النسخ المخطوطة؛ لأنها كلها منقولة من النسخة التي نقلها المظفر الفارقي من نسخة النديم، وحدث أيضًا في كل النسخ المطبوعة.

[3] تاج العروس، ج26/20 وجاء ذكر اللفظة في الصادع في الرد على من قال بالقياس لابن حزم، تح مشهور بن حسن آل سلمان، الدار الأثرية، عمان 1429هـ /2008، 638 مع المصادر التي جاء ذكر اللفظة فيها.

[4] بغية الطلب لابن العديم 3/1176، 8/3736، 9/4208، 10/4742.

[5] الإصابة في تمييز الصحابة 3/101.

[6] الوافي بالوفيات للصفدي 6/325.

[7] نصر بن مُزاحم بن سيار المِنقري أبو الفضل، من طبقة أبي مخنف، أحد أصحاب السِّيَر، ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنِّفي الإمامية، الوافي بالوفيات للصفدي 7/ 331 وميزان الاعتدال للذهبي ولسان الميزان لابن حجر والأعلام للزركلي مثلاً.

[8] هو أبو شمر الحنفي، كما جاء في فضل الاعتزال وطبقات المعنزلة، ط2، تح فؤاد سيد، الدار التونسية 1306هـ/1986، 268.

[9] هو أبو عامر الأنصاري، فضل الاعتزال وطبقات المعنزلة، 333.

[10] هو أبو سعيد عبد الكريم بن روح الغفاري العسكري، تهذيب التهذيب 6/672 وفضل الاعتزال وطبقات المعنزلة 344.

[11] معجم الأدباء، دار الكتب العلمية، بيروت1411هـ/ 1991م، 4/222.