صدور عددٍ جديدٍ مِن مجلَّة المعهد المحكَّمة

 

صدرَ مؤخَّرًا الجزء الأول مِن المجلة (63)، من مجلة المعهد المحكَّمة (رمضان 1440هـ  /  مايو 2019م)، وهي مجلةٌ علميَّةٌ نصفُ سنويَّةٌ، تُعنى بالمخطوطِ العربيِّ وقضاياه.

يضمُّ العددُ ثمانيةَ بحوثٍ، تندرجُ في خمسةٍ أبوابٍ رئيسة:

  • فثمَّةَ بحثان تعريفيان اثنان، أحدهما يُعرِّف بـ (الببليوغرافيا التحليلية لكُتب التراث)، وبـ (مُعجم مطبوعات التُّراث في المملكة العربية السعودية)، للدكتور أحمد بن مُحمَّد الضُّبيب، وهو الكتابُ الفائز بلقب (كتاب العام التراثي)، في احتفالية يوم المخطوط العربي لهذا العام؛ والآخر يكشفُ النِّقابَ عن جزءٍ أوَّلٍ مِن كتاب (ذهبيَّة العصر)، لابن فضل الله العمري (ت749هـ)، بعد أن اكتشفه الدكتور عبد العزيز المانع (كاتب البحث).
  • ونصٌّ ثراثيٌّ محقَّق لواحدٍ مِن أئمةِ القراءاتِ القرآنية في القرآن الخامس الهجريِّ، وهو أبو عبد الله أحمد بن أبي عمر الأَنْدرابيُّ (ت 470هـ)، ونصُّه المحقَّقُ هو (رسالة في طُرقِ القُرَّاء العشرةِ واختيار أبي حاتمٍ مِن طريق كتاب الغاية لابن مهران)، وقد قام على تحقيقِه أحمد محمد فريد، وهو أحدُ باحثي الدكتوراه المتخصِّصين في علم القراءات، بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنوَّرة.
  • وثلاثُ دراساتٍ: يتناول إحداها بالدرسِ ظاهرةَ (وقف المخطوطات والمكتبات في الحضارة العربيَّةِ الإسلامية)، فتعرَّضَ صاحبُها (الدكتور إبراهيم البيومي غانم) فيها إلى: مُطارحات المذاهبِ الفقهيَّة بشأنِ الوقفِ والمِلْكيَّة، واستمراريَّة وقف مخطوطات الكتبِ عبر العصور، ومَا صاحبَ تلك الظاهرة مِن تشريعاتٍ منظِّمة للملكيَّة الفكريَّة، وما الذي يمكنُ استشرافه مِن تلك التجربة التاريخية (الوقف) في ضوء القوانين الحديثة. أمَّا الدراسةُ الثانية فهي تخصُّ لغةَ (علم التحقيق) ومصطلحاتِه، ومعلومٌ أنَّ (التحقيق) بحاجةٍ مُلِحَّةٍ إلى الكثيرِ مِن الجُهْدِ والدراسةِ حتى تستقرَّ لغتُه الخاصَّة، وتتحدَّد مصطلحاتُه شديدةُ الاختلاطِ واللَّبْسِ. فتُعرِّف الدراسة بمُصطلح (إصلاح النصِّ)، وهو جهدٌ بنَّاء قامَ به الدكتور حمزة البكري، وقد سبقَ للمجلَّةِ أنْ نشرَتْ ـ مِن قبلُ ـ في هذا السياق بحثَيْنِ للدكتور محمود مصري، يتعلَّقان بمُصطلحيْ (تحرير النصِّ)، و(ترميم النصِّ). أمَّا الدراسةُ الثالثةُ فتتوقف عند (خصائص التأليف الببليوغرافي في كشف الظنون)، وهي درسٌ منهجيٌّ رصينٌ بقلم الدكتور عبد الله الرُّشدي، لعمل ببليوجرافيٍّ موسوعيٍّ (كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون) ألَّفَه مصطفى بن عبد الله الرُّومي، المعروف بحاجي خليفة (ت 1067هـ)، يقفنا فيه الرُّشدي على الرؤية الناضجة الواسعة التي صدرَ عنها الكتاب، والتي جعلت منه مصدرًا لا يستغني عنه باحثٌ في التراث.
  • وعلمٌ مِن أعلامِ التراثِ في العصرِ الحديثِ، يُعرِّفُ به الدكتور عبد السلام الهمَّالي مِن خلال مُقاربتِه الوصفيَّة (جهود محمد مسعود جبران في تحقيق كُتب التراث)، فيكشف الهمَّالي ابتداءً عن تاريخِ تحقيق النصوص في ليبيا، ثم يدلفُ إلى الحديثِ عن البدايات المبكِّرة لجُبران، والدوافع التي أدَّت به إلى خوضِ هذا الحقلِ الخصيبِ زمَنَ شبابه، ثُمَّ عند الاتصال بأطروحته العلمية، كما يتحدَّثُ الهمَّالي عن مذهبِ جبران في التحقيق، وإعادة نشر النصوصِ مستقلَّةً بعد أنْ كانت مدرجةً في كُتبٍ أخرى.
  • وترجمةٌ عن الإنجليزية لدراسةٍ كوديكولوجية لنُسخةٍ خطيَّةٍ مِن كتاب سيبويه، يُرجَّحُ أنَّها تحملُ روايةً كوفيَّةً فريدةً لـ (الكتاب)، وقد تفرَّقت أجزاؤها بين ميلانو، وقازان، ولندن. الدراسةُ للدكتور جون درويل (Jean Drule) مدير المعهد الدومنيكي للدراسات الشرقية بالقاهرة، والترجمة إلى العربية مع إعادة البناء لتامر الجبالي.