الحلقات التدريبية المتخصصة | 1 | قراءة النص المخطوط

(1)
قراءة النص المخطوط
(15- 17 من رمضان 1442هـ / 27- 29 مِن إبريل 2021م)

الفكرة

المخطوطُ العربيُّ كائنٌ تاريخيٌّ تتشعَّبُه كثيرٌ مِن العلومِ، وإنْ طغى عليها (علم تحقيق النصوص). ورغم إيمان جمهرةِ المراكز البحثية والأكاديمية بأنَّ هذه العلوم قائمةٌ على دُعامتَيْنِ رئيستَيْنِ: النَّظرِ والتطبيق، وأنَّ النظرَ ـ على أهميَّتِه ـ لا يُغني عن التطبيقِ = فإنَّ كثيرًا منها لا يزال يتجه بأنشطتِه التدريبية نحو الجانب النظريِّ المكرورِ، دون الخوضِ في غمارِ التطبيقِ وإشكالاتِه الدقيقة.

تأتي هذه (الحلقات التدريبية المتخصِّصة)، لتتناولُ بعضًا مِن قضايا المخطوط العربيِّ (القراءة ـ التوثيق ـ الخوارج ـ أعمار المخطوطات)، تتنوَّعُ مشاربُها وموضوعاتُها مِن جهةٍ، وتتوحَّدُ في الوسيلةِ والغايةِ مِن جهةٍ أخرى؛ فالوسيلةُ هي التطبيقُ الخالصُ الذي أُخلصت له هذه الحلقاتُ إخلاصًا، والغايةُ هي إثقالُ المتدرِّبين بالمهارات اللازمة في هذه القضايا، وتمكينها في نفوسهم بصورةٍ عمليَّةٍ يُسْهِمون في إعدادها مع المحاضرِ؛ لذا ستُرسل إليهم التكليفاتُ التطبيقية قبلَ موعدِ كلِّ حلقةٍ بوقتٍ كافٍ لمعاناتِها والعملِ عليها.

أمَّا هذه الحلقةُ (قراءةُ النصِّ المخطوط)، فهي تتناولُ ـ بالفهمِ والممارسة التطبيقية ـ عدةَ موضوعاتٍ تُوَاجِهُ المُشْتغلَ بالمخطوطِ العربي (نشرًا، ودرسًا، وفهرسة، وتأريخًا)، ولا يكادُ يجدُ لها تفسيرًا أو تأويلًا أو قراءةً سليمةً تتجه به إلى معنىً مقصودٍ، مِن مثل: الرموز والمختصرات والعلامات المُستعملة في النِّساخةِ القديمة، أو قيود الخوارج المُتنوِّعة الصياغة والعبارة والمقصد، أو تلكمُ الصُّور والرسوم والأشكال وما تُمثِّلُه مِن نصٍّ رئيسٍ يُكمل مُرادَ المؤلِّف ومقصدَه، أو نصوصٍ موازية مُتداخلةٍ لا يُفهم نصُّ المؤلِّف ـ في كثيرٍ مِن الأحيانِ ـ إلا بقراءتها وتحليلها.