منظومة دورات التحقيق الموضوعي | 5 | تحقيقُ النُّصوصِ الفقهيَّةِ والأُصوليَّةِ

منظومة دورات التحقيق الموضوعي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (5) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحقيقُ النُّصوصِ الفقهيَّةِ والأُصوليَّةِ

الفكرة

تأتي هذه الدورةُ الموضوعية (تحقيق النصوص الفقهية والأصولية) بعد أربعِ دورات موضوعية سبقتها، ابتدأها المعهد مطلع عام 2017م، ورأى فيها أنَّ لكلِّ نصٍّ تراثيٍّ خصوصيتَه المُستمدَّةَ مِن الحقل المعرفيِّ الذي ينتمي إليه، وإن تشابهت الخطواتُ الإجرائية لعملية تحقيقِ النصوص.
ولعلَّ واحدةً مِن فروضِ التحقيقِ أنْ يكونَ المحقِّقُ على دراية كبيرةٍ بالعلمِ الذي ينتمي إليه النصُّ، وهي درايةٌ بمباحثِه وقضاياه ومسائله ومصادره الأصول التي صُنِّفت فيه، بالإضافةِ إلى المعرفةِ برموزِه ومختصراتِه ومصطلحاتِه التي يمتازُ بها عن غيره مِن العلومِ. تلك الدراية لازمةٌ لمَن يُريد أنْ يخدمَ النصَّ التراثيَّ خدمةً حقيقيَّةً، يصبح العملُ بدونِها نشرًا لا تحقيقًا، بل رُبما يستحيلُ عبثًا يُؤاخَذُ عليه المرءُ ويُقدح.
تتغيَّا هذه الدورةُ الكشفَ عن مسائلِ علمَيْنِ رئيسَيْن (علم أصول الفقه، وعلم الفقه)، وصلت إلينا نصوصُهما مُبكِّرًا منذ القرن الثاني الهجري ـ وإنْ كان التفكيرُ الأصوليُّ والفقهيُّ قد عُرِفَ ومُورسَ منذ عهد الصحابة في حياةِ النبي ﷺ ـ وامتدت على مدار قرون عديدةٍ، فكانت من أغنى النصوص وأعلاها حساسية؛ لما تتضمَّنُه مِن أحكام شرعية، ومسائل الحلال والحرام.