المعهد ينعى المحقق الكبير محمد الدالي

المعهد ينعى المحقق الكبير محمد الدالي
(1953- 2021م)
نعى معهدُ المخطوطات العربية شيخَ المحقِّقين المعاصرين الأستاذ الدكتور محمد أحمد الدالي، الذي وافته منيتُه بدمشقَ، صباح أمس (الأحد) (16 مِن ربيع الآخر 1443هـ ـ 21 مِن نوفمبر 2021م)، عن عمر ناهزَ 68عامًا.
وُلِدَ الراحلُ في بلدة (مصياف) السورية في الأول مِن أغسطس عام 1953م، وتحصَّل على الإجازة في الآداب من جامعة دمشق، بتقدير (امتياز)، سنةَ 1978م، ثُمَّ على درجة الماجستير بتقدير (امتياز) سنة 1982م، تحت عنوان: (سفر السعادة وسفير الإفادة، لعلم الدين السخاوي (ت 643هـ): دراسةٌ وتحقيق)، بإشراف الدكتور شاكر الفحَّام، وقد وصفَه في مقدَّمة العمل بعد صدورِه مطبوعًا بأنَّه: «شابٌّ مُكْتهلٌ في شبيبتِه: جِدًّا، ورصانةً، وانصرافًا إلى العِلْم، وحُبًّا لآثار السَّلَفِ»، ثُمَّ تحصَّل بالجامعةِ نفسِها على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف سنةَ 1987م، عن دراستِه لجامع العلوم الأصبهاني (ت 543هـ) وآثارِه، وتحقيق كتابه (كشف المُشكلات وإيضاح المُعضلات). وانتُخب عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية بدمشق سنةَ 1998م، إلى جانبِ تدرُّجه في السلك الجامعي بجامعة دمشق: مدرِّسًا (1989- 1994م)، فأستاذًا مُساعدًا (1994- 2000م)، فأستاذًا (2000- 2001م)، ثم انتقل للعمل أستاذًا بجامعة الكويت، حتى قُبيل وفاتِه بنحو عامَيْن.
خلَّفَ الفقيدُ أكثرَ من (50) كتابًا محقَّقًا ودراسةً، إلى جانبِ إشرافه على العديد مِن الرسائل الجامعية، وتقويمِه العديدَ مِن البحوثِ العلميَّة المُحكَّمة؛ ومِن تحقيقاتِه: (الكامل، للمبرد 285هـ) (مؤسسة الرسالة 1986م)، و(أخبارٌ في النحو، لابن أبي هاشم المقرئ 349هـ) (دار الجفان والجابي، 1993م)، و(تفسير غريب ما في كتاب سيبويه من الأبنية، للسجستاني 255هـ) (دار البشائر 2001م)، و(الإبانة في تفصيل ماءات القرآن، للباقولي 543هـ) (دار البشائر 2014م)، و(جواهر القرآن ونتائج الصنعة، للباقولي 543هـ) (دار القلم 2019م).
كان الفقيدُ على تواصلٍ دائمٍ بالمعهد ومجلَّتِه العلميَّة المُحكَّمة؛ فقد شارك ـ رحمه الله ـ في الدورة التدريبية المشتركة في (تحقيق النص التراثي)، التي أقامَها المعهد بدولة الكويت عام 2014م، بالتعاون مع المكتبة الوطنية، ومؤسسة الفرقان. واستقبلت مجلَّتُه عددًا وافرًا مِن بحوثِه العلمية الرصينة، مثل: (ملاحظات على كتاب أسماء الخيل للغندجاني، مج 29)، و(وقفات مع الديباج لأبي عُبيدة، مج 35)، و(نظراتٌ في شرح أمثلة سيبويه للجواليقي مج 42)، و(صلة الكلام في كتاب الجواهر للباقولي، مج 43)، و(نظرات في مسائل منسية من الخاطريات لابن جني، مج 45).
يُذكر أنَّه كان عازمًا على تحقيق (المُخصَّص)، لأبي الحسن ابن سيده (ت 458هـ)، بعد فراغِه من تحقيق (ديوان الفرزدق)، وقد ذلَّلَ له المعهدُ حصولَه على النُّسخ الخطية المختلفة للمعجم، ولغيره مِن المُعجمات اللغوية المساعدة .
رحمَ الله الفقيدَ؛ فقد كانَ عالمًا مِعْطاءً، وفيًّا لشيوخِه وأساتذته، لا يحبُّ الشُّهرة ولا الظُّهور، ولا يضنُّ بالعلم أو معرفةٍ، ولا يُمْسك عن النُصحِ أو التبصرةِ.