تدوين الكتابات القديمة
يقول الجاحظ (ت255هـ):
«وكانوا يجعلون الكتابَ حَفْرًا في الصُّخور، ونَقْشًا في الحجارة، وخِلْقةً مُركّبةً في البنيان، فربّما كان الكتاب هو النَّاتِئ، وربّما كان الكتاب هو الحَفْر، إذا كان تاريخًا لأمرٍ جَسِيم، أو عَهْدًا لأمرٍ عظيم، أو موعظةً يُرْتَجَى نَفْعُها، أو إحياءَ شرفٍ يريدون تخليد ذكره، أو تطويل مدته».
كتاب الحيوان.
العلم قيد
يقول يوسف العش:
«الذاكرةُ أضعفُ مِن أن تتناول مادةَ العلم فتحفظها من الضَّياع وتَقِيها من الشُّرود؛ ولئن قَوِيت عند أُنَاٍس ووهنت عند آخرين، فشأنها دوما خيانة مَن يعتمد عليها ويتقِ بها. هذا، والعلمُ يأبى الخيانةَ، ويبتغي الإخلاصَ، فلا نصير له إلا التقييد ، ولا حافظ من ضياعه إلا التَّدوين».
نشأة تدوين العلم في الإسلام، مجلة الثقافة، ع351، 1945م، ص14.