أنداء تراثية | شهر أكتوبر


التحقيق ميدان صعب

يقول شوقي بنبين:

«إن ميدانَ التحقيق ميدانٌ صعب، فلا يلجه إلا الموهوبُ الذي رُزِق موهبةَ الغوص في أعماق المخطوطات، وحظي بميزة الصبر على المواظبة على البحث في النُّسخ القديمة، بالإضافة إلى كفاءة علمية كبيرة وتجربة راسخة وعلم غزير، وحتى العلم الغزير لا يكفي إذا كان غير مصحوب بالموهبة».

في الكتاب العربي المخطوط، 2013م، ص 207.


تواصل حضاري

يقول دكتور عبد العال الشامي (ت2015م) :

«لقد كان الإدريسي همزةَ الوصل بين الشرق والغرب بحُكم البيئة التي أبدعَ فيها خرائطه، كما كان سبيلا لانتقال النشاط الخرائطي من الشرق الإسلامي إلى الغرب الأوروبي، ولقد ظل الاعتماد على خرائطه في أوروبا حتى القرن السادس عشر الميلادي».

جهود الجغرافيين المسلمين في رسم الخرائط1 / 75، ضمن بحوث في جغرافية مصر في العصر الوسيط، أ.د. عبد العال الشامي، تقديم وتحرير أ.د. جيهان أبو اليزيد، 2024م.


حوامل الكتابة

يقول أبو العباس القلقشندي (ت 821 هـ) :

«كان أهلُ الصّين يكتبون في ورق يصنعونه من الحشيش والكلإ، وعنهم أخذ الناسُ صنعةَ الورق، وأهلُ الهند يكتُبون في خِرَق الحرير الأبيض، والفُرْسُ يكتبون في الجلود المدبوغة من جلود الجواميس والبقر والغنم والوحوش؛ وكذلك كانوا يكتبون في اللِّخاف (بالخاء المعجمة): وهي حجارة بيض رِقاق، وفي النُّحاس والحديد ونحوهما، وفي عُسُب النخل (بالسين المهملة): وهي الجريد الذي لا خُوصَ عليه، واحدها عَسِيب، وفي عظم أكتاف الإبل والغنم. وعلى هذا الأسلوب كانت العربُ لقربهم منهم».

صبح الأعشى، دار الكتب المصرية، المطبعة الأميرية بالقاهرة، 1913م، 2/475.


القلم الحِمْيري

يقول أبو الفرج النديم (ت380هـ):

«زعم الثِّقةُ أنه سمع مَشايخَ مِن أهل اليَمَن يقولون: إنَّ حِمْيرَ كانت تكتب بـ «المُسْنَد» على خِلاف أشكال ألفٍ وبَاءٍ وتَاءٍ، ورأيتُ أنا جُزءًا مِن خِزانة المأمون ترجمته: «ما أمَرَ بِنَسْخِه أميرُ المؤمنين عبد الله المأمون -أكرمه الله- مِن التَّراجم»، وكان في جُمْلَتِه القلم الحميري، فأثبتُ مِثاله على ما كان في النُّسخة».



مكانة المكتبة الشخصية

يقول محمود محمد شاكر:

«فيها صموت لا ينطقون ولا يتحركون إلا إذا أذنت لهم، وإذني أن أمد يدي إلى أحدهم ضارعا مستميحا. أسأله أن يتفضل علي بشيء من معروف يزيل شكلي، أو يرفع عني حيرتي أو يحيي مواتًا في نفسي، أو يرفع غشاوة غطّت على بصري أو يجلو صدأً ران على بصيرتي، ويتمادى الأمر بيني وبينه شيئا فشيئا، فأحاوره ويحاورني، وأجاذبه أطراف الأحاديث ويجاذبني، حتى إذا بلغ مني الجهد طويت ما بيني وبينه ورددته إلى تابوته وإلى صمته محفوفا بالتكريم والشكر».

مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، الجزء 52، 1983مـ ص 209.