أنداء تراثية | شهر يناير 2025

وحدة التراث الأدبي

يقول شوقي ضيف:

«أمتنا العربية ذات تراث أدبي واحد يعبر عن مشاعرها وخواطرها وقلوبها وعقولها في جميع جوانب حياتها الروحية والوجدانية والعقلية والاجتماعية، وهي وحدة كفل القرآن لها خلودها واستمرارها حيّة نضرة على تعاقب الأزمنة بما أتاح لها من بلاغة معجزة لم تتح للغة من اللغات، بلاغة تروع الأسماع روعة شديدة وتأخذ بمجامع القلوب.»

في التراث والشعر واللغة، دار المعارف، القاهرة، 1987م، ص 27.


الإنفاق على الكتب

يقول الجاحظ:

«الإنسان لا يعلمُ حتى يكثرَ سماعُه، ولا بدّ من أن تكون كتبُه أكثر مِن سماعِه ولا يعلمُ، ولا يجمع العلم، ولا يُختلَف إليه، حتى يكون الإنفاقُ عليه مِن مالِه، ألذَّ عنده مِن الإنفاق مِن مال عدوِّه. ومَن لم تكن نفقتُه التي تخرج في الكتب، ألذّ عنده من إنفاق عُشّاق القيان، والمستهترين بالبنيان، لم يبلغ في العلم مبلغًا رضيًّا. وليس ينتفع بإنفاقه، حتى يُؤثر اتّخاذ الكتب إيثار الأعرابي فرسه باللبن على عياله، وحتى يُؤمِّل في العِلم ما يؤمّل الأعرابي في فرسه».

كتاب الحيوان، تحقيق عبد السلام هارون، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، ط 2 ، 1965م، 1/55


أنواع التأليف
إن التأليفَ على سبعة أقسامٍ، لا يُؤلِّفُ عالمٌ عاقلٌ إلا فيها. وهي:
إما شيءٌ لم يُسبَق إليه، فيخترعه.
أو شيءٌ ناقصٌ يتمِّمه،
أو شيءٌ مُغلقٌ يشرحه،
أو شيءٌ طويلٌ يختصره، دون أن يخلّ بشيء من معانيه،
أو شيءٌ مُتفرِّقٌ يجمعه،
أو شيءٌ مُختلطٌ يرتبه،
أو شيءٌ أخطأ فيه مُصنِّفُه، فيُصلحه.
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، تحقيق بشار عواد، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 2021، 1/116.