أنداء تراثية | شهر فبراير 2025

نزهة الأديب وروضة الطالب

ذكر الخطيب البغدادي في (تقييد العلم):

«قال بعض العلماء: الكتابُ تؤدِّبُك عجائبه، وتُسرُّك طرائفُه، وتُضحكُك مُلحه ونوادره، وهو نُزهةُ الأديبِ عند لذّته، ومُتعتُه عند خلوته، وتُحفتُه عند نشاطه، وأُنسُه عند انبساطه، ومُستراحُه مِن همِّه، ومَسلاتُه مِن غمِّه، وعِوضُه مِن جليسِ السُّوء وسخف الأماني ومُستقبحِ الشَّهواتِ، وهو روضةُ مجلسِه».

تحقيق يوسف العش، المعهد الفرنسي بدمشق، 1949م، ص 128


وصف الكتب

مما أورده أبو حيان التوحيدي في (البصائر والذخائر) قول الشاعر:

لنا جُلساء ما نَملُّ حديثَهُم                            أَلِبَّاءُ مَأْمونون غيْبًا ومَشهدا
يُفِيدونَنا مِن علمِهم عِلمَ مَن مَضَى                  وحكمًا وتأديبًا ورأيًا مُسدَّدا
بلا كَلفٍ يُخشَى ولا سُوءِ عِشرةٍ                    ولا نتَّقي مِنهم لسانًا ولا يدا
فإن قلتُ أحياءٌ فلستُ بكاذبٍ                 وإنْ قلتُ هُم مَوتى فلستُ مفنَّدا

تحقيق وداد القاضي، دار صادر، بيروت، ط1، 1988م، 3/164


تفنن العرب في الهندسة

يقول محمد كرد علي:

«وللعرب في باب الهندسة الإبداع الذي أقرَّهم عليه كلُّ عارف، ولم ينازعهم فيه مُنازع، ولم يخترع العرب أبنية خاصّة بهم، بل تجلّى في هندستهم حبُّهم للزخرف واللطف، واخترعوا القوس المقنطر ورسم البيكارين، وجعل تفننُهم في هندسة القباب والسُّقوف والمعرشات من الأشجار والأزهار لجوامعهم وقصورهم بهجةً لا يبلى على الدهر جديدُها، ودلَّت كل الدلالة على إيغالهم في حب النقوش والزينة، كأن أبنيتهم ومصانعهم هي قماش من أقمشة الشرق تفنن حائكها في رقشها ونقشها.»

الإسلام والحضارة العربية ، مطبعة دار الكتب المصرية، ط1، القاهرة، 1934، 1/224-225.