رحلة «الأصل المَيْدومي» مِن «صحيح مسلم» المقروء على الدمياطي كتبه: صلاح فتحي هَلَل

النشر الإلكتروني باعتماد المعهد

مقالات تراثية

تراثنا

turathuna@malecso.org

رحلة «الأصل المَيْدومي» مِن «صحيح مسلم»

المقروء على الدمياطي

صلاح فتحي هَلَل

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده. وبعد: فقد نسخ الميدومي بخطِّه نسخةً فريدة مِن «صحيح مسلم»، تحتفظ بها الآن مكتبة «نور عثمانية» بتركيا تحت رقم (1185، 1186)، وهي أصلٌ مهمٌّ يضاهي الأصول الكبار المعروفة مِن «صحيح مسلم».

مولد «الأصل» بالقاهرة

ويبدأ هذا الأصل بعد التسمية بإسناد النسخة (1/2/أ) قال: «أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصَّاعِدِيُّ الفُرَاويُّ. قال المأمونيُّ: وأنبأنا الشيخان الفقيهان: الوجيه بن طاهر الشَّحَّامِيُّ، وأبو الحسن إسماعيل بن عبد الغافر، كتابةً، قالوا: أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا الشيخ أبو  أحمد محمد بن عيسى بن عَمْرُوَيةَ بن منصور الجُلُودِيُّ، قال: حدثنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، قال: سمعتُ أبا الحُسين مسلم بن الحجَّاج القُشَيْرِيُّ الحافظ رحمه الله، يقول: الحمد لله رب العالمين» إلخ.

وينتهي المجلد الأول بنهاية كتاب الطلاق (1/ 299/ ب) وقال في آخره (1/ 300/ أ): «آخر كتاب الطلاق، وبتمامه تمّ النصف الأول مِن (صحيح مسلم)، ويتلوه في أول النصف الثاني إِنْ شاء الله تعالى: أول كتاب العِتق، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمدٍ النبي الأمين، وعلى آله وصحبه، وأزواجه وعترته وذريته، ورضي الله عن بقية الصحابة أجمعين. بلغتُ قراءةً لصحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري رضي الله عنه، وهو مِن هذه النسخة في مجلدين، هذه الأولى منهما، على الشيخ الإمام العالم الحافظ النَّسَّابَة، فخر الحفاظ، عمدة المحدثين، شرف الدين، أبي محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن الدمياطي([1])، بسماعه مِن فخر القضاة أبي الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجَبَّاب([2])، وأبي التُّقى صالح بن شجاع بن سيدهم المُدْلَجِيِّ([3])، قالا: أنا الشريف أبو المفاخر سعيد بن الحسين بن محمد بن محمد المأْمُونيُّ([4]).

ح قال الدمياطي: وأنا به في إذنه العام أبو الحسن المؤيَّد بن محمد بن علي الطوسي([5]). وأنا عنه سماعًا غير واحدٍ بمصر والشام، منهم الحسن بن محمد بن محمد البكري([6]) [بقراءتي عليه]([7]).

قالا([8]): أنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصَّاعِدِيُّ الفُرَاوِيُّ.

فَسَمِعَهُ الأمير الكبير العالم الفاضلُ علاء الدين الطبرس بن عبد الله الجَمْدَار المنصوريُّ السَّيْفِيُّ([9])، وولَدَاه: الأمير الكبير([10]) ناصر الدين أبو عبد الله محمد، وصلاح الدين خليل، والفقيه العالم الفاضل شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن شيخنا الإمام العالم الورع الزاهد بقية السلف فخر الدين أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور المقدسي الحنبلي([11]).

وسَمِع مِن أول كتاب الوضوء إلى آخر الكتاب: محمد بن شهاب الدين أحمد بن موسى الدَّاعِي([12]).

وسَمِع مِن أول كتاب الوضوء إلى (باب استبراء الحيوان)، ومِن (باب ما يُكَلَّفه المصوِّر) إلى آخر الكتاب: المولى فتح الدين يحيى([13]) ابن شيخنا الإمام العالم شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم المقدسي.

وصحّ لهم ذلك وثبت في مجالس آخرها يوم الأحد الحادي والعشرين مِن شهر رمضان عام ثمانية وتسعين وست مئة، بمنزل الأمير علاء الدين المذكور، أيَّده الله، بحارة([14]) برجوان([15])، مِن القاهرة حرسها الله تعالى.

وكتب أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس اليَعْمَرِيُّ. وكانت هذه النسخة حالة القراءة بيد الفقيه شمس الدين محمد ابن الشيخ فخر الدين بن علي، المذكور، وهو يُعارض بها، والشيخ يمسك أصله، والقراءة مِن نسختي، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين محمدٍ وآله وصحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا كثيرًا كثيرًا» اهـ.

وبذا ينتهي المجلد الأول مِن هذه النسخة.

ويبدأ المجلد الثاني بقوله: «بسم الله الرحمن الرحيم، وما توفيقي إلَّا بالله. أول كتاب العِتْق. باب مَن أعتقَ شِرْكًا له في عَبْدٍ. قال مسلمٌ رحمه الله: حدثنا يحيى بن يحيى» إلخ.

وفي نهاية المجلد الأول (2/ 334/ ب): «آخر (المسند الصحيح) ممَّا جَمَعَه الإمام الحافظ أبو الحُسين مسلم بن الحجاج القُشَيْرِيُّ النيسابوري، رحمةُ الله عليه ورضوانه. وانتهت كتابتُه على يد العبد الفقير إلى رحمة ربِّه، المُسْتَغْفِر إليه مِن خطئِه وذنبه: محمد بن محمد بن إبراهيم ابن أبي القاسم المَيْدُومِيُّ([16])، غفر الله له ورحم سلفه، وذلك في العشر الوُسَّطِ([17]) مِن شهر شعبان المعظَّم، سنة سبعٍ وسبعين وست مئةٍ، أحسن الله خاتمتها، بالقاهرة المعزّية، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمدٍ خاتم النبيِّين، وعلى آله وصحبه أجمعين» اهـ.

وفي آخر هذا المجلد الثاني أعاد سرد السماع المذكور في آخر المجلد الأول باختلاف يسير جدًّا في ألفاظه، فقال:

«سمع جميع كتاب (الصحيح) للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج رضي الله عنه، على شيخنا الإمام الكبير العالم الحافظ النَّسَّابة جمال الإسلام فخر الحفاظ بقية السلف شرف الدين أبي محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن الدمياطي، أيَّده الله تعالى، فسماعه غير مرةٍ على الشيخين: فخر القضاة أبي الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز الجَبَّاب([18])، وأبي التُّقى صالح بن شجاع بن سيّدهم بن محمد المُدْلَجِيِّ، قالا: أنا الشريف أبو المفاخر سعيد بن الحسين بن محمد([19]) المأْمُوني.

ح قال الدمياطي: وأنا الشيخ أبو الحسن المُؤَيَّد بن محمد بن عَلِيٍّ الطُّوسي، به في إِذْنِه العام، وأنا عنه سماعًا غير واحدٍ([20]) منهم الإمام الحافظ صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد البكري، بقراءتي عليه.

قالا – أعني: أبا المفاخر المأْمُونيَّ وأبا الحسن الطوسي -: أنا الإمام فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفُرَاوِيُّ([21])، قال: أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، قال: أنا أبو أحمد محمد ابن أحمد([22]) بن عيسى بن عَمْرُويَةَ الجُلُودِيُّ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن سفيان الزاهد، أنا مسلم.

وعن مسلمٍ بقراءة كاتب السماع: أبي الفتح محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن سيد الناس اليَعْمَرِي، رفق الله به؛ الجماعةُ السادة: العبد الفقير إلى الله تعالى الأمير الكبير المجاهد العالم الفاضل المؤيد علاء الدين الطبرس ابن عبد الله الجَمْدَار الملكي المنصوري السَّيفي، أدام الله عزه، ووفّر مِن الطاعة كنزه، وولداه الأميران الكبيران: ناصر الدين محمد، وصلاح الدين خليل، والشيخ الفقيه العالم الفاضل شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ الإمام العالم الزاهد الورع فخر الدين بركة المسلمين أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور المقدسي([23])، وهذه النسخة بيده يُعَارض بها حالة السماع، وسمع مِن أول كتاب الوضوء إلى قوله: (باب استبراء الحيوان)، ومِن (باب ما يُكلَّفه المصور يوم القيامة) إلى آخر الكتاب: المولى فتح الدين يحيى ابن الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم المقدسي، وسمع مِن أول كتاب الوضوء إلى آخر الكتاب: محمد ابن أحمد بن موسى الداعي، وصح وثبت في مجالس آخرها يوم الأحد لتسع بقين من رمضان المعظم، عام ثمانية وتسعين وست مئة، بمنزل الأمير علاء الدين الطبرس، المذكور، بحارة برجوان، من المُعِزِّيَّة القاهرة، والحمد لله، وصلى الله على سيد المرسلين محمد، وآله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل» اهـ.

ويستفاد محل «الأصل الميدومي» أثناء القراءة مِن قول ابن سيد الناس السابق في «السماع»: «وكانت هذه النسخة حالة القراءة بيد الفقيه شمس الدين محمد ابن الشيخ فخر الدين علي، المذكور، وهو يُعَارض بها، والشيخ يُمسك أصله، والقراءة مِن نسختي»اهـ.

فهذه أصولٌ ثلاثة، كانت موجودة حال القراءة، وقد دَلَّ الكلام على أَنَّ هذه النسخة حال السماع والقراءة كانت بيد رجلٍ عالمٍ إمامٍ فقيه، قد عَارَضَها بنسخة الحافظ الدمياطي، وصحَّحها عليها، فصارتْ بذلك صورة طبق الأصل مِن نسخة الحافظ الدمياطي.

ومِن جهة أخرى فقد كانت القراءة مِن نسخة ابن سيد الناس، وبذا وقعتْ المعارضة والمقابلة والتدقيق لهذه النسخة بنسختين مهمتين لعالمين وإمامين كبيرين، هما الدمياطي وابن سيد الناس.

وأَرَّخ ابن سيد الناس بخطِّه هذا السماع والمعارضة لهذه النسخة التي بين أيدينا سنة 698، بمنزل الأمير علاء الدين، بالقاهرة.

فيكون عُمْر هذه النسخة مِن تاريخ السماع المذكور عام 698 إلى الآن عام 1439 هو 741 سنة.

وكان المَيْدُومي قد انتهى مِن كتابة هذه النسخة كما نقلناه آنفًا: «في العشر الوُسَّطِ مِن شهر شعبان المعظَّم، سنة سبعٍ وسبعين وست مئةٍ».

أي قبل 21 سنة مِن مجلس السماع المذكور.

فيكون عُمْر هذه النسخة منذ كتابتها سنة 677 إلى الآن هو 762 سنة.

 

 

الانتقال إلى خزانة الطبرس ومنها إلى البرواني، ثم إلى القدس

ودخلت النسخة مِن يوم السماع المذكور سنة 698 على الدمياطي؛ ضمن خزانة الأمير علاء الدين الطبرس، وقد كتب على طرتها ما نصه: «الخزانة العالية المولوية الأجلية العالمية الأوحدية العلائية: علاء الدين الطبرس المنصوري، عَمَّرها الله بدوام عِزِّه»، وكتب بعد ذلك مباشرة، وبنفس الخط الكبير على طرة النسخة: «انتقل بحكم البيع إلى مِلْك العبد الفقير إلى الله تعالى: الأمير علم الدين سنجر البرواي([24])، أدام الله رفعته وأثابه الجنة» اهـ.

ولم يُذْكَر هنا تاريخ البيع تحديدًا، ولا إلى أين انتقلت النسخة بعد هذا البيع؟.

لكن الأمير سنجر البرواني كان مِن سكّان القاهرة هو أيضًا، وقد ذَكَرَه ابنُ حجر في «الدرر الكامنة» فقال: «سنجر البرواني، أحد الأمراء بمصر، ولم يزل يترقَّى حتى اختصّ بالمظفّر بيبرس في سلطنته، وكان يُعْتَقَد خيره، فلما رجع الناصر إلى السلطنة قبض عليه، فلم يزل إلى أنْ أفرج عنه بعد أنْ حجّ سنة 727، واستقرّ أمير طبلخاناة، وكان شجاعًا، قال القطب الحلبي: كان شيخًا كبيرًا مات فجاءة في الحمام في ربيع الآخر سنة 731»([25]).

ومع ذلك لا يُعرَف له اشتغال بالعلم والتسميع.

بعد ذلك ظهرتْ سماعات على النسخة في بيت المقدس، مما يدل على رحلة النسخة مِن القاهرة إلى القدس.

إذْ ظهرتْ على النسخة سماعات بعد نحو 71 سنة فما بعدُ مِن السماع المذكور آنفًا في كلام ابن سيد الناس، وبعد 38 سنة مِن وفاة الأمير سنجر البرواني، الذي تَمَلَّك النسخة بعد الأمير الطبرس.

ففي أسفل السماع الذي كتبه اليَعْمَرِيُّ (2/ 335/ أ) نجد سماعًا آخر بخط النَّدْرُومِيِّ سنة 769 ذكرَ فيه بعض أفراد آل المهندس، وذَكَرَ أنَّه قد سَمِع «الصحيح» على الشيخين: محي الدين يحيى بن يوسف بن يعقوب الشافعي، وفخر الدين محمد بن عبد الله بن إبراهيم المقدسي المعروف بالحاسب. ومِن أول المجلس الرابع منه إلى آخر الكتاب على الشيخ جلال الدين محمد بن محي الدين محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب السلمي الشافعي خطيب بعلبك.

وقال النَّدْرومِيُّ في آخر السماع المذكور: «وذلك في مجالس آخرهم يوم الجمعة ثالث عشرين رمضان المعظم مِن سنة تسعٍ وستين وسبع مئة، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا، وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل، كتبه محمد بن محمد بن يحيى النَّدْرُومِيُّ عفا الله عنه» اهـ.

والنَّدْرُومِيِّ: هو الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن يحيى النَّدْرُومِيُّ، توفي سنة 775، وقد ذكره السخاوي([26]) في أثناء ترجمة ابن حامد وغيره، وترجم له الزركلي([27])، وله ثبت، ذكره الزركلي، ونسخته الخطية متداولة بين الناس، وقد طُبع([28]).

وقد سَمِع الندرومي أيضًا بمصر، والشام عامةً، وبيت المقدس خاصة.

وعلى النسخة سماعات أخرى عديدة تدل على احتفاظ آل المهندس بهذه النسخة في حوزتهم لفترة طويلة، إِمَّا تَمَلُّكًا لها، وإِمَّا كَحَفَظَةٍ قائمين على وقفٍ هي ضمنه، وإِنْ كانت كثرة السماعات الخاصة بآل المهندس على النسخة؛ تثير التَّفَكُّر في هذه المسألة، وتبعث على ضرورة دراستها ضمن دراسةٍ عن آل المهندس وأخبارهم في بيت المقدس في هذه الفترة الزمنية، فعسى الله أَنْ يوفِّق لذلك مَن يقوم به.

وتنتشر هذه السماعات المشار إليها في آخر المجلدين (1/ 300/ ب) (2/ 334/ ب) بالمسجد الأقصى، بباب حطة، وبمسجد الصخرة، وغيرها.

منها سماع لأحمد ابن المهندس سنة 773، ومنها سماعان آخران لابن المهندس بالمسجد الأقصى سنة 778، وسنة 783. وهو أحمد بن محمد بن أحمد، شهاب الدين المعروف بابن المهندس، الشيرازي الأصل، ثم المقدسي، وُلِدَ سنة744، وتُوفِّي بالقدس سنة 803([29]).

وظلَّت النسخة تحت يد آل المهندس فيما يظهر مِن سماع سَمِيِّه الآخر أحمد ابن المهندس، الموجود على النسخة في سنة المؤرَّخ سنة 939 أي بعد السماع الأول سنة 773 المذكور آنفًا لسَمِيِّه بـ 166 سنة.

وابن المهندس الأخير: هو «(قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس أحمد مفتي المسلمين ابن شمس الدين أبي عبد الله محمد، الشهير نَسَبُه بابن المهندس، الحنفي، الناظر في الأحكام الشرعية بالقدس والخليل وما مع ذلك). حسبما ورد في صورة حُجَّة مُؤَرَّخَة في 17 ذي القعدة 896 هـ/1491م»([30]).

 

 

وأخيرًا إلى الوقف السلطاني

ثم انتقلت النسخة فيما بعدُ إلى تركيا، ودخلت في وقف السلطان عثمان خان ابن السلطان مصطفى خان، وكُتِبَ الوقف على طرتَي المجلدين بخط الحاج إبراهيم حنيف المفتش بأوقاف الحرمين، ووضع الحاج إبراهيم ختم السلطان فوق الوقف، بينما وضع ختمه هو تحت كتابة الوقف.

ونص هذا الوقف على طرة المجلد الأول ما يلي: «وقف عمدة ملوك الدوران، وسليل نخبة آل عثمان، محيي السنة، إمام الأمة: السلطان ابن السلطان ابن السطان: أبو المحاسن والمواهب: عثمان خان ابن السلطان مصطفى خان، لا زالت أياديه مصابيح الإقبال، ومساعيه الجميلة مفاتيح أبواب الآمال، وأنا الداعي لدولته: الحاج إبراهيم حنيف، المفتش بأوقاف الحرمين المحرمين، غفر له» اهـ.

 

خاتمة ونتائج

وبذا حطّ «الأصل الميدومي» رحاله في الوقف السلطاني، وظلّ بعيدًا عن أعين الحاسدين والحاقدين زمنًا، حتى أَذِنَ الله فانتشرتْ أخيرًا صور هذا الأصل في الناس، وتناقَلَتْهُ أيديهم.

وهنا تجدر الإشارة إلى بعض النتائج؛ منها:

أولًا: تناول الأيدي لهذه النسخة النفيسة مِن «صحيح مسلم»، بحيث كتبها الميدومي أولًا بخطِّ يدِه، ثم سُمِعتْ على الدمياطي، مقابَلَةً ومعارَضَةً بنسخته مع نسخة ابن سيد الناس.

فهي نسخة مقابلة ومعارَضَة على نسخةِ إمامين كبيرين هما: الدمياطي، وابن سيد الناس، وكانت القراءة مِن نسخة ابن سيد الناس، والدمياطي مُمْسِكٌ بأصله في يده، بينما كانت هذه النسخة بيد عالمٍ موثوقٍ به، وصفه ابن سيد الناس في كلامه السابق بقوله: «الشيخ الفقيه العالم الفاضل شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ الإمام العالم الزاهد الورع فخر الدين بركة المسلمين أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور المقدسي ».

وذلك كله في القاهرة المعزية، بمنزل الأمير الطبرس، وحضر معه السماع ولداه.

ثانيًا: انتقال النسخة مِن القاهرة إلى القدس، وهناك تُسْمَع النسخة على خطيب المسجد الأقصى، كما تُسْمَع على خطيب بعلبك، وتتناثر السماعات عليها في المسجد الأقصى، وتتعدَّد أماكن السماع فيه، مثل باب حطة، أو الصخرة، أو الجاولية بالقدس.

وبذلك خرجت النسخة مِن موطنها الذي وُلِدَتْ فيه، إلى بيت المقدس، حيثُ بقيت فيما يظهر لدى آل المهندس فترة طويلة، قبل أنْ ترحل لتستقرّ أخيرًا في تركيا، وتبقى هناك، إلى أنْ يأذن الله عز وجل، فتنتشر صورها الآن بين أيدي الناس في سائر بقاع الدنيا.

ثالثًا: كانت أكثر هذه السماعات في شهر رمضان خاصة؛ حيثُ أُرِّخَتْ أغلب السماعات المذكورة على النسخة في رمضان، عدا سماع واحد أُرِّخ في شهر رجب.

رابعًا: ومِن هذا العرض السابق، نقف على أهمية هذه النسخة الخطية بين أصول «صحيح مسلم»، كما نقف على جهود آل المهندس في خدمة العلم، وعنايتهم بسماعه، ورواج الحركة العلمية وسماع الكتب في بيت المقدس في رمضان خاصة.

خامسًا: وُلِد هذا الأصل مِن باطن أصولٍ أخرى سبقتْه، وجاء كفرعٍ عنها، وهكذا أصول الكتب، يولد بعضها مِن بعضٍ، سماعًا وكتابةً، قراءةً ومُعَارَضَةً، حتى يتصل نسب  العلم، وانسج على هذا ما شئتَ مِن كلامٍ حول صحّة أصول المسلمين، واتصال علومهم، وعنايتهم بدقة النقل، حتى صارت العناية بالنَّقْل والحفاظ على المنقول عِلْمًا قائمًا برأسه، له رجاله كما للمنقول رجاله.

فالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

*****

([1]) ذكره الفاسي في «ذيل التقييد» (3/ 102 رقم 1366)، وقال: «وسَمِع على صالح بن شجاع المُدْلِجِيِّ: صحيح مسلم» اهـ. وهو أحد شيخَيْه في إسناده هنا.

([2]) يأتي التعليق عليه بعد قليل.

([3]) قال الذهبي أثناء ترجمته في «سير النبلاء» (23/ 290): «وسمع (صحيح مسلم) مِن أبي المفاخر المأموني، وحدَّثَ به غيرَ مرةٍ، وله إجازةٌ مِن السِّلَفِيِّ، روى عنه: الحافظان المنذري وشيخُنا الدمياطي» إلى أن قال: «وكان دَيِّنًا، خَيِّرًا، خيَّاطًا، مُتَعَفِّفًا، قنوعًا، تُوفِّي في المحرم سنة إحدى وخمسين وستِّ مئةٍ».

([4]) فائدة: ومِمَّن سَمِع «الصحيح» مِن المأموني أيضًا: عوض بن محمود، فقد قال ابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه» (1/ 650): «وعوض بن محمود بن صاف بن علي بن إسماعيل الحميري المالكي البُوشي، شيخ صالح، لقيه ابنُ نقطة، وذكر له أنه سَمِع (صحيح مسلم) مِن سعيد بن محمد المأموني» اهـ.

وينظر: التعليق الآتي بعدُ على «الجُلُودِيِّ».

([5]) قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» (13/ 532): «وُلِد سنة أربع أو خمس وعشرين وخمس مئة، وسَمِع (صحيح مسلم) في سنة ثلاثين مِن أبي عبد الله الفُرَاوِي.. وطال عُمُره، ورحلَ الناس إليه مِن الأقطار، وكان ثقةً مُقْرِئًا جليلًا.. روى عنه خَلْقٌ كثير منهم: العلامة جمال الدين محمود الحصيري شيخ الحنفية، والإمام تقي الدين عثمان ابن الصلاح شيخ الشافعية.. وتُوفِّي ليلة الجمعة العشرين مِن شوال، وأراحه الله مِن التتار – خذلهم الله – فإِنَّهم بعد شهرٍ أو أكثر أخذوا البلاد واستباحوها».

([6]) قال الفاسي في «ذيل التقييد» (2/ 341 رقم 1004): «سَمِع على المُؤَيَّد بن محمد الطوسي (صحيح مسلم)» قال: «سَمِع منه الشيخ تقي الدين ابن الصلاح، وروى عنه الحافظ شرف الدين الدمياطي.. مات سنة ست وخمسين وست مئة في حادي عشر ذي الحجة بالقاهرة». وقد ذكره الذهبي في «السير» (22/ 326)، وقال في «ميزان الاعتدال» (1947): «أَكْثَرَ الناسُ عنه على لينٍ فيه» اهـ. ولم يعتمد الدمياطي عليه في رواية «الصحيح» كما ترى، بل ذَكَرَه فيما سَمِعه الدمياطي مِن آخرين غيره، بل وأخذه الدمياطي إجازةً عن شيخ البكري كذلك.

([7]) ما بين المعكوفين زيادة مِن سياق «السماع» نفسه في نهاية المجلد الثاني.

([8]) المأموني والطوسي، كما سيأتي في سياق السماع آخر المجلد الثاني.

([9]) قال ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» (8/ 230) في حوادث سنة 708: «وفيها تُوفِّي الأمير علاء الدين أَلْطِبَرْس المنصوري والي باب القلعة»، إلى أنْ قال ابن تغري بردي: «وكان أَلْطِبَرْس المذكور عفيفًا ديِّنًا، غير أَنَّه كان له أحكام قراقوشية مِن تسلُّطه على النساء ومنعهن مِن الخروج إلى الأسواق وغيرها، وكان يخرج أيام الموسم إلى القرافة ويُنَكِّل بهنَّ، فامتنعنَ مِن الخروج في زمانه إِلَّا لأَمْرٍ مهمٍّ مثل الحمَّام وغيره» اهـ. وكذا ورد في مطبوع كتابه: «أَلْطِبَرْس» رسمًا وضبطًا.

([10]) في سياق «السماع» نفسه في نهاية المجلد الثاني: «الأميران الكبيران».

([11]) وهو مِن مشايخ الإمام الذهبي، وقد ترجم له الذهبي في «معجم شيوخه الكبير» (2/ 31 – 32 رقم 533) وقال: «الإمام المفتي القدوة، فخر الدين أبو الحسن المقدسي، شيخ أهل نابلس، كان عارفًا بالمذهب والسُّنّة، ورِعًا صالحًا، سمع ابنَ الجُمَّيْزِيِّ وابن رَوَاج والسِّبْط، مات في أول سنة اثنتين وسبع مئة، وله اثنتان وسبعون سنة».

وبعد ذلك في السماع نفسه في نهاية المجلد الثاني: «وهذه النسخة بيده يُعَارض بها حالة السماع» وسيأتي ذلك هنا في نهاية هذا السماع.

([12]) ذكره ابن حجر في «الدرر الكامنة» (3/371 رقم 978) ط: الهند.

([13]) كذا، ولم أقف عليه، إِلَّا أن يكون هو نفسه شيخ الذهبي، الذي ذكره في «معجم شيوخه الكبير» (2/ 403 رقم 1005 ط: الصديق) (ص/ 669 رقم 1008 ط: العلمية) قال: «أبو بكر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم، الفقيه الإمام الصالح، سيف الدين النابلسي، ابن شيخنا الشهاب العابد الحنبلي، وُلِد في حدود سنة سبعين وست مئة،  وتفقّه على ابن حمدان وغيره، عُدِم أيام هجوم التتار في أوائل ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وست مئة بطريق نابلس» اهـ؛ فالله أعلم.

([14]) طُمِس أولها، وتأكدتْ قراءة الكلمة مِن السماع نفسه بآخر المجلد الثاني.

([15]) وهي الآن في حي الجمالية، بالقاهرة.

([16]) الشيخ الإمام المُعَمَّر صدر الدين أبو الفتح المَيْدُومِيُّ، وُلِدَ ليلة الجمعة النصف مِن شعبان سنة 664. وسَمِع على قطب الدين القسطلاني وغيره، وأجازه الإمام النووي وغيره، وقرأ عليه التاج عبد الوهاب السبكي بالقاهرة، وكذلك ابن رجب الحنبلي أيضًا، وغيرهما. وقال الفاسي: «وحَدَّثَ  بكثيرٍ مِن مسموعاته، وسَمِع منه الأعيان، وكان خَيِّرًا»، وقد حَدَّثَ بالقاهرة وبيت المقدس، وفي «معجم السبكي» تخريج ابن سعد الصالحي: «وحدَّث بالقاهرة والقدس كثيرًا»، وكذلك قال ابن رافع: «وحدَّث بالقاهرة وبيت المقدس، وكان يَؤُمُّ بالجامع الناصري بمصر، ويكتب خطًّا حَسَنًا، وطال عُمُره، وانتُفِعَ به». وقال ابن حجر: «وحدَّثَ بالكثير بالقاهرة ومصر، ورحل إلى القدس زائرًا بعد الخمسين، فأكثروا عنه، وتأخَّر بعض مَن سَمِع منه بعد ذلك زيادة على ثمانين سنة، وهو أعلى شيخ عند شيخنا العراقي مِن المصريين، ولقد أكْثَرَ عنه». تُوفِّي بالقاهرة، في شهر رمضان سنة 754، ودُفِنَ بالقرافة، وله 90 سنة. «أعيان العصر» للصفدي (5/ 195 رقم 1763)، حققه: علي أبو زيد، وآخرون، الناشر: دار الفكر، دمشق، الطبعة: الأولى، 1418، 1998م. «طبقات الشافعية الكبرى» للسبكي (1/ 43، 140)، «معجم شيوخ السبكي» تخريج ابن سعدٍ الصالحي (ص/ 438، رقم 139). «الوفيات» لابن رافع (2/ 161)، «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب (1/ 312، 3/ 60). «ذيل التقييد» للفاسي (1/ 366 رقم 417)، «الدرر الكامنة» لابن حجر (4/ 157 – 158 رقم 417).

([17]) الضبط للمَيْدُومِيِّ، بقلمه.

([18]) لم تنقط الجيم في هذا الموضع، ونقطها بنقطة أسفلها في نهاية المجلد الأول، وكذا ضبطه ابن حجر في «التبصير» (1/ 393) «بجيم مفتوحة وتثقيل». وقال التقي الفاسي في «ذيل التقييد» (2/ 170 رقم 764): «سَمِع على أبي المفاخر سعيد بن الحسين المأموني (صحيح مسلم)، وحدَّث به عنه، سمعه منه الحافظ شرف الدين الدمياطي غير مرةٍ، إحداهنّ بقراءة أبي بكر ابن الحافظ عبد العظيم المُنْذِرِيُّ، عليه وعلى صالح بن شُجاع بن محمد المُدْلِجِيِّ» اهـ. وقد تحرَّف اسم الأخير في مطبوع كتاب التقي الفاسي إلى «حاتم بن شجاع»، لكنه ورد على الصواب في نفس الكتاب أثناء ترجمة «صالح» (2/ 396 رقم 1085) وقال فيه الفاسي: «سَمِع على أبي المفاخر سعيد بن الحسين بن سعيد المأموني (صحيح مسلم)، وحدَّث به، سَمِعه عليه الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي وغيره» إلخ.

([19]) وقع في الموضع السابق مِن كتاب الفاسي: «سعيد بن الحسين بن سعيد»، وهو «ابن سعيد بن محمد»، ذكره الذهبي في «تاريخ الإسلام» (12/ 582) وقال: «سعيد بن الحسين بن سعيد بن محمد، أبو المفاخر، الهاشمي، المأموني، النيسابوريّ، الشريف، قَدِمَ مصر، وحدَّثَ بها بـ (صحيح مسلم) غير مرةٍ عن أبي عبد الله الفُرَاوِيُّ، روى عنه: أبو الحسن ابن المُفَضَّل المقدسي، وصالح بن شجاع المُدْلِجِيُّ، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز ابن الجَبَّاب، وحفيده: محمد بن محمد المأموني، وآخرون، وَرَّخَهُ ابنُ المُفَضَّل».

([20]) وقال في سياق «السماع» نفسه في نهاية المجلد الأول: «غير واحدٍ بمصر والشام».

([21]) ورواه المأموني عن شيخين آخرين، كما سيأتي في التعليق على «الجُلُودِيِّ».

([22]) كذا أُقْحِمَتْ «ابن أحمد» في هذا الموضع، ولم يرد هذا الجزء في نهاية المجلد الأول.

وهو أبو أحمد محمد بن عيسى الجُلُودِيُّ. قال ابن نقطة في «التقييد» (1/ 250 رقم 105): «حدَّثَ بالـ (الصحيح) عن إبراهيم بن سفيان الزاهد عن مسلم بن الحجاج، حدَّث به عنه: عبد الغافر بن محمد الفارسي وغيره»، وقال ابن نقطة: «قال الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله في (تاريخ نيسابور): محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد أبو أحمد بن عيسى الجُلُودِيُّ.. وخُتِم بوفاته سماع كتاب مسلم، وكلّ مَن حدَّثَ به بعده عن إبراهيم بن سفيان فإِنَّه كان غير ثقةٍ» فقال ابن نقطة عقب كلام الحاكم: «رأيتُ نَسَبَه بخطِّ غير واحدٍ مِن الحفاظ: محمد بن عيسى بن عَمْرُويَةَ بن منصور، وقاله الحاكم بخلافهم، وهو أَعْرَف به، وكذلك أبو سعد السمعاني نَسَبَه مثل الحاكم»، وقد ورَدَ على الصواب في إسناد النسخة المذكور في أولها، ونصه: «أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفُراوي. قال المأموني: وأنبأنا الشيخان الفقيهان: الوجيه بن طاهر الشَّحَّامِيُّ، وأبو الحسن إسماعيل بن عبد الغافر كتابةً، قالوا: أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا الشيخ أبو أحمد محمد بن عيسى بن عَمْرُويَةَ بن مَنْصور الجُلُودِيُّ، قال: حدثنا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن سفيان، قال: سمعتُ أبا الحسين مسلم بن الحجاج القشيري الحافظ رحمه الله يقول» فساق الكتاب.

([23]) زاد في نهاية المجلد الأول: «الحنبلي».

([24]) كذلك ورد مجوَّدًا على طرة النسخة الخطية، ووقع في نسخة مِن «الدرر الكامنة» – كما أشار محققه -: «المرواي». لكن الذي في بقية نسخ «الدرر» ومصادر ترجمته: «البرواني».

([25]) «الدرر الكامنة» لابن حجر (2/ 173 رقم 1884).

وأشار ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة» (8/ 221) أثناء أحداث سنة 706 إلى شيءٍ مِن أخباره، فقال: «وفيها وقعَ بين الأميرين: علم الدين سنجر البرواني، وسيف الدين الطشلاقي على باب قلعة الجبل؛ مخاصمةٌ بحضرة الأمراء؛ لأجل استحقاقهما في الإقطاعات؛ لأن الطشلاقي نزل على إقطاع البرواني، وكان كلّ منهما في ظلم وعسف، والبرواني مِن خواص بيبرس الجاشنكير، والطشلاقي مِن ألزام سلّار؛ لأنه خشداشه، كلاهما مملوك الملك الصالح على ابن الملك المنصور قلاوون»، فذكر القصة.

وهذا البرواني غير سنجر الجاولي صاحب ترتيب «مسند الشافعي» الذي حقَّقه د. ماهر الفحل، ونشره في دار غراس، الكويت، الطبعة: الأولى، 1425، 2004م. وقد كانت للجاولي أوقاف في القدس، خلافًا للبرواني.

([26]) «الضوء» (2/ 172، 4/ 181).

([27]) «الأعلام» (7/ 40).

([28]) صدر مطبوعًا بعناية د. عمر أنور الزبداني، وتقديم أ. إياد الطباع، الناشران: دار رواد المجد، ودار العصماء، دمشق، الطبعة: الأولى، 1439. كذا وجدتُ بياناته في الإعلان عمّا صدر حديثًا، ولما يصلني بعدُ.

([29]) كما في «ذيل التقييد» للفاسي (2/ 150 رقم 734) ط: جامعة أم القرى.

([30]) «تاريخ الحنابلة في بيت المقدس» تأليف: بشير عبد الغني بركات (ص/ 135) الناشر: دار النوادر.

وقد أَمَدَّني بترجمته فضيلة الأخ الشيخ يوسف الأوزبكي المقدسي، مِن الكتاب المذكور، لشيخه الأستاذ بشير بركات، والى الله توفيقهما لكل خير، وأدام النفع بهما وبجميع مشايخ بيت المقدس، وأعاده الله سالمًا معافًى.