قبض العلماء: المعهد ينعى نور الدين عتر

قبض العلماء: المعهد ينعى

نور الدين عتر

رحل اليوم (الأربعاء) 6 من صفر 1442هــ الموافق 23 من سبتمبر 2020م عن عالمنا الشيخ العلامة الصالح نور الدين عتر عن عمر ناهز الثالثة والثمانين.

برحيله يفقد العلم الشرعي، وتحديدًا علم الحديث، واحدًا من أهم رجالاته الذين أعطوا الكثير طوال ما يزيد على ستة عقود، ترك لنا خلالها ما يزيد على خمسين مؤلَّفًا ونصًّا محققًا، يلفت في تأليفاته بخاصة دقة النظر وسلامة المنهج، ومن يطالع كتابه (منهج النقد في علوم الحديث) يقف على ما نقول، كما يلفت فيها جمعها بين الفقه لدقائق الصنعة الحديثية، والانشغال بالفكر الحديثي أو الدفاع عن السنة، وهو ما نجده واضحًا في كتابيه (التعامل مع الفهرس العام لأسماء كتب السنة) و(السنة المطهرة والتحديات).

لم يكن – رحمه الله – متبتلاً في محراب العلم ونصوصه وقضاياه التراثية، بل كان منخرطًا في العصر وإشكالياته، وما حمله من عواصف حركها أعداء السنة وأوقدوا لها.

وكما هو الحال في تأليفاته كانت تحقيقاته نموذجًا يحتذى في الضبط العلمي والخدمة، وقد شهر الرجل بتحقيقه (إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم) للنووي، و(الرحلة في طلب الحديث) للخطيب البغدادي، و(علوم الحديث) لابن الصلاح.

ينتسب الشيخ إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أبناء الحسن بن علي رضي الله عنه، وقد ولد في مدينة حلب ونشأ فيها، ودرس في الثانوية الشرعية (الخسروية) وتتلمذ على نخبة من كبار علمائها مثل عبد الله محمد نجيب سراج الدين، ثم التحق بجامعة الأزهر وحاز الليسانس عام 1958م وأفاد من علمائها ومنهم: الشيخ مصطفى مجاهد، والشيخ محمد محمد السماحي، والشيخ عبد الوهاب البحيري، والشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد.

وفي عام (1964م) نال درجة (الدكتوراه) عن أطروحته: طريقة الترمذي في جامعه، والموازنة بينه وبين الصحيحين.

تلمذ له الآلاف من طلاب العلم في غير مكان، فقد درَّس مادتي الحديث والتفسير في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (1965-1967م)، وترأس قسم علوم القرآن والسنة في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ودرَّس في كلية الآداب بجامعة حلب، إضافة إلى العديد من الجامعات العربية والإسلامية، وأشرف على عشرات الأطروحات (ماجستير-دكتوراه) وحكَّم العديد من بحوث الترقية في جامعات مختلفة.

جدير بالذكر أنه كُتبت عنه رسالة ماجستير بعنوان (الدكتور نور الدين عتر وجهوده في علوم الحديث) أعدها عبد العزيز محمد الخلف، ونوقشت عام 2007م بكلية الشريعة – جامعة دمشق.

رحم الله نور الدين عتر وعوَّض عنه التراث وعلم الحديث.