المعهد ينعى إبراهيم صالح

 

المعهد ينعى إبراهيم صالح

(1949- 2021م)

نعى معهدُ المخطوطات العربية أديبَ دمشقَ ومُحقِّقَها، المحقِّقَ المدقِّقَ الأستاذ إبراهيم حسين صالح، الذي وافته منيتُه بدمشقَ، عصرَ أمس (الاثنين) (6 مِن صفر 1443هـ  ـ 13 من سبتمبر 2021م)، عن عمر ناهزَ 72 عامًا.

وُلِدَ الراحلُ بقرية (السنديانة) غربي محافظة القنيطرة في الجولان المحتل، عامَ 1949م، وتحصَّلَ على إجازة اللغةِ العربيَّة مِن جامعة دمشق عامَ 1976م، وعملَ أستاذًا للعربيَّةِ في ثانويات دمشق لمدةٍ تقرب مِن ثلاثين عامًا، إلى أنْ تفرَّغَ للبحثِ العلميِّ في حقلِ التراثِ العربيِّ والإسلاميِّ.

خلَّفَ الفقيدُ أكثرَ من (45) كتابًا مُحقَّقًا، بالإضافة إلى عشراتِ المقالات في مجلتي: مجمع اللغة العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربي الأردني، وغيرهما. ومِن تحقيقاته: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (ت711هـ)، الأجزاء: (4، 19، 23، 24) (1987- 1989م)، والإشارة إلى وفيات الأعيان للذهبي (ت748هـ) (1991م)، وتاج التراجم فيمن صنف من الحنفية
لابن قطلوبغا (ت879هـ) (1981م)، التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم لأبي عبد الله المقدمي (ت 301هـ) (1992م)، والمُستطرف في كل فنٍّ مستظرف للأبشيهي (ت850هـ) (1999م)، وألحان السواجع بين البادئ والمراجع للصلاح الصفدي (ت764هـ) (2004م)، ونزهة الأنام في محاسن الشام لأبي البقاء البدري (ت894هـ) (2006م).

يُذكر أنَّ الراحلَ كان منشغلًا في أيَّامِه الأخيرةِ بتحقيق الجزء الأوَّل مِن كتابِ (ذهبيَّةِ العصر)، لابن فضل الله العُمري (ت 749هـ)، بعد أنْ عثر الدكتور عبد العزيز المانع على نسختِه الخطيَّةِ بالمكتبة البساطية بالمدينة المنوَّرة، وذكرَ في ختام مقالٍ له نشرَه بمجلَّة المعهد المحكَّمة (63 / 1) قولَه: «سأحذو حَذْوَ شيخِنا العلَّامة المرحوم حمد الجاسر، وأُرسل صورةَ نسخةِ الجزءِ الأوَّل مِن مخطوطِ آل البِساطي ـ جزاهم الله خيرًا ـ للأستاذ إبراهيم صالح؛ لعلَّه يتفضَّلُ بتحقيقِه بعد أنْ أتمَّ تحقيق الجزء الثالث ونشرَه».

رحمَ الله الفقيدَ؛ فقد كانَ عالمًا نبيلًا، عاشقًا للتراثِ، ومُحبًّا لأهلِه، ذا أريحيَّةٍ عربيَّةٍ، وأخلاقٍ سمحةٍ كريمةٍ، وعلمٍ جمٍّ وفيرٍ.