المعهدُ ينعى عبَّاس الجراري (1937- 2024م)

المعهدُ ينعى عبَّاس الجراري
(1937- 2024م)

نَعَى معهدُ المخطوطات العربية عميدَ الأدب المغربي الأستاذ الدكتور عبَّاس الجراري، الأستاذ بجامعة محمد الخامس، الذي وافته منيَّتُه مساءَ أمسِ السبت (8 مِن رجب 1445هـ ـ 20 من يناير 2024م)، عن عمر قاربَ 87 عامًا.
وُلِدَ الفقيدُ في ربوعِ مدينة الرباط في الخامس عشر من فبراير عام 1937م، وتحصَّلَ على الإجازة في اللغة العربية وآدابها مِن جامعةِ القاهرة سنة 1961م، وعلى درجتي الماجستير (1965م)، والدكتوراه (1969م) من الجامعة نفسِها.
عُنِيَ الراحلُ وأخلصَ للتُّراثِ المغربيِّ الشعريِّ: الشعبيِّ والفصيح، وخلَّفَ للمكتبةِ العربيَّةِ عشراتِ المؤلَّفات في هذا المجال، من مثل: (القصيدة الزجل في المغرب ـ 1970م)، و(موشَّحات مغربية ـ 1973م)، و(معجم مصطلحات الملحون الفنية ـ 1978م)، و(الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه ـ 1979م)، و(أثر الأندلس على أوروبا في مجال النغم والإيقاع ـ 1982م)، وترأس لجنة الملحون بأكاديمية المملكة المغربيَّة، فخرجَ تحت إشرافِه أحد عشر مجلَّدًا من (موسوعةِ الملحون)، ثُمَّ كُلِّلت جهودُه فيه بإعلان اليونسكو الملحون تراثًا عالميًّا للإنسانية.
هذا، وللفقيدِ صلةٌ قديمةٌ بالمعهدِ وارتباطٌ وثيقٌ به وبأعلامِه إبَّان دراساتِه العُليا بجامعةِ القاهرة وبعدَها، وقد أكَّدَ (رحمه الله) على ذلك في سيرتِه الذاتية (رحيق العُمر)، الصادرة عن النادي الجرَّاري عام (2020م). كما أفردَ له المعهدُ النشرة (13) مِن (مشاهير مرُّوا على المعهد)، وعرضَ فيها لإحدى زياراته للمعهد في الخامس من يناير عام 1969م.

يُشار إلى أنَّ الراحلَ شغلَ عدَّة مناصبَ، إضافةً إلى كونِه أستاذًا بجامعة محمد الخامس في فاس ثم في الرباط منذ عام 1973م؛ فقد عمل أستاذًا بالمدرسة المولوية بين عامي (1979- 2000م)، ورئيسًا للمجلس العلميِّ بالرباط، وعميدًا لكلية الآداب بمُراكش، وعضوًا بمكتب أكاديمية المملكة المغربيَّة، ومُكلَّفًا بمهمة في الديوان الملكيِّ، ومُستشارًا للملك محمد السادس منذ سنة 2000م.
رحمَ الله الفقيدَ؛ فقد كانَ عالمًا نبيلًا، له أثرٌ بارزٌ في تشجيعِ طلابِه لتأطير بحوثٍ جامعيَّةٍ عُليا في ربوعِ الأدب المغربيِّ، شَمِلَهُم بعلمِه الغزير وخُلقه الجمِّ.