4- لباب التأويل في معاني التنزيل لعلاء الدين الخازن (ت 741هـ)

لباب التأويل في معاني التنزيل

لعلاء الدين الخازن (ت 741هـ)

 

لعلاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الصوفي المعروف بالخازن (ت 741هـ).

شهر رمضان هو شهر القرآن نزولا وتدبرا وتلاوة، فكان من الطبيعي أن تعدد المؤلفات التي تدور في خدمة النص القرآني، وعلى رأسها كتب التفسير لمزيد الارتباط بينها وبين تدبر النص القرآني، ونذكر منها على سبيل المثال:

  • حقائق التأويل في دقائق التنزيل (تأويلات القاشاني)، كمال الدين أبو الغنائم عبد الرزاق بن أحمد الصوفى الزاهد الكاشاني (القاشاني)، (ت735هـ).
  • جامع البيان في تفسير القرآن (تفسير الصفوي)، أبو المعالي محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد السلام الإيجي الصفوي الشافعي (ت905هـ).
  • نزيل التنزيل في التفسير (تفسير المنشي)، بدر الدين محمد بن محمود المنشي محي الدين الحنفي الآقحصاري الصاروخاني (ت1001هـ).

يعد تفسير (لباب التأويل في معاني التنزيل) مختصرا لتفسير البغوي (معالم التنزيل)، وقد صرّح الخازن بهذه العلاقة التأليفية ومنهجه وآلية عمله بمقدمة التفسير، حيث يقول: ” أحببت أن أنتخب من غرر فوائده ودرر فرائده وزواهر نصوصه وجواهر فصوصه مختصرا جامعا لمعاني التفسير ولباب التأويل والتعبير حاويا لخلاصة منقوله متضمنا لنكته وأصوله مع فوائد نقلتها وفرائد لخصتها من كتب التفاسير المصنفة في سائر علومه المؤلفة، ولم أجعل لنفسي تصرفا سوى النقل والانتخاب”.

عملية الاختصار عند الخازن كان المحرك لها عددا من الآليات التصنيفية التي كانت نصب عين الخازن أثناء عمله في التهذيب والاختصار لهذا التفسير ، حيث يقول: “وينبغي لكل مؤلّف كتابا في فن قد سبق إليه أن لا يخلو كتابه من خمس فوائد استنباط شيء كان معضلا أو جمعه إن كان متفرقا، أو شرحه إن كان غامضا، أو حسن نظم وتأليف أو إسقاط حشو وتطويل”.

من الملامح الإبداعية في تفسير الخازن التي تتلاءم مع نمط الاختصار، استخدامه لرموز تشير إلى أصحاب المصنفات الحديثية التي يعتمدها في تخريجاته فما كان من صحيح البخاري فعلامته (خ) وما كان من صحيح مسلم (م) وما كان مما اتفقا عليه فعلامته (ق)، ونحو ذلك.

ويقول الخازن: “وافق الفراغ من جمعه وكتابته يوم الأربعاء العاشر من شهر رمضان سنة 725، خمس وعشرين وسبعمائة”.

امتد النشاط المعرفي المرتبط بتفسير (لباب التأويل في معاني التنزيل) للخازن في شهر رمضان ليتجاوز آلية التأليف، لنجد الاشتغال عليه بالنساخة حاضرا بوضوح، ومن تلك النسخ الخطية لتفسير الخازن المنسوخة بشهر رمضان المبارك:

نسخة بشير أغا (تركيا) تحت رقم (30)، وجاء في قيد الفراغ من النساخة : “وهذا آخر تفسير الربع الثاني من الخازن، ووافق الفراغ من كتابته يوم الخميس المبارك لست وعشرين خلون من شهر رمضان المعظم قدره الذي من شهور سنة ثمان ومائة وألف من الهجرة النبوية…”

 

ونسخة مراد ملا (تركيا) تحت رقم (167) ، وورد في قيد الفراغ من نساختها: “تم الجزء الأول من (لباب التأويل في معاني التنزيل)، ويتلوه الجزء الثاني تفسير سورة الأعراف، وكان الفراغ من كتابته يوم السبت المبارك تاسع عشرين شهر رمضان الشريف الذي هو من شهور سنة 1127 ألف ومائة وسابع وعشرون بعد الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وأشرف التسليم من رب العالمين…”.

ونسخة مكتبة الأحقاف (اليمن) رقم (162)، والتي جاء في قيد فراغها: ” والحمد لله وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده، محمد وآله وصحبه وسلم، نجز الجزء الأول من تفسير الخازن، ويليه الجزء الثاني، آخره بحمد الله وعونه وعنايته، وذلك في شهر رمضان، من شهور سنة 1107“.