5- تمييز الطيب من الخبيث مما يدور على ألسنة الناس من الحديث

تمييز الطيب من الخبيث مما يدور على ألسنة الناس من الحديث

عبد الرحمن بن علي ابن الدَّيبَع  (ت944هـ)

  وجيه الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني العبدري اليمني الزبيدي الشافعي، مُحدِّث اليمن ومُؤرخها المعروف بابن الدَّيبع، ولد بمدينة زَبِيد سنة 866 للهجرة، وأخذ عن الحافظ شمس الدين عبد الرحمن السخاوي بمكة المكرمة وعن علماء الحرمين ، وتوفي بمدينة زَبِيد سنة 944 للهجرة النبوية.

ومن مؤلفاته: في تاريخ اليمن (أحسن السلوك فيمن ولي مدينة زبيد من الملوك)، و(بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد)، و(قرة العيون في أخبار اليمن الميمون)، وفي الحديث النبوي (تيسير الوصول إلى جامع الأصول).

وكتاب (تمييز الطيب من الخبيث مما يدور على ألسنة الناس من الحديث) مختصر كتاب (المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث الدائرة على الألسنة) لشيخه عبد الرحمن بن محمد السخاوي (ت902هـ)، جَرَدَ فيه متون الأصل واختصر فوائده وقيد أوابده، وصار في على مِنواله فاعتمد الترتيب الألفبائي.

ويعدُّ هذا العمل من صور اشتغال التلاميذ وخدمتهم لإنتاج شيوخهم، فمن التلاميذ من يخدم إنتاج الشيوخ بالنساخة، ومنهم من يخدمه بالرواية، وهنا يخدم ابن الدَّيبع كتاب شيخه السخاوي بالتقريب والاختصار لمواءمة متطلبات مجتمع المعرفة في زمانه، حيث يقول عن كتاب شيخه (المقاصد الحسنة): “اشتمل على جمل من النفائس والمهمات والفوائد والتتمات، لكنه أطاله وبالغ في تطويله بما تصعب مطالعته فضلا عن تحصيله، الهمم في هذا الزمان قاصرة الذيل، ولها إلى المختصرات انحراف وميل”.

وفرغ ابن الديبع من اختصاره في أربعة أيام كان آخرها ضحى يوم الخميس الثاني عشر من شهر رمضان سنة ست وتسعمائة (906) للهجرة النبوية بمدينته زَبِيد اليمنية.

وقد علّق ابن الديبع عند الختام -حسبما ورد بنسخة مكتبة عاشر أفندي (تركيا) رقم (32)- بأنه اعتمد في اختصاره على نسخة من كتاب (المقاصد الحسنة) فيها سقم عظيم، مَنّ الله عليه بإصلاحه.

ومن طرف النساخة لهذا الكتاب قصة نساخة نسخة مكتبة عاشر أفندي (تركيا) رقم (32)، فهي نسخة نهرية كانت كتابتها من الابتداء إلى الانتهاء الذي كان في يوم الإثنين 24 شوال سنة 968 للهجرة  بسفية تمخر مياه نهر النيل متجهة من ساحل مدينة بولاق ميناء القاهرة الأول حينها إلى قرية الحلبية من قرى مدينة تزمنت – من مدن محافظة بني سويف الآن- بإقيلم البهنسا بصعيد مصر.

ونص قيد الفراغ من النساخة: “وفرغ من كتابة هذه النسخة وقت الظهر في سفينة بنهر النيل السعيد تجاه القرية المسماة بالحلبية من قرى التزمنتية بالبهنساوية في يوم الإثنين المبارك رابع عشري شهر شوال المبارك سنة ثماني وستين وتسعمائة أحسن الله ختمها على يد أفقر عباد الله وأحوجهم إلى عفوه وكرمه محمد بن عبد الدائم بن محمد بن سليمان البدهلي الشاهي، وكان الابتداء والانتهاء بالسفينة المذكورة من ساحل بولاق إلى المحل المذكور، ولله الحمد على كل حال ما كان أولا وآخر وباطنا وظاهرا، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.”