6- رياض الصالحين  لمحيي الدين النووي (ت676 هـ)

رياض الصالحين  لمحيي الدين النووي (ت676 هـ)

 محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني النووي الشافعي، شيخ الإسلام الإمام الحافظ الفقيه المحدث الزاهد.

ولد النووي في المحرم سنة 631هـ بمدينة نوى (من قرى حوران)، درس ونشأ بمدينة دمشق، واشتغل بالتدريس وتولّى مشيخة دار الحديث الأشرفية (دمشق)، وتوفي بمسقط رأسه 24 شهر رجب سنة 676ه.

ويعد الإمام النووي من المكثرين من التصنيف والتأليف، وقد انتشرت مؤلفاته في الأقطار، ومنها: (المنهاج) في شرح صحيح مسلم، و(رياض الصالحين)، و(الأذكار)، و(الأربعين)، و(التبيان في آداب حملة القرآن)، و(منهاج الطالبين وعمدة المتقين)، و(المناسك) وغيرها من المؤلفات ذات القيمة العلمية النافعة.

كتاب (رياض الصالحين) من المختصرات الحديثية التي اعتنت بجمع الصحيح في الآداب والرقائق، وقد تلقّته الأمة بالقبول فسارت به الركبان قديما وحديثا، وقال النووي: “فرغت منه يوم الإثنين رابع عشر شهر رمضان المعظم سنة سبعين وستمائة“.

صدّر الإمام النووي مقدمة كتابه (رياض الصالحين) بمقصده ومنهجه في العمل، حيث يقول: “رأيت أن أجمع مختصرا من الأحاديث الصحيحة مشتملا على ما يكون طريقا لصاحبه إلى الآخرة ومحصلا لآدابه الباطنة والظاهرة جامعا للترغيب والترهيب وسائر أنواع آداب السالكين… وألتزم فيه أن لا أذكر إلا حديثا صحيحا من الواضحات… وأصدر الأبواب من القرآن العزيز بآيات كريمات، وأوشح ما يحتاج إلى ضبط أو شرح معنى خفي بنفائس من التنبيهات”.

وجعل النووي هيكل (رياض الصالحين) في مقدمات و19 كتابا، ويتكون كل كتاب من عدة أبواب، بلغ مجموعها 372 بابا.

ولم يقتصر ارتباط كتاب (رياض الصالحين) بشهر رمضان عند النووي على آلية التأليف فحسب، بل جعل النووي منه مائدة دَرسِه في مجالسه العلمية خلال شهر رمضان من شهور سنة (674ه)، فنلاحظ مدى اشتغال النووي وتلاميذه بالكتاب خلال شهر رمضان بآليات معرفية أخرى كالقراءة والسماع من المعلومات التاريخية التي تُقدّمها لنا صورة طبقة سماع تلميذ النووي ابن العطار (ت724هـ) المنقولة بخاتمة نسخة تلميذ ابن العطار عبد الله بن أحمد بن خليل البَانَياسِي الشافعي المحفوظة بمكتبة عموجه زاده حسين باشا (تركيا) ، تحت رقم (279)، وجاء فيه: “سمعتُ جميع هذا الكتاب، وهو (رياض الصالحين) من أوله إلى باب (بيان جماعة من الشهداء) بقراءة الفقيه شهاب الدين أحمد بن يحيى بن علي بن أحمد المالقي، والباقي بقراءتي على مصنفه شيخنا وسيدنا الإمام العالم الرباني شيخ الإسلام مفتي الشام ناصر السنة أبي زكريا يحيى بن شرف بن مرى النووي أعاد الله علينا بركته، وسمعه جماعة كاملا وآخرون بفوات، وصحّ ذلك في مدة آخرها الثامن والعشرين من شهر رمضان المعظم سنة أربع وسبعين وستمائة بدمشق المحروسة. كتبه علي بن إبراهيم بن داود الشافعي عُرف بابن العطار عفا الله عنهم”.