7- هادي الحائرين إلى رسوم أخلاق العارفين لعبد الوهاب الشعراني (ت 973 هـ)

هادي الحائرين إلى رسوم أخلاق العارفين

عبد الوهاب الشعراني (ت 973 هـ)

          عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن أحمد المصري الشعراني الشافعي، العارف المحدِّث الجامع بين الشريعة والطريقة مؤرخ الأولياء، ولد بمدينة قلقشندة بمصر في 27 من شهر رمضان على الراجح سنة 898هـ، ويصل نسبه لمحمد ابن الحنفية بن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، وتوفي بالقاهرة ودفن بجانب زاويته فى منطقة بين السورين.

قال الكتاني في (فهرس الفهارس): “وتآليفه تزيد على ثلاثمائة كتاب في علوم الشريعة وآلاتها”. ومنها: (تحفة الأكياس في حسن الظن بالناس)، و(تنبيه المغترين)، و(الدرر المنثورة في بيان زبد العلوم المشهورة) و(كشف الغمة عن جميع الأمة)، و(لواقح الأنوار في طبقات الأخيار)، و(مدارج السالكين إلى رسوم طريق العارفين) وغيرها.

ومن أقوال الشعراني في (تنبيه المغترين): “ومن أخلاق السلف الصالح – رضي الله عنهم -، ملازمةُ الكتاب والسنة كلزوم الظل للشاخص، ولا يتصدّر أحدُهم للإرشاد إلا بعد تبحُّره في علوم السُّنة المطهرة”.

رصد الشعراني في كتابه (هادي الحائرين إلى رسوم أخلاق العارفين) جملة من أخلاق وسلوك العارفين ممن عاصرهم بأوائل القرن العاشر الهجري، وقد تأسّف الشعراني على انقراض هذه الأخلاق في زمن تأليفه لهذا الكتاب؛ أي: سنة ثلاث وستين وتسعمائة، ورتّب الشعراني هذه الأخلاق في عشرة أبواب، وقد كرّر بعضها في ثنايا الأبواب لشدة الاعتناء بها.

وتحتفظ مكتبة رئيس الكتاب (تركيا) بنسخة خطية نفسية بخط المؤلف ، تحت رقم (517)، وتقع في (250) ورقة.

وجاء في قيد الفراغ من التأليف والكتابة بخاتمة النسخة ما نصه: ” وليكن ذلك آخر كتاب (هادي الحائرين إلى رسوم أخلاق العارفين)، جعله الله تعالى خالصا لوجهه الكريم ونفع به من طالعه إنه هو المنعم البر الرحيم. قال ذلك وكتبه مؤلفه عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني في سابع عشر رمضان المعظم قدره سنة ثلاث وستين وتسعمائة بمصر المحروس، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أستغفر الله”.

وصاحَب النسخة الخطية عدة بلاغات قراءة على المؤلف وردت بهوامشها، ومنها: بلاغات قراءة الشيخ علي بن أحمد النجاري الشافعي على مؤلفه، وردت في عدة مواضع منها (188ظ)، ونصه: “بلغ كاتبه علي النجاري قراءة على مؤلفه”.

وبلاغات قراءة أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد الشعراني على والده (المؤلف)، وردت كذلك في مواضع منها (152ظ)، ونصه: “بلغ كاتبه أحمد الشعراني قراءة على المؤلف – عفا الله عنه- آمين.

وبلاغات قراءة شمس الدين محمد بن محمد بن أيوب القصبي الشافعي على المؤلف، وردت في مواضع منها (152ظ)، ونصه: “بلغ كاتبه محمد القصبي قراءة على مؤلفه –نفع الله به- آمين”.

وقد كُتِب بأول نسخة المؤلف بخط حديث باللغة التركية العثمانية: ” مؤلف حضرتلرينك كندى خط شريفلريدر فقط نهايتده ايكي صحيفه قصبى نام فاضلك اولوب صوك صحيفه ده  مؤلفك اكا اجاتنامه سى وار” وترجمتها: “الخط الشريف لحضرة المؤلف لكن في نهايتها توجد صفحتين بخط شخص فاضل اسمه القصبي، وفي آخر صفحة توجد إجازة المؤلف له”.

وقد كتب الشيخ الشعراني إجازة قراءة لشمس الدين محمد بن محمد القصبي بآخر صفحة من النسخة، ونص الإجازة: “الحمد لله رب العالمين، يقول مُسطِّره عبد الوهاب بن أحمد مؤلف هذا الكتاب أن قراءة الأخ العزيز سيدي شمس الدين القصبي علي صحيحة من أول الكتاب إلى آخره. وقد أجزت له ولمن حضر مجلس الختم وغيره من المسلمين أن يروي ذلك عني وجميع ما يجوز لي روايته بشرطه المعروف بين العلماء، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم”.

وورد قبل هذه الإجازة بالصفحتين السابقتين لها قيد لمجلس الختم، ورد فيه إجازة الشيخ الشعراني للقارئ (القصبي) والحضور المذكورين الذين تجاوز عددهم مائة (100) مستمع، أن يرووا الكتاب وجميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه، وكان ذلك بتاريخ ثامن شهر جمادى الأولى سنة خمس وستين وتسعمائة (965هـ).