نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي المكي الحنفي الماتريدي.
ولد بمدينة هراة وبها تلقى تعليمه الأولي، ثم جاور بمكة المكرمة وتوفي بها، ويقول المحبي في (خلاصة الأثر): « ولما بلغ خبر وفاته علماء مصر صلّوا عليه بجامع الأزهر صلاة الغيبة فى مجمع حافل يجمع أربعة آلاف نسمة فأكثر».
وكان ملا علي القاري من المكثرين في التصنيف في العلوم الإسلامية من الفقه الإسلامي والحديث الشريف والتفسير والقراءات والسيرة النبوية ونحوها، وقد تجاوزت مؤلفاته أكثر من مائة مؤلف.
ومن مؤلفاته: (التجريد في إعراب كلمة التوحيد)، و(تسلية الأعمى عن بلية العمى)، و(جمع الوسائل في شرح الشمائل)، و(المبين المعين لفهم الأربعين)، و(المنح الفكرية على متن الجزرية).
يعد هذا العمل مختصرا لكتاب (حياة الحيوان) لكمال الدين الدميري، وهو مرتب ترتيبا ألفبائيا، وكان اهتمام القاري في اختصاره بالمسائل اللغوية والأحكام الفقهية والروايات الحديثية.
ويعرض القاري بمقدمة الكتاب لهدفه من تأليفه بقوله: «إن هذه رسالة فيها سلالة معرفة الحيوانات، وما يتعلق بها من تحقيق اللغات وتدقيق الأحكام والروايات التي لا يستغني عنها أصحاب البدايات ولا أرباب النهايات».
وقد أحال ملا علي القاري على كتابه (بهجة الإنسان) بخاتمة كتاب الذبائح من كتابه (فتح باب العناية شرح النقاية) لمطالعة تفصيل المباحات والمحرمات من الحيوانات.
وكان لهذه الإحالة الدافع للفقيه محمد بن محمود الأطرابزندي الحنفي المدني إلى العمل على اختصار مختصر ملا على القاري عند مطالته إياه بالمدينة المنورة، فأنتج كتابه (تحفة الإخوان في الحلال والحرام من الحيوان).
وفي ذلك يقول الأطرابزندي بمقدمة مختصره: «لما طالعت فتح باب العناية شرح الناية لهلي لن سلطان محمد القاري… وجدت في آخر كتاب الذبائح قوله: وإن أردت تفصيل المحرمات والمباحات من الحيوانات فعليك بكتابنا المسمة (بهجة الإنسان في مهجة الحيوان، وقد كنت طالعته في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فازدادت رغبتي نحو اختصاره».
وصار الأطرابزندي في كتابه هذا على نفس منوال أصله في ترتيب الكتاب وفق الترتيب الألفبائي.
يقول ملا علي القاري في قيد الفراغ من التأليف: «وكان فراغه منتصف شهر رمضان المبارك عام ثلاث بعد الألف من الهجرة إلى المدينة المكرمة على يد مصنفه في مكة المعظمة زادها الله تعالى شرفا وتعظيما».