
الأستاذ الدكتور طه حسين (عميد الأدب العربي)
من كلمة عميد الأدب العربي ورئيس اللجنة الثقافية بجامعة الدول العربية، ضمن اجتماع اللجنة بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، ردّا على تذكير سكرتير اللجنة.
يقول سكرتير اللجنة : «أذكركم بـ (تقرير الدكتور صلاح الدين المنجد) مدير معهد المخطوطات، فقد ذكرتم أنكم يمكن أن تتحدثوا في موضوعه مع السادة أعضاء اللجنة».
ويرد أ.د. طه حسين: «آه، نعم، نريدُ أن نصل إلى توحيد منهج النشر لمخطوطاتنا العربية القديمة، والأستاذ المنجد أعدَّ دراسة نظر فيها للمُتَّبع في الخارج في جمعية (جيوم بيديه)، وفي مجمع دمشق وغير ذلك، وعدَّد قواعد للنشر العلمي بأمل الاتفاق عليها في جميع البلاد العربية، وهذا خير، ومن الخير كذلك أن تتبادل الهيئات العربية المختلفة المعلومات عما هي بسبيل نشره من المخطوطات، وأعتقد أن الإدارة الثقافية بالجامعة العربية يمكن أن يكون لها هنا دور هام.»
من مقال بعنوان (في اللجنة الثقافية بجامعة الدول العربية) ، ضمن كتاب (ما بعد الأيام)، محمد حسن الزيات، دار الهلال، 1986م، ص 177-178.
أحمد أمين مدير الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية
يقول أحمد أمين أحد رواد النهضة العربية الحديثة في سيرته الذاتية المسماة بـ (حياتي) متحدثا عن نشأة معهد المخطوطات العربية:
«ولم ألبث إلا قليلا حتى عُرِضَ عليّ أن أكون مديرا للإدارة الثقافية في الجامعة العربية، فقبلتُ بكل سرور؛ لأنه عمل ثقافي من جنس عملي، ومحقِّق لرغبتي في السعي للتعاون العلمي بين الأقطار العربية.
فأنا وإخواني في الإدارة الثقافية ننشئ معهدا للمخطوطات نريد به أن نصوّر كلَّ المخطوطات القديمة في العالم على أفلام صغيرة ونشتري الآلات اللازمة لذلك، ونصوّر أهم المخطوطات في دار الكتب وفي الجامعة المصرية وفي بلدية الإسكندرية، وفي سوهاج، ونبعث لتصوير المخطوطات في الشام ولبنان، وأخيرا نبعث بعثة إلى الآستانة لتصوير جزء كبير من مخطوطاتها القديمة وهكذا.»
حياتي، أحمد أمين، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية، 1971، ص 269.

رئيف أبي اللمع (ت1980م)
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، والمشرف على الإدارة الثقافية
ذكر الدكتور رئيف شديد أبي اللمع في تصديره للجزء الأول من فهرس المخطوطات المصورة (1954م):
«معهد المخطوطات العربية، مؤسسة تابعة للإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية. ومن أجلِّ الأهداف التي تسعى هذه المؤسسة الفتية النشيطة لتحقيقها إحياء التراث الفكري العربي القديم، لذلك أخذت منذ سنوات عدة، تبحث بحثا دقيقا متواصلا في دور الكتب العامة، وفي المكتبات الخاصة عن المخطوطات العربية العلمية والأدبية والتاريخية والفنية. فسيَّرت بعثاتها إلى مصر وسوريا ولبنان وفلسطين، كما أوفدتها إلى الهند وإيران وتركيا وألمانيا وإسبانيا وإنكلترا، للتنقيب عن هذه المخطوطات وأخذ صور منها، حفظا لها من الضياع أو الاندثار…
وسيوالي المعهد بإذن الله جهاده في هذا السبيل العلمي القومي. وسيوفد بعثاته في السنة الآتية إلى المملكة العربية السعودية، واليمن، وسائر أنحاء شبه جزيرة العرب، لمتابعة البحث والتنقيب عن تلك المخطوطات. فالعالم زاخر بلآلئ التراث الفكري العربي القديم، وفقده خسارة لا تعوض».
فهرس المخطوطات المصورة، الجزء الأول، تصنيف فؤاد سيد، معهد إحياء المخطوطات العربية، القاهرة، 1954، التصدير، ص1.
الدكتور صلاح الدين المنجد
(سندباد المخطوطات)
المدير الثاني لمعهد المخطوطات العربية
لقد كان ما خلَّفه العرب مِن تراث فكرى وافرا ضخما، ولم تخلّف أُمّة مِن الأمم ما خلَّفه العرب من تواليف ، ملأت في الأيام المواضي: بغداد، ودمشق، والقاهرة، والقيروان، وحلب، وقرطبة، وغرناطة، وإشبيلية، والمغرب الأقصى، وبلاد فارس، وغيرها من البلدان.
كانت هذه التواليف كنوزا من الثقافة والمعرفة والحضارة أحيت كل بلد بلغته، ولكن هذا التراث الوافر الضخم لم يسلم من عاديات الزمن فأتلف وأُحرق أو ضاع ونُهِب، ولم يبق للعرب اليوم منه إلا ما قل: بعضه مهمل في مكتبات الشرق، وكثير منه في مكتبات الغرب .
لذلك اهتمت جامعة الدول العربية بهذه البقية الباقية من هذا التراث، فأسست «معهد المخطوطات العربية» ليصور ما استطاع إليه سبيلا منها، وليكون مركزا علميا يلجأ إليه العلماء للبحث عنها.
مجلة معهد المخطوطات العربية، القاهرة، المجلد الأول، الجزء الأول، مايو 1955م، فاتحة المجلة، ص3.


