صدر عن المعهد الكتاب الأول من السلسلة المحكَّمة “مقالات في التحقيق” بعنوان “التحقيق والقراءة، إشكالية المصطلح وثنائية التعامل مع النص” للدكتور فيصل الحفيان.
تتبنى المقالةُ أطروحةً جديدةً تؤمن بأن “التحقيق” ما هو إلا قراءة تتم في شكل مجموعة من الأعمال التي تتكئ على حزمة من القواعد الموصولة بعدة مراحلَ مستقلةٍ من جهة ومتشابكة من جهة أخرى، تصل بالنص التراثي في نهايته إلى مقصده الأسمى، الذي يبتغيه السوادُ الأعظم من أثبات المحققين في كتبهم المحقَّقة ألا وهو: استعادة الصورة التاريخية الأولى للنص أو تقريبها.
على هذا دارتْ فكرةُ الكتاب، وقُرِّبَتْ للأذهان بقراءة “الأستاذ محمود محمد شاكر”، وتمت بعرضها للمصطلحات الجديدة، ورُسِّخَتْ بتقاسيمها في المشجَّرات البيانية.
وجدير بالذكر أن هذه السلسلة الجديدة التي ارتأى المعهدُ صدورَها عنه تُعنى بالتفكير النظري في مسألة واحدة من مسائل أصول التحقيق العلمي، تنشغل بإثارة إشكالاتها، وتقصد إلى المسكوت عنه فيها، بعيدا عن الكلام المكرور المعاد في حافتي الكثرة الكاثرة من الكتب التي صدرتْ من قبلُ ترشد الباحثين إلى خطوات التحقيق من دُوْن طرح الأسئلة الشائكة واستعراض فروض الإجابة عليها، والانتهاء إلى نتائج وحلول لها.
جاء في التقديم الذي كتبه مدير المعهد إن هذه المقالات تسعى إلى تأسيس حقل معرفي يضيف إلى القراء شيئا جديدا، يتحقق به انعتاق مما آل إليه حال التحقيق الذي صار مجرد أحاديث في الخطوات والإجراءات والضوابط التي تقوم عليها الصنعة.