14- شرح ألفية العراقي لأمير بادشاه (ت987هـ)

شرح ألفية العراقي لأمير بادشاه (ت987هـ)

محمد أمين بن الشريف محمود الحسيني الخراساني البخاري المكي الحنفي،الفقيه والمحدث المعروف بأمير بادشاه.

ومن مؤلفاته: (تفسير سورة الفاتحة)، و(تيسير التحرير)، و(رسالة في بيان الحاصل بالمصدر)، و(رسالة في بيان أن الحج المبرور مكفر للذنوب كلها)، و(شرح الفرائض السراجية).

أبدع المحدثون في الاشتغال بعلم الحديث النبوي وتقريبه، فتعددت لديهم أنماط التصنيف، وكان إذا حظي المتن بقبول مجتمع المعرفة دارت حلقات العلم في فلكه قراءة وسماعا، ونشطت أنماط التداول المعرفي من نساخة ومطالعة ومقابلة وغيرها، وكان الاشتغال المعرفي عليها تأليفا من نظم وشرحوترتيب واختصار ونحوها.

وتعد مقدمة ابن الصلاح من أهم متون مصطلح الحديث، ولأهميتها وكثرة الاشتغال المعرفي بها عمل الحافظ العراقي على تقريبها وتيسير حفظها فنظم خلاصتها في ألفيته (التبصرة والتذكرة)، ويقول العراقي:

لَـخَّصْتُ فيهَا ابنَ الصَّلاحِ أَجْمَعَه وَزِدْتُهَا عِلْمًا تَرَاهُ مَوْضِعَه

وقد أكمل زين الدين العراقي نظم ألفيته الحديثية في المدينة المنورة سنة 758 للهجرة النبوية، ويقول في ذلك:

وَكَمُلَتْ بِطَيْبَةَ المَيْمُونَه … فَبَرَزَتْ مِنْ خِدْرِهَا مَصُونَه

ورغبة في زادت الفائدة وبيان المعنى شرع الحافظ العراقي بعد عودته إلى القاهرة في شرح منظومته بالخانقاه الطشتمرية شرحا متوسطا، واكتمل الشرح في يوم السبت التاسع والعشرين من شهر رمضان المعظم سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.

إذا كان التيسير المعرفي هو الدافع للحافظ العراقي لنظم مقدمة ابن الصلاح، لتيسير حفظها، فكان ذلك الدافع نفسه السبب في اشتغال أميربادشاه على اختصار شرح العراقي لألفيته، لتقريب الفهم إلى طلبة العلم.

وكلا العملين من الإنتاج المعرفي المنجز في شهر رمضان المعظم، فقد فرغ العراقي من شرحه بشهر رمضان بمدينة القاهرة فحاز الفضيلة الزمانية، وأمير بادشاه نزيل مكة المكرمة قد فرغ من اختصاره لشرح العراقي في السابع من شهر رمضان المبارك سنة اثنين وسبعين وتسعمائة للهجرة النبوية تجاه الكعبة المعظمة زادها الله شرفا وتعظيما، فنال الفضيلة الزمانية والمكانية.