“مجلة المخطوطات الثقافية”: (التعريف، الرؤية، الرسالة، الأهداف)

“مجلة المخطوطات الثقافية”

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد،  فيسر معهد المخطوطات العربية بالقاهرة أن ينشئ مجلة ثقافية جديدة تحت عنوان “المخطوطات الثقافية”، تُعنَى بالتراث العربي المخطوط، وتسعى إلى أن تُقدم المعرفة التراثية بأسلوب سهل وسلس، يتلافى تعقيد الأكاديميين، ومستغلقات المتخصصين، في حلة عصرية جاذبة لعموم المثقفين. وهي في ذلك لا تروم الانكفاء على الماضي ولا الانخراط في السجال العقيم بين القديم والحديث، وإنما تسعى إلى توسيع آفاق العقل المعاصر بالاطلاع على إنجازات السابقين، والاعتبار بتجاربهم، وتذوق فنونهم. وهذا من شأنه أن ينمي من ملكات النقد المعرفي لمعطيات المعرفة عامة؛ سواء كانت تراثية أو حديثة، وإن كانت هذه الأخيرة واقعة تحت تأثير المعاصرة، و”المعاصرة حجاب” تحجب المعاصرين عن رؤية الخطأ والصواب على حد سواء، وذلك لا يتأتى إلا بفتح خزائن التاريخ والاطلاع على نفائسه الباقية من آثار العقول التي طواها الزمان. وإذا كانت الآثار القديمة تمثل مصدرًا للمعرفة القديمة ومادة للتذوق الفني، فلم لا تكون المخطوطات بأوعيتها وأشكالها وجمالياتها ومحتواها المعرفي مكونًا من مكونات الثقافة المعاصرة، لما تعبر عنه من روح الأمة الحضاري، وتمثله من شواهد التاريخ الثقافي، لاسيما أن وجودها لا غنى عنه لفهم صيرورة العلم وفلسفة تطوره.

ولئن كان العلم يتقدم دائمًا إلى الأمام بالتراكم والاستمرار تارة، وبالقطائع المعرفية تارة أخرى، فإن الحكمة لا تشترك معه في النسق التطوري نفسه، ذلك أن لكل عصر حظه من العمى والبصيرة. وفي بصائر الماضي ما لا يسع جهله، وإلا وقعت الإنسانية في مطب تكرار التجارب والأخطاء دون عظة ولا اعتبار. وذلك ما يجعل للتراث دورًا محوريًّا في الثقافة المعاصرة، شريطة تمييز الثابت من المتحول.

على أن جهود معظم المهتمين بالتراث ما انفكت تلاحق هدفين اثنين: أحدهما: الإحياء وما يرتبط به من تمجيد ودفاع. والثاني: إبراز إسهام العلماء المسلمين في العلم الحديث. أما إبراز خصوصية هذا التراث وبيان أوجه اختلافه مع الفكر المعاصر، فهذا أمر لم ينل ما يستحقه من عناية واهتمام، وإن كان السؤالَ الأوثق بالتفعيل والمعاصرة.

الرؤية:

توفير منتوج ثقافي متميز يجمع بين لذة القراءة وجدة العلم (بعيدا عن التعقيد) وجمالية النشر.

الرسالة:

المخطوط العربي (وعاء/ محتوى) مادة علمية وأثرية وحضارية وثقافية ثرية، قمينة بالاهتمام، وليست شيئًا ماضويًّا تاريخيًّا تأباه المعرفة الإنسانية.

الأهداف:

  1. توسيع آفاق العقل المعاصر باطلاعه على إنجازات الأجداد المعرفية والفنية.
  2. جَعْل المخطوطات بأوعيتها وأشكالها وجمالياتها ومحتواها المعرفي مكونًا من مكونات الثقافة المعاصرة.
  3. تعريف غير المتخصصين بالتراث بعالم المخطوطات.
  4. بث الوعي التراثي في عقل المثقف المعاصر.
  5. إلقاء الضوء على خصوصية الفكر التراثي.
  6. إعادة الاعتبار إلى تراث الحكمة الإسلامي.
  7. لفت الانتباه إلى جماليات المخطوط العربي.

ومن هنا ظهرت الحاجة إلى إصدار مجلة ثقافية تلقي الضوء على مختلف أوجه التراث (الحِكْمية، المعرفية، الفنية، …) والتركيز على خصوصيته ومكامن الإبداع فيه، وذلك بهدف توسيع الآفاق الفكرية، وإثراء الثقافة المعاصرة، والتخفيف من قبضة العولمة.

تصدر المجلة في مرحلة أولى مرتين في العام: شهر يونيه، وشهر ديسمبر.