شاناق في السموم والترياق

شاناق في السموم والترياق، حقق الكتاب ودرسه د. محمد يسري سلامة رحمه الله، وراجعه د. فيصل الحفيان.

وهو كتاب في علم الطب لم يعلم له القرَّاء أصلا في لغته الأم –السَّنْسْكريتيَّة- إنما عرفوه بترجمته العربية التي جاءت في هذا الكتاب، ومن النسخة العربية انتقل إلى أوربا وغيرها من البلدان، فدُرس وقُرئ واعتمد في صورته العربية.

حُقِّق النص على أربع نسخ خطية، أنفسها نسخة مكتبة الخالدية بالقدس، وهي من مصورات المعهد.

وجاء الكتاب في دراستين: دراسة المحقق، ودراسة د. بتينا شتراوس (وهي دراسة في تاريخ كتاب شاناق في السموم) وهما القسم الأول في الكتاب، والثاني كان للنص المحقق وملحق بأسماء النباتات الطبية والعقاقير ومقابلاتها باللاتينية والإنجليزية، وكشافات بالأعلام والأماكن والبلدان والحيوان والنبات.

وقد قال الدكتور فيصل الحفيان (مدير المعهد) في مقدمته للكتاب: هذا الكتاب ليس بحاجة إلى تأكيد أهميته وخطره، فهو من الكتب المؤسسة في تاريخ العلم الإنساني، وتزداد أهميته إذا ما عرفنا أن صورته العربية هي الباقية، بعد أن فُقد من لغته الأصلية (الهندية) وأيضا من لغته الوسيطة التي نقل منها إلى العربية، وقد أثار الكتاب إشكاليات كبيرة لدى الدارسين؛ إشكاليات تتعلَّق بمادته العلمية وبنيتها الداخلية، وبنسبته إلى صاحبه حتى إن بعض الدارسين في ما يتصل بالنقطة الأخيرة نسبه إلى (هندي مجهول) ونسبه آخرون (أو نسب الأجزاء اليونانية منه) إلى العباس بن سعيد الجوهري الذي نقله أو فسَّر للخليفة المأمون.

إن إشكالية أو إشكاليات هذا النص الثرية، إضافة إلى قيمته في ذاته، تجعل نشره عملا علميا جديرا بالعناية، وعلى الرغم من أنه قد نُشر من قبل غير مرة فإن هذه النشرة تضيف جديدا، يجعل منها حقا نشرة جديدة بالكلية، ذلك أنها اعتمدت نسخة جديدة، هي تلك التي تحتفظ بها الخزانة الخالدية (فلسطين) وهي نسخة موثوقة نفيسة وعتيقة، وقد ترتَّب على هذا الغنى المصدري إعادة النظر في ترتيب بنية الكتاب الداخلية (مقدمته ومقالاته) فاستطاع المحقق بناء على المعطيات العلمية التي أتاحها له المصدر الجديد، والنظر النقدي أن يقدم رؤية جديدة للنص في دراسته وأن يناقش فرضيات قال بها المستشرقون ويثبت خطأ بعضها وعدم استقامتها علميا.