تأثيرُ أبي عُمر الزَّاهد في تكوين ابن خَالَوَيْه علميًّا د. محمد علي عطا

النشر الإلكتروني باعتماد المعهد

تراثنا

turathuna@malecso.org

مقالات تراثية

تأثيرُ أبي عُمر الزَّاهد في تكوين ابن خَالَوَيْه علميًّا

د. محمد علي عطا

باحث في التراث والفكر الإسلامي

 

الهدف

تهدف هذه المقالة إلى بيان مدى تأثير أبي عمر الزاهد في ابن خالويه (ت370هـ) من حيث العلوم التي استفادها منه، والكتب التي أخذها عليه، ومنهج التفكير العلمي وموضوعات التأليف التي تأثَّر به فيها، ومعرفة أمانته في النقل عنه، وغير ذلك من فوائد.

 

تعريف موجز بأبي عمر الزاهد([1])

هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البَاوَرديّ الخراساني، المطرِّز أو المطرِّزي، الملقَّب بغلام ثعلب؛ لأنه صاحب شيخه ثعلب كثيرًا وأكثر في النقل عنه، ولُقِّب بالزاهد؛ لأنه كان زاهدًا في الدنيا، وكان حنبلي المذهب، شديدًا على أهل الرفض والمعتزلة، وجميع كتبه كانت إملاء بغير تصنيف، نشأ في بغداد ولازمها حتى وفاته، لم يتزوج، عاش في الفترة (261هـ-345هـ)، وكان لغويًّا محدِّثًا عُرف بالصِّدق وعلو الإسناد، وشدة الحفظ، ولكثرة حفظه كذَّبه أدباء زمانه، ولكنها تهمةٌ مدفوعة عنه بقوة، ومن شيوخه: ثعلب والمبرد. ومن تلامذته: ابن خالويه، وأبو الفضل الطيالسي، وأبو إسحاق المروزي، والمحاملي المصري، وأبو الطيب اللغوي، وأبو علي القالي البغدادي، وغيرهم.

 

مؤلفاته المفقود

البيان، البيوع، تفسير أسماء الشعراء، تفسير أسماء القرَّاء، التنويع، الجُرجاني، حل المُداخل على المُداخل، السَّاعات، السَّريع،  الشُّورى،  غريب الحديث شرح فيه غريب الحديث في مسند أحمد بن حنبل، فائت الجمهرة، فائت العين، فائت المستحسن، الفرق بين الضاد والظاء، فضائل معاوية، القبائل، التفاحة في النحو، الكتاب الحُصْري في الكلمات ألفه للحُصْري صاحب القاضي أبي عمر، ونحله له، ما أنكره الأعراب على أبي عبيد (أو أبي عبيدة) في ما رواه أو صنَّفه، المُجالَسات، المرجان في اللغة، المستحسن في اللغة، المكنون والمكتوم، المُلتَزَم، المواعظ، الموشَّح، الموضَّح عن الوفيات، النوادر، اليواقيت في اللغة([2]).

 

مؤلفاته الموجودة

– جزء من رواية أبي عمر غلام ثعلب في الحديث والأدب، نشره آربري في مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1949م، المجلد الرابع والعشرين، الجزء الثاني، (ص234-243)، والجزء الثالث، (372-384)، يروي فيه إحدى وتسعين مسألة في علم الحديث والأدب عن عدد من شيوخه.

-شرح  كتاب الفصيح،  له نسخة في مكتبة الأوقاف في الرباط، برقم(214)، كما قال سزكين في تاريخ التراث العربي (المجلد الثامن) (1/281)، ولم أستطع الحصول على هذه النسخة.

-العسل والنحل والنباتات التي تجرس منه، نسب طويلًا لأبي عمر الزاهد، وحقق نسبته لأبي حنيفة الدينوري الدكتور محمد جبار المعيبد، مجلة المورد، 1974م، مج3، العدد1، (ص113-143).

-العشرات في غريب اللغة، حققه المستشرق برونله في ليدن، منسوبا لابن خالويه، ثم حققه يحيى عبد الرؤوف، مصححًا نسبته لأبي عمر الزاهد، نشر في عمان، 1984م.

-فائت الفصيح، حققه محمد عبد القادر، مجلة معهد المخطوطات، سنة 1393هـ، مج19، ج2، (ص09-362)، ثم حققه عبد العزيز مطر، دار الكتب القطرية، 1984م.

-المُداخل في اللغة، حققه الميمني، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1348هـ، مج9، ج8، (ص449-544)، وحققه محمد عبد الجواد، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1375هـ.

-المقصور والممدود، حققه عبد الحسين الفتلي، مجلة أصول الدين، جامعة بغداد، 1395هـ، سنة1، العدد الأول، (ص151-167)، وحققه محمد جبار المعيبد، ونشر في مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد العشرون، الجزء الثاني، ذو الحجة، 1394هـ- نوفمبر، 1974م، (ص17-47). وقد شكَّك في نسبته لأبي عمر الزاهد، ولكنه لم يملك دليلا على ذلك.

-ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن، بدأ في إملائه عام (326هـ)، تحقيق محمد يعقوب التركستاني، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط1، 2002م.

– يوم وليلة في اللغة والغريب، حققه محمد جبار المعيبد، مجلة معهد المخطوطات، الكويت، 1398هـ، مج24، ج1، 2، (ص231-338).

 

مكان صحبة ابن خالويه له وزمانها

 عاش أبو عمر الزاهد في الفترة (261-345هـ) وولد ونشأ في بغداد ولا يعرف له رحلة خارجها، ودخل ابن خالويه بغداد عام (314هـ)، ورحل عنها صَوْبَ سيف الدولة عام (333هـ)؛ أي إن مَظِنَّة فترة طلبه على أبي عمر الزاهد كانت من (314-333هـ)؛ أي إن ابن خالويه لازم الزاهد لمدة تسعة عشر عامًا، ولكنَّا نجد أن آخر ما قرأ عليه هو كتاب غريب القرآن لابن عُزير السجستاني عام (330هـ)، ولم يأخذ عليه كتاب ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن الذي بدأ في تأليفه عام (331هـ)، فلعل ابن خالويه رحل عام (330هـ) وليس عام (333هـ) كما هو شائع، أو أنه ترك ملازمته قبل أن يرحل بثلاثة أعوام؛ فتكون ملازمته الفعلية له من (314-330هـ) أي لمدة ستة عشر عامًا فقط، وهي فترة أطول بعامين من صحبته لأبي القاسم ابن الأنباري (ت328هـ)؛ حيث صحبه أربعة عشر عامًا فقط([3]).

 

مدى العلاقة

 عِدَّةُ أمورٍ تُظْهر وجودَ أُلفة بين الزاهد وبين ابن خالويه، هي:

– حكى أبو عمر له بدايته وسبب إقباله على تعلم اللغة؛ حيث قال في إعراب ثلاثين سورة([4]): وحدثني أبو عمر قال: كان من سبب تعلمي النحو أني كنت في مجلس إبراهيم الحربي، فقلت: قد قريت الكتاب. فعابني من حضر وضحكوا، فأنفت من ذلك وجئت ثعلبًا، فقلت: أعزك الله، كيف تقول: قريت الكتاب أو قرأت الكتاب؟ فقال حدثني سَلَمة عن الفرَّاء عن الكسائي قال: تقول العرب: قرأت الكتاب إذا حققت، وقرات إذا لينوا، وقريت إذا حولوا. قال: فلزمته إلى أن مات. وعلَّق ابن خالويه قائلًا: فصار أبو عمر أوحدَ عصرِه في اللغة إمامًا.

-كان يسأله كثيرًا ويجيبه أثناء القراءة عليه.كما في كتاب العشرات (ص 88)؛ حيث سأله عن الخَيْفَانة بمعنى الجرادة، هل هي من باب العَيْدَانة؟ فقال: ليست من الغريب، و(ص90)، حيث سأله عن الزَّبِيط الذي يعني صوت البط هل هو بالباء أو بالياء؟ فقال: بالباء لا غير.

– وكان يقترح عليه معاني جديدة غابت عنه، فيأخذ الأمر بأريحية ويضيفها في كتبه كما فعل في معنى الحَرْد، حيث أخبره ابن خالويه أثناء إملائه أنها اسم لقرية، فأملاها في اليواقيت في اللغة، وفي ياقوتة الردح، كما ذكر ابن خالويه في كتاب العشرات (ص114)، وسأله عن ناقة النبي دُلْدُل هل هي من باب فُعلُل، فقال له: نعم، وحبَّذا هي. كما ذكر ابن خالويه في العشرات (ص93).

– كان يخصه بخبرات ونصائح علمية؛ حيث قال ابن خالويه عن كتاب إصلاح المنطق لابن السكيت: “وقال لي الزّاهد: من قرأ باب فعيلة من «الإصلاح» ولم يُصَحِّف فهو لغوي”([5]).

-كان يضيف على كتبه ويستدرك، كما في كتاب العشرات (ص30، 112 ،121، 129).

 

إجمالي نقولاته عنه

نقل عنه في “الطارقية” نقلا واحدًا (ص47)، وفي شواذ القراءات نقلين: (68، 134). وفي مختصر الأيام والليالي ثلاثة، وفي شرح الفصيح ستة نقول: (93، 121، 140، 170، 176، 479)، وفي ليس في كلام العرب ستة نقول: (35، 80،  76، 124، 284، 286). وفي شرح فصيح ثعلب ستة نقول: (ص93، 121، 140-141، 170، 167، 479-480). وفي إعراب القراءات اثني عشر نقلا: (1/45 نقلين، 396)، (2/215، 324، 377، 346، 430، 459، 482، 517، 541). وفي شرح المقصورة ستة وعشرين نقلا: (168، 180، 218، 219، 246، 255، 258، 300، 315، 361، 476، 417، 462، 490، 497، 506، 258، 529، 532، 538، 540 نقلين، 451، 452، 553، 554).

ومجموع ذلك كله اثنان وستون نقلا، وهو أكثر مما نقل عن أبي بكر ابن الأنباري (ت328هـ)؛ حيث نقل عنه في كل مصنفاته سبعة وأربعين نقلا فقط([6]).

 

تزيينه لاسمه

 تعددت صيغ اسم أبي عمر الزاهد التي أوردها ابن خالويه؛ فأحيانًا يورده باسم محمد بن أبي هاشم كما في “الطارقية” (ص47)، وشرح المقصورة (ص258)، وأحيانًا باسم محمد بن عبد الواحد كما في شرح المقصورة (ص315، 361، 417، 538)، وأحيانًا باسم الزاهد كما في شرح المقصورة (ص528)، وأحيانًا باسم محمد كما في شرح المقصورة (ص218)، ومرة باسم أبي عمر الزاهد كما في شرح المقصورة (ص497)، وأحيانًا يقرنه بغيره فيقول: قال المحمدان اللغوي والنحوي، كما في شرح المقصورة (ص180،490). والأكثر أن يقول أبو عمر كما في شرح المقصورة (ص300، 476، 529، 532، 540).

وهذا في عُرف أهل الحديث يسمى تدليس التزيين، وهو غير قادح في عدالة الراوي طالما أن شيخه الذي يزين اسمه ليس متَّهمًا، وأبو عمر لم تثبت عليه التهم التي وجهت له في وضع أشياء في اللغة ونسبتها للقدامى.

 

طرق الاستفادة العلمية منه

كان التواصل العلمي بينهما عن طريق أخذ كتبه ومؤلفاته نفسه، وسؤاله خلالها واقتراح استدراكات عليها، وقراءة كتب اللغويين السابقين عليه.

أولا: كتبه التي أخذها عنه:

جزء من رواية أبي عمر الزاهد في الحديث والأدب: نقل ابن خالويه نقلا عن الزاهد في كتاب إعراب القراءات (1/45) وهو موجود في القسم الثاني من هذا الجزء (ص377) ولكن باختلاف في بعض السند.

– العشرات لأبي عمر الزاهد، وله رواية له، وتعليقات عليه، وقد أُدخلت تعليقاته في صلب الكتاب، وهي مبدوءة بقال ابن خالويه، وقد حقَّقه برونله في ليدن، ونسبه لابن خالويه بسبب هذه التعليقات، ثم أعاد تحقيقه يحيى عبد الرؤوف جبر باسم “العشرات في غريب اللغة لأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد(ت345هــ) برواية ابن خالويه”، ط1، 1984م. وقد حقَّقه على نسختين خطيتين، وكلاهما برواية ابن خالويه، وتعليقاته فيه كثيرة، وقد تركها المحقِّق في صلب الكتاب مميزة بمعقوفين، انظر: (ص30، 34، 35، 41، 45، 48، 60، 62، 66، 73 (أربع مرات)، 78، 85، 88، 93 ،97، 102، 103، 105، 112، 114، 121، 129، 133، 135 مرتين، 141 ثلاث مرات).

فضائل معاوية: جمع الزاهد جزءًا في ما يروى من فضائل معاوية، ولم يذكر مصدر أن ابن خالويه أخذ هذا الكتاب عنه، ولكنه أخذه عنه بالضرورة؛ لأن الزاهد كان لا يمكّن أحدًا من طلبته من أن يقرأ عليه شيئًا حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء، ثم يقرأ بعد ذلك ما يريد، مهما كانت قيمة من يريد أن يقرأ عليه؛ فقد أصرّ على أن يقرأه عليه الشريف أبو عبد الله محمد بن الحسن بن القاسم الداعي الذي استولى على طبرستان وكان يلقب بالمهدي، فلم يجبه المهدي وترك القراءة عليه([7])، فبالتأكيد لم يسمح الزاهد لابن خالويه بالقراءة عليه إلا بعد أخذ هذا الجزء.

وذكر ابن خالويه نقلا في شرح الفصيح (ص93) يغلب على ظني أنه من هذا الكتاب، قال ابن خالويه: وحدثنا أبو عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: جاء رجل إلى معاوية فقال: افرض لي. ففرض له، فقال: افرض لابني. فقال: لا. فقال: افرض لعشيرتي. قال معاوية:

طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ فَلَمَّا … لَمْ يَجِدْهُ أَرَادَ بَيْضَ الأُنُوْقِ”.

المداخل في اللغة، حيث جاء في نسخة بدار الكتب المصـرية رقم (26 ش) وهي أقدم النسخ: قال أبو العباس أحمد بن الحسين التميمي: قرأ علينا هذا الكتاب أبو عبد الله بن الحسين بن أحمد بن خالويه، وقرأنا بعضه عليه، قال أخبرني به أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد غلام ثعلب”، والنسخة الثانية مصورة الجامعة العربية كتبت سنة (636هـ) نقلا عن نسخة مقروءة مصححة عليها خط ابن خالويه([8]).

اليواقيت في اللغة: أخذه عنه واقترح عليه إضافة حَرْدٍ التي وردت في القرآن وهي اسم قرية، فأضافها في ياقوتة الردح كما ذكر في كتاب العشرات، ورغم ذلك لا نجد اسم ابن خالويه يذكر في الذين تلقوا إملاءت هذا الكتاب المتعددة والتي استمرت من المحرم 326هـ حتى جمادى الأولى سنة 331هـ، والتي كان يضيف ويزيد فيها كثيرًا، واختص بكل واحدة منها تلميذًا لم يرد ابن خالويه فيهم([9])، ولا يجد الباحث تفسيرًا لذلك إلا أن ابن خالويه لم يحضر آخر إملاءات الكتاب.

– يوم وليلة: نقل عنه ثلاث مرات في مختصر كتاب الأيام والشهور([10])، ولم يذكر في هذا المختصر السند؛ لذلك لا نستطيع أن نحدد هل هو نقل أم رواية؟

ويلاحظ أن هذه الكتب قليلة بالنسبة للفترة التي قضاها ابن خالويه ملازمًا له.

ثانيا: كتبه التي لا يوجد ما يدل على أنه أخذها عنه:

ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن: لا يوجد ما يشير إلى أخذ ابن خالويه له فلعل ابن خالويه تركه وقت تأليفه وهو عام 331هـ.

– فائت الفصيح، فقد رواه عنه أبو علي القالي ونقله للأندلس، ولم نعلم لابن خالويه رواية له([11]).

ثالثا:كتب غيره التي رواها عنه: استطعت أن أحصي من ذلك:

-“إصلاح المنطق”، لابن السِّكِّيت (ت244هـ)، قرأه أبو عبد الله بن بلبل على ابن خالويه سنة أربع وستين وثلاث مئة، قال: قرأته على أبي الطّاهر النّحوي العابد، وقال: قرأته على ابن الطيّان صاحب يعقوب، وقال: قرأته على يعقوب. قال ابن خالويه: وقرأته أيضًا علي أبي عمر الزّاهد مرّتين تصحيحًا، وقرئ أيضًا على ابن الأنباري وأنا أسمع([12]).

“الألفاظ”، لابن السِّكِّيت (ت244هـ)، أخذه ابن خالويه عن الزاهد مرتين، وقرأه أيضًا على ابن الأنباري([13]).

– “الخيل”، لأبي عبيدة معمر بن المثنى(ت209هـ)، حيث نقل عنه ابن خالويه في شرح المقصورة (ص258)، وكان سنده إليه أبو عمر الزاهد عن محمد بن أبي هاشم، عن ثعلب، عن الأثرم، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى. والنقل موجود في أول صفحة من كتاب الخيل، (ص2) دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الهند، ط1، عام 1358هـ([14]).

الشجر والكلأ: روى ابن خالويه كتاب الشجر والكلأ، وسنده فيه: “قال ابن خالويه: قرأت كتب أبي زيد (ت215هـ) على أبي عمر الزاهد (ت345هـ)، عن ثعلب (ت291هـ)، عن ابن نجدة عن أبي زيد”. ونشره صموئيل ناجلبرج في كيرخن بألمانيا سنة 1909م، بعنوان”كتاب الشجر”، في(179) صفحة، ونسبه لابن خالويه؛ مغترًّا بذكر ابن خالويه في أوله، وقد ذكره بروكلمان (2/241)، وأشار إلى نشرة صموئيل وقال: ولكنه في الحقيقة من عمل أبي عمر الزاهد”. ثم حُقِّق الكتاب بعنوان الشجر والكلأ وصححت نسبته لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري(ت215هـ)، رواية ابن خالويه([15]).

-“فصيح ثعلب“: لم يذكر ابن خَالَويه لا في مقدمة “شرحه للفصيح” ولا في “انتصاره لثعلب” سنده إلى رواية “الفصيح”، وقد استفاد من روايته أبو سهل الهَرَوي النحوي نزيل مصر(ت433هـ)،  في “إسفار الفصيح”([16])، حيث ذكر روايته مرتين الأولى (ص500)، حيث قال: “وفي رواية أبي عبد الله الحسين بن خالويه:  “إذا دنت للمغيب”. والثانية في (ص505) قال: “ورأيت أيضًا في نسخة مروية عن ابن خالويه: والقَرَب: الليلة التي ترد الإبل في صبيحتها الماء”. فمما سبق نعرف أن ابن خالويه له رواية للفصيح انفردت بأشياء، وأن هذه الرواية انتقلت إلى مصر، وأخذها أبو سهل وِجَادةً لا روايةً.

ووصل إلى قرطبة بالأندلس نسخة للفصيح بخط ابن خالويه؛ حيث قال الوزير أبو بكر محمد بن هشام المُصْحَفِي(ت481هـ) ([17]): “كان كتاب أبي الفتوح الجرجاني [يعني الفصيح] بخط ابن خالويه، وفي صدره: قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه النحوي اللغوي: قرأت هذا الكتاب وهو الفصيح لثعلب على أربعة من أصحابه: محمد بن إبراهيم بن عرفة نفطويه أبي عبد الله، وأبي عمر الزاهد، وأبي بكر ابن الأنباري، وأبي القاسم بن حبان، كلهم قالوا: أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، قال: هذا اختيار فصيح الكلام”.  فقد أخذ الفصيح عن ابن الأنباري وآخرين.

فمن هذا النص نعرف أن نسخة ابن خالويه دخلت الأندلس وتحديدًا قرطبة عن طريق أبي الفتوح ثابت بن محمد الجرجاني، الذي طلب العلم في بغداد، ثم رحل للأندلس عام (406هـ)، وقتل بالمغرب عام(431هـ) ([18])، ومن الواضح أن روايته هذه لم تشتهر كرواية قرينيه أبي علي القالي(ت356هـ) وأبي سعيد السِّيْرافي(ت368هـ)، التي كثر حاملوها ورواتها([19]).

لغات القرآن، للفراء(ت207هـ)، حيث نقل روى في إعراب القراءات السبع وعللها، (2/215)، ونقله في كتاب لغات القرآن (ص36)، نشر على الشبكة العالمية عام1435هـ.

مجالس ثعلب، حيث روى في شرح المقصورة(ص529) عن الزاهد عن ثعلب سبعة أبيات أولها: “لا خيرَ في الشَّيخِ إذَا ما اجْلَخَّا”، واثنان منها في مجالس ثعلب، (ص451)، تحقيق عبد السلام هارون رحمه الله، دار المعارف.

معاني القرآن، للفراء(ت207هـ)، روى عنه في شرح الفصيح (ص176) وسنده له أبو عمر عن ثعلب عن سلمة عن الفراء، ونقله في معاني القرآن للفراء (3/81)، وروى عنه أيضًا في إعراب القراءات(2/517) ونقله في معاني القرآن للفراء(1/24).

معاني القرآن، للكسائي(ت189هـ)، حيث روى عنه في إعراب القراءات (2/517)، والنقل ضمه جامع كتاب معاني القرآن للكسائي (ص259)، أعاد بناءه عيسى شحاتة عيسى، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1998م، وسنده إليه: أبو عمر الزاهد عن ابن الطوسي عن أبيه عن اللحياني عن الكسائي.

المقصور والممدود، للفراء(ت207هـ)، فقد نقل عنه في شرح المقصورة (ص180)، ونقله في المقصور والممدود (ص23)، ونقل عنه أيضا في شرح المقصورة (ص490) ونقله في المقصور والممدود (ص 23)، تحقيق عبد العزيز الميمني، دار المعارف، الطبعة الثالثة.

كتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن على حروف المعجم؛ لأبي بكر محمد عُزَير السّجستانيّ(ت330هـ)،  نقل ابن خير في الفهرست، (ص97) أن ابن خالويه النّحويّ، قال:” كان ابن عزيز رجلا متواضعًا ديّنًا، من غلمان ابن الأنباري، وعمل هذا الكتاب في طول عمره، ورأيته يصحّحه عليه ويجبّره بالشيء فيزيده فيه، وادّعاه قوم وكذبوا، ومات صانعه ولم يسمع منه، فقرأته على أبي عمر تصحيحًا”.

وفي عالمنا اليوم له تسع وتسعون نسخة، منها  نسخة برواية ابن خالويه، وهي نسخة اليمن، محفوظة في خزانة أبي الحسين مجد الدين بن محمد المؤيدي، منسوخة عام (690هـ).

ومن الذين رووه -أو ادعوه كما قال ابن خالويه-: أبو أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون البغدادي(ت386هـ) المقرئ بالجامع العتيق سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وابن حسنون(ت386هـ) وابن بطة العسكري(ت387هـ) وأبو بكر عمرو الوزان، وأبو عمرو عثمان الرزاز (ت367هـ) وغيرهم([20]).

نوادر ابن الأعرابي (ت231هـ)، فقد قال في مختصر شواذ القراءات، (ص134): وكان أبو عمر الزاهد روى في نوادر ابن الأعرابي الإبل تسمنَّ فأنكرناه فقد قواه الآن هذا.

– روى عنه عدة كتب أخرى من كتب ابن الأعرابي أبي عبد الله محمد بن زياد(ت231هـ) ولم أوفق في الوقوف عليها تحديدًا، وقد روى عنه في إعراب القراءات في موضعين: (2/346): يقال شرِب إذا فهم، (2/459): دعاء أعرابي على آخر، وفي الطارقية في موضع (ص47): حافة اللسان طرفاه، وفي شرح المقصورة في اثني عشر موضعا: (ص168): رأيت خياله في النوم وخيالته، و(ص 218): من دعائهم اللهم اجعلنا ممن يعبر الدنيا ولا يعمرها، (ص246): خير الغداء بواكره، (ص255): وصف سحابة، (ص300): الغناء بالمد اسم موضع، (ص315): وصف السحابة، (ص361): العَز السيل الذي لا يطاق والعَزة بنت الظبية، (ص376): وصف أعرابية لابنتها، (ص417) قصة شتم أعرابي لأبي بكر ولطم رجل له، (ص462): قصة المثل: كيف الطَّلا وأمَّه، (ص506): اجتماع السُّؤَّال على باب عائشة، (ص538): أفضل ما قيل في الخمر.

وسنده واحد في كل النقول عن ابن الأعرابي: أبو عمر الزاهد، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي. مما يدل أن أبا عمر الزاهد كان طريقه الوحيد إلى كتب ابن الأعرابي.

نوادر أبي مسحل الأعرابي(ت230هـ)، والنسخة التي حققها عليه الدكتور عزة حسن وطبعه في دمشق سنة1380هـ ، منقولة من نسخة بخط أبي عبد الله محمد بن بلبل البغدادي، وكان قرأها في نسخته علي أبي عبد الله الحسين بن خالويه، الذي قرأها على شيخه أبي عمر الزاهد، بقراءة أبي العباس ثعلب. وسند الكتاب: رواه علي بن عبيد الله الشيرازي، عن محمد بن بلبل البغدادي، عن ابن خالويه، عن أبي عمر الزاهد، عن ثلاثة هم: أبو العباس ابن الأعرابي، وأبو العباس ثعلب، وأبو عبد الرحمن، ثلاثتهم عن أبي مسحل الأعرابي مؤلف الكتاب، كما في مقدمة التحقيق (ص16).

وكتب ابن خالويه بخطه على ظهر النسخة المنقول منها: “صدق وبرَّ أبو عبد الله محمد بن بلبل البغدادي أيَّده الله قرأ عليَّ هذا الكتاب قراءةَ متقنٍ للَّغةِ عارفٍ بها وصحَّحه وضبَطه وكتب الحسين بن خالويه بيده”.

ولابن خالويه عليه تعليقات مفيدة وكثيرة، انظر مثلا (ص:1، 2، 3، 11، 15، 22، 23، 26، 32، 36، 39، 41، 45، 48، 49، 61 مرتين، 78، 132، 164، 167، 216، 226، 231، 235، 234([21])، 282…إلخ). ويمكن استقصاء هذه المواضع من خلال فهرس الأعلام (ص714). وحسنًا فعل محققه حين فصل بين المتن وتعليقات ابن خالويه وغيره ثم حققهم مثل المتن.

رابعًا:كتب غيره التي لم يروها عنه: هناك بعض الكتب التي رواها أبو عمر الزاهد عن علماء سابقين عليه وأخذها عنه بعض تلامذته ولكنا لم نجد ما يدلُّ على أن ابن خالويه أخذها عنه، ومن تلك الكتب:

الأضداد، لثعلب، رواه عن الزاهد أبو علي القالي ونقله للأندلس، ولا نعلم لابن خالويه له رواية([22]).

الألفاظ، لكلثوم بن عمرو العتابي التغلبي (ت220هـ)، كان يرويه الزاهد عن المبرد عن العتابي، ولا نعرف لابن خالويه رواية له([23]).

ديوان عدي بن زيد العبادي، لم يذكر ابن خالويه روايته له وقد رواه ابن دريد وعنه نقله أبو علي القالي إلى الأندلس. كما شرحه ابن الأعرابي (ت231هـ ) الذي كان يروي عنه أبو عمر الزاهد كثيرًا([24])، ولابن خالويه تعلق زائد بشعر عدي بن زيد ظهر في كتبه؛ فقد أكثر من الاستشهاد بشعره جدًّا في كتابه”شرح الفصيح”؛ حيث استشهد بخمسة عشر بيتًا له([25])، وأورد قصة حوار جميل الفارسي مع عمر بن الخطاب عن ترجيحه لعقل عدي بن زيد العبادي ([26])، ولكني لم أقف على ما يثبت أو ينفي روايته لشعره عن الزاهد ولا حتى عن ابن دريد.

-شرح شعر زهير بن أبي سُلمى، حيث وصلنا شرح ثعلب لشعر زهير بن أبي سُلمى، ورواه أبو عمر الزاهد، ورواه عنه تلميذاه أبو سعيد السِّيْرافي(ت368هـ)، وأبو الحسن الرُّمَّاني(ت384هـ)([27])، ولكنا لم نجد ما يشير إلى رواية ابن خالويه لهذا الشرح.

نوادر اللحياني، رواه أبو علي القالي عن الزاهد، ولا نعلم لابن خالويه رواية له([28]).

 

تأثيره في منهجية ابن خالويه العلمية وفي موضوعاته

السمة الظاهرة جدًّا في شخصية ابن خالويه العلمية هي الحصر والاستقصاء، وهي ظاهرة بيِّنة في غالب مؤلفاته، فكثيرًا ما يحصر المعنى ويعدده مثل كتابه “ليس” في كلام العرب، وكتاب الألفات، وكتابه “الآل”، الذي حصر فيه معنى الآل في خمسة وعشرين معنى، فصَّل القول فيها، وهذا كان سمة العصر كله، ولكن أبا عمر الزاهد كان بارعًا في هذا الأمر وكتاباه المدخل والعشرات يشهدان لذلك، ولعل ابن خالويه تأثر به، ولا يمنع أن يكون تأثر فيها بشيوخ له آخرين كابن الأنباري.

كما تأثر بالزاهد في موضوعات التأليف، فالزاهد ذكر في العشرات (ص39) معنى “الآل” وذكر منها: الشخص، والأحوال، وجمع آلة، وآل النبي صلى الله عليه وسلم. ولعل هذا أوحـى له بتأليف كتاب خاص عن معاني الآل سماه “الآل”. ووضع مثله كتابًا في الأيام والشهور، والساعات.

وحاكى أسلوبه في المداخل في بعض كتبه، حيث قال في إعراب القراءات السبع (2/215-216): “والخَميطُ ثمرُ الأراكِ وهو البَريرُ أيضًا واحدها بَريرة، وبَريرة جارية عائشة، والبَريرُ شجرُ السَّواك، والأَثْلُ شجرٌ، واحدها أَثْلةٌ وتجمع أثلاثٌ في العدد القليل، قال الشاعر:

أَيَا أَثَلاثَ القاعِ من بَطْنِ تُوضحٍ … حَنيني إلى أَوْطانِكُنَّ طويلُ”.

فهذا يشبه إلى حد كبير منهج الزاهد في المداخل.

وتأثَّر بالزاهد في شرح غريب البيت بعده حتى لو كان ذلك خارجًا عن السياق، انظر شرح المقصورة (ص278، 287، 290)، وغيرها كثير.

ولعل ابن خالويه اختار اسم كتابه “مستحسن القراءات” الذي ورد في إحدى نسخ إعراب القراءات السبع وعللها، على غرار “مستحسن اللغة” للزاهد، ولعله أخذ اسم رسالته مسألة المحراب من اسم إحدى عرضات أبي عمر الزاهد لكتابه اليواقيت في اللغة –وهو وإن لم يحضر إملاءاته كما ثبت فلا بد نمى إلى سمعه خبره-؛ حيث سمَّى إحدى العرضات بالفذلكة وإحداها بالمحرابية([29]).

 

أمانته العلمية في النقل عنه

 لم أقف على ما يقدح في أمانة ابن خالويه العلمية في النقل عن شيخه أبي عمر الزاهد، وكان هناك ملحظ طفيف على أمانته في النقل عن شيخه ابن الأنباري، بيَّنتُه في بحث “تأثير أبي بكر ابن الأنباري في تكوين ابن خالويه علميًّا”.

 

الخاتمة

 التقى ابن خالويه شيخه أبا عمر الزاهد في بغداد في الفترة (314-330هـ) وصحبه لمدة ستة عشر عامًا، وكان ابن خالويه يزدهي به ويزين اسمه في مؤلفاته بإيراده بأكثر من طريقة، وكانت العلاقة بينهما جيدة، ومن مجموع كتبه التي وصلتنا تبين لي بيقين أنه أخذ عنه من كتبه ستة، هي: جزء في الحديث والأدب، والعشرات، وفضائل معاوية، والمداخل، واليواقيت في اللغة أخذه في الإملاءات الأولى ولكنه لم يحضر الإملاءات الأخيرة كما يغلب على ظني، ويوم وليلة، ولم يأخذ عنه من كتبه: ياقوتة الصراط، وفائت الفصيح، ومن كتب غيره التي رواها عنه تبين لي أنها أكثر مما أخذ عليه من كتبه بكثير؛ فقد أخذ عليه: إصلاح المنطق، والألفاظ وكلاهما لابن السِّكِّيت (ت244هـ)، والخيل لأبي عبيدة (ت209هـ)، والشجر والكلأ لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت215هـ)، ونزهة النفوس لابن عزير السجستاني (ت330هـ)، وفصيح ثعلب، ولغات القرآن للفراء (ت207هـ)، ومجالس ثعلب، ومعاني القرآن للفراء (ت207هـ)، ومعاني القرآن للكسائي (ت189هـ)، والمقصور والممدود للفراء (ت207هـ)، ونوادر ابن الأعرابي (ت231هـ)، وكتب أخرى لابن الأعرابي لم يتمكن الباحث من معرفتها، ونوادر أبي مسحل (ت230هـ)، وهذه الكتب أكثر بكثير عما ثبت أنه أخذه عن ابن الأنباري، ولم يأخذ عليه الأضداد لثعلب، والألفاظ لكلثوم العتَّابي (ت220هـ)، وديوان عدي بن زيد، وشرح شعر زهير بن أبي سُلمى، ونوادر اللحياني.

وقد لاحظ الباحث أن ابن خالويه كان يحرص على أخذ الكتب المهمة على أكثر من شيخ؛ فقد أخذ فصيح ثعلب والألفاظ لابن السكيت والمذكر والمؤنث على الزاهد وعلى ابن الأنباري أيضًا، وكان حضور ابن خالويه مع شيخه الزاهد حضورا فاعلا؛ إذ كان يسأل ويقترح فوائت يمكن أن تضاف ويعلق بحواشٍ وفوائد وزيادات على الكتب التي يرويها عنه، وقد تأثر ابن خالويه بالزاهد في اختيار عنوان بعض مؤلفاته، وفي اختيار موضوع بعض مؤلفاته مثل كتاب “الآل”، وفي منهجية المعالجة مثل الحصر والاستقصاء، وشرح غريب البيت بعده حتى لو كان ذلك خارجًا عن السياق، وحاكى أسلوبه في بعض المواضع من كتبه، وأما عن أمانته العلمية في النقل عنه فلم أقف على ما يقدح فيها.

***

 

([1]) انظر مقدمات تحقيق كتبه المطبوعة التي سيأتي ذكرها.

([2]) منه خمسة عشر نصًّا على حواشي نسخة المقصور والممدود لأبي علي القالي كما قال المعيبد في مقدمة تحقيق المقصور والممدود للزاهد على نسخة دار الكتب بالقاهرة برقم (184) لغة، وعليه حواش منقولة عن ابن خالويه، ومنه صفحة عثر عليها الميمني موضوعة خطأ على أول مخطوطة شرح الفصيح لأبي القاسم عبد الله بن عبد الرحيم الأصفهاني في رامبور تحت رقم (38). انظر أبو عمر الزاهد غلام ثعلب الحفظة اللغوي المحدث وكتاب المداخل له، عبد العزيز الميمني، كتاب بحوث وتحقيقات، (2/275)، دار الغرب الإسلامي ، ط1، 1995م،  وانظر مقدمة تحقيق ياقوتة الصراط، (ص126).

([3]) انظر بحث “تأثير أبي بكر ابن الأنباري في تكوين ابن خالويه علميًّا”، د. محمد علي عطا، موقع معهد المخطوطات، على الرابط: https://www.malecso.org/2018/02/06/%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1-.

([4]) إعراب ثلاثين سورة، لابن خالويه، (132-133)، دار ومكتبة الهلال، 1985م.

([5]) فهرست ابن خير الإشبيلي، (ص410)، تحقيق بشار معروف، دار الغرب الإسلامي.

([6]) انظر بحث “تأثير أبي بكر ابن الأنباري في تكوين ابن خالويه علميًّا”.

([7]) الدر الثمين في أسماء المصنفين، لابن الساعي، تحقيق أحمد شوقي بنبين ومحمد سعيد حبشي، (ص233-234) دار الغرب الإسلامي، تونس، ط1، 2009م/1430هـ، وانظر قصة الكتاب في مقدمة تحقيق ياقوتة الصراط، (ص105).

([8]) انظر مقدمة تحقيق كتاب المداخل في اللغة، لأبي عمر الزاهد، (ص 9، 12)، تحقيق محمد عبد الجواد ، مكتبة الأنجلو المصرية، 1956م.

([9]) انظر الفهرست لابن النديم، (82-83).

([10]) انظر مختصر كتاب الأيام والليالي والشهور لابن خالويه..اختصره علم الدين السخاوي، تحقيق ودراسة دكتور محمد علي عطا، نشر على موقع الألوكة، 2017، على الرابط: http://www.alukah.net/literature_language/0/121331/

([11]) فهرست شيوخ ابن خير الإشبيلي، (ص339)، تحقيق بشار.

([12]) فهرست ابن خير الإشبيلي، (ص410)، تحقيق بشار، دار الغرب الإسلامي.

([13]) فهرست ابن خير الإشبيلي، (ص329)، تحقيق بشار.

([14]) من المعروف أن الأثرم أبا الحسن علي بن المغيرة لزم الأصمعي(ت 216هـ) وأبا عبيدة معمر بن المثنى(ت 209هـ)، وروى كتبهما (انظر الفهرست لابن النديم ص83)، ولكن لم يحدد أحد –حسب اطلاعي- أنه روى كتاب الخيل عن أبي عبيدة، حيث اشتهرت رواية كتاب الخيل لأبي عبيدة معمر بن المثنى عن أبي حاتم السجستاني، ووصلت الأندلس عن طريق أبي علي القالي، فقد كان سند ابن خير الإشبيلي لهذا الكتاب متصلا إلى أبي علي القالي عن ابن دريد عن أبي حاتم السجستاني، عن أبي عبيدة.(انظر فهرست ابن خير ص341)، كما طبع الكتاب في دائرة المعارف العثمانية برواية أبي يوسف الأصبهاني عن أبي حاتم السجستاني عن أبي عبيدة. فهذه معلومة جديدة أنه روى هذا الكتاب أيضا عن أبي عبيدة  تلميذُه الأثرم، وحمل عنه روايته ثعلب، وحملها عن ثعلب أبو عمر الزاهد، وحملها عن أبي عمر الزاهد ابن خالويه؛ فقد وجدت نقلا عن الكتاب بهذا السند في شرح المقصورة لابن خالويه ( ص258). والنقل مثبت في الكتاب (ص2).

([15]) تحقيق أنور أبو سويلم، ومحمد الشوابكة، مجلة مجمع اللغة العربية الأردنية، الأردن، مجلد(17)، عدد(45)، كانون الأول/ربيع الآخر، عام 1993م، (ص120-223).

([16]) دراسة وتحقيق: أحمد بن سعيد بن محمد قشَّاش، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، ط1، 1420هـ.

([17]) فهرست شيوخ ابن خير الإشبيلي، تحقيق محمد فؤاد منصور، (ص301)، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1998م.

([18])  انظر الصلة لابن بشكوال، (3/932)، تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري ، القاهرة، ودار الكتاب اللبناني، بيروت, ط1، 1989م.

([19]) انظر مقدمة تحقيق جهد النصيح وحظ المنيح من مساجلة المعري في خطبة الفصيح، لأبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي(ت634هـ)، تحقيق ثريا لهي، (ص53-59)، المملكة المغربية، جامعة محمد الخامس،  منشورات كلية الآداب بالرباط، ط1، 2001م.

([20]) انظر غريب القرآن المسمى نزهة القلوب، عني بتحقيقه لجنة من أفاضل العلماء، مكتبة ومطبعة محمد علي صبحي وأولاده، 1963م. وحققه أيضًا محمد أديب عبد الواحد جمران، دار قتيبة، سوريا، ط1، 1416هـ /1995م. وحققه أيضا يوسف عبد الرحمن المرعشلي، (ص35)، مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر، دار المعرفة، بيروت، 2013م. وأعاد ترتيبه على سور القرآن طبعة مدرسية لطلبة الأزهر أحمد الشربيني.

([21])  ويتضح من هذا الموضع أن ابن خالويه لم يأخذ عن ابن مجاهد القراءات فقط بل أخذ عنه اللغة أيضا حيث قال في هذا الموضع:”قال ابن خالويه: أخبرنا ابن مجاهد عن السَّمَّريِّ، عن الفراء: صنْف: نضج”.

([22])  فهرست ابن خير الإشبيلي، (ص381).

([23])  الفهرست، لابن النديم، (ص 175).

([24])  انظر مقدمة ديوان عدي بن زيد، (ص21)، حققه وجمعه محمد جبار المعيبد، وزارة الثقافة والإرشاد، مديرية الثقافة العامة، سلسلة كتب التراث 2، شركة دار الجمهورية للنشر والطبع، بغداد، 1965م.

([25])  انظر شرح الفصيح لابن خالويه، تحقيق عبد الله عمر الحاج إبراهيم وآخرَين، (ص25، 103، 227، 247، 286، 455)، مركز البحوث والتواصل المعرفي، ط2، 2017م.

([26])  السابق، (ص25-26).

([27])  انظر شرح شعر زهير بن أبي سلمى، لثعلب، تحقيق فخر الدين قباوة، (ص9، 13)، مكتبة هارون الرشيد للتوزيع، ط3ـ 2008م.

([28])  فهرست ابن خير الإشبيلي، (ص379)، وهي منثورة في المقصور والممدود للقالي.

([29])  انظر الفهرست، لابن النديم (ص82-83). وقد شكَّكت سابقًا في حضور ابن خالويه لهذه العرضات فلعله سمع عنها وقلَّد اسم أحدها.