اختتام فعاليات يوم المخطوط العربي 2023 بالعاصمة العراقية بغداد

تحت شعار (أخلاقيات العلم وآداب الطلب)

معهد المخطوطات العربية يختتم فعاليات يوم المخطوط العربي ببغداد

اختتم معهد المخطوطات العربية (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ـ ألكسو) ـ برعاية كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني (وزير الثقافة والسياحة والآثار بجمهورية العراق)، ومعالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر (المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ـ ألكسو) ـ فعاليات ختام يوم المخطوط العربي لعام 2023م، بالعاصمة العراقية (بغداد) وذلك يوم الاثنين (24/يوليو/2023م).

وفي كلمته الافتتاحية رحب معالي الأستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني بالسادة الضيوف، ونوَّه بدور المخطوط العربيِّ في تشكيل كيان الأمةِ وحاضرها ومستقبلها، وأنَّه لا يمكنُ الانشغالُ بالبحثِ العلميِّ دون رجوعِ الباحثين إلى المصادر الخطيَّةِ، إضافةً إلى أنَّ للمخطوطات دورًا مهمًّا في نقل مراحل التدوين التاريخي، وأنَّنا نستطيعُ مِن خلالها تلمُّس حياةِ  المجتمعاتِ وتطوُّرها.

وختمَ معاليه الكلمة بتوضيح ما يتمتع به العراقُ قديمًا وحديثًا مِن تراثٍ مخطوطٍ ثريٍّ ضخمٍ، ومتنوِّعٍ، مِن جهة الحوامل التي كُتِبَ عليها، والموضوعات التي يُعالجها، وأنَّه يأملُ أن يكونَ ثَمَّ تعاونٌ قريبٌ بين الوزارة ممثلةً في دار المخطوطات العراقية، وبين معهد المخطوطات في التعريف بهذا التراث المخطوط.

وفي كلمة معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر ـ التي ألقاها نيابةً عنه الأستاذ الدكتور مراد الريفي (مدير معهد المخطوطات العربية) ـ عبَّر معاليه عن سعادته وتقديره للعراق في استضافتِه لختام هذا الحدث المهمِّ، وهو ما يُعَدُّ دعمًا مهمًّا للعمل العربيِّ المُشترك في مجال تراث الوطن العربيِّ المعرفيِّ والفكريِّ، في أرضِ العراق الشامخة الذي كان، على مرِّ العصورِ، موئل الحضارة العربيَّة الساطعة.

مِن جانبِه صرَّحَ سعادة الأستاذ الدكتور / مراد الريفي ـ بعد تقديم الشكرِ لدولة العراق حكومةً وشعبًا على حُسْنِ الضيافةِ وكرمِ الرعاية ـ بأنَّ اختيارَ المعهد لهذا الموضوع (أخلاقيات العلم وآداب الطلب) في الدورة الحادية عشرة ليوم المخطوط العربيِّ، يُعِيدُ إلى الأذهانِ ما امتازت به حضارتُنا مِن كَوْنِها لم تَفْصِلْ بين طَلَبِ العلم والأخذ بأخلاقِه في أيِّ صفحةٍ مِن صفحاتِ تاريخِها المُشرقِ؛ ومِن ثَمَّ فإنَّ موضوعَ اليوم الذي اختيرَ يأتي ليستحثَّ الهِمَمَ ويكشفَ الغُبارَ عن تُراثِ ثَرٍّ مضى رجالُه بعد أن ملأوا الدُّنيا علمًا، ووَسِعُوا طُلَّابَهم بأخلاقهم المرضيَّةِ.

وأشارَ مديرُ المعهدِ إلى أنَّ احتفاليَّةَ هذا العامِ تواكبُ الاحتفال بالذكرى الثالثة والخمسين لتأسيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، التي توافق الخامس والعشرين من يوليو من كلِّ عام، وأنَّ الألكسو قد بوَّأت تُراثَ الأمةِ بجميع مكوِّناتِه المادية وغير المادية والمنقولة، مكانةً مركزيَّةً في خِطَطِها  ووثائقها المرجعيَّةِ، وجعلت إحياءَ التراث العربيِّ من أولويات خطَّةِ عملها المستقبلية (2023- 2028م)، معتبرةً في ذلك إرثَ الكتابِ العربيِّ المخطوطِ أحدَ أهمِّ أركانِ تُراثِ الأُمَّة، لما يكتنزه من معارفَ صاغها العقلُ العربيُّ على مرِّ العصور.

وأضاف الريفيُّ إنَّ أرضَ العراقِ هي أوَّلُ دولةٍ تستضيفُ فعالياتِ يومِ المخطوطِ العربيِّ خارجَ دولة المقرِّـ وقد احتضنته مصرُ في دَوْراته العشرِ السابقةِ ـ وهو  أمرٌ سيحرصُ عليه المعهدُ في ما هو قادمٌ مِن أعوام.

وفي كلمة سعادة الدكتور / أحمد العلياوي (مدير دار المخطوطات العراقية) التي بدأها بأبياتٍ شعريَّةٍ في شأنِ بغدادَ دار السلام، أشارَ سعادته إلى موروثِ عُلماء العراقِ الأفذاذ في شتَّى العلوم، وأنَّنا الآن نتلمَّسُ مخطوطاتِهم ونمرُّ عبر أزمنةِ الكتابةِ وطرق التأليفِ ودقائق الخطِّ لنقفَ عند رواية التاريخ، ونرى التاريخ الفكري للقدماء، ونستكشف عوالم لم نعرفها مِن قبل.

وذكر مديرُ دار المخطوطات العربيَّة أنَّ استضافةَ العراق لختام فعاليات يوم المخطوط هذا العام إنما كان بتعاونٍ جديرٍ بالاعتزاز مع معهد المخطوطات، وهو حدَثٌ تراثيٌّ ثقافيٌّ عربيٌّ تحتضنه وزارةُ الثقافة والسياحة والآثار بدولة العراق، إذ أَوْلى السيد وزير الثقافة اهتمامًا مستمرًّا وعنايةً فائقةً باستضافة الفعالية ورعايتها، وهو إيمانٌ بهُويتنا الثقافية، ويقينٌ بما في تراثنا المخطوط مِن مستقبلٍ واعدٍ للأمةِ، ووجودٌ معرفيٌّ وحضاريٌّ، وخصبٌ ثقافيٌّ حُقَّ لنا أنْ نفخرَ به.

أعقبَ الكلماتِ الثلاثَ عرضُ فيلمٍ وثائقيٍّ عن (أخلاقيات العلم وآداب الطلب)، مِن إعداد فَريقِ معهد المخطوطات العربية. تلته مراسمُ التكريم وتسلُّم الدُّروع مِن قِبَل معالي الوزير وسعادةِ مدير معهد المخطوطات لكلٍّ مِن: الأستاذ الدكتور أحمد شوقي بنبين (شخصية العام للبحث التراثي)، ودار المخطوطات العراقية (مؤسسة العام بالوطن العربي)، والشذور الذهبية  في الألفاظ الطبيَّة (كتاب العام التراثي)، كما أهدى المعهد درعًا استثنائيًّا لشخصية العراق الأستاذة المتمرسة نبيلة عبد المنعم داود. التقطت بعد ذلك صورةٌ جماعية للحضور، ثم افتُتِحَت المعارضُ الثلاثة المصاحبة للحدث، وانتقلَ بعدها الجمهورُ إلى استراحةٍ يسيرةٍ قبل بدء الجانبِ العلميِّ للاحتفاليةِ، وهُما جَلْستانِ عِلْميَّتانِ، الأُولى بعنوان: (معَ المُكرَّمِين)، تحدَّثَ فيها كلٌّ مِن: الدُّكتورِ أحمد شوقي بنبين والدكتور محمود مهدي والدكتور أحمد العلياوي، ثم جَلْسةٌ ثانيةٌ (أخيرة) بعُنْوَانِ (معَ أَخْلَاقيَّاتِ العِلْمِ والطَّلَبِ)، تحدَّثَ فيها الدكتور محمود الشيخ، والأستاذة نبيلة عبد المنعم داود، والدكتور أنس عطية الفقي، وتخلل الجلستَيْنِ توزيعُ شهادات التقدير والإعزاز على ضيوف اللقاء الذين أسهموا في إنجاح ختام اليوم.

وفي اليوم ذاته لبَّى معهدُ المخطوطات العربية (مديرًا وطاقمًا) وضيوفُه مِن خارج العراقِ، دعوةً كريمةً من فخامة رئيس جمهورية العراق الأستاذ الدكتور عبد اللطيف رشيد، لزيارة فخامته بالقصر الجمهوري العراقي في حيِّ كرادة مريم ببغداد، رحَّبَ فيها فخامتُه بالحضور جميعًا، وأشارَ إلى أنَّ العراق بما يتمتعُ به مِن تنوعٍ ثقافي ويشهده الآن من استقرارٍ أمنيٍّ يفتحُ أبوابَه لهم في أيِّ وقت.

من جانبه نقلَ الأستاذ الدكتور مراد الريفي (مدير المعهد) لفخامتِه أصدقَ التحايا مِن معالي الأستاذ الدكتور / محمد ولد أعمر، والشكرَ الجزيل على ما وجده جهاز الألكسو المختص (معهد المخطوطات العربية) مِن تعاونٍ بنَّاء ورحابةٍ كبيرة مِن معالي الأستاذ الدكتور أحمد فكَّاك البدراني (وزير الثقافة والسياحة والأثار)، تدعونا إلى مزيدٍ مِن التعاون في المستقبل القريب.