8- شرح قصيدة البردة لعلاء الدين مصنفك (ت 875 هـ)

شرح قصيدة البردة لعلاء الدين مصنفك (ت 875 هـ)

علاء الدين علي بن محمد بن محمد مسعود بن محمود ابن فخر الدين أحمد بن عمر الرّازي البِسْطَامي الشّاهرودي العمري البكري الشافعي الحنفي الصوفي المشهور بـمُصَنِّفك.

ولد بخراسان سنة (803هـ)،  وسافر مع أخيه إلى مدينة هَرَاة لتحصيل العلم سنة (823 هـ)، وشرع في التصنيف في صغره فلُقِّب بمصنّفك، ثم ارتحل إلى مدينة قونية (تركيا) وعُيّن مُدرسًا بها، وبعد إصابته بالصَّمم رحل إلى القسطنطينية وتوفي بها.

ومن مؤلفاته: (التحرير في شرح الأصول)، و(الرشاد في شرح الإرشاد)، و (روضة المؤمنين في أحوال سيد المرسلين)، و(شرح مصابيح السنة)، و(ملتقى البحرين).

يعد هذا العمل شرحا لقصيدة (الكواكب الدرية في مدح خير البرية) المشهورة بقصيدة (البردة) لمحمد بن سعيد البوصيري (ت695هـ)، وقد حظيت قصيدة (البردة) باشتغال معرفي واسع في الحضارة العربية من التخميسات والشروح والتعليقات ونحوها من العلاقات التصنيفية، ومطلعها:

أَمِن تَذَكُّرِ جِيرانٍ بِذِي سَلَمِ مَزَجْتَ دَمْعًا جَرَى مِن مُقْلَةٍ بِدَمِ

ويقع هذا الشرح ضمن الشروح اللغوية العربية لقصيدة (البردة) حيث جمع بين بيان معاني مفردات القصيدة لغويا، وتحليل جُمَلها وتراكيبها تحليلا نحويا وذكر بعض الملامح البلاغية لها.

ويذكر علاء الدين مصنفك في خاتمة الكتاب على عادة المصنفين والمؤلفين زمن التأليف الذي كان في الفترة ما بين جمادى الأولى سنة (835هـ) ورمضان سنة (836هـ)، ومكان التأليف الذي كان في حاضرتين إسلاميتين بوسط آسيا حيث شرع في التأليف بجامع مدينة هراة (أفغانستان)، وكان التمام للشرح بمدينة بسطام (إيران).

وافتتح مصنفك شرحَه للبردة بمدخل موجز تضمّن سبب تأليف البوصيري للقصيدة ، وبيان وجه التسمية لها، ثم شرع عقب ذلك بذكر أبيات القصيدة متبعا كل بيت منها بالشرح والتعليق مع توسّط في العرض ما بين الإيجاز والإطناب.

قال مصنفك بحرد المتن : ” ثم حمدا على أن وفقنا للإتمام وسوق الكلام إلى هذا المقام بقصبة بِسْطام –حماها الله عن الآلام- لثماني عشر مضين من شهر الله المبارك رمضان لسنة ستة وثلاثين وثمانمائة، وكان الافتتاح بجامع هراة –صينت عن الآفات- يوم الأربعاء لست وعشرين مضين من جمادى الأولى لسنة خمس وثلاثين وثمانمائة”