مشاهير مروا على المعهد

أطلق المعهد يوم الخميس (7/أبريل/ 2022) سلسلة جديدة تثقيفية عَنْوَنَ لها بـ (مشاهير مروا على المعهد)، وهي نشرة أسبوعية مُصَوَّرةٌ، تهدف إلى تعريف الأجيال المتأخرة والناشئة بالمعهد من زاوية المشاهير الذين كانت لهم صلات به، وتستند في ما ينشر من وثائق على أرشيفها الخاص. كما أنها تشترط في ما ينشر من وثائقها شرطين أساسين، الأول: كون كاتبها من المشاهير، والثاني: أن يكون خطَّها في محراب المعهد، أو خُطَّتْ له.

44- الدكتور زكي شكري المحاسني

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [44] مشاهير مروا على المعهد

1445هـ – 2023

زيارة الملحق الثقافي السابق لسورية

الدكتور زكي شكري المحاسني

30 / 4 / 1952

استقبل المعهد بتاريخ 30 / 4 / 1952 الدكتور زكي المحاسني (ولد 1909 – توفي 1972م) الملحق الثقافي السابق في السفارة السورية بمصر (1952)، والمندوب الدائم السابق لسورية بالجامعة العربية للشؤون الثقافية. استهدفت الزيارة الحصول على مصورة نسخة حسين جلبي (أدبيات 25 المعهد) (2/228 قطعة، تاريخ) من كتاب خريدة القصر وجريدة العصر، (قسم شعراء بلاد الساحل = قسم شعراء الشام) للعماد الأصبهاني (ت597هـ)، الذي نشره بعدُ د. شكري فيصل بالمطبعة الهاشمية بدمشق سنة 1955 ضمن مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق، على مجموعة من النسخ الخطية من بينها نسخة حسين جلبي. انظر مقدمته ص (11).

ويعد المحاسني أول سوري يحصل على درجة الدكتوراة من كلية الآداب – جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) سنة 1947.

يقول الأديب وديع فلسطين عن المحاسني في تصديره لكتاب (زكي المحاسني) ص 7: عندما عُيِّن المجمعي الكبير الأمير مصطفى الشهابي (1893 – 1968) وزيرًا مفوضًا ثم سفيرًا لسورية في القاهرة، اختار الدكتور زكي المحاسني ليكون الملحق الثقافي في السفارة والمندوب السوري في اللجنة الثقافية بالجامعة العربية، فأقام المحاسني في القاهرة بين عامي 1950 – 1956، وتحوَّلت السفارة في عهد الشهابي والمحاسني إلى مجمع أدبي يؤمُّه المشتغلون بالفكر في مصر بلا موعد، فيجدون من السفير والملحق ترحيبًا بغير حدود.


43- سعيد الأفغاني

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [43] مشاهير مروا على المعهد

1445هـ – 2023

زيارة العلامة اللغوي سعيد الأفغاني 

28 / 2 / 1974

تؤرخ هذ الوثيقة لزيارة العلامة السوري سعيد الأفغاني (ولد 1909 – توفي 1997) عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة (1990) للمعهد بتاريخ 28 / 2 / 1974 بغية الحصول على صورة مكبرة من نسخة (جامع الزيتونة) الأحمدية بتونس (5032) (المعهد 952 تاريخ) من كتاب تاريخ داريا لعبدالجبار الخولاني (ت370هـ) الذي نشره الأفغاني لأول مرة في مطبعة الترقي بدمشق ضمن إصدارات المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1950 عن نسخة فريدة لم يَعْرِف حينها غيرَها، هي نسخة مكتبة المتحف البريطاني (3616)، وعندما حصل الأفغاني من المعهد في هذه الزيارة على نسخة جامع الزيتونة أعاد تحقيق الكتاب في طبعة ثانية سنة 1975 ضمن منشورات جامعة بنغازي (الجامعة الليبية).

كتب الأفغاني هذه الوثيقة إبان عمله أستاذًا بكلية الآداب بالجامعة الليبية (جامعة بنغازي) (1973 – 1979) التي تأسست بموجب مرسوم ملكي بتاريخ 15 ديسمبر سنة 1955. وفي سنة 1973 انبثقت عن الجامعة الليبية جامعتا بنغازي وطرابلس. وفي سنة 1976 أي بعد كتابة وثيقة الأفغاني بعامين تغير اسم جامعة طرابلس إلى جامعة الفاتح.

يذكر أن المعهد كان تلقى رسالة من الأفغاني يُشيد فيها بنشرة أخبار التراث العربي، وقد نُشرت في العدد (3) من النشرة بتاريخ (1-9-1971) جاء فيها: تلقى المعهد رسالة من الأستاذ الأفغاني رئيس قسم اللغة العربية السابق في جامعة دمشق، قال فيها: وصلتني النشرة الأولى من -أخبار التراث العربي- صادرة عن معهد المخطوطات، حافلة بأطيب الأخبار التي يغتبط لسماعها كل من أولع بهذا التراث وخَدَمه ورعاه وعُني به. أما الدعوة التي وجّهتموها إلى العاملين فيه؛ فشطرها الأول خطة سديدة وحفظ من الفوضى والإضاعة، وشطرها الثاني جهود مبرورة مثمرة لا يضرها – إن تحققت- تأخر زمنها. وسيجني منها الباحثون أطيب الجَنَى بإذن الله. لكم ولإخوانكم أسرة المعهد خالص التهنئة والشكر من عامل قديم مضى على أول مخطوط عُني بنشره نيف وثلاثون سنة راجيًا للمعهد اطراد التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يُشير الأفغاني في رسالته إلى النداء الذي وجّهه المعهد إلى العاملين في حقل التراث العربي ونشره في العدد الأول من نشرة أخبار التراث (الأحد بتاريخ 1-8-1971) جاء فيه: يعلن معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية لكل المشتغلين بتحقيق التراث العربي ونشره أنه أنشأ سجلا يدون فيه أسماء المحققين والمشتغلين بتحقيق التراث العربي ونشره، مع أسماء الكتب التي يشتغلون بتحقيقها ونشرها – كما أنه سينشر ذلك في نشرة أخبار التراث العربي التي ستوزع على جميع الصحف العربية والأجنبية والجامعات والمعاهد العلمية والمستشرقين والمكتبات في داخل الوطن العربي وخارجه على أوسع نطاق. إن هذا المعهد الذي أنشئ من أجل جمع المخطوطات المبعثرة في أنحاء العالم والعمل على تحقيقها ونشرها، يهدف من هذا إلى تشجيع حركة نشر التراث العربي، ومنع ازدواج وضياع الجهود بعد أن لاحظ المعهد أن بعض كتب التراث تصدى لتحقيقها أكثر من محقق في أجزاء مختلفة من الوطن العربي دون أن يعرف أحدهم أن هناك من يعمل في تحقيق الكتاب نفسه في بلد آخر. إن مكتبة المعهد تضم الآن صورًا لأكثر من عشرين ألف مخطوط جمعها المعهد من مختلف أنحاء العالم. وهو مستعد لتزويد الباحثين والمحققين بصورة أي مخطوط يطلبونه. كما أنه مستعد لتزويد الباحثين والمحققين بالمعلومات التي يطلبونها عن أي كتاب مخطوط وعن عدد النسخ الموجودة منه وأماكن وجودها وما إذا كان قد نشر من قبل أم لا، وإذا كان هناك من يشتغل بتحقيقه. وإذا لم يكن المخطوط المطلوب في مكتبة المعهد، فإن المعهد مستعد لتصويره من الجهة الموجود فيها وتزويد المحقق أو الطالب بصورته. ويأمل المعهد أن يتعاون معه كل المحققين والباحثين والمؤسسات والمعاهد التي تعمل في إحياء ونشر كتب التراث تحقيقًا للهدف الذي أنشئ من أجله وخدمة للعاملين في إحياء تراثنا العربي والإسلامي.

يُشار إلى أن الأفغاني كان يُكاتب المعهد منذ خمسينيات القرن الماضي، من ذلك رسالة كتبها بدمشق بتاريخ (14-4-1959) إلى مدير المعهد د. صلاح الدين المنجد جاء فيها: تلقيت مع الشكر هديتكم (عدد نوفمبر 1958) من مجلة المعهد المفيدة، وينقصني النشرات المبينة أدناه (عدد نوفمبر 1956-عدد مايو 1958- فهرس المخطوطات، التاريخ، القسم الأول، عمل الدكتور لطفي عبدالبديع) فإذا تكرمتم بالإشارة بإرسالها فعلتم مشكورين. وقد وجّه د. المنجد أسفل الطلب الموظف المختص بإرسال ما طلب الأفغاني إليه.


42 -د. عبدالعزيز الأهواني 

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [42] مشاهير مروا على المعهد

1444هـ – 2023

زيارة عميد الدراسات الأندلسية

د. عبدالعزيز الأهواني 

لوضع مخطط إنشاء مجلة معهد المخطوطات العربية 1\8\ 1954

تكشف وحدة الأرشيف والوثائق بالمعهد عن الخدمات والمجهودات العظيمة التي قدَّمها للمعهد الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الأهواني (ولد 1915 – توفي 1980)، وذلك من خلال وثيقة خطية كتبها لمدير المعهد الثاني د. صلاح المنجد بتاريخ (11 أغسطس 1954) ينص فيها على زيارته للمعهد في غُرَّة شهر أغسطس من العام نفسه. تضمنت الوثيقة المكونة من (3 صفحات) من القطع الكبير مقترح مشروع إنشاء مجلة معهد المخطوطات العربية التي صدر عددُها الأول بعد عام واحد (1955) من مقترح الأهواني بشأن إنشاء المجلة (1954)، وقد تعرض الأهواني في رسالته للمنجد للحديث عن أبواب المجلة ومجالاتها وموضوعاتها وما ينبغي أن ينشر فيها.

ومن قبل كان الأهواني على صلة وثيقة بالمعهد ورجالاته، فقد استعان به مدير الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية الأستاذ أحمد أمين ومدير المعهد الأول د. يوسف العش في تصوير بعض المخطوطات المنتقاة من مكتبة الإسكوريال سنة (1949)، والمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس سنة (1950)، وفي سبيل إنجاح ذلك كان بين أمين والعش والأهواني مجموعة من الرسائل المتبادلة، بحسب ما تظهره وحدة الأرشيف والمحفوظات بالمعهد.

ومن بعدُ كان الأهواني عضوًا في اللجنة الاستشارية لمعهد المخطوطات العربية سنة (1976).

*

-1- جهود عبدالعزيز الأهواني في معهد المخطوطات العربية

أشار المعهد في العدد الأول من مجلته (1\129) أثناء حديثه عن بعثاته حتى سنة (1955) إلى أنه بالإضافة إلى ذلك عَهِد المعهد إلى علماء متخصصين في إسبانيا، وإنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، تصوير بعض المخطوطات القيمة في مكتباتها. ولكنه لم يصرح بأسماء هؤلاء العلماء. ونحن الآن نكشف عن أحد هؤلاء العلماء الذين استعان بهم المعهد على تصوير المخطوطات في أوربا، وهو الدكتور عبدالعزيز الأهواني، فقد استعان به المعهد على تصوير المخطوطات في إسبانيا وفرنسا. يوضح ذلك الآتي:

1-1: تصويره لمخطوطات مكتبة الإسكوريال

تُظهر وثيقةٌ خطية بالمعهد كتبها الدكتور الأهواني للدكتور يوسف العش من إسبانيا بتاريخ (17 \ 8 \ 1949) دهاليزَ العمل على تصوير المخطوطات من مكتبة الإسكوريال بإسبانيا، يقول فيها: أخي العزيز يوسف (…) فقد مضت مدة طويلة دون تكاتب بيننا كنت فيها مشغولًا. والوقت لمن اعتزم الرحيل عن إسبانيا بعد عامين فيها يضيق في أيامه الأخيرة ويستبد بصاحبه فمعذرة. كنت قد ذكرت للأستاذ عبدالمحسن الحسيني أن الجهات الرسمية لم تكتب إلينا حتى ذلك الوقت مصرحة بالتصوير. والآن انتهى هذ الإشكال فجاء الإذن. وشرع المصور منذ زمن في تصوير المخطوطات من الإسكوريال وأمس سلّم إلى المفوضية المصرية بمدريد الدفعة الأولى (…). سترسل إليكم الكتب أي الأفلام عن طريق الخارجية في الحقيبة السياسية (الدبلوماسية). والأفلام مثبت على غلافها رقم الكتاب وعنوانه وعدد أوراقه وكذلك على الصورة الأولى من الفيلم البيانات الكافية (…) سأترك إسبانيا إلى فرنسا في 29 الحالي. ولا أدري إذا استطاع المصور إتمام كل المخطوطات المطلوبة قبل سفري أم يبقى منها شيء. على كل حال هو معروف من المفوضية وبين يديه قائمة الكتب المطلوبة والأوراق الخاصة التي يضعها أمامها عند التصوير ويستطيع مباشرة العمل في غيابي ويسلمه [ورقة [1] إلى المفوضية ويتسلم السعر. وسأتصل به دائما من فرنسا أيضًا حتى ينتهي العمل كما نشتهي. وسأشتري في فرنسا آلة تصوير وأسعى للسفر إلى شمال أفريقية لتصوير أشياء (…) وأخيرًا أرجو أن تحمل أصدق تحيتي واحترامي إلى أساتذتنا الأجلاء أحمد أمين بك وساطع الحصري بك ومعالي السنهوري باشا (عبدالرزاق)، وسأكتب لكم حين أصل إلى فرنسا ذاكرًا عنواني وإن كنتم تستطيعون إذا احتجتم إلى مخاطبتي أن تكتبوا على السفارة المصرية في باريس.

2-2: تصويره لمخطوطات المكتبة الوطنية الفرنسية

وفي رسالة أخرى كتبها الأهواني للدكتور يوسف العش من باريس بتاريخ (8\ 6 \ 1950) بشأن تصوير بعض المخطوطات من المكتبة الوطنية الفرنسية للمعهد: قابلتُ أمس الدكتور طه (يعني حسينًا) وذكر أنه قد تقرر فتح المعهد الإسلامي في إسبانيا (معهد فاروق الأول = المعهد المصري للدراسات الإسلامية) في نوفمبر المقبل، وأنني سأذهب للعمل فيه هنالك. وأرجو أن تخبروني عما تم في مخطوطات الإسكوريال وهل وصلت جميعها أم لم تصل ؟ لأوجد للمسألة حلًّا إن كان المصور قد تأخر فأسند العمل لغيره. عبدالعزيز.

3-3: وضعه مخطط إنشاء مجلة معهد المخطوطات العربية

وفي ما يتعلق بدهاليز العمل على إنشاء مجلة معهد المخطوطات العربية تُظهر وثيقةٌ خطية كتبها د. عبدالعزيز الأهواني لمدير المعهد الثاني د. صلاح الدين المنجد، كتابتَه للمعهد مخطَّطًا لإنشائها. نكشف اليوم عن نص هذه الرسالة الجديدة في الفقرة الآتية:

[نص الرسالة]

مشروع مجلة لمعهد إحياء المخطوطات العربية

سيدي الأستاذ الجليل (صلاح الدين المنجد)

تحية طيبة (وبعد)

فيسعدني أن أكتب لسيادتكم اليوم مُتعرِّضًا لأمر المجلة التي دار حولها الحديث في مكتبكم أول هذا الشهر بشأن معهد المخطوطات بالجامعة العربية.

وفي الحق إن المهمة التي وُكلتْ بالمعهد المذكور والسياسة التي رسمت له منذ أنشئ لمهمة خطيرة وإنها لسياسة ترمي إلى هدف نبيل بعيد الأثر في حياتنا الثقافية.

لقد رأى من فكُّروا في إنشاء المعهد – وكنت على قرب منهم – أن التراث العربي مفرق بين الشرق والغرب في مئات المكتبات التي تضم آلاف المخطوطات. ورأوا أن كتابة تاريخ الحضارة العربية لا يمكن أن يتم إلا إذا وُضع تحت تصرف العلماء كل ما بقي من هذا التراث بأن يجمع في مكان واحد ما تفرق في أماكن كثيرة. وقد قام المعهد بمجهود مشكور في هذا السبيل فجمع قدرًا كبيرًا من صور تلك الكتب من الآستانة ودمشق والقاهرة والإسكندرية وحلب وبيروت والقدس ومن بعض مدن الغرب في إنجلترا وإسبانيا. ولا يزال المجال واسعًا وينبغي أن يتضاعف العمل ليكتمل جمع التراث المشتت.

ثم كانت [الخطوة الثانية] أن يصدر المعهد فهرسًا لما اجتمع لديه من هذه المخطوطات ليعرفها الناس ويستطيعوا الانتفاع بها. فأصدر المعهد فهرسًا مبدئيًّا منذ سنوات بما اجتمع لديه، محدود النسخ قام بتوزيعه على بعض المراكز العلمية، وهو الآن في صدد إصدار فهرس مطبوع أوسع وأشمل من السابق.

وكنتُ أود بعد تسجيل هاتين المرحلتين أن أسجل أسماء من كان لهم الفضل في إنجاز هذا العمل الضخم، وإذا كان المجال لا يتسع لذكرهم فلا ينبغي أن أنسى فضل من حرمنا الموت من جهوده وهو أستاذنا المرحوم أحمد أمين رحمه الله رحمة واسعة وجزاه خير جزاء.

ثم جاءت [المرحلة الثالثة] في تاريخ المعهد -وينبغي أن أذكر أن الفضل فيها لسيادتكم- وهي أن يبدأ المعهد بنشر بعض كنوز هذا التراث العربي. واتفق المجتمعون بمكتبكم على اختيار كتاب قيّم يكون فاتحةً لعمل مجيد طويل – إن شاء الله – هو كتاب سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي. وإنا لنرجو أن تتوفر الوسائل المادية التي تمكن المعهد من السير قُدُمًا بعزم وعلى نطاق واسع جدير باسم الجامعة العربية في نشر هذا التراث.

والآن نعرض [للمرحلة الرابعة] التي نتمنى أن يتم تحقيقها بفضل مجهودكم أيضًا، وهي المجلة العلمية التي أشرنا إليها آنفا.

الغرض من المجلة – كما أتصور- هو في المقام الأول التعريف الدقيق المفصل بالتراث […. تآكل أطراف الورقة] المساهمة في دراسته دراسة علمية حديثة […. تآكل أطراف الورقة]  [ورقة 1] المكتبة العربية القديمة من الضخامة والسعة والتنوع بحيث جهلت جوانب كثيرة منها وصعب على أكثر الباحثين معرفة القيِّم من مخطوطاتها والتمييز بين ما هو أصل منها وما هو فرع. فكان جديرًا بالمعهد الذي يضطلع بجمع هذا التراث أن يعرِّف به. ويمكن أن تكون المجلة مشتملة على مقالات تتناول النواحي الآتية:

أولا) وصف تفصيلي لبعض المخطوطات النادرة ذات الأهمية الخاصة من الناحية العلمية والتي يمكن أن تكون ذا أثر بعيد في تاريخ العلوم العربية. وذلك لتنبيه الدارسين إليها ومحاولة الانتفاع بها انتفاعًا كاملًا. وواضح أن هذا العمل غير الفَهْرَسَة فهذه مجالها ضيق محدود.

ثانيًا) تقوم المجلة بنشر فهارس المكتبات الخاصة أو العامة التي لم تفهرس من قبل. وفي كل قطر عربي مكتبات من هذا النوع يسمع عنها الناس ولا يعرفون ما تنطوي عليه من تراثنا القديم.

ثالثًا) تتسع المجلة لنشر فهارس لكتب التراث وخاصة الكتب الضخمة منها والتي تقوم العقبات المادية دون سرعة نشرها ليستعين الباحثون بهذه الفهارس ويهتدون إلى موضع الحاجة من هذه الكتب الضخمة.

رابعًا) تقوم المجلة بنشر بعض الرسائل القديمة أو النصوص القصيرة القيمة نشرًا علميًّا محقَّقًا يكون نموذجًا للناشرين ومساهمة في إذاعة التراث العربي وتمكين الناس منه.

خامسًا) تعرض المجلة لما يطبع من التراث العربي وما يكتب عنه عرضًا نقديًّا نزيهًا فيه تعريف بما صدر وفيه إرشاد للقارئ ثم هو سجل للمطبوعات نفتقر إليه.

سادسًا) تتسع المجلة بعد ذلك للأبحاث العلمية التي تتناول الحضارة العربية من مختلف نواحيها. وإنما أخرنا هذا العمل مع علمنا بعظيم خطره لأننا نريد أن تكون المجلة وثيقة الصلة بمعهد المخطوطات، لها شخصيتُها بين المجلات العلمية، ولها هدفُها الواضح المحدد.

*

ولست في حاجة لأن أذكر أن العالم العربي يفتقر إلى مجلة من هذا النوع افتقارًا شديدًا بل إن الدارسين من المستشرقين أيضًا يحتاجون إلى مثل هذه المجلة ويشعرون بما تستطيع أن تسديه من خدمة جليلة لكل دراسة تتصل بالحضارة العربية أو الإسلامية. وإنه ليؤسفنا ويخجلنا أن يكون لهؤلاء المستشرقين عشرات المجلات التي تتناول الحضارة العربية القيمة ولا يكون في العالم العربي كله ما يقابل به هذا النشاط الضخم من جانب الغربيين. فلو قامت الجامعة العربية بإصدار مثل هذه المجلة لردت للعالم العربي بعض اعتباره من الناحية العلمية التي تتصل بأمسّ ما يملك وهو تراثه. ثم إن هذه المجلة ستكون مجالًا نافعًا للتعاون العلمي بين العرب أنفسهم وبينهم وبين المختصين من الأوربيين وستكون حافزًا لخلق جيل عربي جديد يدرس ماضيه دراسة علمية مستنيرة على أسس سليمة. وبهذا [… تآكل] أيضا قد أدَّتْ بعض ما وُجدت من أجله وهو التقريب بين الأقطار [… تآكل] بناء مستقبلنا على أساس وطيد من دراسة ماضينا [… تآكل] [ورقة2] المخطوطات وإلى ما يجب أن يبادر بتصويره منها.

وهنالك بعد ذلك تفصيلات لا يتسع المجال هنا لسردها. إلا أنني أتصور أن يصدر من المجلة عددان في العام، يكون العدد منها في حجم كتاب بين مائتي وثلاثمائة صفحة. كما أقترح أن تحمل اسم المعهد فتكون بعد ذكر (الجامعة العربية) “مجلة معهد إحياء المخطوطات”.

سدد الله خطاكم ووفقكم إلى ما فيه الخير وحقق على يديكم ما يتمناه الباحثون والعلماء من الحق والخير. والسلام.

رأس البر في 11 أغسطس 1954

عبدالعزيز الأهواني

مدرس بكلية الآداب

جامعة القاهرة

*

انطلاق مجلة معهد المخطوطات العربية:

وفي شهر رمضان المعظم من شهور سنة 1374هـ الموافق لشهر مايو سنة 1955م، أطلق المعهد أول مجلة علمية محكمة في العالم العربي تُعنى بشؤون المخطوطات والتراث. يقول د. صلاح الدين المنجد في فاتحة المجلة ص (3-4) معرِّفًا بها: هذه أول مجلة في البلاد العربية تخصص للبحث في المخطوطات وتاريخها، ولعل مثيلاتها في البلاد الغربية قليلات. (…) سيجد العلماء في هذه المجلة أبحاثًا عن المخطوطات العربية في كل مكتبة من مكتبات العالم، وأبحاثًا للتعريف بالمخطوطات وما اشتملت عليه من ثقافة نادرة، استطاع العرب أن يحكموا بها، لأن الثقافة تفعل ما لا تفعله القوة. وكذلك سيجدون فيها انعكاسًا لنشاط المعهد وما يقوم به من أعمال مختلفة: كتصوير المخطوطات، أو نشرها، أو إحصاء ما نشر منها، أو التنويه بمن يحققونها، أو مساعدة العلماء في أعمال النشر والتحقيق، ولن تخلو المجلة من رسائل نادرة تنشر أو نصوص ذات شأن تحقق.

مشاركة د. عبدالعزيز الأهواني في بحوث المجلة:

وعند انطلاق مجلة المعهد شارك الأهواني في نشر بعض أبحاثه فيها، وهي على الترتيب الزمني الآتي:

في المجلد الأول، الجزء الأول (1955) نشر بحثًا بعنوان (كتب برامج العلماء في الأندلس)، ص (91-120).

وفي المجلد الأول، الجزء الثاني نشر نصًّا محققا بعنوان (برنامج ابن أبي الربيع) ص (252-271).

وفي الجزء نفسه نشر نقدًا لكتاب (المغرب في حلى المغرب) لابن سعيد بتحقيق د. شوقي ضيف، ص (311-316). وفي المجلد الثاني نشر المعهد رد الدكتور شوقي ضيف عليه، تحت عنوان (رد علي نقد: كتاب المغرب في حلى المغرب لابن سعيد). ص (377-381).

وفي المجلد الثالث، الجزء الأول، والثاني نشر بحثًا بعنوان (ألفاظ مغربية من كتاب ابن هشام اللخمي في لحن العامة) ص (127-157) و(285-321).

وفي المجلد الرابع، الجزء الأول نشر المعهد له مقالًا بعنوان: (مسائل ابن رشد) ص (1958) ص (73-76).

وختامًا: في سنة (1976) اختير الأهواني عضوًا في اللجنة الاستشارية لمعهد المخطوطات العربية بصحبة: محمود شاكر (مصر)، ومحمد بهجة الأثري (العراق)، وعبدالله الطيب (السودان)، ومحمد المنوني (المغرب)، وشاكر الفحام (سورية)، وإحسان عباس (فلسطين)، وإسماعيل علي الأكوع (اليمن)، ومحمد الحبيب بلخوجة (تونس)، وعبدالله الوهيبي (السعودية)، وصبحي الصالح (لبنان). وتثبت محاضر الاجتماعات الرسمية للمعهد حضوره ومشاركته في شؤون المعهد وما يتخذ من قرارات مستقبلية.كما كان الأهواني عضوًا في لجنة تقويم معهد المخطوطات العربية وتطويره بصحبة: محمود شاكر، وحسين نصار وسعد الهجرسي.

رحم الله الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الأهواني وجزاه الله خيرًا على ما قدّم للمعهد من خدمات جليلة، وعلى ما قدّمه طيلة عمره للأمة الإسلامية والعربية.


41 – محمد أبو الفضل إبراهيم

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [41] مشاهير مروا على المعهد

شعبان 1444هـ  – مارس 2023

زيارة الرئيس السابق للجنة نشر التراث بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية 

محمد أبو الفضل إبراهيم 

24 / 3 / 1957 

يسجل أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد زيارة وقعت من المحقق المصري محمد أبو الفضل إبراهيم (ولد 1900 – توفي 1980) للمعهد بتاريخ 24 / 3 / 1957 بغرض تكبير نسخة مكتبة أحمد الثالث (2929)، (المعهد102 تاريخ)، ونسخة الجمعية الآسيوية بكلكتا (1269)  (المعهد 955 تاريخ) من تاريخ الطبري (310هـ) على مقاس ورق (18 × 24 سم). ينظر (فهرس التاريخ، ج 3، ص 72). وفي سبيل ذلك تقدم أبو الفضل إبراهيم للدكتور صلاح الدين المنجد بطلب للحصول عليهما، الذي أحاله من جانبه إلى المصور الفني أحمد سالم عبدالسلام وكتب في اليوم الذي يليه (25 / 3 / 1957): موافق، ينظم إذن تشغيل. ووقَّع بإمضته. وبعد تلك الزيارة بثلاثة أعوام (1960) نشر أبو الفضل الكتاب في مطبعة دار المعارف بمصر.

يقول المحقق في مقدمة تحقيق تاريخ الطبري (1960) ص (30): حينما شرعت في إعادة تحقيق هذا الكتاب كان من أكبر همتي الحصول على نسخ أو أجزاء منه؛ مما لم يرجع إليه مصححو نسخة أوربا؛ ومما عساه أن يكون قد ظهر بعد تلك الحقبة البعيدة؛ وقد تيسر لي الحصول على ما يأتي:

خمسة أجزاء متفرقة مصورة بمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية، عن النسخة الخطية المحفوظة بمكتبة أحمد الثالث بإستانبول برقم 2929.

مجلد مصور بمعهد المخطوطات العربية عن مكتبة بتنه خدابخش بالهند، محفوظ برقم 2220.

كما يسجل أرشيف الوثائق بالمعهد عدة زيارات أخرى استهدفت تصوير مخطوطات كتاب تاريخ الطبري، من ذلك زيارة بتاريخ 18 / 1/ 1965 بغرض تصوير الجزء الثاني عشر من نسخة (خدابخش بتنه 2220) والجزء الحادي عشر من نسخة أحمد الثالث 2929. وزيارة أخرى في نفس العام بتاريخ 1 / 8 / 1965 لتصوير الجزء الثالث عشر من تاريخ الطبري (من سنة 162 – 197)، وجزء من تاريخ الطبري (من سنة 204 إلى خلافة المستعين) وذكر أن سبب الطلب حاجته إليهما في تحقيق هذا الكتاب الذي يقوم بنشره.

وتأتي نشرة أخبار التراث العربي عدد (12) بتاريخ 15 / 1 / 1972 مفصِّلةً لزيارة أخرى له، استهدفت الحصول على ذيول التاريخ وصلته وتكملته، حيث جاء ما نصُّه ص (2 – 3): زار المعهد في الفترة الأخيرة عدد من الباحثين والعلماء، نخص منهم بالذكر: الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم المحقق الكبير ورئيس لجنة نشر التراث بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وهو يهتم الآن بجمع مخطوطات ذيول تاريخ الطبري بعد أن قام بتحقيق تاريخ الطبري ونُشر بالقاهرة في عشرة أجزاء، ومن المعروف أن لتاريخ الطبري ثلاثة ذيول هي: 1. ذيل المذيّل (المنتخب من ذيل المذيّل) للإمام ابن جرير الطبري نفسه. 2. صلة تاريخ الطبري، لعريب القرطبي. 3. تكملة تاريخ الطبري، لمحمد بن عبدالملك الهمداني. وقد استحضر المعهد نسخًا مصورة من هذه الذيول من مختلف مكتبات العالم، وسوف يعطي نسخة مكبرة منها للأستاذ “أبو الفضل” ليقوم بتحقيقها ونشرها. اهـ.

وبعد ذلك قام أبو الفضل بنشر ذيول تاريخ الطبري في المجلد الحادي عشر من نشرة دار المعارف، وللمزيد انظر مقدمة التحقيق ص (5 – 7).

ويحتفظ أرشيف المعهد بوثيقة أخرى تؤرخ لزيارته للمعهد بتاريخ (30 يوليه 1966) يطلب فيها الحصول على نسختين: الأولى نسخة المكتبة الحمزاوية بالمغرب (185) من كتاب التعليقات على كتاب الكامل للمبرد الذي نشره أبو الفضل في طبعته الأولى في دار نهضة مصر ومطبعتها بالقاهرة سنة 1956 أي قبل كتابة الوثيقة بعشرة أعوام، والثانية: جزء من النسخة التيمورية من كتاب تاريخ الطبري. وقد وافق مدير المعهد الأستاذ توفيق البكري على إهدائه النسختين، وكتب أسفل الوثيقة ما نصه: يصور الكتابان المطلوبان مجانًا، تقديرًا للهدية القيمة التي قدمها الأستاذ أبو الفضل إلى معهد المخطوطات 30-6-66.


40 – محمد بن علي الأكوع الحوالي

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [40] مشاهير مروا على المعهد

رجب 1444هـ  – فبراير 2023

زيارة وزير العدل الأسبق في اليمن 

محمد بن علي الأكوع الحوالي 19 / 10 / 1971

تؤرخ هذه الوثيقة لزيارة وزير العدل الأسبق في اليمن الشيخ المحقق محمد بن علي الأكوع الحوالي (ولد 1903 – توفي 1998) للمعهد بتاريخ (19 / 10 / 1971). استهدفت الزيارة تكبير نسخة (المكتبة الظاهرية بدمشق – تاريخ 829)، (المعهد 558 تاريخ – صُورت النسخة يوم الاثنين 5 مايو 1947) من كتاب نشر المحاسن اليمانية في خصائص اليمن ونسب القحطانية، التي نسخها العالم العراقي محمود شكري الآلوسي سنة 1334هـ.

وتندرج هذه النسخة الفريدة في تَعداد المخطوطات المجهولة بالمعهد كما جاء في فهرس التاريخ (1/379) بيد أن المحقق أحمد راتب حموش نشرها منسوبةً إلى ابن الدَّيْبَع الشيباني الشافعي (ت944هـ) بدار الفكر المعاصر بيروت – لبنان، دار الفكر دمشق – سورية سنة 1992م.

ولمعرفة المزيد عن تفاصيل زيارة الأكوع يرجى مراجعة نشرة أخبار التراث العربي (عدد 7، ص 1، بتاريخ 1 / 11 / 1971). وللاطلاع على وصف النسخة ينظر: فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية، إعداد يوسف العش ص (161 – 162).

وتحتفظ وحدة الأرشيف والمحفوظات بالمعهد بوثيقة خطية كتبها أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية فؤاد سيد بتاريخ (22\9\1964) يخطر فيها المعهد بأن لدى القاضي محمد الأكوع مجلدًا نفيسًا من كتاب (العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين) لتقي الدين الفاسي، ومن الخير للمعهد أن يحصل على صورة بالميكروفيلم منه. وهو الكتاب الذي حقق فؤاد سيد أكثر أجزائه (2-7) في ستينيات القرن الماضي، وأتم تحقيق الجزء الثامن والأخير الدكتور محمود الطناحي، ونُشر الجزء الأول منه بتحقيق محمد حامد الفقي، وطُبع على نفقة وزير المالية والاقتصاد الوطني بالسعودية محمد سرور الصبان في مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة.


39 – الدكتور محمود علي مكي

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [39] مشاهير مروا على المعهد

رجب 1444هـ  – يناير 2023م.

زيارة وكيل معهد الدراسات الإسلامية في مدريد

الدكتور محمود علي مكي 26\9\1966 

استقبل المعهد بتاريخ (26\9\1966) الدكتور محمود علي مكي (ولد 1929م – توفي 2013م) وكيل المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد (1956)، والملحق الثقافي بالسفارة المصرية بمدريد (1956)، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة (1985). استهدفت الزيارة الحصول على المخطوطات الآتية:

مقامع هامات الصلبان ومراتع روضات الإيمان للخزرجي القرطبي (ت582هـ)، نسخة أحمد الثالث (1863)، المعهد (225 التوحيد والملل والنحل).

مختصر رياض النفوس في طبقات علماء مدينة القيروان لعبدالله المالكي (ت453هـ) نسخة مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة (تاريخ 562)، المعهد (1211تاريخ).

نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار لمحمود بن سعيد الصفاقسي، نسخة مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة (642تاريخ)، المعهد (1280تاريخ).

من جانب المعهد فقد وافق مديره (توفيق البكري) على طلبه، وكتب للدكتور محمد مرسي الخولي (الباحث بالمعهد): لا مانع وتقدم مجانًا؛ تقديرًا واعترافًا بمعاونة السيد الأستاذ الدكتور محمود علي مكي للمعهد في الشؤون الثقافية والفكرية المختلفة. البكري 5\10\66.

كما تحتفظ وحدة الوثائق والمحفوظات بالمعهد بوثيقة زيارة أخرى له (بخط الأستاذ رشاد عبدالمطلب موقعة باسم الدكتور محمود علي مكي) بتاريخ (28 \ 9 \ 1972) يطلب فيها الحصول على نسخة (الزيدانية من الخزانة الملكية بمدينة الرباط (87)، (بعثة المغرب الأولى 208-المعهد) من كتاب (المقتبس) لابن حيان القرطبي الذي نشره الدكتور مكي سنة (1971) في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ضمن إصدارات لجنة إحياء التراث الإسلامي (الكتاب 21)، وبتصدير رئيس اللجنة المحقق محمد أبو الفضل إبراهيم.

وقد ذكر الدكتور مكي الأستاذ رشاد عبد المطلب ضمن قائمة الشكر في مقدمة تحقيقه للكتاب حيث يقول ص (128): أنا أشكر في النهاية كل من أعانوني بعلمهم وتشجيعهم الكريم على إنجاز هذا العمل الذي أرجو أن ينفع الله به المشتغلين في ميدان الدراسات الأندلسية، وأخص بالذكر (…) الأخ العزيز الأستاذ رشاد عبدالمطلب الذي أولاني من التفاني في العون وإمحاض النصيحة والود ما لا أظن اللسان يفي بشكره.

وقد كان المعهد تلقى رسالة من الدكتور مكي (غير مؤرخة) يرفعها إلى معالي المدير العام الرابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (محمد المِيْلي من الجزائر) في منتصف السبعينيات، مشفوعة بنص رسالة ماجستير. يقول فيها: السيد الأستاذ محمد الميلي، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (كذا في رسالته، والصواب: للتربية والثقافة والعلوم) تونس، تحية طيبة وبعد… فيسعدني أن أقدم لسيادتكم نصًّا لغويًّا وأدبيًّا من أجلّ نصوص التراث العربي المغربي الأندلسي هو (شرح مقصورة ابن دريد) لابن هشام اللخمي الإشبيلي السبتي (المتوفى سنة 577هـ) الذي قام بتحقيقه الزميل الأستاذ الدكتور كريم زكي حسام الدين الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الزقازيق – فرع بنها، وكان هذا العمل رسالة علمية تقدم بها الدكتور كريم حسام الدين لقسم اللغة العربية بجامعة القاهرة لنيل درجة الماجستير بإشراف الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الأهواني رحمه الله، وأجيزت بتقدير (ممتاز) (1975)، وعلى الرغم من أهمية هذا النص وقيمته فإنه لم يجد سبيله للنشر حتى الآن، مما يحملني على تزكيته والتوجيه بنشره. ورجائي أن تتفضل المنظمة العربية بنشره في ما تقوم بإخراجه من كنوز التراث العربي. ولسيادتكم جزيل الشكر وفائق التحية.


38 – الدكتور حسين مؤنس  

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [38] مشاهير مروا على المعهد

جمادى الآخر 1444هـ – يناير 2023

زيارة  المدير الرابع للمعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد  

الدكتور حسين مؤنس  28 \ 3 \ 1951 

استقبل المعهد بتاريخ (28 \ 3 \ 1951) الدكتور حسين مؤنس (ولد 1911 – توفي 1996) المدير الرابع للمعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد (1958-1969) (معهد فاروق الأول سابقًا)، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة (1985).

استهدفت الزيارة الحصول على النسخة الفريدة من كتاب (الحُلَّة السِّيَرَاء) لابن الأبَّار (الإسكوريال 1654)، التي صورها المعهد سنة (1949) ويحتفظ بها تحت رقم (219 تاريخ)، وهو الكتاب الذي نشره الدكتور مؤنس في (الشركة العربية للطباعة والنشر – مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر) سنة (1963).

وتحتفظ وحدة الأرشيف والمحفوظات بالمعهد بمجموعة من الوثائق الخطية التي كتبها الدكتور حسين مؤنس لمدير الإدارة الثقافية أحمد أمين، نذكرها على الترتيب الزمني الآتي:

الأولى بتاريخ (3\11\1949) جاء فيها ما نصه: حضرة صاحب العزة مدير الإدارة الثقافية للجامعة العربية، تحية طيبة وبعد.. فإني مشتغل بإعداد كتاب (المغرب) لابن سعيد، (الجزء الخاص بالمغرب والأندلس) للنشر، وفي حاجة شديدة إلى النسخة الموجودة منه لدى الجامعة العربية، وأكون شاكرًا جدًّا لو تفضلتم بتصوير هذه النسخة لحسابي. مع خالص الشكر والتحية، المخلص حسين مؤنس.

والثانية بتاريخ (3\12\1949) يقول فيها: حضرة صاحب العزة الدكتور أحمد أمين بك، مدير الإدارة الثقافية للجامعة العربية، تحية طيبة وبعد.. فإنني أنشر في العدد الجاري طبعه من صحيفة كلية الآداب أربع وثائق عن المراطبين في إسبانيا مأخوذة من المخطوط برقم 488 (الإسكوريال)، الذي صوره للجامعة العربية صديقي الأستاذ الأهواني، وأكون شاكرًا لو تفضلتم بالأمر بتصوير ص 120 من هذا المخطوط لكي أنشرها مع المقال كنموذج منه، مع خالص التحية والشكر، المخلص حسين مؤنس. وكتب المصور الفني بالمعهد أحمد سالم أسفل الوثيقة ما نصه: لم يرد الفيلم المطلوب إلى الإدارة وأرسل خطاب لحضرته بذلك. أحمد سالم 3\3\1950.

والثالثة بتاريخ (31\1\1950) يقول فيها: سيدي الأستاذ الجليل أحمد أمين بك، مدير الإدارة الثقافة للجامعة العربية تحية طيبة وبعد.. كتب إليّ الأستاذ عبدالعزيز الأهواني يطلب مني أن أوافيه بصورة ميكروفيلمية لكل من المخطوطين التاليين، الموجودة صورهما في مكتبة الإدارة الثقافية، وهما: أزجال الششتري. موشحات جمعها السخاوي، وهي مصورة اسطمبول، وقد طلب كذلك أن أوافيه ببيان محتويات نسخة سوهاج من كتاب المُغرب لابن سعيد، وحيث أنَّ لديكم منها نسخة مكبرة فأرجو التفضل بتسهيل اطلاعي عليها هنا في الإدارة. مع خالص التحية والشكر. المخلص حسين مؤنس 31\1\1950.

والرابعة بتاريخ (4\4\1950) يقول فيها: حضرة صاحب العزة الأستاذ أحمد أمين بك، مدير الإدارة الثقافية للجامعة العربية، تحية طيبة وبعد.. ردًا على خطاب الوزارة بتاريخ (23\2\1950) بشأن كتابي (موشحات السخاوي)، و(أزجال الششتري) أتشرف بالإفادة بأنه نظرًا لشدة حاجة الأستاذ عبدالعزيز الأهواني لهذين المخطوطين في تحضير رسالته للدكتوراة أرجو أن يكون تكبيرهما على ورق فوتوغرافي بالمقاس المحدد، وأنا مستعد لدفع تكاليف التكبير على هذا النوع من الورق. وتفضلوا عزتكم بقبول أسمى آيات الاحترام.

والخامسة بتاريخ (20\3\1951) يقول فيها: حضرة صاحب العزة الدكتور أحمد أمين بك، مدير الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية، تحية واحترامًا وبعد.. فقد تفضلت مكتبة جامعة فؤاد بتسليم الإدارة مخطوطة (تاريخ مصر في العصر العثماني) لجرجي زيدان لعمل نسخة فوتستات منها لحساب دار الهلال، ولما كانت القواعد تقضي في هذه الحالة بضرورة عمل نسخة أخرى من المخطوط لمكتبة الجامعة على حساب الطالب، فإنني أرجو عزتكم التفضل بالأمر بعمل النسختين وستتولى دار الهلال دفع نفقات النسختين بمجرد تسلمها نسختها. وتفضلوا عزتكم بقبول أصدق آيات شكري، المخلص حسين مؤنس.


37 -اللواء الركن العراقي محمود شيت خطاب

من أرشيف معهد المخطوطات العربية بالقاهرة

نشرة [37] مشاهير مروا على المعهد

جمادى الآخر 1444هـ – ديسمبر 2022

زيارة اللواء الركن العراقي 

محمود شيت خطاب 1 \ 2 \ 1967 

استقبل المعهد بتاريخ (1 \ 2 \ 1967) اللواء الركن العراقي محمود شيت خطاب (ولد 1919 – توفي 1998) عضو مجمع اللغة العربية بالعراق (1963)، ورئيس لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية في جامعة الدول العربية (1971). استهدفت الزيارة الحصول على (8) مخطوطات تندرج كلها ضمن فن التراث العسكري الحربي. وقد كان من بينها كتاب الأدلة الرسمية في التعابي (جمع تعبئة) الحربية لابن مَنْكَلِي، نسخة أيا صوفيا، استانبول (2875)، (المعهد – الفنون الحربية والفروسية 1). الذي حققه بعدُ في مطبعة المجمع العلمي العراقي سنة 1988.

يقول اللواء محمود شيت في مقدمة تحقيقه للكتاب ص (65): سمعت بهذا الكتاب لأول مرة بعد قراءة فهرست المخطوطات المصورة في معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية، المنشور في العدد الرابع الصادر سنة 1384 في القاهرة. وصوَّرتُ جميع مخطوطات التراث العَسْكري العربي الإسلامي، وقلت لمدير معهد المخطوطات في حينه: إنني أسعى لتحقيق كتاب: الأدلة الرسمية في التعابي الحربية لمحمد بن منكلي. ويبدو أن مدير المعهد، حمل هذا التصريح إلى الأستاذ الزركلي، فسجل المرحوم الزركلي في حديثه عن محمد بن منكلي، أنني سأحقّق هذا الكتاب، ونشر ذلك في كتابه: الأعلام. (7\112). ولم أطّلع على الأعلام في طبعته الجديدة، لأنني أملك من الكتاب طبعته الثانية، فلم أكترث بالطبعة الجديدة، ولكنني بعد إكمال تحقيق الكتاب، اطّلعت على الطبعة الجديدة من الأعلام، وقرأت ما جاء فيه عن محمد بن منكلي، ومما جاء فيه: أنني سأحقّق كتابه عن التعابي الحربية، وهو هذا الكتاب الذي بين يديك. وفي أوائل سنة (1391هـ – 1971م) استكتبتني مجلة المخطوطات العربية، فكتبت في مجلة المعهد مقالًا عنوانه: (فصل من كتاب الأدلة الرسمية في التعابي الحربية). (انظر: مجلة المعهد مج17-1-ص 173). وقد عرّفه المعهد في حاشية المجلة بما نصه: اللواء الركن الأستاذ محمود شيت خطاب من رجال السيف والقلم، وهو عضو المجمع العلمي العراقي، والمجمع اللغوي بالقاهرة، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، ورئيس لجنة توحيد المصطلحات العسكرية بجامعة الدول العربية.

يقول اللواء الركن في (مجلة المعهد، مج 17- ج1- ص 174-175) (1971) عن قصة ارتباطه بالكتاب وتحقيقه: شرعت في تحقيق هذا الكتاب منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولكن عدم تفرغي للتحقيق لعملي في إخراج المعجم العسكري الموحد من جهة، وحرصي على إخراج الكتاب محقّقًا تحقيقًا علميًّا دقيقًا من جهة ثانية، أخّر إصدار الكتاب ونشره بين الناس. وقد اعتمدتُ في تحقيقي على نسختين خطيتين: الأولى موجودة في معهد المخطوطات، وهي منقولة بالتصوير عن نسخة مكتبة أيا صوفيا في القسطنطينية المرقمة [2875]. والنسخة الثانية منقولة بالتصوير من نسخة أيا صوفيا في القسطنطينية أيضًا، وهي المرقمة [3839].

ويقول (1988) في مقدمة تحقيقه للكتاب ص (68-69): يوجد من هذا الكتاب نسختان في مكتبة أيا صوفيا باستانبول: الأولى برقم (283) وهي بخط المؤلف، كتبها سنة 770هـ، ومنها صورة في معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية، والذي أصبح مقرّه الآن الكويت، بعد انتقال مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس. والثانية برقم (2875) … وهذه النسخة مصورة في معهد المخطوطات العربية في القاهرة… وقد حققنا الكتاب على نسخته الثانية، التي أخذناها مصورة من نسخة معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية.

أما عن بقية العناوين التي طلبها في زيارته فهي:

الأنيق في المجانيق لابن أرنبغا الزردكاش، نسخة مكتبة أحمد الثالث، استانبول (3469)، (المعهد- الفنون الحربية والفروسية 4). نُشر بتحقيق د. إحسان هندي في معهد المخطوطات العربية بالتعاون مع معهد التراث العلمي العربي، جامعة حلب. سنة 1985.

تبصرة أرباب الألباب في كيفية النجاة في الحروب من الأسواء ونشر أعلام الأعلام في العُدد والآلات المعينة على لقاء الأعداء لمَرضي الطرسوسي، نسخة أيا صوفيا، استانبول (2848)، (المعهد – الفنون الحربية والفروسية 10). نُشر بتحقيق المستشرق الفرنسي كلود كاهين في مجلة الدراسات الشرقية، (مج7) المعهد الفرنسي بدمشق، سنة 1947-1948.

تحفة المجاهدين في العمل بالميادين لحسام الدين الطرابلسي، نسخة مكتبة الفاتح، استانبول (3512)، (المعهد – الفنون الحربية والفروسية 11). نُشر بتحقيق د. محمد عيسى صالحية الباحث بالمعهد (حقبة الكويت) في مجلة المعهد، (مج22-ج2)، ص (389-424)، سنة 1984.

التذكرة الهروية في الحيل الحربية لعلي الهروي، نسخة مكتبة عاطف أفندى، استانبول (2018)، (المعهد – الفنون الحربية و الفروسية – 17)، نُشر بتحقيق جانين سورديل في مجلة المعهد الفرنسي للدراسات العربية، (عدد 17) دمشق سنة 1961.

الحيل في الحروب وفتح المدائن وحفظ الدروب لابن مَنْكَلِي، نسخة أحمد الثالث باستانبول (3469)، (المعهد – الفنون الحربية و الفروسية – 19)، نُشر بتحقيق د. نبيل محمد عبدالعزيز أحمد، في مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة 2000.

السعي المحمود في نظام الجنود لابن العنابي، نسخة مكتبة سوهاج (678)، (المعهد – الفنون الحربية والفروسية – 22)، نُشر بتحقيق د. محمد عبدالكريم الجزائري، الجزائر 1985.

الفروسية والمناصب الحربية لنجم الدين الرمّاح، نسخة مكتبة الحرم المكى الشريف (تاريخ 50)، (المعهد- الفنون الحربية والفروسية – 38). نُشر بتحقيق د. أحمد يوسف الحسن في معهد التراث العلمي العربي، جامعة حلب، سنة 1998م.


36 – الدكتور إسماعيل راجي الفاروقي

من أرشيف معهد المخطوطات العربية بالقاهرة

نشرة [36] مشاهير مروا على المعهد

جمادى الأول 1444هـ – ديسمبر 2022

زيارة الرئيس الأول للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بأمريكا (IIIT) 

The International Institute of Islamic Thought 

الدكتور إسماعيل راجي الفاروقي 27\8\ 1963

استقبل المعهد بتاريخ (27\ 8\ 1963) المفكر الإسلامي الفلسطيني د. إسماعيل الفاروقي (ولد 1921م – توفي 1986م) الرئيس الأول للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بأمريكا (IIIT). استهدفت الزيارة الحصول على (9) مخطوطات مصورة بصيغة (مايكروفيلم) تنتمي إلى علمي التوحيد ومقارنة الأديان، هي:

الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام للقرطبي، نسخة كوبريلى (794)، (المعهد 29 التوحيد والملل والنحل).

الإمامة لإسماعيل بن عباد، نسخة البلدية بالإسكندرية (2/3843) (المعهد 37 التوحيد والملل والنحل).

تأويل الأخبار المتشابهة والرد على الملحدة لابن فورك، نسخة كوبريلي (796)، (المعهد 55 التوحيد والملل والنحل).

تلخيص كتاب تخجيل من حرف الإنجيل لأبي الفضل المالكي، نسخة أحمد الثالث (1765)، (المعهد 72 التوحيد والملل والنحل).

شرح الأصول الخمسة للقاضي عبدالجبار، نسخة أحمد الثالث (1872)، (المعهد 144 التوحيد والملل والنحل).

شفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل للجويني، نسخة أيا صوفيا (2/2347)، (المعهد 159 التوحيد والملل والنحل).

غاية المقصود في الرد على النصارى واليهود للسموأل بن يحيى المغربي، نسخة رئيس الكتاب (545)، (المعهد 175 التوحيد والملل والنحل).

مقامات هامات الصلبان لأبي عبيدة الخزرجي، نسخة أحمد الثالث (1863)، (المعهد 225 التوحيد والملل والنحل).

المنية والأمل في شرح الملل والنحل لابن المرتضي، نسخة أحمد الثالث (1868)، (المعهد 231 التوحيد والملل والنحل).

وقد طلب الفاروقي إرسال هذه المصورات إلى عنوان إقامته بأمريكا، ودفع مقابل ذلك مبلغ (عشرة جنيهات) تحت الحساب، بحسب ما أفاد به د. محمد مرسي الخولي (الباحث بالمعهد) في طلبه. وتظهر رسالةٌ كتبها الخولي للفاروقي بتاريخ (5 \ 9 \ 1963) تحتفظ بها وحدة الأرشيف والمحفوظات بالمعهد = تعثُّرَ تصويرِ كتاب شرح الأصول الخمسة للقاضي عبدالجبار لتلفه، وتعذُّرَ إرسال الأفلام إليه بأمريكا؛ لذا اقترح الخولي عليه تسليم تلك الأفلام إلى جهة أو شخص بالقاهرة ليوصلها إليه. وقد رد الفاروقي على رسالة الخولي من مدينة شيكاغو بأمريكا بتاريخ (30 \ 9 \ 1963) بأنه قد رشَّح صديقه د. محمد داود التَّنِّيْر مؤلِّف كتاب (كنز اللغة) و(ألفاظ عامية فصيحة) لتسلّم الأفلام، كما أبلغه أسفه لتلف كتاب شرح الأصول للقاضي عبدالجبار، واقترح أن يراسل المعهد المكتبة التي تحتفظ بأصل المخطوط لإعادة تصويره من جديد. وقد تفاعل الأستاذ رشاد عبد المطلب مع رسالة الفاروقي؛ إذ كتب إليه رسالة بتاريخ (13\11\1963) يذكر له فيها بأن الأفلام قد أعدت وأرسلت إلى مكتب الوفد الدائم للجامعة العربية بنيويورك. أما عن شرح الأصول الخمسة فقد وجد المعهد قطعة له من نسخة أخرى سيزوده بها بعد تصويرها.


35 – الأستاذ الدكتور عبدالوهاب العدواني 

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [35] مشاهير مروا على المعهد

جمادى الأول 1444هـ – ديسمبر 2022

زيارة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب العدواني

22 / 4 / 1973

استقبل المعهد بتاريخ (22\4\1973) الأستاذ الدكتور عبدالوهاب العدواني (ولد حفظه الله 1943 في مدينة الموصل)، وكان حينها قد ابتعث من وزارة التربية العراقية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراة من كلية الآداب جامعة القاهرة. وأثناء الزيارة تقدّم د. العدواني بطلب لمدير المعهد صالح أبو رُقَيِّق يذكر فيه بأن لديه نسخةَ المتحف العراقي ببغداد من شرح ابن الخباز على ألفية ابن معط، ويطلب مبادلتها بنسخة شرح ألفية ابن معط لابن القوَّاس الموصلي، مكتبة الإسكوريال (9)، (المعهد 63 النحو) لحاجته إليها لإعداد رسالة الدكتوراة. من جانب المعهد فقد أحال مديره صالح أبو رقيق الطلب إلى الأستاذ رشاد عبدالمطلب لبحث إمكانية قبول هذه المبادلة. وفيه اقترح الأستاذ رشاد على السيد المدير الموافقة على طلبه؛ لعدم وجود هذه النسخة بالمعهد. وقد استجاب أبو رُقيّق لمقترح الأستاذ رشاد ووقَّع بالموافقة على طلب د. العدواني، وتسلم الأستاذ محمود الجالي الفيلم وأضيف إلى رصيد المعهد في حينه. كما أدرج في قاعدة بيانات النديم بالمعهد.

يذكر أن الدكتور العدواني كان قد أشرف على رسالته للماجستير في العام نفسه (1973) الدكتور حسين نصار مدير المعهد السابق، وكان عنوان رسالته: (شرح الفصيح) لابن ناقيا البغدادي تحقيق ودراسة.

تواصلنا مع الدكتور عبدالوهاب العدواني لتسجيل ذكرياته مع المعهد، فأرسل إلينا (يوم السبت 15\10\2022) (6 ورقات من القَطْع المتوسط) عنون لها بـ(ذكريات لم تقبل النسيان مع معهد المخطوطات في القاهرة) نسطرها لكم في هذه النشرة:

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله رب العالمين، وأصلّي وأسلم على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد..

فأنا سأرجع في هذه الكتابة المتواضعة إلى سنة: 1965 من القرن الماضي، وفي شهر تشرين الأول من تلكمُ السنة كانت زيارتي الأولى لمدينة (القاهرة) في (مصر) الكريمة، حاملًا في خاطري تصورًا دقيقًا عنها، زودني به والدي الشيخ الأزهري محمد علي بن إلياس بن رجب العدواني القيسي الموصلي (1922-2001) من تاريخ دراسته في (كلية الشريعة الأزهرية) بين سنتي (1943-1947)، وحين دخلت (القاهرة) ما أحسستُ نفسي غريبًا فيها، ومعي توصيات وفوائد كنت قد تلقيتها من أستاذي في (جامعة بغداد) الدكتور حسين نصَّار – رحمه الله-، فقد استقبلني شقيق عقيلته في ساعة وصولي، وأنزلني في (فندق إيفرست) المطل على (ميدان باب الحديد)، والساحة وتمثال نهضة مصر والسلك الحديد، ومن المكان عرفت طريقي في أثناء إقامتي إلى (دار الكتب المصرية) في (ميدان باب الخلق) وإلى (حي الأزهر الشريف) لأزور (المكتبتين) وأنا طالب (دراسات عليا) في جامعة بغداد، سجلت فيها رسالتي الأولى للماجستير بعنوان: (الأدب في ظل الدولة الزنكية) في الموصل وبلاد [ورقة 1] الجزيرة، وبي حاجة إلى مطبوعات ومخطوطات، وجدتها في العراق، وكان (معهد المخطوطات العربية) في (مبنى جامعة الدول العربية) في (ميدان التحرير) أحد المثابات التي أريد زيارتها، وزرتُها فعلًا، ومعي توصية من أستاذي (الدكتور حسين نصار)، واستقبلني الأستاذ فؤاد سيد، والأستاذ محمد رشاد عبدالمطلب – رحمهما الله تعالى- استقبالًا طيبًا، وأذكر أنهما ساعداني على تصوير ديواني: (ابن دنينير الموصلي) و(ابن الأردخل الموصلي أيضًا، فضلًا على الاطلاع على ديوان شهاب التلعفري الموصلي، وكتاب: نضرة الإغريض في نصرة القريض- كما أذكر عنوانه- للعلوي، ولكن وجودي في دار الكتب المصرية والمكتبة الأكثر والأطول من الوجود في (معهد المخطوطات).

وكتبتُ (رسالتي) في بغداد، وطبعتها، وقدمتها إلى (دائرة اللغة العربية) في (كلية الآداب)، وحالت ظروف مريرة دون مناقشتي فيها، دعتني إلى ترك الدراسة في بغداد، والقدوم ثانية إلى (القاهرة) للحصول على قبول للدراسة في (كلية الآداب)، وتم ذلك بفضل الله، وبتوصية من الأستاذ الدكتور (شوقي ضيف) الذي لقيته -رحمه الله- في مكتبة الخطاط (هاشم محمد البغدادي) بتدبير أخوي من شقيقه الدكتور نوري حمودي القيسي – رحمهم الله تعالى-.

وزودني الدكتور شوقي برسالة إلى الدكتور حسين نصار، الذي كان قد تسنّم (رئاسة قسم اللغة العربية) في [ورقة 2] (كلية الآداب)، وتم قبولي في (الكلية) بيسر وسهولة، وأعفيتُ من (السنة التحضيرية) للدراسة اعتمادًا لدرجاتي في (جامعة بغداد)، وخيّرني الدكتور حسين بين تسجيل (رسالتي) عن الأدب في ظل الدولة الزنكية، وتسجيل موضوع جديد بإشرافه، فاخترت موضوع: (شرح فصيح ثعلب – لابن ناقيا البغدادي)، تحقيق ودراسة، وكنتُ أحمل (منسوخته) بخط أبي -رحمه الله- عن (نسخته الموصلية الفريدة) التي كانت مكتبة (مدرسة الحجيات الوقفية) اللصيقة لدارنا في (الموصل)، وكان قبولي الذي أشرتُ إليه في صيف سنة: (1969)، ورجعتُ إلى (العراق) للقيام بالتحقيق، الذي فرغتُ منه في (حزيران) من سنة: (1972)، فحملته؛ لأقيم في القاهرة سنة كاملة، كما تتطلب شروط المناقشة التي تمت في يوم الثلاثاء: (1\ مارس\ 1973)، وكانت السنة التي مكثتُ فيها بالقاهرة سنةَ مراجعاتٍ علمية، وقراءةٍ للأستاذ المشرف الدكتور حسين، وطبعٍ للرسالة، ومناقشةٍ فيها، وفيها كانت مراجعاتي الكثيرة لمبنى (معهد المخطوطات)، ومجالسة رجاله الفضلاء، وأذكر أن مجالستي للدكتور محمود الطناحي، والدكتور عبدالفتاح الحلو، وللأستاذين فؤاد سيد ومحمد رشاد عبدالمطلب [ورقة 3] قد تكررت كثيرًا جدًّا، وكان مجلسي الأسبوعي الدائم لدى الصديق الدكتور محمد مرسي الخولي – رحمه الله-، وقد حضرت مناقشة أطروحته عن (شعر أبي الفتح البستي) في كلية اللغة العربية في الأزهر الشريف، بدعوة كريمة منه، ومن انسجامي مع الإخوة الفضلاء في المعهد: تسهيلهم لي مؤونةَ الحصولِ على مخطوطتي: (شرح ابن القواس الموصلي لكافية ابن الحاجب) من مكتبتي: (عارف حكمت – والإسكوريال) لتسجيل تحقيق الكتاب (أطروحة دكتوراة) في كلية الآداب بإشراف الدكتور حسين نصار، وقد سُجِّل الموضوع باسمي عقب حصولي على الماجستير حقًّا، ولكن عودتي إلى العراق للالتحاق بعملي حال دون قدومي إلى القاهرة مرة رابعة، فأكملت دراستي في جامعة بغداد، وكتبت فيها أطروحتي: (الضرورة الشعرية – دراسة لغوية نقدية) وكان الدكتور حسين نصار قد عرض علي قبل عودتي إلى العراق في مدة تكليفه بالإشراف على إدارة معهد المخطوطات العملَ في المعهد بعد تقاعد السيد العراقي قاسم الخطاط منه، وكتب لي كتابًا رسميًّا إلى الملحقية الثقافية في السفارة العراقية للحصول [ورقة 4] على إذن البقاء في القاهرة والعمل في المعهد ولكن الملحقية الثقافية، قد ضيعت علي الفرصة لإكمال دراستي للدكتوراة مباشرة بعد الحصول على الماجستير بذريعة: أنني قد جئت إلى القاهرة للحصول على الماجستير فقط بإجازة دراسية من وزارة التربية لكوني مدرسًا فيها، وقد أسف الدكتور نصار أسفًا كبيرًا من رد الملحقية الثقافية، ومن لزوم عودتي إلى العراق، وكان الإخوة في المعهد على انتظار وجودي للعمل معهم فيه، لما ربطني بهم من ودّ وصداقة، وقد ضرَّني رفض الملحقية ضررًا كبيرًا، أخَّر حصولي على الدكتوراة إلى سنة: (1981) في بغداد، وكان تقديري أنني سأنتهي منها سنة (1976)، وبالرفض نفسه خسِر العراقُ وجودَه الاعتباري في المعهد بعد الأستاذ قاسم الخطاط وتقاعده منه.

وأنَّى لموظف في الملحقية الثقافية أن يفهم هذه الحالة الاعتبارية، التي أشرت إليها في هذه (الورقة الاستذكارية) التي كتبتها بعد أكثر من [ورقة 5] خمس وأربعين سنة؛ تلبيةً لطلب الصديق يوسف السناري موظف اليوم في معهد المخطوطات، ولكونه هُمَامًا فقد اتصل بي بحرص، واستنهضني بنشاط لكتابة ما كتبته في يوم هذا: (السبت – 15\تشرين الأول\أكتوبر\2022). وفقه الله ونفع به.

الأستاذ الدكتور عبدالوهاب محمد علي إلياس العدواني القيسي الموصلي لطف به مولاه.

وعذرٌ يُدي والعين عذرُ مؤكدٍ * فلا عتبَ إن شاهت حروفي وأسطري

(توقيعات شعرية) [ورقة 6]


34 – الشيخ عبدالعزيز الميمني الراجكوتي

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [34] مشاهير مروا على المعهد

جمادى الأول 1444هـ  – ديسمبر 2022

زيارة علامة الهند الشيخ عبدالعزيز الميمني الراجكوتي 

9/ 10 / 1956 

استقبل المعهد بتاريخ 9 \ 10 \ 1956 علامة الهند الشيخ اللغوي عبدالعزيز الميمني الراجكوتي (ولد 1888 – توفي 1978)، وأثناء استقباله تقدم الميمني بطلب إلى مديره الثاني د. صلاح الدين المنجد؛ بغيةَ الحصول على صورٍ مكبرةٍ من المخطوطات الآتية:

اشتقاق الأسماء للأصمعي، نسخة مصطفى رئيس الكتاب (879)، (المعهد 15 – اللغة).

الأضداد في كلام العرب لأبي الطيب اللغوي، نسخة سليم أغا (893\1)، (المعهد 19 – اللغة).

المنتخب من شعر العرب للثعالبي، نسخة فيض الله (2133)، (المعهد 820 – الأدب).

شعر تأبط شرا، نسخة الإسكوريال (778)، (المعهد 573 الأدب).

شعر الشنفرى، نسخة دار الكتب المصرية (6676)، (المعهد 576 الأدب).

حماسة الظرفاء من أشعار المحدثين والقدماء للزوزني، نسخة جامعة استانبول (1455)، (المعهد 208 الأدب).

سر الصناعة الأدبية للحاتمي، نسخة الأزهر، أدب (1917) أباظة (7102)، (المعهد 446 الأدب).

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال للبكري، نسخة الفاتح (4014)، (المعهد 634 الأدب).

ديوان حسان بن ثابت، نسخة أحمد الثالث (2534)، (المعهد 302 الأدب).

الهفوات النادرة لمحمد الصابي، نسخة نور عثمانية (4121)، (المعهد 887 الأدب)، ونسخة ثانية: أحمد الثالث (2631)، (المعهد 888 الأدب).

شعر سلامة بن جندل، نسخة بغداد كشك (124)، (المعهد 575 الأدب).

أدب الخواص في المختار من بلاغات قبائل العرب وأخبارها وأنسابها وأيامها للوزير المغربي، نسخة بروسة – حسين جلبي (10 أدبيات)، (المعهد 18 الأدب).

لحن العوام للزبيدي، نسخة رئيس الكتاب (1121\2)، (المعهد 216 اللغة).

وتحتفظ لنا الذاكرة التاريخية بصورة للشيخ عبدالعزيز الميمني قد التقطت له أثناء زيارته للمعهد سنة 1956 من أمام مبنى المعهد بمقره القديم (102 شارع فاروق الأول بالعجوزة) متوسِّطًا من جهة اليمين إبراهيم شبوح فمحمد رشاد عبدالمطلب، وعن يساره أحمد المانع فعبدالستار فراج. ومن فوقهم لوحة كُتب عليها: معهد إحياء المخطوطات العربية. وهو الاسم الذي اتخذه المعهد قديمًا لنفسه ثم عدل عنه بعدُ إلى (معهد المخطوطات العربية).

يُذكر أن المعهد كان نشر بالكويت (1985) بعناية الرئيس الخامس (2008) لمجمع اللغة العربية بدمشق د. شاكر الفحام قسمًا من مذكرات الميمني بمجلة المعهد (مج 29 – ج 1، ص 67) ثم توقف، ولم تنشر كاملة إلى الآن، وهي عبارة عن دفتر ابتدأ فيه الميمني منذ الأربعينيات حتى أنهى مقدمته سنة (1973) بمدينة كراتشي بباكستان، وأورد فيه أسماء نوادر المخطوطات التي اطلع عليها في مكتبات العالم. ثم أهدى مصورة منها سنة (1973) إلى خزانة مجمع اللغة العربية بدمشق تحت رقم (469). وكان المعهد قد رغب منذ تأسيسه في الحصول على حق نشر تلك المذكرات، ففي رسالة أنشأها أحمد أمين للميمني بتاريخ (14 مايو 1947) تحتفظ بها وحدة الأرشيف والمحفوظات بالمعهد، يقول فيها أمين للميمني: بودنا أن نستفيد من علمكم الجم ومذكراتكم القيمة قبل ذلك إذا لم تروا مانعًا منه ولا شك أنكم عانيتم تعبًا في جمع هذه المذكرات فنحن مستعدون لمكافأة بعض جهودكم في ذلك بالقدر الذي تتسع له ميزانيتنا في هذا العمل وذلك إذا رغبتم في إرسال المذكرات مع العلم بأن حق نشر هذه المذكرات يبقى لكم خالصًا فنرجو منكم إعلامنا عن المبلغ الذي تقترحونه للمكافأة وعن عدد المخطوطات التي وردت أسماؤها في مذكراتكم هذا بالتقريب وعن المجموع العام للنسخ من مختلف المخطوطات المذكورة.


33 – فؤاد سزكين Fuat Sezgin 

من أرشيف معهد المخطوطات العربية بالقاهرة

نشرة [33] مشاهير مروا على المعهد

ربيع الآخر 1444هـ – نوفمبر 2022

زيارة عالم المخطوطات التركي الألماني فؤاد سزكين Fuat Sezgin

22\9\1966

استقبل المعهد بتاريخ 22\9\1966 العالم التركي الألماني الشهير فؤاد سزكين (ولد 1924 – توفي 2018) مؤلف كتاب (تاريخ التراث العربي)، أثناء الزيارة تقدم سزكين بطلب إلى مدير المعهد توفيق البكري؛ بغيةَ الحصول على نسخة ميكروفيلم من كتاب مقتل الحسين لأبي مِخْنَف لوط بن يحيى (ت157هـ)، المحفوظ في مكتبة الأمبروزيانا (233f)، المعهد (1245تاريخ). من جانب البكري فقد وجَّه بتعجيل طلب سزكين وإهدائه إليه. يُشار إلى أن وحدة أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد تحتفظ بمجموعة من الرسائل المتبادلة بين سزكين وأحمد أمين مدير الإدارة الثقافية بالجامعة العربية. من ذلك رسالة كتبها أحمد أمين لسزكين بتاريخ 10 \ 4 \ 1951 يطلب منه تصوير نسخة مكتبة فيض الله (1578) بتركيا من كتاب جاويدان خرد (الحكمة الخالدة) لمسكويه الذي نشره عبدالرحمن بدوي بعد عام واحد من كتابة الوثيقة (1952) بمكتبة النهضة المصرية. من جانب سزكين فقد رد على أمين برسالة بتاريخ (17 \ 5 \ 1951) يخبره فيها بأنه قد صور الكتاب المذكور وسلمه للأديب الكبير يحيى حقي مستشار السفارة المصرية بتركيا؛ وأن يحيى أرسله بالطائرة في الحقيبة الديبلوماسية باسم الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية. وقد تسلم المعهد هذا الميكروفيلم الخاص بهذا الكتاب وفَهْرَسَه، ولا يزال الآن ضمن مقتنياته تحت رقم (المعهد 1210 الأدب).

الرسالة المبتدأة من أحمد أمين لفؤاد سزكين [مصر- تركيا]:

يقول أحمد أمين في رسالته (10\4\1951): حضرة الأستاذ فؤاد سزجين، بعد التحية، فإن لجنةً تقوم الآن بطبع كتاب جاويدان خرد لابن مسكويه، ويوجد منه نسخة خطية في مكتبة فيض الله أفندي رقم (1587)، والمرجو التفضل بطلب الإذن من وزارة المعارف التركية بتصويره على أفلامنا أو بأي طريقة أخرى تراها على حسابنا، وإرساله إلينا ولو بالطائرة، فإذا تعذر عليكم طلب الإذن أو الإرسال، فالمرجو الاتصال بسعادة الأستاذ يحيى حقي بك مستشار السفارة المصرية بأنقرة، ليطلب هو الإذن بتصوير الكتاب له ويمكنكم إعطاؤه الفلم بعد تصويره ليرسله إلينا بالحقيبة الديبلوماسية باسم الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية بواسطة وزارة الخارجية المصرية.

رد فؤاد سزكين على رسالة أحمد أمين [تركيا – مصر]:

يقول سزكين في رسالته لأمين: حضرة صاحب العزة مدير القسم الثقافي بجامعة الدول العربية بالإشارة إلى خطاب عزتكم الخاص بطلب تصوير كتاب جاويدان خرج لابن مسكويه الموجود في مكتبة فيض الله أفندي (1587)، أتشرف بالإفادة بأنني صوَّرتُ الكتاب وسلمته لسعادة الأستاذ يحيى حقي بك مستشار السفارة المصرية بأنقرة. فتفضل سعادته بقبول إرساله بالحقيبة الديبلوماسية باسم الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية بواسطة وزارة الخارجية المصرية فأرسل اليوم فعلًا بالطائرة.

ولمطالعة المزيد من أخبار فؤاد سزكين بالمعهد يُرجى مراجعة نشرة أخبار التراث العربي عدد (18) بتاريخ 15 \ 4 \ 1972 وعدد (62) بتاريخ 15 \ 2 \ 1974. ومجلة المعهد (مجلد5 – الجزء الثاني – ص 399) 1959.


32 – الأستاذ الدكتور عبدالستار الحلوجي

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [32] مشاهير مروا على المعهد

ربيع الآخر1444هـ  – نوفمبر2022

زيارة الأستاذ الدكتور عبدالستار الحلوجي

16\12\1969  

استقبل المعهد بتاريخ (16\ 12\ 1969) الأستاذ الدكتور عبدالستار الحلوجي (ولد حفظه الله 1938م) عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة (2017) وأستاذ علم المكتبات بكلية الآداب جامعة القاهرة. استهدفت الزيارة الحصول على نسخة دار الكتب المصرية الفريدة (1484 أدب)، (المعهد 257أدب) من ديوان ابن القيسراني (ت548هـ) الذي حققه بعدُ على تلك النسخة في أطروحته للدكتوراة د. عادل جابر صالح محمد سنة 1987 ونشره بالوكالة العربية للتوزيع بالأردن سنة 1991.

من جانب المعهد فقد وافق مديره د. مختار الوكيل على طلب د. الحلوجي؛ إذ كتب أسفل الطلب بتاريخ 20\12\1969 موجّهًا الموظف المختص: رجاء إجراء اللازم. وتقرر الوثيقة بأن د. الحلوجي قد دفع مقابل تصوير تلك النسخة جنيهين مصريين.

يُشار إلى أن بطاقة تصوير النسخة قد أفادت بأن المعهد قد قام بتصوير تلك النسخة من الدار يوم السبت 23 من محرم الحرام عام 1367هـ الموافق 6 من ديسمبر عام 1947. أي بعد عام واحد من تأسيسه، وكان آنذاك ملحقًا بالإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية.


31 – وجيه جدة الشيخ محمد حسين نصيف

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [31] مشاهير مروا على المعهد

ربيع الآخر 1444هـ  – نوفمبر 2022

زيارة وجيه جدة الشيخ محمد حسين نصيف

16 / 5 / 1951

أبانت هذه الوثيقة المؤرخة في (16 / 5 / 1951) عن زيارة الشيخ محمد حسين نصيف (ولد 1885 – توفي 1971) للمعهد.

خاطب نصيف في رسالته مدير المعهد الأول د. يوسف العش سائلًا عن تكلفة تصوير نسخة (عاطف أفندي 1223)، (المعهد73 التوحيد والملل والنحل) (247ورقة) من كتاب (تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل) للباقلاني (ت403هـ) على حروف كبيرة في ورق لمَّاع أو على ورق أبيض -بحد تعبير نصيف- لاختياره أحدهما.

من جانب المعهد فقد أجابه عن تكلفة التصوير، ودفع الشيخ نصيف مقابل تصوير أحد النوعين ما يقارب (20جنيها مصريا). وقد سُطّر ذلك في فاتورة سداد مستحقات مالية رقم (33) بتاريخ 9 / يونيه 1951 التي تحتفظ بها وحدة الأرشيف والمحفوظات بالمعهد.

زار نصيف المعهد عندما كان مقرُّه في 102 شارع فاروق الأول بالعجوزة، ويعد هذا العنوان هو المقر الثاني للمعهد بعد مقر التأسيس الذي كان يقع في قصر البستان بجوار قصر عابدين بباب اللوق، وهو المقر الذي اتُّخذ لجامعة الدول العربية عند تأسيسها وكانت الجامعة آنذاك ملحقًا بها مبنى الإدارة الثقافية ومبنى معهد المخطوطات العربية سنة 1946. وقد استمر المعهد في هذا المقر حتى سنة 1958 قبل أن يهدم القصر في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، ثم انتقل مقر المعهد بعد ذلك إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بميدان التحرير بالقاهرة، ومنه إلى الكويت وأخيرًا في مقره الحالي في 21 شارع المدينة المنورة بمحيي الدين أبو العز- الدقي.

يذكر أن كتاب (تمهيد الأوائل) للباقلاني كان نشره محمود محمد الخضيري ومحمد عبدالهادي أبو ريدة بعنوان (التمهيد في الرد على الملحدة المعطلة والرافضة والخوارج والمعتزلة) لأول مرة سنة 1947م بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر التي كان يرأسها الأديب المصري أحمد أمين، مدير الإدارة الثقافة بالجامعة العربية. وهو الكتاب نفسه الذي نشره الأب رتشرد يوسف مكارثي اليسوعي بعنوان (التمهيد) في المكتبة الشرقية ببيروت سنة 1957. ضمن منشورات جامعة الحكمة في بغداد، سلسلة علم الكلام (1).


30 – مؤسس صحيفة عكاظ السعودية أحمد عبدالغفور عطار

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [30] مشاهير مروا على المعهد

ربيع الآخر 1444هـ  – نوفمبر 2022

زيارة مؤسس صحيفة عكاظ السعودية أحمد عبدالغفور عطار  

 6 \ 4 \ 1955

تكشف هذه الوثيقة التي كتبها الأديب السعودي أحمد عبدالغفور عطار (ولد 1337هـ – توفي 1411هـ)، مؤسس صحيفة عكاظ السعودية عام (1379هـ – 1960م) = لمدير المعهد الثاني د. صلاح الدين المنجد عن زيارة العطار للمعهد بتاريخ  6 /4 / 1955.

استهدفت الزيارة تكبير نسخة دار الكتب المصرية (لغة3)، (المعهد 50 – 55 لغة) من كتاب التكملة والذيل والصلة للحسن الصغاني (ت650هـ) بخط يده، التي صورها المعهد من الدار يوم السبت 22 من جمادى الآخرة عام 1367هـ الموافق أول مايو 1948م. وذلك نقلًا عن بطاقة خاتمة التصوير بآخر النسخة. انظر: فهرس المخطوطات المصورة، سنة 1954 ص (245-246). من جانب المعهد فقد أجاب المنجد العطار على طلبه بالموافقة بتاريخ 10 / 4/ 1955.

أظهرت الوثيقة مكان إقامة العطار في رحلته إلى القاهرة وهو (عمارة الجندول) التي بناها الموسيقار محمد عبدالوهاب في شارع 26 يوليو (شارع فؤاد الأول سابقا) بوسط البلد، وسمَّاها (الجندول) على اسم لحن له كتب كلماته الشاعر علي محمود طه.

يذكر أن العطار كان قد أصدر العدد الأول من جريدة عكاظ في فندق العزيزية بالطائف في 3 ذو الحجة 1379هـ ثم أزيل الفندق منذ بضع سنوات؛ توسعة لطريق الملك فيصل رحمه الله.


29 – الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم البنا

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [29] مشاهير مروا على المعهد

ربيع الأول 1444هـ  –  أكتوبر 2022

زيارة الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم البنا 

17 / 1 / 1966 

استقبل المعهد في 17 / 1 / 1966 الدكتور محمد إبراهيم البنا (ولد 1933 – توفي 2012) الأستاذ السابق في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر والمعتني بنشر مكتبة (آثار) أبي القاسم السهيلي (ت581هـ)، وفي أثناء الزيارة تقدّم البنا بطلب لمدير المعهد الثالث الدكتور توفيق البكري (من السودان) للحصول على نسخة (جامع الشيخ إبراهيم باشا بالإسكندرية 226 – المعهد 174 النحو)، من كتاب نتائج الفكر في النحو للسهيلي الذي حققه بعدُ ضمن رسالته للدكتوراة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر سنة 1971 الموسومة بـ(أبو القاسم السهيلي مع تحقيق كتاب: نتائج الفكر في النحو)، وقد أفادت الوثيقة بجلب البنا الورق الخاص بتكبير تلك المخطوطة وبموافقة مدير المعهد على ذلك.

كما أفاد البنا في مقدمة تحقيقه للكتاب بحصوله على نسخة أخرى من المعهد (فيض الله بتركيا 2028 – المعهد175 النحو) حيث يقول (1/31 ط. دار السلام 2018) عن مخطوطات الكتاب: لم يتيسَّر لي إلا الحصول على نسختين مصوّرتين له؛ أولاهما عن مكتبة فيض الله بتركيا، والأخرى عن مكتبة جامع الشيخ إبراهيم باشا بالإسكندرية، وقد صوَّرهما معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.


28 – الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [28] مشاهير مروا على المعهد

ربيع الأول 1444هـ  –  أكتوبر 2022

زيارة الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف 

28\4\1966 

يعد الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف (ولد حفظه الله سنة 1940م)، من أصدقاء المعهد القدماء؛ إذ تمتد صلته به منذ ستينيات القرن الفارط. وقد أتاح له المعهد تصوير أكثر من مئة ألف لقطة من المخطوطات كانت له عونًا على إنجاز رسالته للماجستير (1967): (التكملة لوفيات النقلة) للمنذري، المنشورة في (4أجزاء) بمطبعة الآداب في النجف الأشرف سنة 1968، بالإضافة إلى جزء خامس (دراسة النص) عنون له بـ(المنذري وكتابه التكملة لوفيات النقلة). وإنجاز أطروحته للدكتوراة (1976): (الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام) التي نشرت في مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر، كما كانت هذه المصورات زادًا له على إنجاز تحقيقاته في بغداد. وقد تحدث د. بشار عن مصورات المعهد وعن علاقته برجاله في المدار الذي خصصه المعهد للأستاذ رشاد عبدالمطلب حيث يقول: عرفت أخي العزيز الأستاذ العلامة محمد رشاد عبدالمطلب عن قرب منذ ما يقرب من ستين عامًا، ثم توطدت الصلة العلمية والأخوية الحميدة بيننا سنة 1965م حين مكثت بالبلاد المصرية قرابة ستة أشهر وأنا أفتش عن المخطوطات المتصلة بالكتاب الذي أعمل على تحقيقه يومئذ، وهو التكملة لوفيات النقلة، للحافظ المنذري المتوفى سنة 656هـ ، وكانت موارد الكتاب أكثرها يومئذ لم تزل في عداد المخطوطات، التي يزخر بها معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية الذي كان يومئذ ضمن أبنية الجامعة في ساحة التحرير، فتطورت العلامة الحميمة بيني وبين تلك الثلة العاملة في المعهد والمقيمة فيه يومئذ: رشاد عبد المطلب ومحمود الطناحي وعبدالفتاح الحلو وعصام الشنطي والمصور نبيل (عبدالفتاح)، رحمهم الله تعالى. كان من نتائج هذه الأخوة أن ساعدني الأستاذ رشاد وصحبه على تصوير أكثر من مئة ألف لقطة من المخطوطات سنة 1965م صارت في قابل الأيام رصيدًا لي في عملي ببغداد مدينة السلام.

وقد سجَّل أرشيف الوثائق والمحفوظات بعض زياراته القديمة للمعهد، نذكر ذلك في الفقرة الآتية:

أولًا: زيارة بتاريخ 28\4\1966 استهدفت الحصول على نسخة (ميكروفيلم) من المخطوطات المصورة الآتية:

معجم السمعاني، أحمد الثالث (2953)، (المعهد 491 تاريخ).

المعجم المشتمل على أسماء الشيوخ النبل لابن عساكر، التيمورية (1749)، (المعهد 493 تاريخ).

ذيل تاريخ بغداد لابن الدُّبَيْثي، متحف الأوقاف بالآستانة (1683t) (المعهد 249 تاريخ).

صلة التكملة لوفيات النَّقَلة للحسيني، كوبريلى (1101)، (المعهد 298 تاريخ).

طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة، كوبريلى (1028)، (المعهد 312 تاريخ).

طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح، حميدية (مراد ملا-537)، (المعهد 320 تاريخ).

عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار، أسعد أفندي (2333)، (المعهد 339 تاريخ).

من جانب المعهد فقد وافق مديره توفيق البكري على طلبه؛ إذ كتب أسفل الطلب: لا مانع.

ثانيًا: زيارة أخرى بتاريخ (28\5\1966) طلب فيها المخطوطات الآتية:

التدوين في أخبار قزوين للرافعي، قفوش (1077)، (المعهد 616 تاريخ).

إكمال الإكمال لابن نقطة، دار الكتب المصرية (مصطلح 10)، (المعهد 58 تاريخ).

التقييد لمعرفة رواة السنن والأسانيد لابن نقطة، المتحف البريطاني (836)، (المعهد 186 تاريخ).

الدر الثمين في سيرة نور الدين لابن قاضي شهبة، دار الكتب المصرية (تاريخ 1227)، (المعهد 237 تاريخ).

المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي، الإسكوريال (1783)، (المعهد 479 تاريخ).

نزهة المشتاق في علماء العراق للرحبي، راغب باشا (1050)، (المعهد 548 تاريخ).

جزء فيه تراجم ووفيات مختصرة لولي الدين العراقي، كوبريلى (1626)، (المعهد 637 تاريخ).

ذيل التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد لتقي الدين الفاسي، دار الكتب المصرية (مصطلح 198)، (المعهد 671 تاريخ).

ذيل مشتبه الأسماء والنسب لابن العمادية، دار الكتب المصرية (مصطلح 81)، (المعهد 678 تاريخ).

معجم شيوخ ابن عساكر، مدينة (337)، (المعهد 811 تاريخ).

مختارات من ذيل السمعاني وابن النجار لمجهول، الآصفية بحيدر آباد بالهند (رجال 232)، (المعهد 1205 تاريخ).

معجم السفر للسلفي، مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة (حديث 176)، (المعهد 1234 تاريخ).

معجم شيوخ الذهبي، دار الكتب المصرية (مصطلح 65)، (المعهد 1236 تاريخ).

منتخب طبقات الشافعية للنووي، مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة (تاريخ 166) (المعهد 1259 تاريخ).

بمجموع (3032 لقطة)، من جانب المعهد فقد كتب مديره توفيق البكري إلى الدكتور محمد مرسي الخولي: لا مانع وفي دوره. 29\5\1966.

ثالثًا: سجلت نشرة أخبار التراث العربي (عدد 76) بتاريخ (1\2\1975) زيارة أخرى له للمعهد؛ إذ جاء فيها ما نصه: زار المعهد في الفترة الأخيرة عدد من الباحثين والعلماء، نذكر منهم، رقم (5) الأستاذ بشار عواد معروف الأستاذ المساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة بغداد، وهو يعد رسالة دكتوراة موضوعها (تاريخ الإسلام) للذهبي، دراسة في منهجه وموارده وأهميته، وذلك تحت إشراف الدكتور جعفر حسين خصباك الأستاذ بالكلية وقد اطلع على المخطوطات المتعلقة بموضوعه وصوَّر عددًا منها.

*

وفي سبعينيات القرن الماضي كلَّف المعهد الدكتور بشار بتحقيق المجلد الثالث عشر من (سير أعلام النبلاء) للذهبي؛ استنادًا إلى توصيات اللجنة الفرعية لمعهد المخطوطات العربية بتاريخ 15\2\1977، والمجلد (21) و(22) بتاريخ (24 سبتمبر 1977) وهو المشروع الذي لم يتمه المعهد، ولم يصدر منه سوى ثلاثة أجزاء بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، والأستاذ إبراهيم الإبياري، والدكتور محمد أسعد طلس بالتعاون مع دار المعارف بمصر في ما بين سنة [1957] و[1962] وصدَّر للكتاب د. طه حسين رئيس المجلس الأعلى لمعهد المخطوطات العربية. وبعض الأجزاء الأخرى التي حققها الأساتذة: عبدالسلام هارون ومحمد أبو الفضل إبراهيم وناصر الدين الأسد وعلي البجاوي ولطفي عبدالبديع وحامد عبدالمجيد. ثم حالت ظروف دون نشرها. إلى أن نشر الكتاب كاملًا في مؤسسة الرسالة بتقدمة د. بشار عواد معروف وبإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط وجمهرة من المحققين. وقد كان د. محمود الطناحي كتب؛ سعيًا لإنجاح هذا المشروع أثناء عمله بالمعهد ثلاث ورقات (غير منشورة) يحتفظ بها أرشيف المعهد، عنون لها بـ(خُطَّة جديدة لنشر كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي) ورشَّح فيها بعض الأسماء الأُخر لتحقيق الكتاب ونشره، كان من بينهم د. بشار عواد معروف، وهم جميعًا: د. سعيد عبدالفتاح عاشور، ود. شوقي ضيف، ود. محمد حلمي، ود. محمد أبو سعدة، والأستاذ فهيم محمود شلتوت، والأستاذ عبدالعزيز عبدالحق، ود. أكرم ضياء العمري، ود. بشار عواد معروف، ود. ناجي معروف، ود. سهيل زكار، ود. عدنان درويش، ود. إحسان عباس، ود. محمود زايد.

وقد ورد في مطلع خطة الطناحي الآتي: تقع النسخة المخطوطة التي اعتمدت للتحقيق في نحو ثلاثة آلاف ورقة، تُقَدّر عند الطبع بنحو ثلاثين جزءًا. ويرى المعهد الإضراب عن الأجزاء الثلاثة التي طبعت بالاشتراك مع دار المعارف، ثم الأجزاء التي حققت ولم تطبع، فقد انقضى على هذه وتلك زمن طويل ظهر خلاله كثير من النصوص التي يجب مراجعة الكتاب عليها، ومن هذه النصوص كتب للذهبي نفسه.

أنشطة د. بشار عواد ومشاركاته العلمية بالمعهد:

ونحن الآن نجمل في هذه الفقرات مشاركة د. بشار عواد معروف في الأنشطة والفعاليات والأبحاث العلمية الخاصة بالمعهد، وذلك على التسلسل الزمني الآتي:

شارك في وضع تقرير لجنة مختصة عُقدت في بغداد بدعوة من معهد المخطوطات العربية -المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام بالجمهورية العراقية بتاريخ [20-29 مايو 1980] بعنوان (أسس تحقيق التراث العربي ومناهجه) الذي نشره المعهد في الكويت سنة 1985.

فاز بشخصية العام التراثية في يوم المخطوط العربي عام (2016)، وألقى في الجلسة العلمية للاحتفالية محاضرة بعنوان (قيم صنعة التحقيق).

وشارك في إلقاء محاضرة في منظومة دورات التحقيق الموضوعي (1) تحقيق النص الحديثي (2017).

وشارك مناصفة مع الدكتور أيمن فؤاد سيد في المنتدى التراثي الأول (2017) الذي عُنون له بـ(النص التراثي التاريخي، تقاليد الكتابة وطُرق التعامل).

ونشر في بادرة تراثنا للنشر الرقمي مقالًا بعنوان (العثور على المجلد الثالث من الإبرازة الأخيرة لكتاب التمهيد) (2018).

وألقى محاضرة في سلسلة المحاضرات المباشرة بتاريخ (12 شوال 1441هـ – 4 يونيو 2020) بعنوان (عُروبة العلماء والرد على ابن خلدون).

وألقى محاضرة بعنوان (التعليق على النص بين الضرورة والترف) في سلسلة الدورات المعمَّقة في صنعة التحقيق (2): التعليق على النص التراثي (2021).

وشارك في مدار الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب (2021)، والعلامة محمود محمد شاكر (2022) ضمن برنامج مدارات تراثية.

وفاز كتابه (المحلَّى شرح المُجلَّى) لابن حزم (20 مجلدًا) بجائزة كتاب العام التراثي في يوم المخطوط العربي (2022) الذي عُقد في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

ونشر عدة بحوث في مجلة معهد المخطوطات العربية وهي:

التاريخ الكبير، أو تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام للذهبي، تحقيق محمد عبدالهادي شعيرة: نقد وتقويم، القسم الأول. (مج 21، ج2)، 1976. والقسم الثاني (مجلد22، – ج1) 1977.

المستملح من كتاب (التكملة) للذهبي، تحقيق السيد هارون الجزائري، نقد د. بشار عواد معروف، (مج53، ج1)، 2009.

العثور على مجلد من (تاريخ إربل) لابن المستوفى (ت637هـ)، (مج 56 – ج 1)، 2012.

وفي سنة (2015) صار عضو اللجنة الاستشارية للمجلة.

وختامًا:

نود أن نشكر د. بشار عواد معروف شكرًا جزيلًا عامًّا على ما قدمه لتراث أمتنا الإسلامية والعربية، وشكرًا خاصًّا على الخدمات الجُلَّى التي قدَّمها لمعهدنا، كما نسأل الله له دوام الصحة والعافية، والحمد لله رب العالمين.


27 – الأستاذ الدكتور عدنان محمد زَرْزُور  

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [27] مشاهير مروا على المعهد

ربيع الأول 1444هـ – أكتوبر 2022

زيارة الأستاذ الدكتور عدنان محمد زَرْزُور  

28\10\1965 

من ضمن المبتعثين السوريين الذي أُوفدوا إلى مصر للحصول على درجة الماجستير والدكتوراة من جامعة القاهرة، الدكتور عدنان محمد زرزور (ولد حفظه الله سنة 1939م) الذي ابتُعث سنة 1964 من كلية الشريعة بجامعة دمشق إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة لاستكمال دراساته العليا.

وقد استطاع الدكتور زرزور من خلال خمس سنوات [1964-1969] أقامها في مصر الحصولَ على درجة الماجستير سنة 1967 لتحقيقه كتاب (متشابه القرآن) للقاضي عبد الجبار الهمداني (ت415هـ). نشره في دار التراث بالقاهرة سنة 1969. ودرجة الدكتوراة سنة (1969) عن أطروحته (الحاكم الجُشَمي ومنهج المعتزلة في تفسير القرآن) بإشراف الشيخ محمد أبو زهرة ومناقشة الدكتور مصطفى زيد والشيخ عبدالعظيم معاني. نشرها بمؤسسة الرسالة (1971).

كان الدكتور زرزور يتردد على المعهد أثناء مرحلة إعداده وتجهيزه للرسالتين؛ للاطلاع على بعض المخطوطات وتصويرها والإحالة إليها في كتبه وتحقيقاته. من جانب المعهد فقد كان يحوطه -وأمثاله من طلاب العلم المبتعثين- بعناية خاصة أثناء زيارته للمعهد، ويتفقد أخباره من مرحلة الإعداد حتى المناقشة، ولا أدلُّ على ذلك من التقاط صورة أثناء مناقشة الدكتور زرزور للدكتوراة مع ثلاثة من أعلام المعهد وهم (رشاد عبد المطلب)، و(محمود الطناحي)، و(أيمن فؤاد سيد).

وقد سجل أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد مجموعة من زيارات الدكتور زرزور للمعهد؛ ابتغاءَ الحصول على مجموعة من مصورات المخطوطات نكشف ذلك لكم في الفقرة الآتية:

الكتب التي طلب تصويرها من المعهد في مجموع زياراته:

1)     الزيارة الأولى بتاريخ 28\ 10\ 1965 وفيها طلب تصوير الآتي:

وضح البرهان في مشكلات القرآن للنيسابوري، نسخة دار الكتب المصرية (تفسير 1042) (المعهد، التفسير وعلوم القرآن: 293).

مقامع هامات الصلبان، ومراتع روضات الإيمان، للخزرجي القرطبي، نسخة أحمد الثالث (1863)، (المعهد التوحيد والملل والنحل: 225).

المحاكمة بين أبي حيان وابن عطية والزمخشري، للملياني، نسخة لا له لي بتركيا (259)، (المعهد – التفسير وعلوم القرآن: 219).

وكتب مدير المعهد (توفيق البكري) أسفل طلبه: لا مانع، البكري 28\10\1965.

2)   الزيارة الثانية بتاريخ 26\ 12\ 1965، طلب فيها الآتي:

الإشارة في علم الكلام للفخر الرازي، نسخة كوبريلي بتركيا (2\519)، (المعهد – التوحيد والملل والنحل 20).

الإعلام بما في النصارى من الفساد والأوهام، وإظهار محاسن دين الإسلام، وإثبات نبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، للقرطبي، نسخة كوبريلى بتركيا (794)، (المعهد – التوحيد والملل والنحل 29).

الإرشاد في علم الجدل للعميدي، نسخة الإسكوريال (51\605)، (المعهد – التوحيد والملل والنحل 11).

فحولة الشعراء للأصمعي، نسخة (التيمورية – أدب 745)، (المعهد 626 أدب).

منية الراضي برسائل القاضي، للميداني، نسخة دار الكتب المصرية (آدب 1490)، (المعهد 841 أدب).

نَضْرة الإغريض، في نُصْرة القريض للعلوي الحسيني، نسخة (الحميدية 1209)، (المعهد 871 أدب).

غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات لعلي بن ظاهر الأزدي، نسخة (الإسكوريال 425)، (المعهد 611 أدب).

وكتب مدير المعهد أسفل الطلب: الأستاذ الخولي والأستاذ أحمد سالم لا مانع، البكري 16 \ 12\ 1965.

3)    الزيارة الثالثة بتاريخ16\12\1967، طلب فيها كتاب:

ملاك التأويل، القاطع لذوي الإلحاد والتعطيل، في توجيه المتشابه من آي التنزيل، لابن الزبير الغرناطي، نسخة شهيد علي (168)، (المعهد – 259 التفسير وعلوم القرآن)، ونسخة مراد ملا (308)، (المعهد 260 التفسير وعلم القرآن).

وكتب مدير المعهد (توفيق البكري): الأستاذ الخولي يقدر المبلغ المطلوب فإذا وافق عليه الطالب مع الدفع أمكن اتخاذ الإجراءات المتبقية، البكري 20 \ 12\ 1967.

4)   الزيارة الرابعة بتاريخ 25\8\1968، طلب فيها كتاب:

المنهاج في شعب الإيمان للحليمي، نسخة (أحمد الثالث 500)، (المعهد – الحديث والمصطلح 514).

كتب مدير المعهد بالإنابة (رشاد عبد المطلب): موافق.

5)    الزيارة الخامسة بتاريخ 12\12\ 1968، طلب فيها الكتب الآتية:

الريحان والريعان (ريحان الألباب وريعان الشباب في مراتب الآداب)، للمواعيني، نسخة (الفاتح 3909)، (المعهد – 437 أدب).

رسائل أندلسية، نسخة (الإسكوريال 538)، (المعهد 421 أدب).

حدائق الأزهار في مستحسن الأجوبة والمضحكات والأمثال والحكم والنوادر والحكايات لابن عاصم الغرناطي، نسخة البلدية (1243ب)، (المعهد 191 أدب).

رسائل إنشائية وقصائد، لابن أبي الخصال، نسخة الإسكوريال (19)، (المعهد 418 أدب).

رصف المباني في حروف المعاني للمالقي، نسخة التيمورية (نحو 265)، (المعهد 42 بلاغة).

وكتب مدير المعهد بالإنابة (مختار الوكيل): الأستاذ رشاد رجاء إجراء اللازم، الوكيل 16 \ 12\ 1968.

المخطوطات والكتب التي أحال إليها في رسالته للدكتوراة:

أما عن مخطوطات المعهد وكتبه التي أحال إليها د. عدنان زرزور في أطروحته للدكتوراة فهي بحسب قوله في خاتمة الرسالة الآتي:

تفسير الراغب الأصفهاني، فلم معهد إحياء المخطوطات بالجامعة العربية، نسخة رقم 98\99 تفسير. (ولى الدين جار الله 84، 86).

تفسير الرماني– ج12- فلم معهد المخطوطات رقم 16 عن مكتبة المسجد الأقصى.

درة التأويل، للراغب الأصفهاني. فلم معهد المخطوطات رقم 133 تفسير. (راغب باشا 181).

فهرس المخطوطات المصورة بمعهد إحياء المخطوطات بجامعة الدول العربية. القاهرة 1954.

مجلة معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية: المجلد الأول (1955).

انظر رسالته للدكتوراة: الحاكم الجُشَمي ومنهجه في تفسير القرآن، ط1. مؤسسة الرسالة ص (491، 492، 499، 502).

*

تقول د. أسماء عدنان زرزور: حقق والدي، الدكتور عدنان زرزور، حفظه الله وبارك بعلمه وعمره كتاب “متشابه القرآن” للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني المتوفى سنة ٤١٥هجرية في أكثر من ٨٠٠ صفحة في رسالة الماجستير التي قدمها سنة ١٩٦٧ في مصر، واستغرقت منه ثلاث سنوات. ثم أكمل الدكتوراة بدراسة بعنوان “الحاكم الجشمي ومنهج المعتزلة في تفسير القرآن” في رسالة قاربت خمسمائة صفحة، واستغرقت منه تسعة شهور.

قال لي: لقد قرأت أغلب التراث، وتعلمت أغلب ما أعرفه أثناء تحضيري للماجستير، فكانت الدكتوراة أقرب إلى تحصيل حاصل!

*

تواصلنا مع الدكتور عدنان زرزور لأخذ كلمة منه عن ذكرياته مع المعهد فأرسل إلينا ورقتين بتاريخ (29\ 9 \ 2022) نسردهما في الفقرة الآتية:

بسم الله الرحمن الرحيم، غادرتُ القاهرة إلى دمشق في شهر مايو 1969م بعد الفراغ من الدراسات العليا ومناقشة رسالة الدكتوراة. غادرتها وفي جعبتي، أو مما في جعبتي – ودَعْ عنكَ ما في العقل والقلب- كنزٌ ثمين من الكتب المصورة على (ميكروفلم) في التفسير وعلوم القرآن وعلم الكلام بخاصة. مما أتاحه لي معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية. وهذا يعني أن فضل المعهد على الباحثين والدارسين فضل ممتد، وأنه لم ينقطع مع مغادرة هؤلاء أرض مصر، صاحبة اليد العليا في العلم والثقافة والفكر، والتي وصفتها في مناسبات كثيرة سابقة: بأنها دليل العالم العربي والإسلامي إلى المستقبل، وبأنها تنفي خبثها …

أما الكتب التي كان المعهد يتيح لنا الاطلاع عليها وقراءتها على أجهزة القراءة لديه – عن أفلامها – فكانت كثيرة جدًّا، وكان يوم الخميس هو اليوم المخصص لهذه القراءات، وربما اطلع بعضنا على كل ما صوَّره المعهد في التخصص الذي يعنيه.. وما أزال أحتفظ بالكراسة [*1] التي دوّنتُ فيها الكثير من الأفكار والملاحظات – وبعض المفاجآت – حول ما راجعته أو اطلعتُ عليه في التخصصين المذكورين .. وكذلك في بعض كتب التاريخ.

وكنَّا حين نحضر أو نتردد على المعهد في بعض الأيام نستقبل من الإخوة العاملين فيه، بوجوه مشرقة، وكان يتقدم هؤلاء الإخوة الأستاذ رشاد عبدالمطلب .. ولطالما كان يسرّ ويضحك من أعماقه – وكان ودودًا دائم البشر- حين نقارن بينه وبين الأستاذ فؤاد السيد أمين المخطوطات في دار الكتب، أو نقرن بينهما ونقول له: نحن بين رشاد وفؤاد، وربُّنا يستر. علمًا بأن المساجلات بين الأخوين الفاضلين – في الغيبة والحضور- تستحق التسجيل. وكان الأستاذ فؤاد يطرب للنكتة.. وكان يصنعها كذلك. [ورقة 1].

معهد المخطوطات أحد معالم القاهرة الثقافية، وكنّا نقرأ معنى وجوده تحت مظلَّة جامعة الدول العربية، أو دلالته كل يوم: التراث العربي الإسلامي الذي نتعامل معه واحد، وكتبه التي صوّرها المعهد ممتدة على مساحة أو رقعة العالم الإسلامي، وخارجه كذلك إذا لاحظنا الكتب والمراجع الكثيرة التي صُورتْ من بعض المكتبات الأوروبية.. في إسبانيا وبريطانيا وغيرها.

ولكنها في جميع الأحوال: كتب في تراث الإسلام احتفظت بها هذه المكتبات.

كما كنَّا نقرأ هذه الدلالة أو هذا المعنى، ونحن نزور المعهد ونتردد عليه..

وكنَّا من مصر وسورية والعراق والمغرب.. وسواها من بلاد العروبة والإسلام.. ونتأمل كيف أن تراثنا أمتنا الواحدة الماجدة.. متاح لنا اليوم جميعًا.. وفي كل الأوقات..

وننظر الآن في ذكرياتنا عن المعهد.. أو نراجع هذه الذكريات التي لا تُنسى؛ فنجد أنها ليست عن المعهد فحسب، بل كذلك عن مكتبات مصر وجامعاتها، ومجالس علمائها … وأنها جميعها تردّنا إلى أيام الشباب، وإن شئت قلتَ: إلى ربيع العمر، ونحن الآن في خريفه، أو في أواخر هذا الخريف..

إذا سار من خلف امرئ وأمامه * وأفرد من أقرانه فهو سائرُ

تحية من القلب لمصر، ولمعهد المخطوطات، وللإخوة القائمين عليه الآن.. والرحمة والمغفرة والرضوان لمن غادرنا إلى ديار الحق، ممن عمل فيه، وقام على خدمة هذا التراث. والحمد لله رب العالمين.  3 من ربيع الأول 1444هـ – 29 أيلول (سبتمبر) 2022م

عدنان محمد زرزور

الدمشقي [*2] المولد

_____________________

[*1]حاشية: سألنا ابنته د. أسماء زرزور عن بقاء هذه الكراسة فكتبت إلينا بأنها سألت والدها فأخبرها بأنه تركها في سورية منذ سنين مضت.

[*2] حاشية: كتب الدكتور عدنان في هذا الموضع ما نصه: ذكرتني كلمة (الدمشقي) بأبيات للشاعر نزار قباني يقول فيها:

أنا الدمشقيُّ لو شرَّحتمُ جَسَدي * لسالَ منه عناقيدٌ وتُفَّاحُ

ولو فَتَحْتُم شراييني بمِدْيَتِكمْ * سمعْتمُ في دمي أصواتَ مَن راحوا

تُرى هل كان نزار يسمع أصواتًا من التراث، أو أصوات بعض صانعيه ؟!

لا أعلم. [ورقة 2].

*

وقد تجددت صلة الدكتور زرزور بالمعهد بمشاركته في إلقاء كلمة في مدار العلامة محمود محمد شاكر ضمن برنامج مدارات تراثية (2022) الذي ينظمه المعهد. كما شارك في مجموعة من المدارات التراثية التي يجري الإعداد لها.

حفظ الله الدكتور عدنان زرزور ورفع ذكره وأبقى أثره، وجزاه الله خيرا على ما قدم لعلوم الإسلام والشريعة.


26 -الأستاذ الدكتور مازن المبارك 

من أرشيف معهد المخطوطات العربية بالقاهرة

نشرة [26] مشاهير مروا على المعهد

ربيع الأول 1444هـ – سبتمبر 2022

زيارة الأستاذ الدكتور مازن المبارك

28 \ 1\ 1957

يُسجّل أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد مجموعة من الزيارات التي حدثت للمعهد من الأستاذ الدكتور الدمشقي مازن المبارك (ولد حفظه الله 1930) عضو مجمع اللغة العربية بدمشق (2006)، وذلك مدَّة ابتعاثه إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة [1955-1960]؛ بغيةَ الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراة. يشجعه على ذلك ما يجِدُه من حفاوةِ استقبالٍ وترحابٍ من بلديِّه د. صلاح الدين المنجد (مدير المعهد الثاني)، ومن خبير المخطوطات بالمعهد الأستاذ رشاد عبدالمطلب.

وقد استطاع الدكتور المبارك في مدة وجيزة الحصول على درجة الماجستير سنة 1957م، وكان عنوان رسالته (الإيضاح في علل النحو للزّجّاجي-تحقيق ودراسة)، وهو الكتاب الذي نشره له شيخ العربية بمصر محمود محمد شاكر في مكتبة دار العروبة بالقاهرة سنة 1959. ودرجة الدكتوراة سنة 1960م لأطروحتِه المُعَنْوَنِ لها بـ(الرُّمَّاني النحوي في ضوء شرحه لكتاب سيبويه)، وهو الكتاب الذي نشره المبارك بمطبعة جامعة دمشق سنة 1963.

وفي المَسْرَد الآتي حديث عن بعض زياراته للمعهد مدةَ تحضيره وإعداده لرسالتي الماجستير والدكتوراة من خلال مجموعة من الوثائق التي كتبها في المعهد أثناء زياراته له.

المخطوطات التي صورها الدكتور المبارك من المعهد:

أولًا: زيارة بتاريخ 28 \ 1\ 1957، طلب فيها:

الإغراب في جدل الإعراب لابن الأنباري، نسخة الإسكوريال (772)، (المعهد 12 نحو).

وكتب صلاح الدين المنجد على طلبه: الأستاذ أحمد (سالم، المصور الفني)، موافق.

ثانيًا: زيارة بتاريخ 24\2\ 1957 طلب فيها تكبير ثلاث صفحات من كتاب (الإيضاح في علل النحو) للزجاجي، نسخة شهيد علي (2511)، (المعهد 72 النحو).

وكتب المنجد أسفل الطلب: موافق.

ثالثًا: زيارة بتاريخ 17 \ 9 \ 1957 طلب فيها:

الإيضاح في علل النحو لأبي القاسم الزجاجي، نسخة شهيد علي (2\2511)، (المعهد – 27 نحو).

كتب صلاح الدين المنجد أسفل الطلب: موافق.

رابعًا: زيارة بتاريخ 13 \ 1\ 1958، طلب فيها:

اللامات للزجاجي، نسخة شهيد علي (3\2511)، (المعهد– 128 نحو).

خامسًا: زيارة بتاريخ (19 \ 7 \ 1958)، طلب فيها المخطوطات الآتية:

شرح رسالة أدب الكاتب للزجاجي نسخة شهيد علي (2522)، (المعهد– 530 أدب)، ونسخة دار الكتب (39 أدب ش)، (المعهد – 531 أدب).

الزاهر في معاني الكلام الذي يستعمله الناس، لأبي بكر الأنباري، نسخة دار الكتب (مصورة عن كوبريلي) (لغة 588)، (المعهد- 142 لغة).

اشتقاق أسماء الله تعالى للأصمعي، نسخة دار الكتب المصرية (3 لغة ش)، (المعهد– 14 لغة).

اللامات للزجاجي، نسخة شهيد علي (3\2511)، (المعهد– 211 لغة).

الإيضاح في علل النحو للزجاجي، نسخة شهيد علي (2\2511)، (المعهد – 27 نحو).

مصورات المعهد التي أحال إليها المبارك في رسالته للماجستير والدكتوراة:

وقد أحال الدكتور المبارك في رسالتي الماجستير والدكتوراة إلى بعض مصورات المخطوطات التي اطلع عليها أو صورها من المعهد، نوثق ذلك في الفقرة الآتية:

أولًا: رسالة الماجستير

شرح مقدمة أدب الكاتب للزجاجي. يقول المبارك: من هذا الكتاب نسخة خطية في دار الكتب المصرية رقمها 39 ش أدب، ونسخة اسطمبول (كذا)، وفي معهد المخطوطات صور عن هاتين النسختين. انظر: الإيضاح ص (5).

الوافي بالوفيات للصفدي، أحال إليه المبارك وقال: ج 7، فيلم في معهد المخطوطات. انظر: الإيضاح ص 22.

ثانيًا: رسالة الدكتوراة

يقول الدكتور المبارك في ثبت مراجع رسالته للدكتوراة:

الجامع في علوم القرآن (ج12) الرماني، مكتبة المسجد الأقصى بالقدس، معهد مخطوطات الجامعة العربية فيلم 16.

الحروف، الرماني، معهد المخطوطات، عن نسخة كوبرولي. فيلم \ 115، وعن نسخة مكتبة البديري بالقدس \ 22.

الوافي بالوفيات (ج21)، الصفدي، فيلم في معهد المخطوطات بالقاهرة.

انظر: الرماني النحوي، في ضوء شرحه لكتاب لسيبويه، مطبعة جامعة دمشق، 1963، ص (462).

تحقيق المبارك لكتاب الإيضاح على مصورة المعهد:

وقد اعتمد د. المبارك في تحقيقه لكتاب الإيضاح للزجاجي على نسخة وحيدة حصل عليها من المعهد، بيَّنا ذلك في طلبات التصوير الماضية التي كتبها بخط يده، ومن جانب الدكتور المبارك فقد أكَّد ذلك أيضًا في مقدمة تحقيقه للكتاب حيث يقول ص (20-21): اعتمدتُ في تحقيق هذا الكتاب ونشره على نسخة وحيدة هي التي أشار إليها بروكلمن، ولم أعثر على غيرها مع طول البحث وكثرة التفتيش. (…) من آثار الزجاجي ضمن مجموعة في مجلد واحد لا يزال في اسطمبول\ شهيد علي 11 إلا أن معهد إحياء المخطوطات بالجامعة العربية أخذ عن هذه الكتب صورة على شريط مصغر (فيلم) رقمه \ 27 نحو \ .

تتبع المعهد لأخباره في نشرة أخبار التراث العربي:

وقد احتفى المعهد بأخبار د. المبارك وأعماله العلمية المحققة، ورصدها في نشرة أخبار التراث العربي، (عدد3) بتاريخ (1\9\1971) حيث جاء ما نصه ص (3-5): (تلقى المعهد رسالة من الدكتور مازن المبارك أستاذ علوم العربية في جامعة دمشق جاء فيها: تلقيتُ ببالغ الشكر والسرور العدد الأول من نشرتكم التي تصدرونها عن أخبار التراث العربي. وزاد في سروري أنها جاءت محققة لحلم طالما راود المهتمين بالمخطوطات ونشرها. فهي أولا تذيع أخبارها فيعم النفع بها، وهي ثانيا تمنع ازدواج العمل وضياع الجهد، فكم من مخطوط حققه اثنان لا يعلم أحدهما شيئا عن الآخر؟. وكان الدكتور مازن المبارك قد أصدر في دمشق عام 1960 كتابًا عن أبي القاسم عبدالرحمن بن إسحاق الزجاجي المتوفى عام 339هـ، ووعد فيه أنه سيتولى تحقيق ما يستطيع تحقيقه من مكتبة الزجاجي العامرة.

وقد حقق لهذا المؤلف الجليل كتاب (الإيضاح في علل النحو) ونشرته دار العروبة بالقاهرة عام 1959، كما حقق كتاب (اللامات) ونشره مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1969. ويعمل الدكتور المبارك الآن في تحقيق كتاب (الجمل) للزجاجي الذي كان الشيخ ابن أبي شنب قد طبعه لأول مرة في الجزائر 1927 ثم صُور في فرنسا عام 1957. ولدى الدكتور المبارك ثلاث نسخ من صور لمخطوطات هذا الكتاب واحدة من مكتبة شهيد علي باشا، وأخرى من مكتبة إسماعيل صائب أفندي بتركيا وثالثة من دار الكتب المصرية. وقد استفسر من المعهد عما إذا كانت هناك نسخ أخرى لهذا الكتاب فأرشده إلى وجود نسخ له في مكتبات برلين والإسكوريال والجزائر وكوبريلي وبايزيد وحميدية وفيضية والقرويين بفاس).

وقد قرأ خبر عمل الدكتور المبارك على كتاب الجمل للزجاجي مفتي تونس السابق الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله فكتب إلينا يُفيدنا بوجود نسخة للكتاب لم تذكر في الخبر، تحتفظ بها المكتبة الوطنية بتونس، فسجَّل المعهد ذلك في العدد السابع من نشرة أخبار التراث العربي، بتاريخ (1\11\1971)؛ إذ جاء ما نصه: تعليقًا على ما جاء في العدد (3) من هذه النشرة من أن الدكتور مازن المبارك أستاذ علوم العربية في جامعة دمشق، يعمل في تحقيق كتاب (الجمل) للزجاجي أشار فضيلة مفتي تونس (محمد الطاهر بن عاشور) إلى وجود نسخة عتيقة مخطوطة لهذه الكتاب محفوظة في المكتبة الوطنية بتونس.

يذكر أن الدكتور المبارك عدل عن إتمام تحقيق هذا الكتاب ونشره في ما بعدُ.

تواصلنا مع الدكتور مازن المبارك لأخذ كلمة عن بعض ذكرياته مع المعهد فأرسل إلينا مقطعًا صوتيًّا من خلال الباحث الأستاذ أيمن ذو الغنى، نفرغه لكم في الفقرة الآتية:

(كنتُ على صلة بمعهد المخطوطات العربية عن طريق مجلته قبل سفري إلى القاهرة فحين حلِلتُ فيها قوّيتُ صلتي بالمعهد وخاصة حينما سمعتُ أن مديره هو الدكتور صلاح الدين المنجد وهو من عرفتُه من قبلُ في دمشق. كان أول زيارة لي للمعهد في أوائل سنة 1955 في تلك الزيارة تجدد لقائي بالدكتور المنجد الذي استقبلني وسألني عن دراستي وحياتي الجديدة في القاهرة وأظهر لي كثيرا من الرعاية والعطف وقدّم لي عددًا من النصائح وسألني ألَّا أنقطع عنه، وهذا ما كان وما استمر مدة سبع سنوات قضّيتها في القاهرة باهتمامه ورعايته وتوجيهه. وكذلك تعرفت في المعهد إلى الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب الذي أصبح من أطيب أصدقائي طيلة إقامتي في القاهرة، وهو موسوعة فهارس لم يضن عليَّ بشيء منها. ولا أذكر أنني انقطعتُ عن زيارتي المعهدَ الذي كنت أزوره مرتين أو ثلاثًا في الشهر، عدا الزيارات التي كانت تتم بمناسبات خاصة، كمجيء الأساتذة السوريين الذين يُدعون إلى إلقاء المحاضرات في معهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية بجاردن سيتي، ومنهم أستاذي شفيق جبري الذي رافقته إلى زيارة الدكتور المنجد، كما رافقتُ كثيرًا غيره حين حضروا إلى القاهرة. وقد ألقيت في تأبين الدكتور المنجد في مجمع اللغة العربية بدمشق كلمة مطوّلة تحدثتُ فيها بالتفصيل عن كل ما عرفته عن الدكتور المنجد من صفات العالم الموسوعي وسندباد المخطوطات والإداري الحاسم والصديق الوفي والإنسان المتميز برهافة الحس في التعامل مع الناس، وهو الذي جعل للمعهد ولمجلته سيرة عطلة في العالم كله، لذلك أنا أرجو أن تطلبوا من مجمع دمشق إرسال نسخة التي طُبعت في كلمات التأبين التي شاركتُ فيها وشارك فيها أهله، وشكرا لكم والسلام عليكم). الأستاذ الدكتور مازن المبارك.

وللمزيد انظر: ص (15) من كتاب حفل تأبين الدكتور صلاح الدين المنجد، ط1. مجمع اللغة العربية بدمشق، 2011.

ويتابع الدكتور المبارك حديثه عن المنجد في كتاب حفل تأبين الدكتور المنجد، حيث يقول ص (10-20): لقد بقيتُ إلى جانبه في القاهرة سبع سنوات كان فيها هو معهد المخطوطات؛ يُذكر اسمه على أنه أعاد تأسيسه وعدّل نظامه ورفع شأنه وأخرج مجلَّته، وجعله قِبْلة الباحثين وطلاب المعرفة في الوقت الذي كان هو مديره يديره ويرعاه ويسهر على كل كبيرة وصغيرة فيه.

ويقول أيضا في الكتاب الذي ألَّفه عن المنجد (الدكتور صلاح الدين المنجد، عالم دمشق ومؤرخها)، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق (2015) ص (23): لقد انتهى عمل الدكتور يوسف العش -رحمه الله- مديرًا لمعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية ورشح الدكتور المنجد محلَّه، ووافق على ذلك رئيس الوزراء السوري فارس الخوري، ووافق عليه في القاهرة أمين الجامعة عبدالرحمن عزام، وتسلّم الدكتور المنجد إدارة المعهد، وبقي مديرًا للمعهد حتى سنة 1961؛ يحييه إدارةً، ويغنيه علمًا، ويملأ خزائنه بالمخطوطات والمصورات التي يجمعها من دول العالم ومكتباته، ويصدر مجلّته التي أصبح المختصّون والمعنيون والباحثون في أرجاء الوطن العربي ينتظرون أعدادها.

لقد جعل الدكتور المنجد معهد المخطوطات قِبْلةً يتوجه نحوها العلماء ويقصدها الباحثون من كل حدب وصوب. ولقد كانت السنوات التي قضاها في إدارة المعهد كما قال هو نفسه من أكثر سنوات عمره نشاطًا.

ويضبط المبارك فقرة من كتاب للمنجد غير مطبوع سمع جزءًا منه من المنجد ولم يره بعنوان (ست سنوات في معهد المخطوطات) حيث يقول عنه: وكانت السنوات التي قضيتُها في المعهد من أخصب السنوات في حياتي عملًا وإنتاجًا. وقد أتاحت لي زيارة مكتبات العالم التي تحتوي مخطوطات عربية، وانتقاء الجيد منها، وتصويره بالميكروفيلم ليكون في المعهد، يرجع إليه العلماء والباحثون.

ويعود لحديثه عن المنجد فيقول ص (24-25): عرفتُ الدكتور المنجد في إدارته للمعهد وإصداره للمجلة، وعاصرته سبع سنوات قضيتها في القاهرة أتردد عليه فيها كل أسبوع، ولطالما حضرتُ جلساته ومناقشاته، ولطالما أفدتُ من آرائه وخبرته. ورأيتُ تقدير العلماء والباحثين له ولجهوده، وأشهد أن معهد المخطوطات في رعايته وإدارته كان مركز نشاط علمي، ومنارة إشعاع تنشر كل ما يتصل بالمخطوطات ومناهج التحقيق من أخبار ومعلومات.

حفظ الله الدكتور مازن المبارك وجزاه الله خيرًا على ما قدَّم للعربية والإسلام.


25- الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة 

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [25] مشاهير مروا على المعهد

صفر 1444هـ  – سبتمبر 2022

زيارة الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة 

[1962-1966]

يكشف أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد عن بِضْع زيارات قديمة للمعهد من الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة (ولد حفظه الله 1933) المحقق الحلبي الشهير، وذلك في المدة التي ابتُعث فيها إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه في الأدب القديم [1962-1966]. وقد أفاد المعهد الدكتور قباوة بمجموعة من المصورات الخطية التي أعانته على نيل الدرجتين العِلْمِيَّتَيْن: الصغرى والكبرى بمصر، وعاد من بعدهما مدرسًا للأدب القديم في كلية الآداب بجامعة حلب سنة 1967، بالإضافة إلى تصويره مجموعةً أخرى من مصورات المعهد التي استند إليها بعد ذلك في تحقيقه لبعض النصوص الأدبية واللغوية.

يذكر أن الدكتور قباوة تتلمذ مدة إقامته بالقاهرة للدكتور حسين نصار أحد مديري المعهد في السبعينيات.

أولا: مرحلة الماجستير [1962-1964]

تفيد وثيقة كتبها الدكتور فخر الدين قباوة بوقوع زيارة له للمعهد بتاريخ (8\10\1962) بغرض الحصول على صورة مكبرة من نسخة بغداد كشك (125)، (المعهد 575 أدب) من شعر سلامة بن جندل السعدي، التي صورها المعهد في بعثة تركيا الأولى من مكتبة طوب قابو سراي بإستانبول في يوم الاثنين 11 إبريل سنة 1949م، كما جاء في بطاقة الانتهاء من تصوير الفيلم بآخر النسخة.

حصل الدكتور قباوة من خلال تحقيقه لديوان شعر سلامة بن جندل على درجة الماجستير (1964) من كلية الآداب، جامعة القاهرة، ثم نشره سنة (1968) في المكتبة العربية بحلب.

وقد أكَّد د. قباوة حصوله على تلك النسخة من المعهد حيث يقول في مقدمة تحقيقه للديوان ص (6): عندما اطلعت في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية على صورة لنسخة من ديوان سلامة، وعارضتها بمطبوعتَيْ بيروت وباريس، تبدَّى لي أنني إزاء عمل جدّيّ، يستوجب العناية والاهتمام والدأب. ويقول ص (20): نسخة بغداد كشك أفضل النسخ وأقومها، وقد رمزت إليها في التحقيق بالحرف (غ). وهي محفوظة في مكتبة بغداد كشك تحت رقم (125أدب). وقد حصلت على صورة لها من (ميكروفيلم) في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية، فكانت تلك الصورة غائمة يصعب الاعتماد عليها، ولذلك عارضتها بنسخة الأصل في مكتبة بغداد كشك بإستانبول في أثناء زيارتي لها، فاستوضحت غامضها، وألحقت بها ما لم تستوفه النسخة المصورة.

ثانيًا: مرحلة الدكتوراه [1964-1966]

الزيارة الثانية: وبعدما أنهى الدكتور قباوة رسالته للماجستير وشرع في رسالته للدكتوراه زار المعهد بتاريخ 29-5-1965 وتقدم بطلب لمدير المعهد (توفيق البكري) بغرض الحصول على خمسة كتب، عمل على تحقيق أربعة منها ونشرها، وهي:

(الإيضاح) في شرح سَقْط الزَّنْد (وضوئه) للتبريزي، نسخة فيض الله (1652)، المعهد (532أدب)، نشره في دار القلم العربي بحلب سنة 1999م.

شرح بانت سعاد للتبريزي، نسخة فيض الله (1662)، المعهد (540أدب)، حققها وأعربها ونشرها في دار الملتقى بحلب سنة 2006.

الوافي (الكافي) في العروض والقوافي للتبريزي، نسخة دار الكتب المصرية (19عروض)، المعهد (44العروض والقوافي)، نشره الدكتور قباوة بالاشتراك مع الأستاذ عمر يحيى، سنة 1970 بدار الفكر بسورية، ولم يشر في مقدمة التحقيق إلى حصوله عليها من المعهد. انظر: ص (7).

الممتع في التصريف لابن عصفور، نسخة فيض الله (2052)، المعهد (20الصرف)، نشره سنة 1968. انظر حديثه عن نسخة المعهد في مقدمة التحقيق ص (8).

المبدع في تلخيص الممتع (المبدع الملخص من الممتع) لأبي حيان، نسخة دار الكتب المصرية (نحو 24ش)، المعهد (الصرف 17).

وكتب في الطلب بأنه بحاجة ماسة إليها في إعداد رسالة الدكتوراه في الأدب العربي.

وقد وافق مدير المعهد على طلبه وكتب أسفل كلامه: لا مانع، ويدرج مع الطلبات الأخرى في دوره. البكري 29-5-1965.

ثالثًا: ما بعد الدكتوراه

أما عن الزيارة الثالثة فقد وقعت بتاريخ 11-7-1966 بغرض الحصول على كتابين، هما:

ما اختير من الأصمعيات.

شرح ديوان ذي الرمة.

وقد كتب مدير المعهد أسفل طلبه موجِّهًا الأستاذ محمد مرسي الخولي: لا مانع وفي دوره، البكري. 11-7-1966.

ظلت صلة المعهد بالدكتور قباوة باقية بعد عودته للتدريس بكلية الآداب بجامعة حلب؛ إذ تلقى المعهد من الدكتور قباوة رسالة أشاد فيها بنشرة أخبار التراث العربي الصادرة عن المعهد حيث قال فيها ص (2-3): إن هذه النشرة بحق خير رسول بين العاملين في حقل هذا التراث المقدس تجمع بين قلوبهم، وتوحّد السبيل، وتسدد الخطأ، وتبدد الظلمات، وتطلع على ما يجري من نشاط في المعهد وغيره، لتحقيق التراث وخدمته. انظر: (عدد 18، بتاريخ 15-4-1972).

كما رصدت نشرة أخبار التراث العربي بعض أخباره وأعماله التراثية المحققة في رسائله إلينا، وذلك في العدد (4) بتاريخ (15-9-1971) حيث جاء ما نصه: وصلت إلى المعهد عدة رسائل من باحثين يطلبون تبادل المعلومات بشأن نصوص يريدون نشرها، أو مساعدتهم في الحصول على نسخ من مخطوطات يعملون فيها، ومن ذلك: رسالة من الدكتور فخر الدين قباوة المدرس بجامعة حلب، يخبرنا أنه يحقق كتاب (الاختيارين) للمفضل الضبي وأنه لم يعثر إلا على الجزء الثاني منه). كما أنه قد حقق كتاب (تهذيب إصلاح المنطق) للخطيب التبريزي، وقد أخبره المعهد حسب ما توافر لديه من معلومات أن الكتاب الأول قد حققه كاملًا الأستاذ حسن كامل الصيرفي، وقد أشير إلى ذلك في مقدمة المجلد الرابع عشر من مجلة المعهد، وهو المجلد الذي يتضمن ديوان المتلمس الضبعي. كما أن كتاب (تهذيب إصلاح المنطق) يعد كرسالة دكتوراه مسجلة في كلية الآداب جامعة عين شمس باسم الأستاذ حنا حداد من الأردن. هذا ونحن نرجو أن يكون في صدور هذه النشرة، وأعلام الباحثين لنا بالموضوعات التي يعملون فيها ما يقضي على تكرار هذه الجهود في المستقبل.

يذكر أن الدكتور قباوة نشر الكتاب الأول (الاختيارين) منسوبًا إلى صنعة الأخفش الأصغر (ت315هـ)، ضمن مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق (1974)، والثاني: تهذيب إصلاح المنطق، في دار الآفاق الجديدة بيروت، سنة 1983، وهو الكتاب نفسه الذي حققه بعد ذلك سنة 1986 د. فوزي عبدالعزيز مسعود في مركز تحقيق التراث- الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وأخيرًا وقبل عقْدٍ من الزمن شارك الدكتور قباوة المعهد في نشر بحث له بمجلة المعهد المحكمة بعنوان (ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق والمنهج العلمي لتحقيقه ونشره)، (مج 56 – ج1، 75-105)، 2012.


24 – الأستاذ الدكتور أحمد الضُّبَيْب 

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [24] مشاهير مروا على المعهد

صفر1444هـ  – سبتمبر 2022

زيارة المدير السابق لجامعة الملك سعود  

الأستاذ الدكتور أحمد الضُّبَيْب 

9\ 2 \ 1972

استقبل المعهد بتاريخ 9\ 2 \ 1972 الأستاذ الدكتور أحمد الضُّبَيْب (ولد حفظه الله سنة 1935م) المدير السابق لجامعة الملك سعود (1990 – 1996م)، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة (2004م) خلفًا لعلامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر. وفي أثناء ذلك تقدم د. الضبيب بطلب إلى مدير المعهد المستشار قاسم الخطاط للحصول على المخطوطات الآتية في فن الأمثال:

مجمع الأمثال لأحمد الميداني، نسخة أحمد الثالث (2615)، (المعهد 715 أدب).

أمثال العرب لأبي عبيد، نسخة فيض الله (1578)، (المعهد 64 أدب).

الأسمى في الأسما لسعيد بن أحمد الميداني، نسخة التيمورية (5معاجم)، (المعهد 12 أدب).

كتب د. الضبيب ذلك الطلب في السنة التي كان فيها رئيسًا لقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الرياض (جامعة الملك سعود)، وقد أكدت نشرة أخبار التراث العربي تلك الزيارة في (عدد 14) بتاريخ (15-2-1972) حيث جاء ما نصه ص (3-4): “زار المعهد في الفترة الأخيرة عدد من الباحثين والعلماء، نخص منهم بالذكر: الدكتور أحمد محمد الضبيب، الأستاذ المساعد بكلية الآداب بجامعة الرياض بالسعودية، وقد طلب تصوير عدد من كتب الأمثال العربية منها: مجمع الأمثال للميداني، وأمثال العرب لأبي عبيد، والأسمى في الأسما للميداني الابن (سعيد). ومن الجدير بالذكر أن الدكتور الضبيب بصدد تحقيق كتاب مجمع الأمثال وعمل الفهارس العلمية اللازمة له، وقد كان موضوع رسالته في الدكتوراه التي حصل عليها من جامعة ليدز بإنجلترا دراسة هذا الكتاب الجليل”.

وبسؤالنا عن تحقيقه لكتاب (مجمع الأمثال) للميداني ذكر لنا أنه قد صُرف عن الانتهاء من تحقيقه ونشره منذ أكثر من ثلاثين عامًا، بيد أنه أخرج في الفن نفسه كتابين:

الأول: الأمثال لمؤرِّج السدوسي (ت198هـ)، مجلة كلية الآداب جامعة الرياض، (مج 1) 1970م، وصدر مستقلا في العام نفسه في الرياض بمطابع الجزيرة، وهو يختلف عما نشر في المجلة؛ لاحتوائه على الفهارس، وأخبرنا كتابة أنه حفظه الله ومتعه بالصحة إن أُعطي فسحة من العمر وحظًّا من الصحة فسوف يصدر له إن شاء الله نشرة أخرى مختلفة فيها زيادات وتحقيقات جديدة.

والثاني: كتاب الأمثال الصادرة عن بيوت الشعر لحمزة الأصبهاني (ت بعد 352هـ)، ط1. دار المدار الإسلامي 2009.

ولم تكن تلك الزيارة هي الأولى للدكتور الضبيب؛ إذ قد تلاها في اليوم اللاحق (10\2\1972) زيارة أخرى، وفي ذلك اليوم استقبله بالمعهد الدكتور محمود الطناحي وناب عنه في كتابة طلبه إلى مدير المعهد (الخطاط) الذي استهدف الحصولَ على مخطوطتين لم تفهرسا من كتاب (مجمع الأمثال) بالمعهد، كان قد أرشد د. الضبيب إليهما من قبلُ خبير المخطوطات بالمعهد الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب، وهما:

(نسخة رضا رامبور بالهند 3855ب)، المعهد – مركونات من الأدب (56).

ونسخة ثانية بمكتبة يوسف باشا الخالدي، المعهد- مركونات من الأدب (55).

تواصلنا مع الدكتور الضبيب لسؤاله عن ملابسات كتابة الطناحي للوثيقة؛ فكتب إلينا بتاريخ (30/8/2022) ما نصه:

“كان مجمع الأمثال للميداني موضوع رسالتي للدكتوراه التي أنجزتها سنة 1966 م في جامعة ليدز البريطانية، وقد كانت بعنوان “دراسة نقدية تحليلية مقارنة للأمثال العربية القديمة في كتاب مجمع الأمثال للميداني”، وكانت أحدث طبعة لكتاب الميداني –في ذلك الوقت- الطبعة التي نشرها الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد-رحمه الله- وعلى الرغم من اجتهاد الشيخ في ضبط كلماتها وترقيم أمثالها والعناية الطباعية بها إلا أنها لم تكن على المطلوب من حيث تحقيقها ومقابلتها على النسخ القديمة، التي تقترب من عصر مؤلفها. وعندما أنهيت متطلبات الدكتوراه كنت أتطلع إلى تحقيق هذا الكتاب المهم في تاريخ التراث العربي، فطفقت أجمع مخطوطاته القديمة الوثيقة، واتصلت في سنة 1972م بالمرحوم خبير المخطوطات المعروف الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب-تغمده الله بواسع رحمته- وسألته إن كان لديه معلومات عن بعض نسخ الكتاب، وبخاصة في المصورات التي جلبت من الهند ولم تفهرس بعد، فأرشدني إلى مخطوطتين لم تفهرسا بعد، فطلبتهما فورًا من المعهد.

أما لقائي الأول بالصديق العزيز العلامة الدكتور محمود الطناحي- فسح الله له في فراديس الجنان-  فقد كان في هذه السنة 1972 أيضا لكن فيما يبدو قبل وقت طلبي لتصوير شيئ من مصورات المعهد، وقد كان ذلك في مناسبة مناقشة درجة الماجستير  التي أنجزها هو في كلية دار العلوم، وكانت رسالته عن ابن معط مع تحقيق كتابه” الفصول الخمسون”، وسبب حضوري هذه المناقشة – التي تعرفت عليه فيها- أن الصديق الجليل الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم كان في القاهرة آنذاك، وقد التقيته في ذلك اليوم فأخبرني أنه سيحضر مناقشة صديق له يدعى محمود الطناحي، وطلب مني- إن كان وقتي يسمح- أن نترافق إلى المناسبة، فصادف ذلك هوى في نفسي، وبعد أن تعرفت على الطناحي عقب المناقشة التقيته أكثر من مرة واستمرت هذه العلاقة من خلال اللقاءات والمراسلات  إلى أن اختاره الله إلى جواره. وقد كان الطناحي- رحمه الله- في شبابه وكهولته آية في الدماثة وحسن الخلق والصدر الواسع إلى جانب العلم الغزير والتمكن البحثي”.

وخلال مرور خمسة عقود من كتابة الوثيقتين وبحلول الألفية الجديدة لم تنقطع صلة الدكتور الضبيب بالمعهد؛ إذ سجل أرشيف المعهد زيارة له في شهر مارس سنة (2016) وفيها أهدى خزانة المعهد كتابه “معجم مطبوعات التراث، في المملكة العربية السعودية” (8مجلدات) الذي صدر في كرسي الدكتور عبدالعزيز المانع، جامعة الملك سعود (2015).

وفي الدورة السابعة لاحتفالية المعهد بيوم المخطوط العربي (4 أبريل) سنة 2019 تحت شعار (المخطوطات المهجَّرة) فاز كتابه (معجم مطبوعات التراث) بجائزة كتاب العام التراثي.

وفي سنة (2020) سجّل للمعهد كلمة مرئية عن كتابه (حركة إحياء التراث في المملكة العربية السعودية)، ضمن سلسلة أحاديث الكتب (11)، عندما يتحدث المؤلف عن كتابه.

وأخيرًا في الإدارة الجديدة لمعهد المخطوطات العربية زار الدكتور الضبيب المعهد في يوم (الثلاثاء 31 \8\ 2021م) لتهنئة الدكتور مراد الريفي على إدارته للمعهد، وأهدى خزانة المعهد كتابين من كتبه الصادرين بأخرة، وهما: كتاب حمد الجاسر والتراث، ط1. دار ملامح، الإمارات 2020، وحركة إحياء التراث في المملكة العربية السعودية، ط1. مكتبة العبيكان، الرياض 2020.


23- الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبدالكريم 

زيارة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف 

 الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبدالكريم 

 23/ 5 / 1973

استقبل المعهد بتاريخ 23  / 5 / 1973 الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبدالكريم  (ولد حفظه الله 1939م) عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وأستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، وأثناء الزيارة تقدم الدكتور معبد بطلب إلى مدير المعهد الخامس (صالح أبو رُقَيِّق) للحصول على نسخة مصورة من كتاب (تكملة شرح الترمذي) للزين العراقي (ت806هـ)، الإسكوريال (1464)، المعهد بعثة إسبانيا 119.

وقد سجَّل المعهد قديمًا وقوع تلك الزيارة في نشرة أخبار التراث العربي (عدد 45 السنة الثانية 1/ 9 / 1973) ص (8)، التي أفادت بأن الغرض من التصوير استعانة الدكتور معبد بها في دراسته وليس التحقيق.

كما أفادت النشرة بزيارة أخرى أقدم من سابقتها (عدد49 سنة 15 / 9 / 1971) جاء فيها: زار المعهد في الأسبوعين عدد من الباحثين والعلماء، نخص منهم بالذكر: (7): الأستاذ أحمد معبد عبدالكريم المعيد في كلية أصول الدين جامعة الأزهر، وهو يعد رسالته للدكتوراه بهذه الكلية عن (الحافظ العراقي وجهوده في السنة) تحت إشراف الدكتور محمد محمد السماحي.

يذكر أن هذه الرسالة نوقشت سنة (1978)، ونشرت بعنوان (الحافظ العراقي وأثره في السنة) في دار (أضواء السلف) سنة 2004 في خمسة أجزاء، وتبقَّى منها المجلد السادس لما ينشر بعدُ، وقد أعلمنا الناشر د. أشرف عبدالمقصود أن الدكتور معبدًا بصدد الانتهاء منه وتقديمه للنشر.

توطدت علاقة المعهد بالدكتور معبد فكان أن أمدَّه سنة (1973 نفس عام الزيارة وكتابة الوثيقة) بخمس قوائم تضم مجموعة من عناوين الرسائل الجامعية التي سُجلت بكلية أصول الدين، وقد جاءت تلك العناوين منجَّمة في أعداد النشرة [50 – 54].

تقول نشرة أخبار التراث العربي الصادرة عن المعهد (عدد 50 15 / 8 / 1973) مبحث (الرسائل الجامعية): ننشر في ما يلي بعض ما يصل إلينا علمه من الرسائل الجامعية، ونحن نأمل من المعاهد والكليات الجامعية إمدادنا ببيان لها، كي لا تتكرر جهود الباحثين في موضوع واحد، وهذه هي رسائل الدكتوراه المسجلة في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، تفضل الأستاذ أحمد معبد المدرس المساعد بالكلية بموافاتنا بها. (القائمة رقم 1).

وقد ظلت علاقة المعهد بالدكتور أحمد معبد ممتدة قرابة العقود الخمسة المتتالية بعد تلك الزيارة؛ فساهم في أنشطة المعهد التعليمية ودوراته التدريبية، من ذلك محاضرة (توثيق النص التراثي)، بدورة علم المخطوط العربي، 2016، ومحاضرة (التعامل مع الأحاديث والآثار) في دورة تحقيق نصوص القرآن 2017، ومحاضرة (أحوال السند: الاتصال والانقطاع) في دورة تحقيق النص الحديثي وعلومه 2017.


22- السعيد السيد عبادة

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [22] مشاهير مروا على المعهد

صفر 1444هـ  – سبتمبر 2022م

زيارة الأستاذ الدكتور السعيد السيد عبادة 

19/ 6 / 1966 

استقبل المعهد بتاريخ 19 / 6 / 1966 الأستاذ الدكتور السعيد السيد عبادة (ولد حفظه الله 1934)عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأستاذ النقد والأدب المتفرغ بكلية اللغة العربية بالقاهرة، والمعتني بنشر تراث أبي العلاء المعري (ت449هـ). استهدفت الزيادة التقدّم بطلب إلى مدير المعهد (توفيق البكري) للحصول على نسخة مكتبة فيض الله بتركيا (1748) (المعهد أدب 703)، من كتاب المآخذ على شرح ديوان أبي الطيب المتنبي للمهلبي؛ لحاجته إليها في بحثه (أبو العلاء الناقد الأدبي) الذي كان عنوان أطروحته للدكتوراه عام 1973م بإشراف الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عثمان، وحصل من خلالها على تقدير مرتبة الشرف الأولى، ونُشرت بعدُ في دار المعارف سنة 1987م.

من جانب المعهد فقد وافق مديره (توفيق البكري) على طلب الدكتور عبادة ووجَّه الأستاذ محمد مرسي الخولي بتنفيذه.

تلا هذه الزيارة مجموعة من الزيارات العلمية الأخرى، من ذلك ما سجّلته نشرة أخبار التراث العربي، الصادرة عن المعهد (عدد 11 – 1972):  زار المعهد في الفترة الأخيرة عدد من الزوار والباحثين، نخص منهم بالذكر ما يلي: الأستاذ سعيد عبادة المعيد بكلية اللغة العربية، وهو يعد رسالة دكتوراه موضوعها: “أبو العلاء الناقد الأدبي” بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وذلك بإشراف الدكتور عبدالرحمن عثمان الأستاذ بالكلية، وقد اطلع الباحث على عدد من المخطوطات في موضوعه.

وقد اتصلت بعدُ صلة المعهد بالأستاذ الدكتور عبادة؛ فأصدر له: (الفهارس المفصَّلة للفصول والغايات للمعري) 1999م، وتحقيقه لكتاب (سِقْط الزَّنْد وضَوْءه) للمعري 2003م.

ونشَر له المعهد في مجلته العلمية المحكمة (13) بحثًا، هي على الترتيب الزمني الآتي:

لزوم ما لا يلزم : ( تعقيب على بحث الدكتور د. محمد عبدالمجيد طويل )، (مجلد 45، ج 2)، 2001م.

لزوم ما لا يلزم في ديوان الشريف الرضي (مجلد 46، جزء2) 2002م.

القراءات الموقعة: ملقى السبيل نموذجًا، (مجلد52، ج 1،2)، 2008م.

ذكريات عن المخطوطات : اللامع العزيزي، (مجلد 54، ج 1)، 2010م.

مصطلح التحقيق في العربية، (مجلد 54، ج 2)، 2010م.

ثلاثون عامًا في تحقيقِ نصٍّ ، 1973 – 2003م، (مجلد 55، ج 2)، 2011م.

عرض كتاب: مخطوطة مفقودة لمجهول تنبئ عنها المقتطفات المنشورة من “زجر النابح” للمعري، (مجلد 56، ج1)، 2012م.

ضوء السقط في نشرة أبوظبي تحقيق آخر للضوء 1999 – 2003 م، (مجلد 57،ج1)، 2013م.

ضوء السقط يشهد لصاحبه بحسن الخاتمة، (مجلد 58، جزء1) 2014م.

ضوء السقط في دراسة جامعية، (مجلد 59،ج2)، 2015م.

شرح سِقْط الزَّند للقزويني (ق 5 هـ): مخطوطة ألفية، مجلة المعهد (مجلد61،ج1)، 2017م.

منهاج البلغاء في قراءتين غير مسبوقتين، (مجلد 62،ج1)، 2018م.

عن تجربة محارب في التحقيق : دراسة نقدية، (مجلد 62،ج2)، 2018م.

*

كما درَّس في دبلوم علوم المخطوط مادة (نقد الفهارس وتجارب المحققين) 2018م، وحاضر في العديد من دورات المعهد، آخرها دورة (أسس تحقيق النصوص) 2019م.


21- الأستاذ الدكتور حسن الشافعي  

زيارة العلامة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي  

9 / 9 / 1969

استقبل المعهد بتاريخ 9 / 9 / 1969 الأستاذ الدكتور النظَّار المتكلِّم حسن محمود عبداللطيف الشافعي (ولد 1930) الرئيس السابع لمجمع اللغة العربية بالقاهرة (2012 – 2020)، وأستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم.

استهدفت الزيارة تكبير الصفحة الأولى والأخيرة من نسخة شهيد علي (1694) (المعهد 174 التوحيد والملل والنحل) من كتاب غاية المرام في علم الكلام للآمدي (ت631هـ)، لوضعهما قبل النص المحقَّق من هذا الكتاب الذي نشره الدكتور الشافعي عن تلك النسخة الفريدة سنة 1971 في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي، الكتاب (24)، ويعد تحقيق الكتاب في الأساس جزءًا من رسالته في الماجستير من كلية دار العلوم سنة 1969 بعنوان (سيف الدين الآمدي المتكلم الأشعري المتوفى سنة 631هـ). كان قد أشرف عليها الدكتور محمود قاسم عميد كلية دار العلوم الأسبق، وناقشها الدكتور يحيى هويدي، والدكتور إبراهيم بيومي مدكور الرئيس الرابع لمجمع اللغة العربية بالقاهرة خلفًا للدكتور طه حسين. والتي أتم نشر القسم الثاني منها بعد ذلك في “دار السلام” بالقاهرة بعنوان (الآمدي وآراؤه الكلامية) سنة 1998م.

من جانب المعهد فقد وافق مديره بالإنابة الدكتور قاسم مهدي الخطاط (من العراق) على طلب الدكتور الشافعي الذي كتبه إبان عمله معيدًا بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة، وكتب الخطاط أسفل الطلب في نفس يوم كتابة الوثيقة: يصور المخطوط المطلوب عاجلًا رجاء! قاسم الخطاط، 9 / 9 /1969.

يقول محمد أبو الفضل إبراهيم رئيس لجنة إحياء التراث الإسلامي في تصديره لكتاب غاية المرام للآمدي ص (5): النسخة التي عثر عليها الأستاذ حسن محمود عبداللطيف من هذا الكتاب هي نسخة وحيدة لم يعثر على سواها، على كثرة ما بُحث ونُقِّب، وهذه النسخة من نفائس المخطوطات بمكتبة شهيد علي بإستانبول؛ مما صوره معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.

ويقول الدكتور الشافعي في مقدمة تحقيقه للكتاب ص (19) عن النسخة: توجد هذه النسخة بمعهد المخطوطات – بجامعة الدول العربية بالقاهرة تحت رقم 174 علم التوحيد، وهي مصورة عن نسخة خطية موجودة في مكتبة (شهيد علي) باستانبول تحت رقم 1964 (…) وقد أمكن طبع صورة من النسخة المحفوظة بالمعهد المذكور لحساب مكتبة كلية دار العلوم وهي الصورة التي اتخذتها أساسًا لعملي في التحقيق.

عرف الدكتور الشافعي خمسة من أعلام المعهد عن كثب وازدادت معرفته بهم يومًا من بعد يوم، وهؤلاء هم: الطناحي والحلو، ورشاد، والخولي والشنطي، وقد ذكر طرفًا من ذلك في تصديره لكتاب صيحة في سبيل العربية (2013) تحرير وتعليق أحمد عبدالرحيم، حيث يقول ص (12): انتقل الأستاذ الطناحي، ومعه زميله الدكتور عبدالفتاح الحلو (أحد كبار محققي النصوص، وقرين الطناحي وشريكه في إخراج طبقات الشافعية للشيخ عبدالوهاب السبكي) بحكم توجُّههما التحقيقي، وما زالا طالبين إلى (معهد المخطوطات) بـ(جامعة الدول العربية)، ومعهما زميلٌ سابقٌ لي هو الدكتور محمد مرسي الخولي، والأستاذ الفلسطيني/ الأردني (فقيد عالم التحقيق في العام الماضي) الأستاذ عصام الشَّنْطي. ويرأس المجموعة الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب، وكان حينها بمثابة (السكرتير العام) لـ(معهد المخطوطات) معاونًا لمديره آنذاك الأستاذ مختار الوكيل في تصريف الشؤون الإدارية، ومنسِّقًا بين المعهد وبين الدكتور طه حسين (مسؤول الجانب الثقافي في “جامعة الدول العربية” حينها).

وقد انتفع الدكتور الشافعي بعلاقته بأعلام المعهد؛ إذ سعى أحدهم – وهو الأستاذ رشاد عبدالمطلب- من غير ما طلبٍ منه في نشر تحقيقه لكتاب (غاية المرام) للآمدي سنة 1971، وقد حكا الدكتور الشافعي في مقطع صوتي له قصة مسعى رشاد حيث يقول: نظرًا لاشتغالي بهذا الأمر (تحقيق النصوص) منذ أربعين عامًا أو نحو أربعة وأربعين عامًا، وقد أثنى الناس على غاية المرام في علم الكلام، وقد علم  الله أني ما قدمته لأحد، ولكن كان هناك رجل اسمه رشاد عبد المطلب، وكنت قد انقطعت عن العلم والتعليم؛ فلما عدتُ إليه في سنة 1960 وكان محمود الطناحي وعبدالفتاح الحلو أصدقاء لي، لجأْتُ إليهما، وكان هناك الأستاذ رشاد عبدالمطلب، وهو الذي عندما فرغتُ من كتابي حمله إلى لجنة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وسعى حتى نُشر، ولم يكن لي -علم الله- أي دور إلا عندما علمتُ أنه نُشر.

المصدر: محاضرة للدكتور حسن الشافعي على قناة مؤسسة الفرقان بلندن بعنوان (تحقيق نصوص علم الكلام)، دقيقة [16 – 18].

وقد أكَّد تسطير هذا الكلام في كتاب (الآمدي وآراؤه الكلامية) حيث يقول في تصديره: يسر الله تعالى إصدار هذا الكتاب الذي مضى على إعداده نحو ثلث قرن، حيث كان مع تحقيق كتاب (غاية المرام في علم الكلام) أول بحث جامعي يكتب عن الآمدي المتكلم، في أواخر الستينيات من هذا القرن، فصدر (غاية المرام) عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة في مطلع السبعينيات، بمسعى كريم من المرحوم الأستاذ رشاد عبد المطلب الذي فقدته الدراسات التراثية في العقد اللاحق، فرحمه الله وجزاه عني خير الجزاء وأوفاه.

أضفْ إلى جميل علمِك عزْوَ العلامة الشافعي إلى بعض مصورات المعهد في ثبت هذا الكتاب (الآمدي وآراؤه الكلامية) ص (561)، وهي: المطالبة العالية للفخر الرازي، وتلخيص المطالب العالية للآمدي، وطبقات الشافعية الوسطى للسبكي.

جدير بالذكر أن هذه الزيارة لم تكن الأولى من نوعها بل قد تلاها بضعُ زياراتٍ أُخَرَ للمعهد، وهي على التسلسل كالآتي:

1)   زيارة بتاريخ (4/ 7 / 1971) للحصول على ثلاثة عناوين لنصير الدين الطوسي (ت672هـ)، هم:

رسالة في كيفية صدور الموجودات.

وفصل في بيان أقسام الحكمة على سبيل الإيجاز.

ورسالة إثبات الجوهر المفارق للطوسي بشرح جلال الدين الدواني.

2)   وزيارة بتاريخ (11 / 5 / 1972) للحصول على كتابين أيضا لنصير الدين الطوسي، هما:

بيان المصادرة المشهورة للحكماء.

ومُصارع المُصارع.

كانت هذه المصورات بغرض الاستعانة بها في أطروحته للدكتوراه التي عَنْوَنَ لها بـ(نصير الدين الطوسي وآراؤه الكلامية والفلسفية) في كلية دار العلوم بالقاهرة، بيدَ أنه لم يتمها، وعدل عنها إلى الرحلة إلى جامعة لندن – كلية الدراسات الشرقية والإفريفية 1973 ومنها حصل على الدكتوراه سنة 1977 عن أطروحته “تطور علم الكلام الاثنا عشري في القرن السابع الهجري”.

وقد أسفر عن تلك المخطوطات التي درسها الدكتور الشافعي وجلبها من المعهد تحقيق كتاب (أساس الاقتباس في المنطق) الذي ألفه بالفارسية نصير الطوسي وترجمه إلى العربية العالم التركي منلا خسرو. وذلك بالاشتراك مع الدكتور محمد السعيد جمال الدين، ونشر بالمجلس الأعلى للثقافة 1999. وقد أشارا في دراستهما للكتاب إلى مجلة المعهد وبعض أبحاثها المنشورة عن الطوسي حيث جاء ص (10): وجدنا في مجلة معهد المخطوطات بالجامعة العربية م 2 سنة 1960 م ج 2 ص 331 أنه توجد مجموعة (؟) رسائل منسوبة للطوسي في المنطق ضمن مجلد يضم كتابه (تجريد المنطق) وكتابه (تعديل المعيار) أيضا مع كتب أخرى لغيره بالمكتبة الوطنية الملكية بطهران تحت رقم 5925 مما قد يوحي بأن تلك الكتب المنطقية شيء مغاير للكتب والرسائل التي سبق وصفها هنا.

3) وزيارة بتاريخ (9/ 10 / 1972)؛ لتكبير (11 ورقة) من كتاب (تلخيص كتب أرسطو المنطقية لابن رشد)، فيلم خاص.

4) وزيارة في اليوم التالي بتاريخ (10 / 10 / 1972)؛ لتكبير  (44 ورقة) كتاب (كتاب القياس) من مخطوطة: (تلخيص كتب أرسطو المنطقية لابن رشد).

5) وزيارة بتاريخ (21 / 1 / 1973)؛ لتكبير (30 لوحة) من كتاب (البرهان) لابن رشد، على نسخة ميكروفيلم مملوكة له، كان أحضرها معه إلى المعهد.

*

توطدت صلة المعهد بالعلامة الشافعي حفظه الله قديمًا كما رأينا، كما انتظمت رحم العلم والصلة به حديثًا؛ فكان من أثر ذلك أن نظَّم له المعهد تكريمًا خاصًّا به بالمنتدى التراثي الثالث (2016) بعنوان (الفَلْسَفي الكَلَاميّ، إحياء النص وإحياء الوظيفة)، وشارك في المنتدى التراثي الرابع في احتفالية المعهد باليوم العالمي للغة العربية (2016)، كما شارك على رأس المحاضرين في الاحتفالية نفسها سنة (2019)، وألقى المحاضرة (28) في سلسلة المحاضرات المباشرة التي نظمها المعهد (2020) بعنوان: في ذكرى الحاضر الذي لا يغيب: تُراث (رسوم) الحُبِّ ومدونةُ الدفاعِ والذبِّ.


20-  أحمد راتب النَّفَّاخ

زيارة علامة الشام أحمد راتب النَّفَّاخ 

10 / 2 / 1957

يعد علامة الشام أحمد راتب النَّفَّاخ (ولد 1927 – توفي 1992م)، عضو مجمع اللغة العربية بدمشق (1977)، والأستاذ بكلية الآداب جامعة دمشق، من المترددين على المعهد بكثرة، وذلك في مدة إقامته بالقاهرة  [1953-1962] للحصول على الماجستير بكلية الآداب -جامعة القاهرة، يشجعه على ذلك ما يلقاه من بَلَدِيِّه د. صلاح الدين المنجد من عون وتيسير في الحصول على طلبه من مصورات المخطوطات، وكذا ما يجد النفَّاخ من حسن تعاون وإخاء واستقبال من أعلام المعهد الذين تربطهم به صداقة في مجلس شيخ العربية بمصر محمود محمد شاكر، كرشاد عبد المطلب ومحمود الطناحي.

تؤرخ هذه الوثيقة لزيارة النفاخ للمعهد بتاريخ (10 / 2 / 1957) في مدة ولاية د. صلاح الدين المنجد للمعهد.

استهدفت الزيارة الحصول على كتابين في علم القوافي، هما:

مختصر القوافي لابن جني، نسخة مكتبة لا له لي (2/ 3740)، المعهد (26 العروض والقوافي).

نسخة ثانية لمختصر ابن جني بمكتبة الإسكوريال (442)، المعهد (4 العروض والقوافي).

القوافي للأخفش، نسخة حسين جلبي 330 أدبيات، المعهد (27 العروض والقوافي).

جدير بالذكر أن كتاب مختصر القوافي لابن جني قد تولى تحقيقه ونشره المحقق د. حسن شاذلي فرهود عن هاتين النسختين (لا له لي – الإسكوريال) في دار التراث، سنة 1975.

وقبله بعام 1974 تولى النفَّاخ تحقيق كتاب القوافي للأخفش عن نسخة حسين جلبي الفريدة في دار الأمانة، مطابع دار القلم ببيروت. وكان قد سبقه في نشر قوافي الأخفش عن نفس النسخة المحقق د. عِزَّةْ حسن سنة 1970 في وزارة الثقافة والسياحة والإرشاد القومي بدمشق.

وفي ما بين حصول النفاخ على نسخة حسين جلبي (1957) من المعهد وسنة نشر الكتاب (1974) (17 عامًا) وقعت للنفاخ بعض الأمور التي شغلته عن الانتهاء من تحقيق الكتاب ونشْره، وهو ما صرَّح به في مقدمة تحقيقه ص 5 حيث يقول: وبعد، فهذا كتاب (القوافي) لأبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش، حملني على إخراجه للناس – والعهد بطبعته التي قام عليها الدكتور عزة حسن قريب- أنه سبق لي أن عنيتُ، من بضع سنين، بهذا الكتاب، وشرعتُ في إعداده للنشر عن الأصل الذي أخرجه عنه الدكتور عزة نفسه، وهو – في ما أعلم – أصل يتيم لا ثاني له، ولا يخلو من معايب سيأتي بسطها في موضعه، فنسختُه عن ذلك الأصل، واجتهدتُ في ضبط نصه، وتقويم ما انآد منه، والتعليق عليه، غير أني أرجأتُ نشره – وكانت قد أشكلت علي مواضع منه – لما كان قد نمي إلي من أن في بعض دور الكتب في ألمانيا نسخة من شرحه لأبي الفتح عثمان بن جني*، فحرصت أن أظفر بهذا الشرح لأخرج الكتابين معًا، وأستعين في تحقيق كل منهما بالآخر، ثم شغلتني عن ذلك شواغل.

*كتب النفاخ في الحاشية: كان أخبرني بذلك الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب، ثم تبين أن الموجود في ألمانيا لابن جني هو مختصره في العروض.

وللمزيد عن قصة تحقيق هذا الكتاب. يرجى مراجعة مقال (7) ضمن كتاب (تحقيق النسخة الفريدة) للأستاذ يوسف السناري (الباحث بالمعهد). الذي صدر سنة 2018 بكرسي الدكتور عبدالعزيز المانع ص (151-168).

وقد صرَّح النفاخ بحصوله على نسخة حسين جلبي من المعهد حيث يقول في مقدمة تحقيقه ص (37): اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب على صورة عن أصله الوحيد المحفوظ في خزانة حسين جلبي في مدينة بروسة بتركيا، حصلت عليها من معهد المخطوطات العربية.


19-  شيخ المحققين عبد السلام هارون

زيارة شيخ المحققين عبد السلام هارون

20 / 1 / 1949

من بين مجموعة وثائق حقبة التأسيس الأولى (الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية) الخاصة بالمعهد وثيقة كتبها المحقق المصري الكبير عبدالسلام محمد هارون (ولد 1909 – توفي 1988) عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة (1969) لمدير الإدارة الثقافية أحمد أمين بتاريخ 20 / 1 / 1949 يتغيَّا فيها موافقة أحمد أمين على إعارته نسخة الإسكوريال (112) (المعهد 18 لغة) من كتاب إصلاح المنطق لابن السكيت (244هـ) الذي نشره هارون بالاشتراك مع الشيخ أحمد شاكر

في نفس عام كتابة الوثيقة 1949 في دار المعارف بمصر.

تبين هذه الوثيقة حرص هارون على دراسة النسخ الخطية النفيسة للكتاب التي سمع بها أثناء العمل، وقُبَيل طبعه.

يقول هارون في رسالته لأحمد أمين: وبعد فإني أقوم الآن بنشر كتاب “إصلاح المنطق” لابن السكيت، الذي سيصدر في سلسلة “ذخائر العرب” التي تقوم بنشرها دار المعارف. وقد اطلعتُ على نسخة مصورة لهذا الكتاب بمكتبة الإدارة الثقافية، وهي نسخة قيمة لا أرى بُدًّا من الرجوع إليها للمقارنة عند التحقيق، ولي عظيم الأمل أن تتكرموا بإعارتي هذه النسخة لمدة وجيزة؛ لأتمكن من مراجعتها في أثناء الطبع الذي يجري الآن.

من جانب أمين فقد وافق على طلب هارون؛ إذ كتب هارون أسفل الطلب بخط يده بعد ثلاثة أيام من كتابة الطلب (23 / 1 / 1949) ما نصه: تسلمتُ مع وافر الشكر النسخة رقم 112 إسكوريال من إصلاح المنطق المودعة بمكتبة الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية، وذلك للمراجعة عليها لمدة ثلاثة أشهر من تاريخ الاستلام.

وأكَّد هارون ذلك أيضًا في مقدمة تحقيقه للكتاب حيث شكر أحمد أمين؛ فقال ص (14 – 15): أصول هذه النشرة (…) الرابعة نسخة مكتبة الإسكوريال المودعة فيها برقم (AR.112). وقد صورت هذه النسخة لقسم المخطوطات الملحق بالجامعة العربية، وتفضل مشكورًا حضرة الأستاذ الكبير (الدكتور أحمد أمين بك) بإعارتنا هذه المصورة للمقابلة عليها. فنقدم إليه عظيم الشكر. (القاهرة 12 مايو سنة 1949 عبدالسلام محمد هارون).

كتب هارون هذه الوثيقة عندما كان مدرسًا (1945-1949) بكلية الآداب جامعة فاروق الأول (جامعة الإسكندرية حاليا).


18-  الحساني حسن عبد الله 

زيارة الشاعر العروضي المحقق

 الحساني حسن عبد الله

2/ 11 / 1968

استقبل المعهد بتاريخ 2 / 11 / 1968 الشاعر العروضي الكبير الحساني حسن عبدالله (ولد 1938 – توفي رحمه الله يوم الاثنين 1 / 8 / 2022) بغرض الحصول على صورة مكبرة من نسخة أحمد الثالث (1652) المعهد (24 العروض والقوافي) من كتاب القسطاس في العروض للزمخشري (538هـ)، كما يوضّح ذلك وثيقة خطية كتبها الحساني لمدير المعهد الرابع مختار الوكيل، الذي من جانبه وافق على طلبه، ووجّه بتكبير تلك المخطوطة له.

يذكر أن المعهد كان نشر للحساني تحقيقه لكتاب (الكافي في العروض والقوافي) للخطيب التبريزي في مجلة المعهد، (المجلد الثاني عشر، الجزء الأول، مايو 1966). كما التقطت له صورة مع ثلاثة من أعلام معهد المخطوطات العربية، وهم: محمود الطناحي ورشاد عبد المطلب وعبدالله الغنيم.


17- المستشرق جورج إبراهيم المقدسي

زيارة المستشرق جورج إبراهيم المقدسي

المحاضر السابق في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد (CMES)

18 / 4/ 1961

من بين مجموعة وثائق المستشرقين التي تحتفظ بها وحدة الأرشيف والمحفوظات بالمعهد هذه الوثيقة التي خطَّها في المعهد بتاريخ (18 / 4 / 1961) المستشرق الأمريكي جورج مقدسي (ولد 1920 – توفي 2002م) المحاضر السابق في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد (CMES) بمدينة كامبريدج بأمريكا. استهدفت الزيارة الحصول على مجموعة من المخطوطات في خمسة فنون: الحديث والمصطلح، والتوحيد، والتصوف، وأصول الفقه، والتاريخ. وقد استقبل الباحثَ خبيرُ المخطوطات بالمعهد رشاد عبد المطلب ودفع بطلبه إلى الدكتور يحيى الخشاب المشرف على المعهد الذي من جانبه وافق على طلب جورج ووجّه بعمل إذن تشغيل لتصوير تلك المخطوطات. يذكر أن المعهد في هذه الحقبة كان يُلزم الطالبَ بكتابةِ تعهُّدٍ يُوجب عليه الإشارةَ في بحوثه وتحقيقاته إلى أنه قد حصل على هذه المصورات من معهد المخطوطات العربية، كما يشترط تقديم ثلاث نسخ من الكتاب الذي يحققه وينشره على تلك المصورات. ويلتزم المعهدُ حِيالَ ذلك أيضًا بتنبيه أصحاب الطلبات اللاحقة التي تتغيَّا تصوير نفس الكتاب بأنه قد صُوِّر لباحث آخر من قبلُ، أو يعمل على تحقيقه بعضُ المحققين، أو ينبه المعهدُ الطالبَ بأنه قد سُبق إلى العمل عليه ونشْرِه؛ ليحفظ بذلك جهده وماله. وقد تطوَّر هذا الأمر في السبعينيات إلى إذاعة أخبار العمل على المخطوطات في نشرة أخبار التراث العربي الصادرة عن المعهد في مبحث (طلبات تصوير المخطوطات) بنشر أسماء الباحثين وعناوين مصوراتهم؛ وسبب ذلك توحيد جهود المحققين بعدمِ عملِ أكثر من شخص على كتاب في آن واحد من دون ما مسوّغٍ قويٍّ يقتضي ذلك.

جدير بالذكر بأن تلك الزيارة لجورج لم تكن الأولى من نوعها بل قد سبقها عدة زيارات أخرى، منها زيارة كانت لجورج بتاريخ 14 / 8 / 1952 استهدفت الحصول على مصورات كتاب التوَّابين لابن قدامة المقدسي (ت620هـ) الذي نشره جورج لأول مرة بمقدمة باللغة الفرنسية سنة 1961 بالمعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق.


16- الدكتور قاسم السامرائي

زيارة الأستاذ الدكتور السابق في كلية اللاهوت بجامعة لايدن

قاسم السامرائي 

3 / 5 / 1973

ينتقي المعهد في هذه النشرة من مجموعة وثائق الأعلام الخطية وثيقةً كتبها الأستاذ الدكتور السابق في كلية اللاهوت بجامعة لايدن قاسم السامرائي، عالم المخطوطات العراقي المقيم في هولندا منذ عدة عقود (ولد 1945) كان كتبها لمدير المعهد صالح أبو رُقيِّق بتاريخ 3 / 5 / 1973 بغرض تصوير مجموعة من مخطوطات التصوف والآداب الشرعية. كتب الأستاذ قاسم الخطاط مدير المعهد بالإنابة إلى السيد مدير المعهد تقييدًا بغرض الموافقة على طلب السامرائي، الذي من جانبه وجَّه بالموافقة وكتابة إذن تشغيل لتصوير تلك المخطوطات بتاريخ 12 / 6 / 1973.

كشفت الوثيقة عن مكان إقامة السامرائي بالقاهرة في هذه الرحلة وهو المعهد الهولندي للآثار المصرية والبحوث العربية بالزمالك (المعهد الهولندي الفلمنكي بالقاهرة NVIC).

يذكر أن المعهد كان قد استقبل مدير المعهد الهولندي د. وليم شتوتزر بعد عام واحد من تأسيس المعهد (1971)، وتم الاتفاق على التعاون وتبادل المطبوعات والمعلومات بين المعهدين. وللمزيد عن الزيارة انظر: نشرة أخبار التراث العربي، عدد (30)، 1972 ص (4).

كما أفادت النشرة بزيارة أخرى للدكتور السامرائي سُجَّلت تفاصيلها في (عدد42 ص 2-3)، وبسؤال د. السامرائي حفظه الله عن ذلك أفاد بأنه زار المعهد مرارًا لما كان في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بميدان التحرير. وقد طلبنا منه الحديث عن ذكرياته عن المعهد فكتب لنا: حديثي عن معهد المخطوطات يتمركز حول معرفتي بقاسم الخطاط ومحمد مرسي الخولي رحمهم الله وتعرفت من خلال المعهد على عبد الفتاح الحلو رحمه الله الذي زاملته في السعودية في جامعة الإمام حيث عينه مدير الجامعة أستاذًا بصورة استثنائية.


15- الشيخ محمد ناصر العبودي

ذو الحجة 1443هـ – يوليو 2022

زيارة عميد الرحَّالة العرب

الشيخ محمد ناصر العبودي 

2 / 11 / 1957

قبل خمسة وستين عامًا وتحديدًا (2 / 11 / 1957) زار المعهد العالم الموسوعي السعودي عميد الرحَّالة العرب الشيخ محمد ناصر العبودي (ولد 1926) الذي وافته المنية صباح يوم الجمعة (2 ذي الحجة 1443هـ) الموافق (1 / 7 / 2022)، وكان وقت زيارته رحمه الله يعمل مديرًا للمعهد العلمي ببريدة. استهدفت الزيارة تصوير كتاب المستقصى في الأمثال للزمخشري (ت538هـ)، نسخة مراد ملا (1539)، (المعهد 761 أدب)، وقد بيَّن العبودي في الوثيقة التي كتبها للمعهد أن الغرض من التصوير الاحتفاظ بها في مكتبته الخاصة وليس تحقيقها. يذكر أن العبودي كان يعمل في هذه الحقبة على كتاب (الأمثال العامية في نجد) الذي أصدر القسم الأول منه في مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بالقاهرة سنة (1959).


14- الدكتور رشدي راشد

زيارة مدير الأبحاث في المركز القومي الفرنسي للبحث العلمي (Cnrs) بفرنسا

الدكتور رشدي راشد 16 / 12 / 1973

قبل خمسة عقود زار المعهد (16 / 12 / 1973) العالم المصري المقيم بفرنسا الدكتور رشدي راشد (ولد حفظه الله 1936) بغيةَ تصوير مجموعة من المخطوطات العلمية للخوارزمي والقوصي والكرخي وابن الهيثم والكندي، وقيَّد ذلك في وثيقتين تحتفظ بهما وحدة الأرشيف والمحفوظات بالمعهد.

وقد استقبله في مقر المعهد د. محمود الطناحي وكتب أسفل الطلب مذكرة عرض على مدير المعهد الأستاذ صالح أبو رُقَيِّق تتضمن تكلفة تصوير المخطوطات وتسديدها من قِبل الطالب، من جانبه وجَّه مدير المعهد أبو رُقَيِّق بعمل إذن تشغيل لتصوير تلك المخطوطات على وجه السرعة.

صرّح د. رشدي في الوثيقتين بأنه يحتاج مخطوطات الخوارزمي والقوصي والكرخي وابن الهيثم لأبحاثه العلمية، أما مخطوطات الكندي فقد بين بأنه ينوب في تقديمها عن مجموعة من باحثي المركز القومي الفرنسي للأبحاث العلمية لقيامهم بتحقيق أعمال الكندي وترجمتها.

وقد أكّدت الزيارة نشرة أخبار التراث العربي (عدد 59 السنة الثالثة، 1 / 1 / 1974) الصادرة عن المعهد ص (5).


13-  الدكتور عباس الجراري

زيارة عميد الأدب المغربي 

 الدكتور عباس الجراري 

 5 / 1 / 1969

ضمن مجموعة وثائق الأعلام الخطية التي يحتفظ بها المعهد تأتي هذه الوثيقة التي كتبها للمعهد عميد الأدب المغربي د. عباس الجراري (وُلد حفظه الله سنة 1937) بتاريخ 5 / 1 / 1969 وذلك لطلب تصوير كتاب دار الطراز في عمل الموشحات لابن سناء الملك (ت608هـ)، نسخة دار الكتب المصرية (أدب 2038)، (المعهد 216 الأدب) وهو أحد الكتب والعلوم التي كان يعتني بها د. الجراري في تلك الحقبة كما جاء في الوثيقة. يذكر أن الكتاب كان قد نشره د. الركابي بدمشق سنة 1949 معتمدًا على نسختين من ضمنهما نسخة دار الكتب المصرية. وللمزيد انظر مقدمة المحقق ص (16-17).

وقد أكد د. عباس الجراري زياراته وارتباطه بالمعهد ورجاله في سيرته الذاتية التي صدرت بأخرة 2020 بعنوان (رحيق العمر) عن منشورات النادي الجراري رقم (101) بمناسبة مرور تسعين عامًا على تأسيس النادي الجراري (1930-2020) حيث يقول ص (103): ولا أنسى هنا الزيارات المتكررة التي كنت أقوم بها إلى معهد المخطوطات التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – التابع لجامعة الدول العربية وفي مقرها بميدان التحرير؛ سواء على عهد مديره أواخر الخمسين المرحوم الدكتور صلاح الدين المنجد (المتوفى 2010)، أو على عهد مديره بعد ذلك الأستاذ المرحوم صالح أبو رقيق (…) وقد أتاحت لي تلك الزيارات لهذا المعهد أن أصاحب خبيري المخطوطات الأستاذين رشاد عبدالمطلب ومحمود الطناحي اللذين سعدت باستقبالهما في الرباط التي كانت لهما – وللخبير المصور معهما – مهمةٌ بها تتعلق بتصوير المخطوطات، والتي تسنى لهما – وللمصور معهما- أن يزوروا بعض المدن المغربية، وأن يجالسوا الوالد رحمه الله وإياكم جميعًا.


12- الدكتور أحمد مطلوب

زيارة الرئيس التاسع للمجمع العلمي العراقي

الدكتور أحمد مطلوب

23 / 3 / 1970

يكشف أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد عن وثيقة كتبها الرئيس التاسع للمجمع العلمي العراقي (2007-2018) العلامة اللغوي د. أحمد مطلوب (ولد 1936- توفي2018) لمدير المعهد الرابع الدكتور مختار الوكيل (توفي 1988) بتاريخ (23 / 3 / 1970) يطلب فيها تصوير مخطوطة (المعلقات السبع من شرح غريبها ومعانيها ونحوها) لأبي جعفر النحاس (ت338هـ) نسخة أحمد الثالث (2366)، (المعهد 779 أدب) لأحد طلابه في الدراسات العليا، الذي لم يُصرّح باسمه في الوثيقة بيد أننا بعد البحث تبين لنا أنه المحقق أحمد خطاب العمر التكريتي الذي نشر تلك النسخةَ التي صوَّرها له أستاذُه في جزئين بعنوان (شرح القصائد التسع المشهورات) في وزارة الإعلام، الجمهورية العراقية، سلسلة كتب التراث (23)، مطبعة الحكومة – بغداد، سنة 1973.

يبين هذا ما ذكره المحقق في مقدمته حيث يقول ص (9): لا يسعني أخيرًا إلا أن أسجل شكري العظيم للأستاذ الدكتور أحمد مطلوب صاحب الفضل الكبير في إخراج الكتاب.

ويقول في وصف النسخة ص (89-90): 2 – نسخة (آ): وهي نسخة أحمد الثالث بطوبقبو برقم 2366، وفي معهد المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية نسخة صُورت عليها سنة 1949.

رَعَى هذا الطلبَ برفعه إلى المدير بلديُّ مطلوب الأستاذ قاسم الخطاط الذي كان ينوب الوكيل في مهامه في تلك الحقبة. من جانبه وافق على طلبه ووجَّه د. محمد مرسي الخولي بتصويره.

أعلام الوثيقة:

أبو جعفر النحاس، أحمد مطلوب، أحمد خطاب العمر التكريتي، مختار الوكيل، قاسم الخطاط، محمد مرسي الخولي.


11- الدكتور مروان المحاسني

زيارة الدكتور مروان المحاسني الرئيس السابق 

لمجمع اللغة العربية بدمشق

17/ 1 / 1961 

يكشف أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد عن وثيقة كتبها الرئيس السادس لمجمع اللغة العربية بدمشق (2008 – 2022) الدكتور مروان المحاسني (ولد 1926 – توفي 2022) للدكتور يحيى الخشاب (ولد 1909 – توفي 1989) المشرف على المعهد خلفًا للدكتور صلاح الدين المنجد بتاريخ (17/ 1 / 1961)، وذلك بغرض تكبير مجموعة من المخطوطات الطبية هي:

التنوير في المصطلحات الطبية للقمري (نحو 380هـ)، نسخة أحمد الثالث (1 / 2040((المعهد -69 طب).

رسالة في الطب للقمري، مكتبة السلطان الفاتح (5317)، (المعهد، 115 طب).

الموجز لابن النفيس، (دار الكتب المصرية 1 / 122)، (المعهد 259طب).

كتب المحاسني هذه الوثيقة للمعهد إبان عمله مدرسًا للجراحة في كلية طب دمشق (1961)، وفي سنة 1979 انتخب عضوًا عاملًا بالمجمع، وفي سنة (2005) انتُخب نائبًا لرئيس المجمع، إلى أن ترأَّس المجمع سنة 2008 وظلّ كذلك حتى وفاته المنية في (20 مارس 2022) عن نيف وتسعين عامًا.


10- الدكتور شوقي ضيف

زيارة الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية بالقاهرة

د. شوقي ضيف

7 / 7 / 1960

يحتفظ أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد بوثيقة كتبها الرئيس الخامس لمجمع اللغة العربية بالقاهرة (1996-2005) الدكتور شوقي ضيف (ولد 1910- توفي2005) كان قد تقدم بها لمدير المعهد الثاني د. صلاح الدين المنجد بتاريخ 7 / 7 / 1960 بغيةَ تصوير نسخة دار الكتب المصرية (تاريخ 523) من كتاب (الدرر في اختصار المغازي والسير) لابن عبدالبر (ت463هـ) التي يحتفظ بها المعهد تحت رقم (657تاريخ). حقق بعدُ د. ضيف الكتاب على تلك النسخة الفريدة آنذاك في طبعته الأولى سنة 1966م بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية – لجنة إحياء التراث الإسلامي، ثم أفاده المعهد بوقوفه على نسخة ثانية للكتاب بالخزانة العامة بالرباط (1447ك) في بعثته الأولى للمغرب، فأعاد تحقيق الكتاب مرة ثانية بدار المعارف بالقاهرة سنة 1983م، وقال في مقدمتها ص (3): نشَرتِ الكتابَ – بتحقيقي – لجنةُ إحياء التراث الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في سنة 1386 للهجرة، ولم تكد تدخل سنة 1390 حتى كانت قد نفدت تلك النشرة. ولم يلبث معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية أن عثر على مخطوطة منه في الخزانة العامة بالرباط، وبادر إلى تصويرها. وصوَّرها لي مشكورًا.


9- الشيخ سليمان الصَّنِيْع

زيارة مدير مكتبة الحرم المكي الشريف

الشيخ سليمان الصَّنِيْع سنة 1956

يحتفظ أرشيف معهد المخطوطات العربية برسالة كتبها مدير مكتبة الحرم المكي الشيخ سليمان الصَّنِيْع (ولد 1905م– توفي 1969م) لمدير المعهد الثاني الدكتور صلاح الدين المنجد (ولد 1920-توفي2010) بمكة المكرمة بتاريخ 7/ 3 / 1957م تطرَّق فيها لعدة أمور كان من بينها حديثه عن زياراته للمعهد قبل عام 1957 حيث يقول للمنجد: أخي العزيز أكتب إليك هذا وأنا أتذكر تلك اللحظات العزيزة التي كنتُ اجتمع بكم فيها في زياراتي لكم في معهد المخطوطات وأستفيد من واسع علمكم.

كما تضمنت حديث الصَّنِيْع للمنجد عن أمين مكتبة الحرم المكي العلامة المعلمي اليماني وتزكيته ورغبته في تصويره من المعهد بعض المخطوطات؛ لكي يستعين بها على تحقيق كتاب الإكمال لابن ماكولا الذي صدر في طبعته الأولى سنة 1962 بدائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن بالهند، حيث يقول: أخي العزيز لي صديق موظف بمعيتي أمينًا لمكتبة الحرم المكي، وهو عالم جليل قام بشؤون التحقيق والتصحيح ما ينوف على عشرين عامًا في دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن وقام بتحقيق كثير من مطبوعاتها الأخيرة، هذا الأستاذ هو فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني يقوم الآن بتحقيق كتاب الإكمال لابن ماكولا، ويرغب تصوير عدة كتب من هذا الفن موجودة في المعهد لديكم تجدون بيانًا بأسمائها طيّ هذا؛ فأرجو الإفادة عن قيمة التصوير مفصّلًا كل كتاب على حدة مع بيان عدد أوراقه ويرغب أن يكون التصوير من النوع الذي كتابته سوداء أي نقلًا من الفلم، ويرغب أن تتكرموا بأن تصوروا لحساب المعهد المجلد الثالث من كتاب توضيح المشتبه من المكتبة الظاهرية بدمشق حيث إن الموجود لديكم في المعهد ينقص الثالث وبعد تصويره في فلم يؤخذ له منه صورة، وبذا تسدون لنا وله عملًا جليلًا كما أن نسخة المعهد تُكمّل هذا.

أعلام الوثيقة:

صلاح الدين المنجد، سليمان الصنيع، عبدالرحمن بن يحيى اليماني، سامي الخانجي، المُجَلِّد الحاج سعد (خضر)

المخطوطات التي طلبها من المعهد الشيخ المعلمي بن يحيى اليماني

للاستعانة بها على تحقيق كتاب الإكمال لابن ماكولا

إكمال الإكمال لابن نقطة

يقول المعلمي اليماني عن كتاب (إكمال الإكمال) لابن نقطة: عندي منه نسختان: الأولى: من أول الكتاب إلى آخر باب السين، وهي مصورة مكبرة عن فلم بمعهد المخطوطات لجامعة الدول العربية بالقاهرة مأخوذة عن نسخة بظاهرية دمشق كما في فهرس المعهد رقم 26 من كتب التاريخ. والثانية: (…) مصورة مكبرة عن فلم مأخوذ من نسخة بدار الكتب المصرية، وذكرت في فهرس معهد المخطوطات برقم 58 من كتب التاريخ. وفيه وفي فهرس دار الكتب أن الكتاب لمؤلف مجهول، لكن أفادني حضرة الأستاذ الكبير المحقق الشهير حمد الجاسر صاحب مجلة اليمامة التي تصدر بالرياض عاصمة الدولة السعودية أيدها الله وعضو المجمع العلمي اللغوي بمصر أنه في بعض زياراته لمصر زار دار الكتب واطلع على هذه النسخة فبان له أنها من ذيل ابن نقطة على الإكمال، فطلبت صورها فوجدت الأمر كما ذكر الأستاذ فشكرا له.

ينظر مقدمة الإكمال لابن ماكولا (1/ 8 – 9).

تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر العسقلاني (ت852هـ)

ويقول عن كتاب (تبصير المنتبه بتحرير المشتبه): عندي منه نسخة مصورة مكبرة عن فلم مأخوذ من نسخة بدار الكتب المصرية كما في فهرس معهد المخطوطات رقم 137 في كتب التاريخ.

ينظر مقدمة الإكمال لابن ماكولا (1/13).

الذيل على ذيل ابن نقطة لابن العمادية (ت677هـ)

يقول عنه: له ذيل على ذيل ابن نقطة عندي منه نسخة مصورة مكبرة عن فلم مأخوذ من نسخة بدار الكتب المصرية ذكرت في فهرس معهد المخطوطات برقم 678 من كتب التاريخ.

كتاب الزيادات في كتاب المؤتلف والمختلف للمستغفري (ت432هـ)

يقول عنه: عندي نسخة مصورة منه مكبرة عن فلم بمعهد المخطوطات لجامعة الدول العربية بالقاهرة كما في فهرس المعهد برقم 294 من كتب التاريخ.

ينظر مقدمة الإكمال لابن ماكولا (1/7).

كتاب (قبس الأنوار، مختصر أنساب الرشاطي) للمجد البلبيسي (ت802هـ)

يقول عنه: (اقتباس الأنوار) للرشاطي اختصره مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم البلبيسي (728-802هـ) في كتاب سماه (القبس) ثم جمع بين هذا المختصر وبين اللباب فألف منهما كتابًا واحدًا، وعندي نسخة منه مصورة مكبرة عن فلم بمعهد المخطوطات كما في فهرسه رقم 450 من كتب التاريخ، وهو مأخوذ من نسخة مكتبة رئيس الكتاب باستانبول بخط المؤلف البلبيسي نفسه، وأنا أحيل على هذا الكتاب باسم (القبس) لأني لم أتحقق اسمه الخاص.

ينظر مقدمة الإكمال لابن ماكولا (1/16).

كتاب (نزهة الألباب في الألقاب) لابن حجر العسقلاني (ت852هـ)

يقول عنه: عندي نسخة مصورة مكبرة عن فلم بمعهد المخطوطات كما في فهرسه رقم 545 من كتبه التاريخ، وفيه أن الفلم مأخوذ من نسخة بدار الكتب المصرية كتبت في القرن العاشر نقلًا عن خط المؤلف، وعندهم نسخة أخرى سأطلب صورة مكبرة عنها إن شاء الله.

ينظر مقدمة الإكمال لابن ماكولا (1/16-17).

توضيح المشتبه لابن ناصر الدين الدمشقي (ت842هـ)

يقول عنه: له في الفن كتابان الأول (التوضيح) وهو شرح حافل لمشتبه الذهبي، والثاني (الإعلام بما في مشتبه الذهبي من الأوهام)، وهو مقتطف من الأول، عندي من التوضيح نسخة مصورة مكبرة، أما الجزآن الأولان فعن فلم معهد المخطوطات كما في فهرسه رقم 47 و48 من كتب التاريخ وهو مأخوذ عن نسخة بظاهرية دمشق. وكنت قد وقفت في فهرس كتب التاريخ في الظاهرية للدكتور الفاضل يوسف العش على أن النسخة فيها كاملة في ثلاثة أجزاء فكتبت مرارًا إلى إدارة معهد المخطوطات بذلك رجاء أن يطلبوا فلما من الثالث ثم تكبر لي منه نسخة فلم يستجيبوا لذلك وبلغت القضية حضرة المحسن الكبير السلفي الشهير صاحب الفضيلة الشيخ محمد نصيف فبعد أيام أهدى إليَّ نسخة مصورة مكبرة للجزء الثالث مع فلمها، فأبقيت النسخة وأهديت الفلم لمعهد المخطوطات لتكميل نسختهم فتكرم مديره بالأمر بتكبير نسخة منه وإهدائها إليَّ فله الشكر.

ينظر مقدمة الإكمال لابن ماكولا (1/11-12).

الطبقات لخليفة بن خياط (ت240هـ)

يقول عنه: في ظاهرية دمشق نسخة قديمة منها بخط راويها عن تلميذ المؤلف، وقد قرئت كلها أو بعضها على كبار حفاظ أصبهان الطبراني (260-360هـ) وأبي الشيخ بن حيان (274-369هـ) وابن المقرئ (285-381هـ) وكانت في ملك الحافظ الضياء المقدسي (569-643هـ) وهي من وقفه وذكرت في فهرس معهد المخطوطات رقم 723 من كتب التاريخ، وعندي نسخة مصورة مكبرة منها.

ينظر مقدمة الإكمال لابن ماكولا (1/14-15).

تهذيب مستمر الأوهام لابن ماكولا (ت475هـ)

يقول عنه: عندي من تهذيب مستمر الأوهام نسخة مصورة مكبرة عن فلم بمعهد المخطوطات كما في فهرسه رقم 190 في كتب التاريخ. وفي الفهرس أنها كتبت في القرن السابع. وفي النسخة نقص في أثنائها، ولم يصلني إلا بعد طبع الجزء الأول من الإكمال.

ينظر مقدمة الإكمال لابن ماكولا (حاشية 1/37).

كتاب الإكمال لابن ماكولا (ت475هـ)

يقول عن نسخه: نسخة مكتبة جار الله باستانبول، عندي مصورة مكبرة عن فلم بمعهد المخطوطات للدول العربية ذكر في فهرس المعهد رقم 61 من كتب التاريخ.

وكتب اليماني في الحاشية: لم تصل إليَّ هذه النسخة إلا بعد تمام طبع المجلد الأول من الإكمال.

ينظر مقدمة الإكمال لابن ماكولا (1/51).

بعض أذونات تشغيل المخطوطات:

إذن تسليم بتاريخ 19/ 8 / 1961، اسم الطالب الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي، رقم التشغيل (679-24)، الورق مقدم من الطالب، المتسلم: رشاد عبدالمطلب. المخطوطات: تهذيب مستمر الأوهام لابن ماكولا 190 تاريخ، والإكمال لابن ماكولا 61 تاريخ.

إذن تسليم بتاريخ 14/ 9 / 1961، رقم (48-12): اسم الطالب: الشيخ عبدالرحمن المعلمي، رقم التشغيل (678-24). المخطوطة: توضيح المشتبه، نسخة الظاهرية.

حديث المعلمي اليماني عن بعض أعلامنا:

أولا: يوسف العش

يقول في حقه: مؤلف الإكمال، من حق الأمير (ابن ماكولا) على مَن يُقدّم لكتابه الجليل أن يضع له ترجمة وافية، لكني أوثر أن يقوم بهذا من هو أمكن مني، وأخص حضرة الدكتور الفاضل يوسف العش فمن الحق له وعليه أن يؤدي ذلك رابًّا نعمته السالفة؛ إذ أهدى نسخته من الإكمال إلى دائرة المعارف العثمانية إذ علم بعزمها على طبعه.

ينظر مقدمة الإكمال لابن ماكولا (1/18).

ثانيًا: محمد رشاد عبد المطلب

يقول في حقه: باب عطاء في الجزء الذي لم يطبع من التاريخ (الكبير للبخاري)؛ وحال كتابة هذا بشرني الصديق الفاضل المهذب محمد رشاد عبدالمطلب بالعثور على ذلك الجزء من التاريخ بناء على مكتوب وصل بذلك فأسأل الله تعالى تحقيقه.

ينظر: موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي (حاشية1/210)

وختامًا:

نذكر بزيارة الشيخ سليمان الصَّنِيْع للمعهد التي ذُكرت في نشرة (4) لأحمد شاكر حيث يقول: الاثنين 13 فبراير 1950 ذهبتُ في الصباح مع الشيخ حامد الفقي والشيخ سليمان الصنيع إلى إدارة الثقافة التابعة للجامعة العربية، وقابلنا الدكتور يوسف العش، وطلبنا تصوير بعض الكتب.


8- المحقق سامي الدهان

زيارة عضو مجمع اللغة العربية بدمشق

المحقق سامي الدهان

30/ 4 / 1950

تحكي لنا هذه الوثيقة للدكتور سامي الدهان (ولد1912-توفي 1971م) عضو مجمع اللغة العربية بدمشق عن رحلة له إلى القاهرة زار من خلالها المعهد، وفيه أنشأ هذه الوثيقة يوم (30/4/1950) مخاطبًا مديرَ الإدارة الثقافية (أحمد أمين) بأنه لم تك زيارته للمعهد لنفسه؛ إنما جاء مُحمَّلًا بتكليفين، الأول: من نائب رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق الشيخ عبدالقادر المغربي (ت1956م)، والثاني: من الدكتور إبراهيم الكيلاني (ت2004م) (الأستاذ بمدرسة اللاييك بدمشق) لتصوير رسالتي التوحيدي (الحياة) و(الكتابة) وكتاب (أغلاطي) المنسوب للحلي.

كتب الدهان هذه الوثيقة عندما كان عضوًا بالمعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق سنة 1947م، وبعد إنشائها بثلاثة أعوام (1953) انتخب عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية بدمشق.

جدير بالذكر أن د. رمضان عبدالتواب سبق أن نبَّه في مجلة المعهد (39/2/264) على أن كتاب (أغلاطي) ما هو إلا النصف الثاني من كتاب (تصحيح التصحيف وتحرير التحريف) للصفدي.

أعلام الوثيقة:

عبدالقادر المغربي، إبراهيم الكيلاني، سامي الدهان، أحمد أمين، يوسف العش، أحمد سالم، رشاد عبدالمطلب.

الجهات العلمية بالوثيقة:

الإدارة الثقافية، المجمع العلمي العربي بدمشق، مدرسة (معهد) اللاييك بدمشق، المعهد الفرنسي بدمشق، مكتبة الإسكوريال.

المخطوطات المرادة:

أغلاطي، رسالة الحياة للتوحيدي، رسالة الكتابة للتوحيدي.


7- الأب جورج شحاتة قنواتي

زيارة مؤسس معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان بالقاهرة

الأب جورج شحاتة قنواتي

1 / 7 / 1950

تؤرخ هذه الوثيقة لزيارة وقعت من الأب جورج قنواتي (ولد1905 – توفي 1993) مدير معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان للمعهد يوم (1 / 7 / 1950) أي قبل تأسيس معهد الدراسات بنحو ثلاثة أعوام (1953). هدفت الزيارة الحصول على نسخة راغب باشا (999) التي يحتفظ بها المعهد تحت رقم (789تاريخ) وعنوانها الموضّح في النسخة: (التبيين في نسب القرشيين). وقد نبَّه غير باحث على خطأ هذا العنوان والنسبة إلى ابن قدامة (ت620هـ)؛ إذ يرى عبدالقادر البغدادي (صاحب الخزانة) أنه مختصَرُ جمهرة ابن الكلبي لمجهول، ويرى د. مصطفى جواد أنه للمبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي (ت655هـ) أو لعبدالله بن الحسين الحموي (ت646هـ)، ويرى د. محمد حَمِيدالله الهندي أنه لمحمد بن حبيب البغدادي. ويردُّ علامةُ الجزيزة حمد الجاسر ذلك كلَّه مُصحِّحًا نسبةَ المختصرِ إلى المبارك بن يحيى الغساني الحمصي (ت658هـ).

للمزيد ينظر مقال حمد الجاسر: (مختصر جمهرة النسب) للمبارك بن يحيى بن المبارك الغساني الحمصي، في مجلة العرب (ج5ـ 6 س 21 ذوا القعدة والحجة 1406هـ – أغسطس 1986م).


6- الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني

زيارة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني

12 / 3 / 1969م

تكشف هذه الوثيقة المؤرخة بتاريخ 12 / 3 / 1969م عن زيارة وقعت من الشيخ الألباني (ولد 1914 – توفي 1999) للمعهد بُغية تصوير مجموعة من الكتب الحديثية التي كان من بينها (مختصر صحيح مسلم) للمنذري الذي نشره الشيخ بالمكتب الإسلامي سنة 1389هـ. وقد تحدث في مقدمة التحقيق ص (7) عن حصوله عن نسخة المعهد (الحديث والمصطلح600) المصورة عن مكتبة الرباط (455) فيقول: سافرت إلى القاهرة، وبعد دراسة النسخ الموجودة بدار الكتب، وقع اختياري على النسخة المحفوظة بالتيمورية تحت الرقم (523 -حديث)، ووجدت نسخة أخرى في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية مصورة من مكتبة الرباط في المغرب، وأصلها مشرقي كما يدل عليه خطها، وهاتان النسختان هما أصح النسخ التي وقفتُ عليها، ولذلك اعتمدتهما في المقابلة.

يذكر أن الشيخ الألباني لم يُعهد عليه التأريخ بالميلادي في مراسلاته ومقدمات كتبه وكتاباته الخاصة (؟)


5- وكيل المشيخة العثمانية: محمد زاهد الكوثري

زيارة وكيل المشيخة العثمانية

محمد زاهد الكوثري

(16/ 2/ 1950)

تؤرخ هذه الوثيقة التي كتبها الشيخ محمد زاهد الكوثري (ولد 1879-توفي1952) في 14 / 2 / 1950 لمدير الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية أحمد أمين لرسالة متبادلة بينهما، تفيد بتلقِّي الكوثريِّ الموافقةَ على طلبِ تصويرِه مخطوطةَ (الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، ططر) للبدر العيني (ت855هـ) من الإدارة، التي يحتفظ بها المعهد تحت رقم (685تاريخ) عن نسخة خسرو باشا بتركيا (402)، (52ق).

عن هذه النسخة الفريدة التي كُتبت بخط المؤلِّف نشر الكوثريُّ الكتابَ بدار الأنوار بالقاهرة سنة 1950. وقد صرح الكوثري بشكر المعهد على تلبية طلبه في مقدمة نشرته للكتاب حيث يقول ص (2): الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر (ططر) مما صوره قسم الثقافة من الجامعة العربية في عداد الكتب المتخيرة التي صورها من شتى الأقطار مما وجب الشكر الجزيل لهم باسم العلم.

صرَّحت الوثيقة بمرور الكوثري على المعهد وحضوره بعد يومين من كتابتها (16/ 2/ 1950) بعدما أحال الأستاذ أحمد أمين الطلب على مدير المعهد الدكتور يوسف العش الذي أحاله على الموظف المختص الأستاذ أحمد سالم المصور الفني بالمعهد فكتب أسفل الوثيقة: حضر سماحته اليوم وسلمني مبلغ 2,600 (2 جنيه و600 مليم) لهذا العمل وسأرسل هذا المبلغ للإدارة المالية، أحمد سالم 16 / 2 / 1950).

يذكر أن هذا الكتاب قد قام بتحقيقه أيضا عن مصورة المعهد المستشرق الألماني هانس أرنست سنة 1962 ونشره بمطبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة. وفي ذلك يقول ص (ي): المخطوطة التي اعتمدت عليها في هذا الكتيب هي صورة فوتوغرافية عن الأصل المحفوظ في مكتبة خسرو باشا في استمبول والتي استعرتها من معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة.

وعلى غِرار الكوثري شكر هانس المعهد في حصوله على المصورة منه حيث يقول في مقدمة تحقيقه ص (د): لا أنسى أن أقدم جزيل شكري للقائمين على شئون معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية الذين أعطوني المخطوطة. القاهرة 19 / 3 / 1962 دكتور هانز أرنست.

ونذكر بقول الطناحي في مقالاته (1/84) الذي ختمنا به النشرة (5) عن عالمين جليلين كان لهما أكبر الأثر في حياة رشاد عبدالمطلب وتبصيره وتوجيهه إلى هذا الفن الذي أخلص له عمره، ووقف عليه جهده لا يصرفه عنه صارف ولا يزهده فيه مزهِّد، الأول محمد زاهد الكوثري، والثاني الشيخ أحمد محمد شاكر.


4- محدث الديار المصرية القاضي أحمد محمد شاكر

زيارة محدث الديار المصرية القاضي

أحمد محمد شاكر

يحتفظ أرشيف معهد المخطوطات العربية بمجموعة من الوثائق التي تتعلق بمحدث الديار المصرية أحمد محمد شاكر (ولد 1892 – توفي 1958م)، كان كتبها لمدير الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية الأديب المصري أحمد أمين، ولمدير المعهد د. يوسف العش ود. صلاح الدين المنجد، يطلب فيها تصوير بعض المخطوطات التي يقوم بتحقيقها أو يستعين بها على إنجاز تحقيقاته وأعماله.

وسوف نقتصر في هذه النشرة على ذكر مَسْرَد زمني من الزيارات المتكررة التي وقعت في ما بين سنة [1950] و[1952] بُغيةَ تصوير مخطوطات صحيح ابن حبان (ت354هـ) وترتيب علاء الدين الفارسي (ت739هـ) له بالمعهد الذي نشر منه الشيخ أحمد شاكر الجزء الأول يوم الجمعة 28 نوفمبر سنة 1952 بمطبعة دار المعارف بمصر.

مَسْرَد زيارات أحمد شاكر لتصوير مخطوطات صحيح ابن حبان:

  • زيارة بتاريخ 9 / 12 / 1950. لتكبير مخطوطات صحيح ابن حبان بالمعهد.
  • زيارة بتاريخ 17/ 3 / 1951 لتصوير الجزء الأول من كتاب (التقاسيم والأنواع) = صحيح ابن حبان برقم (ف 1011).
  • زيارة بتاريخ 5/ 5/ 1951 للحصول على مصورة دار الكتب المصرية من كتاب (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان).
  • زيارة بتاريخ 16/ 9 / 1951 لتصوير القطع الثلاثة الموجودة بالإدارة الثقافية من صحيح ابن حبان.
  • زيارة بتاريخ 22/ 12 / 1951 للحصول على بعض الصفحات المكبرة من صحيح ابن حبان.
  • زيارة بتاريخ 21/ 2 / 1952 لتسليم الإدارة الثقافية المبالغ المستحقة من تصوير مخطوط صحيح ابن حبان.
  • زيارة بتاريخ 5 / 7 / 1952. لتصوير ورقتين من كتاب صحيح ابن حبان عن نسخة دار الكتب، هما صفحتا العنوان والديباجة.

تكشف هذه الوثائق الخطية المودعة بوحدة الأرشيف والمحفوظات بالمعهد عن بعض المشاهد الخفية التي صاحبت الشيخ أحمد شاكر أثناء تحقيق صحيح ابن حبان وعن مدى الصعوبات التي كان يُواجهها الرعيل الأول من جيل المحققين في سبيل الحصول على مصورةِ كتابٍ يُقبلون على تحقيقه. وقد تحدث الشيخ أحمد شاكر في مقدمة تحقيقه للكتاب ص (22) عن مصورات صحيح ابن حبان التي حصل عليها من المعهد فيقول عن نسخة دار الكتب برقم (227 ضمن مجموعة): صوَّرَتْها إدارة الثقافة التابعة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، تصويرًا مصغّرًا على الشريط. واقتنيتُ منها صورة على الورق لمكتبتي، والحمد لله. وفي ص (25) يقول عن الجزء الثاني من نسخة أحمد الثالث برقم (374): صوَّرَتْه الإدارة الثقافية التابعة لجامعة الدول العربية أيضًا، واقنتيت صورةً منه.

يذكر أن بعض الوثائق المؤرخة للمعهد في عام 1950 لم يسجلها الشيخ أحمد شاكر في دفتر يومياته، من ذلك الوثيقة المؤرخة بتاريخ 9 / 12 / 1950. وللتحقُّق من ذلك يُرجى مراجعة كتاب يوميات عالم، يومات العلامة أحمد محمد شاكر، عام 1950م، حققها وشرحها وصورها أشرف عبدالمقصود، ط1. مركز الوراق للتراث الكويت – دار البشائر الإسلامية، 2019. ص (332).

ومنها ما سجَّله الشيخ أحمد شاكر إجمالا في يومياته كما جاء في ص (315-316) حيث يقول: السبت 18 نوفمبر 1950: جاءني صباحا الشيخ أبو المواهب، وذهبنا إلى (إدارة الثقافة التابعة للجامعة العربية).

ويكشف أرشيف المعهد عن هذا الإجمال الذي وقع في دفتر يوميات الشيخ أحمد شاكر؛ إذ يحتفظ بوثيقة خطية للشيخ أحمد شاكر في التاريخ نفسه كتبها لمدير الإدارة الثقافية أحمد أمين يطلب منه فيها تصوير مخطوطة (الأسماء والكنى) للحاكم النيسابوري المحفوظ صورتها بالمعهد عن المكتبة الأزهرية.

ويسجل الشيخ أحمد زيارة أخرى للمعهد في يومياته ص (124-125) وقعت بتاريخ (13 فبراير 1950) حيث يقول: ذهبتُ في الصباح مع الشيخ حامد الفقي والشيخ سليمان الصنيع إلى (إدارة الثقافة التابعة للجامعة العربية) وقابلنا الدكتور يوسف العش وطلبنا تصوير بعض الكتب.

كما يسجل أيضا في يومياته عن استقباله لبعض أعلام المعهد في بيته مثل استقباله لعالم المغرب محمد بن تاويت الطنجي حيث يقول ص (302): الأحد 29 أكتوبر 1950 في المساء زارني الأخ محمد بك أحمد الغَمْراوي، والأستاذ سيد صقر، والأستاذ محمد بن تاويت الطنجي.

ويذكر محقق اليوميات د. أشرف عبدالمقصود في حاشية الصفحة ص (302) أنه رأى بخط أحمد شاكر على أول مصوّرة المجلد الثاني من (معجم البلدان) نسخة كوبريلي برقم (1166) ما نصه: توجد من معجم البلدان أجزاء بخط المؤلف في استطنبول بالمكتبة السليمانية كما أخبرنا بذلك الأستاذ محمد بن تاويت الطنجي. ويحتفظ المعهد بوثيقة كتبها الشيخ أحمد شاكر يوم السبت 10 فبراير 1951 يسأل فيها عن نفقات تصوير تلك النسخة.

ويسجل أحمد شاكر في اليوميات زيارة ثانية للطنجي بمفرده فيقول ص (307): الجمعة 3 نوفمبر 1950 في المساء زارني الأخ محمد بن تاويت الطنجي.

ويحكي أيضًا د. محمود الطناحي في مقالاته (1/84) عن عالمين جليلين كان لهما أكبر الأثر في حياة رشاد عبدالمطلب وتبصيره وتوجيهه إلى هذا الفن الذي أخلص له عمره، ووقف عليه جهده لا يصرفه عنه صارف ولا يزهده فيه مزهِّد، الأول محمد زاهد الكوثري، والثاني الشيخ أحمد محمد شاكر.

نأخذ من ذلك كله أن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله كان من المترددين على المعهد وأعلامه بكثرة ملحوظة، أفادهم وأفادوه، وقد كان المعهد يحوطه بعناية خاصة ومنزلة رفيعة له ولنُظرائه من أهل العلم والتحقيق والبحث.


3- شيخ الأزهر عبد الحليم محمود

يحتفظ أرشيف الوثائق والمحفوظات بمعهد المخطوطات العربية بوثيقة خطية تؤرخ لزيارة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر [في المدة 1973-1978] عبدالحليم محمود (ولد 1910 – توفي 1978) للمعهد بتاريخ (26/12/1957) أي قبل تولّيه مشيخةَ الأزهر بنحو ستة عشر عامًا، وإبان عمله أستاذًا للفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. قصدت الزيارة الحصول على نسخة مكبرة من رسالة (أجوبة عن الاعتراضات التي وجهها البيروني على الرئيس ابن سينا) المحفوظِ صورتُها بالمعهد برقم (12فلسفة) عن أصل مكتبة مجلس شوراى ملى بإيران (599) ضمن مجموع. وذلك بغرض استخدامها في أبحاثه الخاصة وليس لنشرها. وهي الرسالة التي نشرت بعدُ في كتاب (حوار البيروني وابن سينا) سنة 2008 بتحقيق الدكتور عبدالكريم اليافي، بعنوان (جوابات أبي سعيد أحمد بن علي عن الاعتراضات التي اعترض بها محمد بن أحمد البيروني على ابن سينا في جواباته عن مسائله).

كما يحتفظ الأرشيف بوثيقة أخرى لفضيلة الإمام كُتبت بتاريخ 22/ 11 / 1973 أي في السنة التي تولَّى فيها مشيخة الجامع.


2- فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد عبدالخالق عُضَيْمَة

إنه في يوم 4 / 9 / 1962 زار المعهد فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد عبدالخالق عُضَيْمَة (ولد 1910 – توفي 1984) صاحب أشهر كتاب معاصر أُلّف في حروف المعاني وصِيَغ الكتاب العزيز، الذي عنون له بـ(دراسات لأسلوب القرآن الكريم) وقدَّم له الأستاذ محمود محمد شاكر. وذلك للحصول على نسخة مكبرة من كتاب (تفسير المسائل المشكلة في أوائل المقتضب) للفارقي (ت391هـ)، هي نسخة شهيد علي بتركيا (ضمن مجموع رقمه 2516 – وفي المعهد 37نحو) للاستعانة بها على إنجاز تحقيقه لكتاب المقتضب للمبرد الذي نشره بعدُ في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سنة 1963.

وقد لبَّى المعهدُ طلبَه بمعية الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب الذي كان يتولّى في هذه السنة إدارةَ المعهد بالإنابة، كما أكَّد تلبيةَ الطلب فهرسُ المراجع الذي جاء في آخر كتاب المقتضب للمبرد بتحقيق الشيخ عُضَيْمَة (4/370) حيث يقول: تفسير المسائل المشكلة في أول المقتضب لأبي القاسم سعيد بن سعيد الفارقي، نسخة بالتصوير الشمسي بمكتبتي عن نسخة معهد المخطوطات العربية.

يذكر أن المعهد قد قام بنشر كتاب (تفسيرالمسائل المشكلة) للفارقي سنة 1993 بتحقيق الدكتور سمير أحمد معلوف.


1- فضيلةُ الشيخ المبجّل محمود خليل الحصري

إنه في يوم 6 / 11 / 1967 زار المعهد فضية الشيخ الكبير محمود خليل الحصري -رحمه الله- شيخ عموم المقارئ المصرية والمستشار الفني لوزارة الأوقاف بغرض الحصول على طلبين:

الأول: نسخة مكبرة من كتاب (إيضاح الوقف والابتداء) لابن الأنباري الذي يحتفظ المعهد بنسخته المصورة تحت رقم (10) قراءات، عن مكتبة سليم أغا مكرم بتركيا (32).

والثاني: نسخة من فهرس المخطوطات المصورة، الخاص بالقراءات والعلوم الدينية.

وعلى إِثْر تقديم الطلب من فضيلته تفاعل المعهد سريعًا في تلبيته؛ خدمة لأهل القرآن الكريم، وكتب مدير المعهد الأستاذ توفيق البكري (من السودان) على طلب الشيخ الحصري للأستاذ محمد مرسي الخولي (الموظف بالمعهد) عدة أوامر إدارية هي: التعجيل في تصوير المخطوطة بنصف ثمنها له، وتقديم الفهرس له هدية؛ إكرامًا لأهل القرآن.