48- الدكتور طارق عبد عون الجنابي

48- الدكتور طارق عبد عون الجنابي

زيارة الأستاذ الدكتور طارق عبد عون الجنابي 

 للمعهد 24\2\1973 

______________ 

استقبل المعهد بتاريخ (24\2\1973) الأستاذ الدكتور العراقي طارق عبد عون الجنابي (ولد حفظه الله 1936)، وذلك بعد حصوله على درجة الماجستير من كلية الآداب بجامعة بغداد سنة (1972) المعنون لها بـ(ابن الحاجب النحوي، آثاره ومذهبه) وأشرف عليها د. مهدي المخزومي، ونشرت بمطبعة أسعد ببغداد سنة 1974، وقبل مناقشة أطروحته للدكتوراة من الكلية نفسها سنة (1976م)، المعنون لها بـ(أبو بكر بن الأنباري اللغوي النحوي، وكتابه المذكر والمؤنث) دراسة وتحقيق، في قسمين، بإشراف الدكتور إبراهيم السامرائي. وهي الرسالة التي نشرت وزارةُ الأوقاف بالعراق القسم الثاني منها فقط بمطبعة العاني ببغداد سنة 1978.

استهدفت زيادة د. الجنابي للمعهد الحصول على مجموعة من المخطوطات المصورة لأبي بكر الأنباري (ت328هـ)، وهي:

  1. المذكر والمؤنث، بشير أغا (179)، (المعهد 251 لغة).
  2. منظومة في الغريب، البلدية (5784ج)، (المعهد 278 لغة).
  3. مختصر في ذكر الألفات، لا له لى (11/3740)، (المعهد 248 لغة).
  4. مسألة في التعجب، كوبريلى (6/1393)، (المعهد 149 نحو).
  5. عجائب علوم القرآن، البلدية بالإسكندرية (3599 ح)، (المعهد 148 التفسير وعلوم القرآن).
  6. شرح المفضليات، مدنية (536)، (المعهد 557 أدب).

من جانب المعهد فقد كتب رشاد عبدالمطلب أسفل الطلب: يقدر الطلب [بـ]خمسة جنيهات، وقد دفع الطالب سبعة جنيهات. وعلى إثره كتب مدير المعهد صالح أبو رقيق: يعمل إذن تشغيل.

وفي زيارة أخرى له للمعهد بتاريخ (11\9\1973) استقبله د. محمود الطناحي وكتب بخط يده إلى مدير المعهد نيابة عن د. الجنابي خطابًا يطلب له فيه الإذن بتصوير هذه المخطوطات:

  1. الإملاء على أبيات المعاني لابن الحاجب، التيمورية (شعر 1189)، (المعهد 67 أدب).
  1. التبيان في المعاني والبيان للطيبي، ولى الدين جار الله (1839)، (المعهد 25 بلاغة).
  1. المقصور والممدود للوشاء، لاله لى (9/ 2740)، (المعهد 272 لغة) وكتب عليه: غير موجود.
  1. مختصر في ذكر الألفات للأنباري، لا له لى (11/3740)، (المعهد 248 لغة)، وكتب عليه: غير موجود.
  1. معان وفوائد لثعلب، الإسكوريال (778)، (المعهد 262 لغة).

من جانب مدير المعهد المستشار قاسم الخطاط فقد كتب أسفل الطلب: موافق، ويعمل له إذن تشغيل؛ إذ له مبلغ متبق عندنا.

*

كان المعهد يتتبع أخبار د. طارق الجنابي العلمية وينشرها في نشرة أخبار التراث العربي  الصادرة عن المعهد، من ذلك ما جاء في (عدد 23) بتاريخ (1\7\1972) ص (12): كتاب الواضح لأبي بكر الزبيدي، كان معهد المخطوطات قد تلقى طلبًا لتصويره (بتاريخ 14\6\1972) من الأستاذ طارق الجنابي بالدراسات العليا بكلية الآداب بجامعة بغداد، ويبدو أن السيد الجنابي يعد العدة لإخراج هذا الكتاب الذي كان الدكتور أمين علي السيد مدرس النحو في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة قد أجال فيه يد العناية فنسخه تمهيدًا لنشره كما أفاد في مقدمة كتابه (دراسات في علم النحو) ثم عاد فنشر بحثًا عن الزبيدي وصورًا من كتابه في العدد الأول من مجلة (آداب الرافدين) التي تصدرها كلية الآداب جامعة الموصل. هذا وأرجو أن يكون العمل في تحقيق التراث منسقًا، لكي تتسع دائرة الفائدة ولا تتوزع الجهود الخيرة بتكرار العمل في مجال واحد، وذلك كما حدث بإخراج كتاب (الجمان في تشبيهات القرآن) في بغداد والكويت في آن واحد، و(شعر إبراهيم بن هرمة) الذي صدر في بغداد ودمشق في فترتين متقاربتين، و(شعر علي بن جبلة العكوك) الذي نشر في بغداد مرتين، وهذه الأعمال كلها تتفاوت في الدقة والجودة، وكان الأولى أن تعار من العناية أكثر مما أعيرت ولو بتضافر هذه الجهود مجتمعة. ونحن نتمنى مع الباحث أن يتم ذلك بمشيئة الله.

إفادات د. طارق الجنابي للمعهد: 

وقد سجلت نشرة أخبار التراث العربي (عدد 23) بتاريخ (1\7\1972) إمداد د. الجنابي المعهدَ بـ(100) عنوان رسالة جامعية سُجلت في جامعات العراق، مناصفة مع الدكتور يحيى الجبوري؛ ونُشرت هذه العناوين المئة منجَّمة في أربعة أعداد متتالية للنشرة؛ إذ جاء ما نصه ص (15): الرسائل الجامعية، ننشر في ما يلي بعض ما يصل إلينا علمه من الرسائل الجامعية المسجلة في مختلف الكليات والمعاهد، راجين أن تتفضل الجامعات العربية بإمدادنا ببيان لها، كي تعم بها الفائدة وكي لا تتكرر جهود الباحثين في موضوع واحد، وهذه هي القائمة التالية بعناوين رسائل الماجستير في اللغة العربية وآدابها المسجلة في الدراسات العليا بكلية الآداب بجامعة بغداد منذ عام 62، 1963 حتى الآن التي تفضل كل من الدكتور يحيى الجبوري الأستاذ المساعد بالكلية والأستاذ طارق الجنابي بموافاتنا بها. قائمة رقم (1)، ص (15-16). وفي عدد (24) ص (10-12) نشرت القائمة الثانية. وفي عدد (25) نشرت القائمة الثالثة ص (9-12). وفي عدد (26) نشرت القائمة الرابعة ص (12-15).

وفي عدد (32) من نشرة أخبار التراث العربي بتاريخ (15\11\1972) تفرَّد الدكتور الجنابي بإمداد المعهد بـ(72) عنوانًا لرسالة جامعية سُجلت في جامعات بغداد، ونشرت في أربع قوائم منجمة في أعداد النشرة؛ إذ جاء ما نصه ص (13-14): الرسائل الجامعية، ننشر في ما يلي بعض ما يصل إلينا علمه من الرسائل الجامعية المسجلة في مختلف الكليات والمعاهد، راجين أن تتفضل الجامعات العربية بإمدادنا ببيان لها كي تعم بها الفائدة وكي لا تتكرر جهود الباحثين في موضوع واحد، وهذه هي القائمة التالية بعناوين رسائل الماجستير في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة بغداد، تفضل الأستاذ طارق الجنابي فوافانا بها. وفي عدد (33) نشرت القائمة الثانية ص (16-18). وفي عدد (34) نشرت القائمة الثالثة ص (14-15). وفي عدد (35) نشرت القائمة الرابعة ص (11-12).

ويظهر عدد (47) بتاريخ (1\7\1973) من النشرة إمداد د. الجنابي المعهدَ بـ(55) عنوانًا لرسالة ماجستير سُجلت بكلية الآداب جامعة بغداد، وقد نشرت منجمة في ثلاثِ قوائمَ في ثلاثةِ أعدادٍ من النشرة؛ إذ جاء ما نصه ص (10-12): الرسائل الجامعية، ننشر في ما يلي بعض ما يصل إلينا علمه من الرسائل الجامعية ونحن نأمل من المعاهد والكليات الجامعية إمدادنا ببيان لها كي لا تتكر جهود الباحثين في موضوع واحد، وهذه هي الرسائل الجامعية (الماجستير)، المسجلة في قسم الدين بكلية الآداب – جامعة بغداد، تفضل الأستاذ طارق الجنابي، فوافانا بها. ونشرت القائمة الأولى. وفي عدد (48) نشرت القائمة الثانية ص (11-12). وفي عدد (49) نشرت القائمة الثالثة ص (9-10).

وأفاد أيضًا عدد (67) بتاريخ (1\5\1974) من النشرة بإمداد د. الجنابي المعهدَ بـ(29) عنوانًا لرسالة جامعية (ماجستير – دكتوراة) سُجلت في جامعات بغداد، نُشرت منجمة في ثلاث قوائم من النشرة؛ إذ جاء ما نصه (9-10): الرسائل الجامعية، ننشر في ما يلي بعض ما يصل إلينا علمه من الرسائل الجامعية المسجلة في المعاهد والكليات المختلفة، راجين أن تمدنا هذه الكليات والمعاهد بما يسجل لديها من رسائل لنشرها، وذلك كي تعم بها الفائدة وكي لا تتكرر جهود الباحثين في موضوع واحد، وهذه هي قائمة رسائل الماجستير المسجلة في قسم اللغة العربية بجامعة بغداد السنة الدراسية 72-73 تفضل بموافاتنا بها الأستاذ طارق الجنابي الباحث بالكلية. ونشرت القائمة الأولى. وفي عدد (67) نشرت القائمة الثانية، وكتب ص (8-9): ننشر في ما يلي بعض يصل إلينا علمه من الرسائل الجامعية المسجلة في المعاهد والكليات المختلفة… وهذه هي قائمة رسائل الماجستير والدكتوراه في قسمي اللغة العربية والتاريخ بجامعة بغداد للسنة الدراسية 72-1973 تفضل بموافاتنا بها الأستاذ طارق الجنابي الباحث بالكلية. وفي عدد (69) نشرت القائمة الثالثة.

*

وفي رسالة خطية كتبها الدكتور طارق الجنابي إلى مدير المعهد المستشار قاسم الخطاط بتاريخ 5\6\1972 تحتفظ بأصلها وحدة الأرشيف والمحفوظات بالمعهد، تحدث فيها عن دهاليزِ إمدادِه المعهدَ بتلك العناوين الآنف ذكرُها، فيقول: وبعد.. فأرفق لكم ثبتًا بالقسم الثاني من رسائل الماجستير المسجلة في اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة بغداد، وهي الرسائل التي لم تناقش بعد؛ بغية نشرها في نشرة التراث العربي (…). وبهذه المناسبة، سأواصل تزويد نشرة المعهد بأخبار التراث في العراق تباعًا، أملي أنكم ستزودونني بنسختين من كل عدد يصدر منها.

تواصلنا مع الدكتور طارق الجنابي من خلال تلميذه الدكتور مكي نومان مظلوم (الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية التربية للعلوم الإنسانية، جامعة دَيالى)؛ وذلك؛ ليكتب إلينا بعض ذكرياته مع المعهد فأرسل لنا عن طريقه ورقتين بعنوان (مع معهد المخطوطات العربية) كتبهما بتاريخ (5\10\2022) ننشرهما لكم في الفقرة الآتية: بدأت صلتي بمعهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية عام 1970م، وكنت أرفد نشرة المعهد بأخبار التراث: بحثًا أو تحقيقًا، ثم طالبًا لأفلام مصغّرة (ميكروفيلم) لمصوّرات مخطوطات قد كان اجتلبها المعهد من مكتبات تركيا، ولا سيما ما تزخر مكتبات الجوامع في استانبول، وسائر الأصقاع التي تحتجن الجمّ الغفير من مخطوطات التراث العربي والإسلامي في الخافقين؛ ولا سيما ما آب به الأستاذ فؤاد سيد – رحمه الله – من مكتبات استانبول، وصنع له فهرسًا ذا فائدة جليلة.

وكانت وشيجتي أولًا مع الأستاذ التونسي (الصواب المصري) الأصيل صالح أبي رقيّق مدير المعهد، وكان الرجل حقًّا لا يقصّر عن ندًى، متعاونًا كريمًا في هذا الباب، حتى إذا غادر المعهد خلَفه الأستاذ العراقي الشَّهْم الودود قاسم الخطاط، وكان قلمي سفيري إلى قلبه، وهو ماضٍ على سيرة سلفه في إسعاف طلبات الباحثين والمحقّقين، في الدراسات العليا، ومَن سواهم.

يبدو أنّ ما يخطّه قلمي آنذاك، وكانت أصابعي أكثر ثباتًا، قد أعجبه، فصرتُ بهذا أقرب إلى قلبه.

في آذار (مارس) من عام 1975، أقبلتُ مشوقًا على القاهرة المعزّيّة، وعلى نيلها البهيّ، وعلى جامعتها الأثيرة العظيمة ولا سيما دار العلوم، وكلية الآداب، وفي الأولى لقيتُ الدكتور حسين نصَّار، والدكتور محمود فهمي حجازي، والدكتورة سَهِير القلماوي. والدكتور عبدالمنعم تلّيمة، والدكتور جابر عصفور، وكان قد حصل على الدكتوراة توًّا، وقد شغلت رسالته أذهان أهل الشأن، رحمهم الله جميعًا.

وفي دار العلوم، لقيتُ عميدها الأنيس العالم كمال محمد بشر -رحمه الله-.

بيد أنّ هدفي الأول هو زيارة معهد المخطوطات لتصوير آثار لغوية، فيها كتب أبي بكر بن الأنباري (ت328هـ)، وهو موضوع أطروحتي (أبو بكر بن الأنباري اللغوي النحوي وكتابه المذكر والمؤنث)، وكل ما من شأنه خدمة العربية، ونشر تراثها العظيم [ورقة 1].

وفي اليوم التالي لوصولي، ينقلني المصعد في العمارة التي تشغلها جامعة الدول العربية قرب ساحة التحرير، إلى إدارة معهد المخطوطات، وهو الهدف الأول من الزيارة.

ثمة باحثون ومحققون في غرف صغيرة أو هي مقصورات، وأمام بعضهم قارئة الأفلام يتبصّرون بها.

يستقبلني بوجه طَلْق المحيا مدير المعهد الأنيس (قاسم الخطاط)، وعلى شفتيه تتزاحم عبارات الترحيب، إذ عرَّفته بنفسي، ويجري بيننا حديث ودود، ثم يأخذ بيدي إلى غرفة قريبة، فيها رجلان عليهما مخايل النُّبل، قدّمني لهما معرّفًا بصاحب القلم الجميل (بحسب مجاملته)، وأوصاهما بي.

إنهما الرجلان الفاضلان: المحقّقان المدقّقان: أحمد (الصواب محمد) مرسي الخولي، ومحمود محمد الطناحي (رحمهما الله) قبل نيلهما الدكتوراة.

أطلعني الطناحي على سجلّ المصوّرات التي آب بها قريبًا من السعودية لا سيّما المكتبات الخاصّة، ومن المغرب وإيان، نظرتُ في السجل، واخترت ما تمسّ الحاجة إليه، أو ما وجدته جديرًا بالتحقيق.

كان -رحمه الله – بصدد تحقيق (أمالي ابن الشجري) أطروحة دكتوراة، وكان يعلم أن نسخة من الكتاب في مكتبة الدراسات العليا بآداب بغداد، عرضتُ عليه تصويرها، فاعتذر شاكرًا بأنّ لديه النسخ القُدْمَى.

في سنة 1981 أقامت جامعة الموصل ندوة كبرى عن أبناء الأثير: مجد الدين، وعز الدين، وضياء الدين، دعونا الطناحي باحثًا ومحاورًا ومحققًا لأحد كتب المجد المحدّث. وضرب بذلك بسهم وافر.

أيام، ونفترق.

وكان اللقاء الأخير.

ولم تكن الصلة مع المعهد بعد انتقاله إلى الكويت قد انبتّت، إذ نُلِمُّ به في مراسلات مع مديره الدكتور خالد عبدالكريم جمعة، ولعلّنا قد صورنا منه (قلائد الجمان) لابن الشعَّار الموصلي لتحقيقه في قسم اللغة العربية بتربية الموصل، وقد طُبع الجزء الثالث منه.

تحيّة للمعهد العريق وللعاملين فيه في كلّ آن، وندعو الله تعالى له بدوام الرقيّ. طارق الجنابي. اهـ.

*

حفظ الله الدكتور طارق الجنابي وجزاه الله خيرًا على ما قدَّم للغتنا العربية الشريفة وآدابها.