49- الأستاذ الدكتور عادل سليمان جمال
من أرشيف معهد المخطوطات العربية
نشرة [49] مشاهير مروا على المعهد
1445هـ – 2023
زيارة الأستاذ الدكتور عادل سليمان جمال
للمعهد 28\1\1967
______________
استقبل المعهد بتاريخ (28\1\1967) الأستاذ الدكتور عادل سليمان جمال (ولد حفظه الله 14 مايو 1937)، وقد استهدفت الزيارة الحصول على صورة مكبرة من نسخة (نور عثمانية 2804 – المعهد، الأدب 206) ونسخة (رئيس الكتاب 787 – المعهد، الأدب 207) من كتاب الحماسة البصرية لأبي الحسن البصري (659هـ). الذي نشر الجزء الأول منه سنة 1978 والثاني سنة 1987 بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية – وزارة الأوقاف مصر. ثم أعاد نشره سنة 1999 بمكتبة الخانجي بالقاهرة في أربعة أجزاء. والذي حصل به من قبلُ على درجة الدكتوراة في الآداب بمرتبة الشرف الأولى، من قسم اللغة العربية، كلية الآداب جامعة القاهرة سنة 1970، بإشراف الدكتور شوقي ضيف. تأتي تلك الزيارة أثناء عمل الدكتور عادل أستاذًا بالجامعة الأمريكية (1962 – 1975)، وقد استقبله من المعهد الأستاذ رشاد عبدالمطلب بصفته نائبًا لمدير المعهد وقدّم له السبل الممهّدة للحصول على نسختي الكتاب. ويحكي الدكتور عادل في مقدمة التحقيق (57-58) أنه قبل زيارتِه المعهدَ بعام وتحديدًا في أواخر عام 1966 أنبأه الأستاذ رشاد عبدالمطلب أن الحماسة البصرية قد طبعت في الهند بتحقيق الدكتور مختار الدين أحمد (1964)، وسعى حثيثًا لإمداده بنسخة من الكتاب وقد وصلته بعد جهد في أوائل عام 1968 وهو على وشك الانتهاء من الكتاب الذي أتمه في ديسمبر عام 1968. يقول د. عادل: كنت – منذ أنبأني المرحوم رشاد عبدالمطلب – مُتوجِّسًا قَلِقًا خشية أن يكون الكتاب جيد التحقيق، فما جدْوَى تكرار عمل جيد ! وكان أستاذي العلامة الدكتور شوقي أطال الله بقاءه، وشيخي العلامة محمود شاكر رحمه الله يُفْرِخان رَوْعي، فلكل محقق منهج قد يخالف فيه غيره، وكم من كتاب قد نُشر أكثر من مرة كطبقات فحول الشعراء مثلا، وجِماع الأمر هنا صنعة المحقق وحِذْقه ومهارته، وإلى جانب ذلك فعندي ثلاث نسخ نُسخت في حياة البصري عام 647، 651، 654، وكلها مختلفة تزيد ثانيتُها عن أولاها وثالثتها عن ثانيتها، ولعل الدكتور مختار الدين أحمد لم يوفق في الحصول عليها جميعًا أو على بعض منها. وقد صحَّ تقديرهما، فما إن نظرتُ في طبعة الدكتور مختار الدين حتى استبنت يقين ما قالا، فإنه لم يستطع الحصول على النسخة الأخيرة الكاملة المكتوبة سنة 654، واعتمد على نسخة منسوخة منها كانت بمكتبة العلامة المرحوم عبدالعزيز الميمني، نسخها عبدالرحمن بن عبدالله البغدادي سنة 1286هـ، وهي نسخة سقيمة مليئة بالأخطاء. ولم يستطع الحصول أيضا على نسخة عاشر أفندي المكتوبة سنة 647، وإنما اعتمد على نسخة بمكتبة الأستاذ الميمني منقولة منها سنة 1286 نسخها يحيى بن محمد الجزائري. ورأيت أيضًا أن طبعة الدكتور مختار الدين أحمد مليئة بالأخطاء، وأن نشرة أخرى واجبة لخدمة ذلك التراث العريق.
ويحكي الدكتور عادل قصة تعثُّر نشر الكتاب كاملا في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف حيث يقول في مقدمة التحقيق ص (5): كان الأستاذ أبو الفضل إبراهيم رحمه الله أشد الناس حثًّا على نشر الحماسة البصرية، وكان آنذاك رئيس لجنة إحياء التراث بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، فتكفل بعرضها على اللجنة، فوافقتْ دون توان، وكان ذلك في أواخر عام 1970، وتعهدت اللجنة بإخراج الكتاب كاملًا في أربعة أجزاء خلال خمس سنوات. ولكن اللجنة لم تستطع أن تفي بعهدها ومضت ثماني سنوات ولم يُنشَر شيء من الكتاب.
*
وقد امتدت صلة المعهد بالدكتور عادل سليمان طوال هذه المدة وقويت لا سيما بعد عودة المعهد من الكويت إلى القاهرة مطلع تسعينيات القرن الماضي، واختاره المعهد عضوًا محكِّمًا لكثير من البحوث اللغوية والأدبية المقرَّر نشرُها بالمعهد، وشارك في نشر عدة بحوث في مجلة المعهد، نذكرها على الوِلاء في المَسْرَد الآتي:
الأبحاث التي نشرها د. عادل سليمان بمجلة المعهد:
- تعقيب في الجلسة الرابعة من ندوة معهد المخطوطات العربية: وقائع الماضي ورؤى المستقبل. المجلد 40، ج 1، سنة 1996.
- حماسة البصري: دراسة في أسس الاختيار والتأليف الأول والثاني والثالث، المجلد 41، ج 2، 1997.
- حاشية على مفهوم محمود شاكر لنظرية ابن سلام النقدية، المجلد 42، ج1، 1998.
- هل الشعر الجاهلي شفهي مرتجل، المجلد 43، ج 2، 1999.
- المخطوطات العربية في ألمانيا (مكتبة برلين وفهرس آلورد)، المجلد 44، ج2، 2000.
- السيد أحمد صقر العالم المحقِّق، المجلد 47، ج2، 2003.
- شوقي ضيف خاتمة المحققين الروَّاد، مجلد 50، الجزآن 1-2، 2006.
- ديوانان في علم (السَّطْو)، الأحوص الأنصاري، وحاتم الطائي – نموذجين، المجلد 52، الجزآن 1-2، 2008.
*
وفي الختام: اختاره المعهد لشخصية العام التراثية في يوم المخطوط العربي عام 2017 الذي أقيمت فعالياته في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
حفظ الله الدكتور عادل سليمان جمال وأعظم الله أجره وأبقى ذكره.