12- الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للحافظ الذهبي (ت ٧٤٨هـ)

الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للحافظ الذهبي (ت ٧٤٨هـ)

شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني الفارقي الدمشقي الذهبي الشافعي، الحافظ المؤرخ المحدث المقرئ صاحب المصنفات السائرة في الأقطار.

ولد الذهبي بمدينة دمشق سنة (673هـ)، واعتنى بدراسة الحديث النبوي والقراءات القرآنية والتاريخ، ورحل في طلب العلم إلى حلب وحماة وطرابلس ونابلس والقدس والقاهرة والإسكندرية والحرمين الشريفين وغيرهم من حواضر المعرفة في الحضارة العربية، وتوفي رحمه الله يوم الإثنين الثالث من ذي القعدة سنة (748هـ) بدمشق.

وكان من المكثرين من التصنيف والتأليف حتى قال عنه ابن حجر في  (الدرر الكامنة): “كان أكثر أهل عصره تصنيفا”، وقد قاربت مؤلفاته المائة، ومنها: (أسماء الذين راموا الخلافة)، و(تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام)، و(سير أعلام النبلاء) و(معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار).

وكتاب (الكاشف) للذهبي هو حلقة من سلسلة مؤلفات حديثية في خدمة أسماء الرجال، ويقول الشيخ محمد عوامة : “والكاشف هو الكتاب الرابع المتفرع عن الكتاب الأول (الكمال  في أسماء الرجال) للحافظ عبد الغني المقدسي”. ويقع بينهما (تهذيب الكمال) لأبي الحجاج المزي، و(تذهيب تهذيب الكمال) للذهبي.

يقول الذهبي في مقدمته واصفا لكتابه: “مختصر نافع في رجال الستة -الصحيحين والسنن الأربعة- مقتضب من (تهذيب الكمال) لشيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي”

وقد حظي كتاب (الكاشف) للذهبي بالاشتغال المعرفي في حياته بصور مختلفة من آليات التداول المعرفي من السماع والقراءة والنساخة ونحوها ، ثم خدم الكتاب بصور متنوعة من أنماط التأليف كالتحشية والتذييل والاختصار والترتيب.

ومن صور الاشتغال المعرفي التي ترصد نموذجا من طبيعة التكامل المعرفي بين العلوم في الحضارة العربية وموسوعية المجددين في التراث العربي، ما سطّره الإمام محمد بن محمد الحسيني الزبيدي (ت1205هـ) بصفحة العنوان لنسخة دار الكتب المصرية  رقم (59 مصطلح حديث) : ” هذا كتاب (الكاشف) للذهبي استوفاه مراجعة لرجال (القاموس) محمد مرتضى الحسيني سامحه الله وعفا عنه. آمين.”

فعلى الرغم من كون اشتغال المرتضى الزبيدي في معجمه (تاج العروس من جواهر القاموس) اشتغالا لغويا معجميا في المقام الأول إلا أن الزبيدي يصرح بذكر كتاب (الكاشف) للذهبي بمعجمه في أكثر من أربعين موضعا، وذلك لضبط أسماء الرجال الواردين في معجم (القاموس المحيط) والحكم على موثوقيتهم.

وعند اكتمال الاختصار، قال الذهبي: “تم الكاشف بانتقاء كاتبه، والحمد لله وحده يوم سابع وعشرين رمضان سنة عشرين وسبعمائة، يوم الجمعة بعد العصر، اللهم صل على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا”