المعهد في يوم الوثيقة العربية 2017

المعهد في يوم الوثيقة العربية 2017

الحربي: إعادة قراءة وثائقنا وتصحيحها

شارك معهد المخطوطات العربية صباح يوم 17 من أكتوبر/ 2017، بإلقاء كلمة في الاحتفال الرابع بـ”يوم الوثيقة العربية 2017″ السنوي، الذي أقيم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برعاية معالي الدكتور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة، تحت شعار ” مائة عام على وعد بلفور” بحضور جمٍّ غفير من المسؤولين عن الثقافة في الوطن العربي، والمعتنين بالشأن التاريخي والتراثي.

وقد ألقى مدير المعهد د. الحفيان كلمة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور سعود الحربي بالمناسبة ومما جاء فيها: “”وعد بلفور” بلفور نحن جميعًا نعرفه. المشكلة في  كلمة  “declaration”  التي تُرجمت إلى كلمة  “وعد”  وهي ترجمة لا تستقيم، إذ المقابل العربي المناسب لها هو: إعلان أو تصريح أو بيان. أما مقابل “وعد” بالإنجليزية فهو: promise، وتعلمون مدى الاختلاف الكبير بين الكلمتين، فكلمة “وعد” تقتضي الوفاء بشيء معين، أما كلمة “بيان” فهي كلمة محايدة، ولا تلزم قائلها بشيء.

وبالمقابل في الوثيقة عبارة “national home in Palestine” التي لُوِي عنقها؛ لتُفْهم على أنها دولة يهودية أو دولة للشعب اليهودي. كان الصهاينة يطمعون في الحصول على عبارة: national home land، إلا أن الوثيقة جاءت بعبارة: national home؛ التي لا تفيد أكثر من معنى بيت أو عمارة أو ناد أو تجمع سكني أو قرية أو مدينة، ولو كانت العبارة تعني إنشاء دولة لليهود على أرض فلسطين، لاستخدَم المحرر كلمة “دولة/ state”. وجاء في الوثيقة بأن بريطانيا ستسعى إلى تسهيل إنشاء ذلك الشيء، ويقابلها بالإنجليزية: “object”، وهو مصطلح قابل لتأويلات مختلفة.

لهذا وجب إعادة قراءة الوثيقة، والتنبه للترجمات العربية الخاطئة، بالإضافة إلى الغموض والصياغات الفضفاضة والمبهمة، التي وردت في لغتها الأصلية وفي صياغتها العربية.

وفي إطار مراجعة الوثيقة لابد من الإشارة إلى أن هذه الوثيقة وإن وافق عليها أغلب وزراء مجلس الوزراء البريطاني، فإنه لم يوافق عليها مجلس العموم أو مجلس اللوردات أو حتى الملك. ثم إن هذه الوثيقة ليست سوى رسالة غير رسمية أرسلها بلفور بوصفه صديقًا إلى صديقه روثستشيلد، ولا قيمة قانونية لها”.

يذكر أن الاحتفال بيوم الوثيقة العربية تبنته “الألكسو” وأقرته الجامعة العربية باعتماد يوم (17) من أكتوبر يوما عاما للوثيقة العربية.