(تراثنا) النشر الإلكتروني باعتماد المعهد

لعل أهم ملامح العصر الجديد الذي نعيشه تلك الطرق والوسائل والأدوات التي تنشر المعرفة وتذيعها، فقد أصبح الإنسان، مهما كان مستواه العلمي – مالكًا لأشياء تقوم مقام دار النشر التقليدية، بل إنه أصبح صاحب إذاعة وقناة تلفزيونية يبث ما يريد وقتما يريد!

بذلك نسخت أو كادت الحياة العصرية – مع شيء من المسامحة – الورق، وما عاد هو الحامل الوحيد الذي يحمل نتاج العقل البشري، وحل محله حامل جديد خطير هو “الإلكترون”.

بيد أن فضيلة نشر المعرفة وانتشارها وسيطرة الفرد عليها لها مساوئها، فقد كثر الغُثاء وطمَّ، واهتز عرش الكتاب والبحث العلمي الرصين الذي كان يضمنه ذلك الحامل التاريخي (الورق) ويحيطه – غالبًا – بسياج حام، مفرداته هيبة المعرفة ذاتها، والمؤسسة (دار النشر) والنفقات، والمتلقون أنفسهم.

واختلط الطيب بالفاسد، والرصين بالرديء، وفقد الكثير مما ينشر بهاءه والثقة به، بعد أن تفلَّت من كل القيود والضوابط، وصار  حِمًى مباحًا للكبير والصغير والعالم والجاهل والمثقف ونصف المثقف.

وكان لابد من وِقْفة تستعيد فيها المعرفة هيبتها وتسترجع الثقة بها، وذلك من خلال:

  • ضبط عملية النشر وإخضاعها للشروط العلمية والمنهجية.
  • ومنح المصداقية لما ينشر، وإكسابه الثقة اللازمة.

وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة انتشار العديد من الكتب والمقالات الإلكترونية في مواقع الشبكة العنكبوتية، ولفت انتباهنا أن الشريحة التي أقبلت على هذا النشر كان جُلُّها من الشباب الذي لم يجد له مكانًا أو فرصة في النشر الورقي، لأسباب لا نريد التطرُّق إليها.

إيمانا منا بالشباب وما لهم من دور كبير في التجديد والإبداع والإضافة  = سَعَيْنا إلى تشجيعهم وتمهيد الطريق أمامهم حتى يجد نتاجُ عقولهم متنفسًا.

في هذا الإطار تأتي بادرة معهد المخطوطات العربية التي تحمل اسم ” تراثنا” للنشر العلمي، الإلكتروني بهدف ترشيد نشر النتاجات في ميدان التراث عن طريق إخضاعها للمراجعة ووضعها في لبوس جمالي مناسب ولائق.

إنها بادرة من أجل الشباب الجاد الذي يرغب في أن تتبنى عمله مؤسسة علمية تكون معضدة له، يطمئن من خلالها إلى أنه وجد شريكًا له يثق به، في حمل أمانة المعرفة من جهة، وتحقيق تطلعاته من جهة أخرى.

ونودُّ أن نلفت الانتباه إلى أمر جدير بالذكر، وهو أن المعهد لا يفرِّق في البحث العلمي الرصين بين نشره إلكترونيا وبين نشره ورقيا، فالنص المكتوب ومنهجه وأصالته هي التي تجعل للكاتب مكانًا بين مجتمعه.

ويلتمس معهد المخطوطات العربية، التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، هذه الفرصة؛ ليشيد بدور الشباب في بناء الحضارات وصنع الإنجازات وتفعيل القرارات.

     الفئةُ المرحَّبُ بها

  • طلَّاب دبلوم علوم المخطوط.
  • طلاب قسم تحقيق التراث بمعهد البحوث والدراسات العربية.
  • باحثو الماجستير والدكتوراه.
  • المشتغلون بالتراث.

     المادة المستقبلة

  • البحوث التراثية بكل أنواعها وتخصصاتها (التعريف، الوصف، التعليق، النقد…).
  • المقالات التراثية (العلمية، الثقافية).
  • النصوص المحققة.
  • النصوص المترجمة.
  • الكتب ذات الصلة بالتراث.
  • أطروحات الماجستير والدكتوراه.
  • مشروعات تخرُّج طلبة دبلوم علوم المخطوط

    الأهداف

  • اكتشاف المواهب الجديدة لدى نشء الكَتَبة والباحثين.
  • تشجيع الماهرين منهم.
  • حثهم على مواصلة البحث العلمي والكتابة.
  • تمكينهم من نشر كتاباتهم والترويج لها.
  • فَتْح مجال لهم بين دور النشر الورقي في المستقبل.
  • السعي في اعتماد النشر الإلكتروني الجادّ والهادف أكاديميًّا.

     قواعد النشر

  • أن يكون النص المرسَل لم يسبق نشره من قبل على الشابكة.
  • أن يكون مراجعًا وسالما من الأخطاء اللغوية.
  • أن يكون خالصًا للباحث المُرْسِل.
  • أن يرسل معه سيرته مختصرة.
  • أن يرسل النسخ الخطية التي اعتمدت في التحقيق إن كان المرسَل نصًّا.
  • المعهد لا يعطي مكافأة مادية للكاتب أو المحقق من أجل النشر، ولكنه يتكفل بنفقات التحرير، والتصحيح والمراجعة، والإخراج الفني، والدعاية والترويج.
  • لا يحق للكاتب المطالبة بسحب كتابه أو إجراء تعديل عليه إذا ما نُشر في الموقع.
  • الأفكار المنشورة إلكترونيا في موقع المعهد لا تعبِّر عن المنظمة والمعهد.

     حقوق الملكية الفكرية

  • نظرا لما يبذله المعهد من جهد ووقت في استقبال الدراسات والمقالات والتحقيقات وإخضاعها للتحكيم والتحرير، والمراجعة والإخراج الفني والنشر والدعاية – فإننا نحيطكم علمًا بأن الموادّ والنصوص التي يتم نشرها إلكترونيا تعدُّ حقًّا خالصا للمعهد، ليس للكاتب نشره إلكترونيا في مكان آخر، مع الاحتفاظ بحق النشر الورقي للكاتب نفسه.

وسوف نوافيكم بمستجدات الأمر قريبا إن شاء الله تعالى.

إرسال المشاركات يتم عبر هذا الإيميل
turathuna@malecso.org