المعهد ينعى أحمد فوزي الهيب

 

 

 

المعهد ينعى أحمد فوزي الهيب
(1946- 2021م)

نعى معهدُ المخطوطات العربية أديبَ حلبَ الشهباء ومؤرِّخَها، المحقِّقَ المدقِّقَ الأستاذ الدكتور أحمد فوزي الهيب، الذي وافته منيتُه بالعاصمة الجزائرية فجر السبت الماضي (3 مِن جمادى الآخرة 1442هـ ـ 16 من كانون الثاني / يناير 2021م)، عن عمر ناهزَ 75 عامًا.
كان الهيبُ على صلةٍ دائمةٍ بالمعهدِ، مشاركًا في العديد مِن أنشطتِه وفعالياتِه؛ فقد نُشِرَت له عدةُ بحوثٍ بالمجلَّة المحكَّمة، كان آخرها بحث (حرفة الطبِّ في حلب كما صوَّرتها «الرحلة إلى بيت الله الحرام» لحُجيج الوحيدي) [61 / 1 ]، كما شاركَ في المؤتمر الدولي الأخير للمعهد المنعقد بمدينة الجلفة الجزائرية [نوفمبر 2018م ]، بمداخلةٍ عنوانها (ابن العديم عمر بن أحمد بن هبة الله (588- 660هـ) وبيئتاه الزمنية والمكانية وكتبه المخطوطة والمطبوعة) [قيد النشر ]، وسجَّل لقاءً متميزًا ضمن سلسلة (أحاديث الكتب) عن تحقيقِه لكتاب (الدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب) [يونيو 2020م ]، كما تحدَّثَ في المحاضرة الرابعة عشرة من سلسلة المحاضرات المباشرة للمعهد عن (أدب الرحلات الحجازية في التراث العربي) [سبتمبر 2020م ].
تدرَّجَ الهيب في مسارِه الأكاديمي بعد تخرُّجِه في كلية الآداب (جامعة حلب) عام 1970م، ثُمَّ حصوله على درجتي الماجستير والدكتوراه عامي 1976م، و1983م، فدرَّسَ وحاضرَ في عدة جامعاتٍ بسورية، والسعودية، والكويت، ثُمَّ الجزائر (2).
يُذكر أنَّ الفقيدَ خلَّفَ أكثر من (25) كتابًا، ما بين تأليف، ودراسة، وتحقيق، مثل: الأدب وروح العصر (1984م)، والحركة الشعرية زمنَ المماليك في حلب (1986م)، والعروض لابن جني (1987م)، وعبد السلام هارون: معلِّمًا ومؤلِّفًا ومحقِّقًا (بالاشتراك) (1990م)، والحسن الصريح لخليل بن أيبك الصفدي (2003م)، وديوان نظم العقدين في مدح سيد الكونين لابن جابر الأندلسي (2005م)، وكتاب العلم للغزالي (2008م)، واللسانيات الاجتماعية (2017م)، والدُّر المنتخب في تكملة تاريخ حلب لابن خطيب الناصرية (2018م)، بالإضافة إلى مشاركاته البحثية في عشرات المؤتمرات والندوات، وإشرافِه العلميِّ على العديدِ مِن الأطروحات الجامعية.
رحمَ الله الفقيدَ؛ فقد كانَ عالمًا نبيلًا، وفيًّا لطلُّابِه وأصدقائه، لا ينسى الجميلَ والمعروفَ، جمَّ التواضعِ قابلًا لنُصحِ الآخرين وإنْ كانوا أصغرَ منه!