يوم المخطوط العربي 2021م | التراثُ في زمنِ الأوبئة

يوم المخطوط العربي 2021م:
التراثُ في زمنِ الأوبئة
                                                               

 

برعايةٍ كريمةٍ مِن معالي المدير العام للألكسو، الأستاذ الدكتور / محمد ولد أعمر، تنطلقُ فعالياتُ الدورةِ التاسعةِ ليوم المخطوط العربية 2021م (افتراضيًّا)، في الرابع مِن إبريل المقبل، تحت شعارِ (التُّراث في زمن الأوبئة).
وصرَّحَ مديرُ معهد المخطوطات العربيَّة المُكلَّف (أ.د. محمد مصطفى كمال)، بأنَّ هذا اليومَ الذي تبنَّته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) منذ عام 2013م، يهدفُ إلى لَفْتِ انتباه المثقَّفِ العربيِّ العام إلى ما خلَّفَه القدماءُ مِن تراثٍ معرفيٍّ ضخمٍ ومتنوِّعٍ؛ ومِن ثَمَّ فإنَّه ينبغي أنْ يكونَ المخطوطُ العربيُّ جزءًا عضويًّا مهمًّا في الثقافة العربيَّةِ المعاصرةِ.
وأشارَ إلى أنَّ هذا الأمرَ لم يكن غائبًا عن أذهانِ وزراء الثقافة العرب حين أقرُّوا في دورتهم العشرين التي انعقدت في رجاب (الألكسو) بتونس (ديسمبر 2016م)، الرابعَ مِن إبريل مِن كلِّ عامٍ يومًا عربيًّا للمخطوطِ، وهو اليوم نفسُه الذي صدر فيه قرارُ إنشاء معهد المخطوطات العربية سنة 1946م.
وقال سيادته: إنَّ اليومَ يحملُ هذا العام شعارَ (التراث في زمن الأوبئة)؛ وذلك في محاولةٍ منَّا لإلقاءِ الضوءِ على المُنجزِ العلميِّ العربيِّ في تراث (الأوبئةِ)، وهو تراثٌ ثرٌّ ومتنوِّعُ المجالاتِ والاتجاهاتِ، لا ينحصرُ ـ كما يظنُّ البعضُ ـ في الجانبِ الدينيِّ، ورصد الأحاديث والآثارِ ونقولُ الفقهاءِ في الأوبئة والطواعين فحسب، بل إنَّه تطرَّقَ إلى أمورٍ علميَّةٍ تجريبيَّةٍ لم يفطن إليها علماءُ الغربِ إلا مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي، مثل: مؤلَّفاتِ الطبِّ الوقائيِّ، ومعالجةِ عناصر البيئة مِن ماءٍ وهواء، التي بدأت بكتابِ محمد بن أحمد التميمي المقدسي (ت نحو 390هـ): (مادة بقاء في إصلاح فساد الهواء والتحرُّزِ مِن ضَررِ الوباءِ)، وقد سبقَ المعهد إلى نشرِه عام 1999م. ومثل تطرُّقهم إلى الأسبابِ العلميَّةِ الخفيِّة لانتشار الأوبئة؛ ومِن ذلك: حديثُ ابن عذارى المراكشي في (البيان المُغرب) عن أسبابِ انتشار الوباء في القيروان قبل سنة 396هـ، وحديثُ الخطيب الغرناطي (ت776هـ) في مقالتِه (مقنعة السائل عن المرضِ الهائل) عن طاعون غرناطة سنة 749هـ، وقد أقام البرهان على وجود العدوى بالتجربةِ والاستقراء والحسِّ والمُشاهدةِ والأخبارِ المتواترة.
ختامًا، إنَّ التعريفَ بهذا التراثِ العربيِّ واستكناه ما بذله القدماءُ فيه مِن جهدٍ، يُعدُّ من الفروضِ العلميَّةِ الواجبة في العصر الحديثِ، لا سيما والعالمُ يشهدُ هذه الموجات المتتابعة مِن هذا الوباءِ؛ الأمر الذي يحثُّنا بقوةٍ إلى استخراجِ النافعِ ممَّا هو مُدوَّنٌ في تراثِنا؛ والإفادة منه في مواجهة تلك الأزمة العالمية.