24 – الأستاذ الدكتور أحمد الضُّبَيْب 

24 – الأستاذ الدكتور أحمد الضُّبَيْب 

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [24] مشاهير مروا على المعهد

صفر1444هـ  – سبتمبر 2022

زيارة المدير السابق لجامعة الملك سعود  

الأستاذ الدكتور أحمد الضُّبَيْب 

9\ 2 \ 1972

استقبل المعهد بتاريخ 9\ 2 \ 1972 الأستاذ الدكتور أحمد الضُّبَيْب (ولد حفظه الله سنة 1935م) المدير السابق لجامعة الملك سعود (1990 – 1996م)، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة (2004م) خلفًا لعلامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر. وفي أثناء ذلك تقدم د. الضبيب بطلب إلى مدير المعهد المستشار قاسم الخطاط للحصول على المخطوطات الآتية في فن الأمثال:

مجمع الأمثال لأحمد الميداني، نسخة أحمد الثالث (2615)، (المعهد 715 أدب).

أمثال العرب لأبي عبيد، نسخة فيض الله (1578)، (المعهد 64 أدب).

الأسمى في الأسما لسعيد بن أحمد الميداني، نسخة التيمورية (5معاجم)، (المعهد 12 أدب).

كتب د. الضبيب ذلك الطلب في السنة التي كان فيها رئيسًا لقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الرياض (جامعة الملك سعود)، وقد أكدت نشرة أخبار التراث العربي تلك الزيارة في (عدد 14) بتاريخ (15-2-1972) حيث جاء ما نصه ص (3-4): “زار المعهد في الفترة الأخيرة عدد من الباحثين والعلماء، نخص منهم بالذكر: الدكتور أحمد محمد الضبيب، الأستاذ المساعد بكلية الآداب بجامعة الرياض بالسعودية، وقد طلب تصوير عدد من كتب الأمثال العربية منها: مجمع الأمثال للميداني، وأمثال العرب لأبي عبيد، والأسمى في الأسما للميداني الابن (سعيد). ومن الجدير بالذكر أن الدكتور الضبيب بصدد تحقيق كتاب مجمع الأمثال وعمل الفهارس العلمية اللازمة له، وقد كان موضوع رسالته في الدكتوراه التي حصل عليها من جامعة ليدز بإنجلترا دراسة هذا الكتاب الجليل”.

وبسؤالنا عن تحقيقه لكتاب (مجمع الأمثال) للميداني ذكر لنا أنه قد صُرف عن الانتهاء من تحقيقه ونشره منذ أكثر من ثلاثين عامًا، بيد أنه أخرج في الفن نفسه كتابين:

الأول: الأمثال لمؤرِّج السدوسي (ت198هـ)، مجلة كلية الآداب جامعة الرياض، (مج 1) 1970م، وصدر مستقلا في العام نفسه في الرياض بمطابع الجزيرة، وهو يختلف عما نشر في المجلة؛ لاحتوائه على الفهارس، وأخبرنا كتابة أنه حفظه الله ومتعه بالصحة إن أُعطي فسحة من العمر وحظًّا من الصحة فسوف يصدر له إن شاء الله نشرة أخرى مختلفة فيها زيادات وتحقيقات جديدة.

والثاني: كتاب الأمثال الصادرة عن بيوت الشعر لحمزة الأصبهاني (ت بعد 352هـ)، ط1. دار المدار الإسلامي 2009.

ولم تكن تلك الزيارة هي الأولى للدكتور الضبيب؛ إذ قد تلاها في اليوم اللاحق (10\2\1972) زيارة أخرى، وفي ذلك اليوم استقبله بالمعهد الدكتور محمود الطناحي وناب عنه في كتابة طلبه إلى مدير المعهد (الخطاط) الذي استهدف الحصولَ على مخطوطتين لم تفهرسا من كتاب (مجمع الأمثال) بالمعهد، كان قد أرشد د. الضبيب إليهما من قبلُ خبير المخطوطات بالمعهد الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب، وهما:

(نسخة رضا رامبور بالهند 3855ب)، المعهد – مركونات من الأدب (56).

ونسخة ثانية بمكتبة يوسف باشا الخالدي، المعهد- مركونات من الأدب (55).

تواصلنا مع الدكتور الضبيب لسؤاله عن ملابسات كتابة الطناحي للوثيقة؛ فكتب إلينا بتاريخ (30/8/2022) ما نصه:

“كان مجمع الأمثال للميداني موضوع رسالتي للدكتوراه التي أنجزتها سنة 1966 م في جامعة ليدز البريطانية، وقد كانت بعنوان “دراسة نقدية تحليلية مقارنة للأمثال العربية القديمة في كتاب مجمع الأمثال للميداني”، وكانت أحدث طبعة لكتاب الميداني –في ذلك الوقت- الطبعة التي نشرها الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد-رحمه الله- وعلى الرغم من اجتهاد الشيخ في ضبط كلماتها وترقيم أمثالها والعناية الطباعية بها إلا أنها لم تكن على المطلوب من حيث تحقيقها ومقابلتها على النسخ القديمة، التي تقترب من عصر مؤلفها. وعندما أنهيت متطلبات الدكتوراه كنت أتطلع إلى تحقيق هذا الكتاب المهم في تاريخ التراث العربي، فطفقت أجمع مخطوطاته القديمة الوثيقة، واتصلت في سنة 1972م بالمرحوم خبير المخطوطات المعروف الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب-تغمده الله بواسع رحمته- وسألته إن كان لديه معلومات عن بعض نسخ الكتاب، وبخاصة في المصورات التي جلبت من الهند ولم تفهرس بعد، فأرشدني إلى مخطوطتين لم تفهرسا بعد، فطلبتهما فورًا من المعهد.

أما لقائي الأول بالصديق العزيز العلامة الدكتور محمود الطناحي- فسح الله له في فراديس الجنان-  فقد كان في هذه السنة 1972 أيضا لكن فيما يبدو قبل وقت طلبي لتصوير شيئ من مصورات المعهد، وقد كان ذلك في مناسبة مناقشة درجة الماجستير  التي أنجزها هو في كلية دار العلوم، وكانت رسالته عن ابن معط مع تحقيق كتابه” الفصول الخمسون”، وسبب حضوري هذه المناقشة – التي تعرفت عليه فيها- أن الصديق الجليل الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم كان في القاهرة آنذاك، وقد التقيته في ذلك اليوم فأخبرني أنه سيحضر مناقشة صديق له يدعى محمود الطناحي، وطلب مني- إن كان وقتي يسمح- أن نترافق إلى المناسبة، فصادف ذلك هوى في نفسي، وبعد أن تعرفت على الطناحي عقب المناقشة التقيته أكثر من مرة واستمرت هذه العلاقة من خلال اللقاءات والمراسلات  إلى أن اختاره الله إلى جواره. وقد كان الطناحي- رحمه الله- في شبابه وكهولته آية في الدماثة وحسن الخلق والصدر الواسع إلى جانب العلم الغزير والتمكن البحثي”.

وخلال مرور خمسة عقود من كتابة الوثيقتين وبحلول الألفية الجديدة لم تنقطع صلة الدكتور الضبيب بالمعهد؛ إذ سجل أرشيف المعهد زيارة له في شهر مارس سنة (2016) وفيها أهدى خزانة المعهد كتابه “معجم مطبوعات التراث، في المملكة العربية السعودية” (8مجلدات) الذي صدر في كرسي الدكتور عبدالعزيز المانع، جامعة الملك سعود (2015).

وفي الدورة السابعة لاحتفالية المعهد بيوم المخطوط العربي (4 أبريل) سنة 2019 تحت شعار (المخطوطات المهجَّرة) فاز كتابه (معجم مطبوعات التراث) بجائزة كتاب العام التراثي.

وفي سنة (2020) سجّل للمعهد كلمة مرئية عن كتابه (حركة إحياء التراث في المملكة العربية السعودية)، ضمن سلسلة أحاديث الكتب (11)، عندما يتحدث المؤلف عن كتابه.

وأخيرًا في الإدارة الجديدة لمعهد المخطوطات العربية زار الدكتور الضبيب المعهد في يوم (الثلاثاء 31 \8\ 2021م) لتهنئة الدكتور مراد الريفي على إدارته للمعهد، وأهدى خزانة المعهد كتابين من كتبه الصادرين بأخرة، وهما: كتاب حمد الجاسر والتراث، ط1. دار ملامح، الإمارات 2020، وحركة إحياء التراث في المملكة العربية السعودية، ط1. مكتبة العبيكان، الرياض 2020.