25- الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة 

25- الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة 

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [25] مشاهير مروا على المعهد

صفر 1444هـ  – سبتمبر 2022

زيارة الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة 

[1966-1962]

يكشف أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد عن بِضْع زيارات قديمة للمعهد من الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة (ولد حفظه الله 1933) المحقق الحلبي الشهير، وذلك في المدة التي ابتُعث فيها إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه في الأدب القديم [1962-1966]. وقد أفاد المعهد الدكتور قباوة بمجموعة من المصورات الخطية التي أعانته على نيل الدرجتين العِلْمِيَّتَيْن: الصغرى والكبرى بمصر، وعاد من بعدهما مدرسًا للأدب القديم في كلية الآداب بجامعة حلب سنة 1967، بالإضافة إلى تصويره مجموعةً أخرى من مصورات المعهد التي استند إليها بعد ذلك في تحقيقه لبعض النصوص الأدبية واللغوية.

يذكر أن الدكتور قباوة تتلمذ مدة إقامته بالقاهرة للدكتور حسين نصار أحد مديري المعهد في السبعينيات.

أولا: مرحلة الماجستير [1962-1964]

تفيد وثيقة كتبها الدكتور فخر الدين قباوة بوقوع زيارة له للمعهد بتاريخ (8\10\1962) بغرض الحصول على صورة مكبرة من نسخة بغداد كشك (125)، (المعهد 575 أدب) من شعر سلامة بن جندل السعدي، التي صورها المعهد في بعثة تركيا الأولى من مكتبة طوب قابو سراي بإستانبول في يوم الاثنين 11 إبريل سنة 1949م، كما جاء في بطاقة الانتهاء من تصوير الفيلم بآخر النسخة.

حصل الدكتور قباوة من خلال تحقيقه لديوان شعر سلامة بن جندل على درجة الماجستير (1964) من كلية الآداب، جامعة القاهرة، ثم نشره سنة (1968) في المكتبة العربية بحلب.

وقد أكَّد د. قباوة حصوله على تلك النسخة من المعهد حيث يقول في مقدمة تحقيقه للديوان ص (6): عندما اطلعت في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية على صورة لنسخة من ديوان سلامة، وعارضتها بمطبوعتَيْ بيروت وباريس، تبدَّى لي أنني إزاء عمل جدّيّ، يستوجب العناية والاهتمام والدأب. ويقول ص (20): نسخة بغداد كشك أفضل النسخ وأقومها، وقد رمزت إليها في التحقيق بالحرف (غ). وهي محفوظة في مكتبة بغداد كشك تحت رقم (125أدب). وقد حصلت على صورة لها من (ميكروفيلم) في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية، فكانت تلك الصورة غائمة يصعب الاعتماد عليها، ولذلك عارضتها بنسخة الأصل في مكتبة بغداد كشك بإستانبول في أثناء زيارتي لها، فاستوضحت غامضها، وألحقت بها ما لم تستوفه النسخة المصورة.

ثانيًا: مرحلة الدكتوراه [1964-1966]

الزيارة الثانية: وبعدما أنهى الدكتور قباوة رسالته للماجستير وشرع في رسالته للدكتوراه زار المعهد بتاريخ 29-5-1965 وتقدم بطلب لمدير المعهد (توفيق البكري) بغرض الحصول على خمسة كتب، عمل على تحقيق أربعة منها ونشرها، وهي:

(الإيضاح) في شرح سَقْط الزَّنْد (وضوئه) للتبريزي، نسخة فيض الله (1652)، المعهد (532أدب)، نشره في دار القلم العربي بحلب سنة 1999م.

شرح بانت سعاد للتبريزي، نسخة فيض الله (1662)، المعهد (540أدب)، حققها وأعربها ونشرها في دار الملتقى بحلب سنة 2006.

الوافي (الكافي) في العروض والقوافي للتبريزي، نسخة دار الكتب المصرية (19عروض)، المعهد (44العروض والقوافي)، نشره الدكتور قباوة بالاشتراك مع الأستاذ عمر يحيى، سنة 1970 بدار الفكر بسورية، ولم يشر في مقدمة التحقيق إلى حصوله عليها من المعهد. انظر: ص (7).

الممتع في التصريف لابن عصفور، نسخة فيض الله (2052)، المعهد (20الصرف)، نشره سنة 1968. انظر حديثه عن نسخة المعهد في مقدمة التحقيق ص (8).

المبدع في تلخيص الممتع (المبدع الملخص من الممتع) لأبي حيان، نسخة دار الكتب المصرية (نحو 24ش)، المعهد (الصرف 17).

وكتب في الطلب بأنه بحاجة ماسة إليها في إعداد رسالة الدكتوراه في الأدب العربي.

وقد وافق مدير المعهد على طلبه وكتب أسفل كلامه: لا مانع، ويدرج مع الطلبات الأخرى في دوره. البكري 29-5-1965.

ثالثًا: ما بعد الدكتوراه

أما عن الزيارة الثالثة فقد وقعت بتاريخ 11-7-1966 بغرض الحصول على كتابين، هما:

ما اختير من الأصمعيات.

شرح ديوان ذي الرمة.

وقد كتب مدير المعهد أسفل طلبه موجِّهًا الأستاذ محمد مرسي الخولي: لا مانع وفي دوره، البكري. 11-7-1966.

ظلت صلة المعهد بالدكتور قباوة باقية بعد عودته للتدريس بكلية الآداب بجامعة حلب؛ إذ تلقى المعهد من الدكتور قباوة رسالة أشاد فيها بنشرة أخبار التراث العربي الصادرة عن المعهد حيث قال فيها ص (2-3): إن هذه النشرة بحق خير رسول بين العاملين في حقل هذا التراث المقدس تجمع بين قلوبهم، وتوحّد السبيل، وتسدد الخطأ، وتبدد الظلمات، وتطلع على ما يجري من نشاط في المعهد وغيره، لتحقيق التراث وخدمته. انظر: (عدد 18، بتاريخ 15-4-1972).

كما رصدت نشرة أخبار التراث العربي بعض أخباره وأعماله التراثية المحققة في رسائله إلينا، وذلك في العدد (4) بتاريخ (15-9-1971) حيث جاء ما نصه: وصلت إلى المعهد عدة رسائل من باحثين يطلبون تبادل المعلومات بشأن نصوص يريدون نشرها، أو مساعدتهم في الحصول على نسخ من مخطوطات يعملون فيها، ومن ذلك: رسالة من الدكتور فخر الدين قباوة المدرس بجامعة حلب، يخبرنا أنه يحقق كتاب (الاختيارين) للمفضل الضبي وأنه لم يعثر إلا على الجزء الثاني منه). كما أنه قد حقق كتاب (تهذيب إصلاح المنطق) للخطيب التبريزي، وقد أخبره المعهد حسب ما توافر لديه من معلومات أن الكتاب الأول قد حققه كاملًا الأستاذ حسن كامل الصيرفي، وقد أشير إلى ذلك في مقدمة المجلد الرابع عشر من مجلة المعهد، وهو المجلد الذي يتضمن ديوان المتلمس الضبعي. كما أن كتاب (تهذيب إصلاح المنطق) يعد كرسالة دكتوراه مسجلة في كلية الآداب جامعة عين شمس باسم الأستاذ حنا حداد من الأردن. هذا ونحن نرجو أن يكون في صدور هذه النشرة، وأعلام الباحثين لنا بالموضوعات التي يعملون فيها ما يقضي على تكرار هذه الجهود في المستقبل.

يذكر أن الدكتور قباوة نشر الكتاب الأول (الاختيارين) منسوبًا إلى صنعة الأخفش الأصغر (ت315هـ)، ضمن مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق (1974)، والثاني: تهذيب إصلاح المنطق، في دار الآفاق الجديدة بيروت، سنة 1983، وهو الكتاب نفسه الذي حققه بعد ذلك سنة 1986 د. فوزي عبدالعزيز مسعود في مركز تحقيق التراث- الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وأخيرًا وقبل عقْدٍ من الزمن شارك الدكتور قباوة المعهد في نشر بحث له بمجلة المعهد المحكمة بعنوان (ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق والمنهج العلمي لتحقيقه ونشره)، (مج 56 – ج1، 75-105)، 2012.