26 -الأستاذ الدكتور مازن المبارك 

26 -الأستاذ الدكتور مازن المبارك 

من أرشيف معهد المخطوطات العربية بالقاهرة

نشرة [26] مشاهير مروا على المعهد

ربيع الأول 1444هـ – سبتمبر 2022

زيارة الأستاذ الدكتور مازن المبارك

28 \ 1\ 1957

يُسجّل أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد مجموعة من الزيارات التي حدثت للمعهد من الأستاذ الدكتور الدمشقي مازن المبارك (ولد حفظه الله 1930) عضو مجمع اللغة العربية بدمشق (2006)، وذلك مدَّة ابتعاثه إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة [1955-1960]؛ بغيةَ الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراة. يشجعه على ذلك ما يجِدُه من حفاوةِ استقبالٍ وترحابٍ من بلديِّه د. صلاح الدين المنجد (مدير المعهد الثاني)، ومن خبير المخطوطات بالمعهد الأستاذ رشاد عبدالمطلب.

وقد استطاع الدكتور المبارك في مدة وجيزة الحصول على درجة الماجستير سنة 1957م، وكان عنوان رسالته (الإيضاح في علل النحو للزّجّاجي-تحقيق ودراسة)، وهو الكتاب الذي نشره له شيخ العربية بمصر محمود محمد شاكر في مكتبة دار العروبة بالقاهرة سنة 1959. ودرجة الدكتوراة سنة 1960م لأطروحتِه المُعَنْوَنِ لها بـ(الرُّمَّاني النحوي في ضوء شرحه لكتاب سيبويه)، وهو الكتاب الذي نشره المبارك بمطبعة جامعة دمشق سنة 1963.

وفي المَسْرَد الآتي حديث عن بعض زياراته للمعهد مدةَ تحضيره وإعداده لرسالتي الماجستير والدكتوراة من خلال مجموعة من الوثائق التي كتبها في المعهد أثناء زياراته له.

المخطوطات التي صورها الدكتور المبارك من المعهد:

أولًا: زيارة بتاريخ 28 \ 1\ 1957، طلب فيها:

الإغراب في جدل الإعراب لابن الأنباري، نسخة الإسكوريال (772)، (المعهد 12 نحو).

وكتب صلاح الدين المنجد على طلبه: الأستاذ أحمد (سالم، المصور الفني)، موافق.

ثانيًا: زيارة بتاريخ 24\2\ 1957 طلب فيها تكبير ثلاث صفحات من كتاب (الإيضاح في علل النحو) للزجاجي، نسخة شهيد علي (2511)، (المعهد 72 النحو).

وكتب المنجد أسفل الطلب: موافق.

ثالثًا: زيارة بتاريخ 17 \ 9 \ 1957 طلب فيها:

الإيضاح في علل النحو لأبي القاسم الزجاجي، نسخة شهيد علي (2\2511)، (المعهد – 27 نحو).

كتب صلاح الدين المنجد أسفل الطلب: موافق.

رابعًا: زيارة بتاريخ 13 \ 1\ 1958، طلب فيها:

اللامات للزجاجي، نسخة شهيد علي (3\2511)، (المعهد– 128 نحو).

خامسًا: زيارة بتاريخ (19 \ 7 \ 1958)، طلب فيها المخطوطات الآتية:

شرح رسالة أدب الكاتب للزجاجي نسخة شهيد علي (2522)، (المعهد– 530 أدب)، ونسخة دار الكتب (39 أدب ش)، (المعهد – 531 أدب).

الزاهر في معاني الكلام الذي يستعمله الناس، لأبي بكر الأنباري، نسخة دار الكتب (مصورة عن كوبريلي) (لغة 588)، (المعهد- 142 لغة).

اشتقاق أسماء الله تعالى للأصمعي، نسخة دار الكتب المصرية (3 لغة ش)، (المعهد– 14 لغة).

اللامات للزجاجي، نسخة شهيد علي (3\2511)، (المعهد– 211 لغة).

الإيضاح في علل النحو للزجاجي، نسخة شهيد علي (2\2511)، (المعهد – 27 نحو).

مصورات المعهد التي أحال إليها المبارك في رسالته للماجستير والدكتوراة:

وقد أحال الدكتور المبارك في رسالتي الماجستير والدكتوراة إلى بعض مصورات المخطوطات التي اطلع عليها أو صورها من المعهد، نوثق ذلك في الفقرة الآتية:

أولًا: رسالة الماجستير

شرح مقدمة أدب الكاتب للزجاجي. يقول المبارك: من هذا الكتاب نسخة خطية في دار الكتب المصرية رقمها 39 ش أدب، ونسخة اسطمبول (كذا)، وفي معهد المخطوطات صور عن هاتين النسختين. انظر: الإيضاح ص (5).

الوافي بالوفيات للصفدي، أحال إليه المبارك وقال: ج 7، فيلم في معهد المخطوطات. انظر: الإيضاح ص 22.

ثانيًا: رسالة الدكتوراة

يقول الدكتور المبارك في ثبت مراجع رسالته للدكتوراة:

الجامع في علوم القرآن (ج12) الرماني، مكتبة المسجد الأقصى بالقدس، معهد مخطوطات الجامعة العربية فيلم 16.

الحروف، الرماني، معهد المخطوطات، عن نسخة كوبرولي. فيلم \ 115، وعن نسخة مكتبة البديري بالقدس \ 22.

الوافي بالوفيات (ج21)، الصفدي، فيلم في معهد المخطوطات بالقاهرة.

انظر: الرماني النحوي، في ضوء شرحه لكتاب لسيبويه، مطبعة جامعة دمشق، 1963، ص (462).

تحقيق المبارك لكتاب الإيضاح على مصورة المعهد:

وقد اعتمد د. المبارك في تحقيقه لكتاب الإيضاح للزجاجي على نسخة وحيدة حصل عليها من المعهد، بيَّنا ذلك في طلبات التصوير الماضية التي كتبها بخط يده، ومن جانب الدكتور المبارك فقد أكَّد ذلك أيضًا في مقدمة تحقيقه للكتاب حيث يقول ص (20-21): اعتمدتُ في تحقيق هذا الكتاب ونشره على نسخة وحيدة هي التي أشار إليها بروكلمن، ولم أعثر على غيرها مع طول البحث وكثرة التفتيش. (…) من آثار الزجاجي ضمن مجموعة في مجلد واحد لا يزال في اسطمبول\ شهيد علي 11 إلا أن معهد إحياء المخطوطات بالجامعة العربية أخذ عن هذه الكتب صورة على شريط مصغر (فيلم) رقمه \ 27 نحو \ .

تتبع المعهد لأخباره في نشرة أخبار التراث العربي:

وقد احتفى المعهد بأخبار د. المبارك وأعماله العلمية المحققة، ورصدها في نشرة أخبار التراث العربي، (عدد3) بتاريخ (1\9\1971) حيث جاء ما نصه ص (3-5): (تلقى المعهد رسالة من الدكتور مازن المبارك أستاذ علوم العربية في جامعة دمشق جاء فيها: تلقيتُ ببالغ الشكر والسرور العدد الأول من نشرتكم التي تصدرونها عن أخبار التراث العربي. وزاد في سروري أنها جاءت محققة لحلم طالما راود المهتمين بالمخطوطات ونشرها. فهي أولا تذيع أخبارها فيعم النفع بها، وهي ثانيا تمنع ازدواج العمل وضياع الجهد، فكم من مخطوط حققه اثنان لا يعلم أحدهما شيئا عن الآخر؟. وكان الدكتور مازن المبارك قد أصدر في دمشق عام 1960 كتابًا عن أبي القاسم عبدالرحمن بن إسحاق الزجاجي المتوفى عام 339هـ، ووعد فيه أنه سيتولى تحقيق ما يستطيع تحقيقه من مكتبة الزجاجي العامرة.

وقد حقق لهذا المؤلف الجليل كتاب (الإيضاح في علل النحو) ونشرته دار العروبة بالقاهرة عام 1959، كما حقق كتاب (اللامات) ونشره مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1969. ويعمل الدكتور المبارك الآن في تحقيق كتاب (الجمل) للزجاجي الذي كان الشيخ ابن أبي شنب قد طبعه لأول مرة في الجزائر 1927 ثم صُور في فرنسا عام 1957. ولدى الدكتور المبارك ثلاث نسخ من صور لمخطوطات هذا الكتاب واحدة من مكتبة شهيد علي باشا، وأخرى من مكتبة إسماعيل صائب أفندي بتركيا وثالثة من دار الكتب المصرية. وقد استفسر من المعهد عما إذا كانت هناك نسخ أخرى لهذا الكتاب فأرشده إلى وجود نسخ له في مكتبات برلين والإسكوريال والجزائر وكوبريلي وبايزيد وحميدية وفيضية والقرويين بفاس).

وقد قرأ خبر عمل الدكتور المبارك على كتاب الجمل للزجاجي مفتي تونس السابق الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله فكتب إلينا يُفيدنا بوجود نسخة للكتاب لم تذكر في الخبر، تحتفظ بها المكتبة الوطنية بتونس، فسجَّل المعهد ذلك في العدد السابع من نشرة أخبار التراث العربي، بتاريخ (1\11\1971)؛ إذ جاء ما نصه: تعليقًا على ما جاء في العدد (3) من هذه النشرة من أن الدكتور مازن المبارك أستاذ علوم العربية في جامعة دمشق، يعمل في تحقيق كتاب (الجمل) للزجاجي أشار فضيلة مفتي تونس (محمد الطاهر بن عاشور) إلى وجود نسخة عتيقة مخطوطة لهذه الكتاب محفوظة في المكتبة الوطنية بتونس.

يذكر أن الدكتور المبارك عدل عن إتمام تحقيق هذا الكتاب ونشره في ما بعدُ.

تواصلنا مع الدكتور مازن المبارك لأخذ كلمة عن بعض ذكرياته مع المعهد فأرسل إلينا مقطعًا صوتيًّا من خلال الباحث الأستاذ أيمن ذو الغنى، نفرغه لكم في الفقرة الآتية:

(كنتُ على صلة بمعهد المخطوطات العربية عن طريق مجلته قبل سفري إلى القاهرة فحين حلِلتُ فيها قوّيتُ صلتي بالمعهد وخاصة حينما سمعتُ أن مديره هو الدكتور صلاح الدين المنجد وهو من عرفتُه من قبلُ في دمشق. كان أول زيارة لي للمعهد في أوائل سنة 1955 في تلك الزيارة تجدد لقائي بالدكتور المنجد الذي استقبلني وسألني عن دراستي وحياتي الجديدة في القاهرة وأظهر لي كثيرا من الرعاية والعطف وقدّم لي عددًا من النصائح وسألني ألَّا أنقطع عنه، وهذا ما كان وما استمر مدة سبع سنوات قضّيتها في القاهرة باهتمامه ورعايته وتوجيهه. وكذلك تعرفت في المعهد إلى الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب الذي أصبح من أطيب أصدقائي طيلة إقامتي في القاهرة، وهو موسوعة فهارس لم يضن عليَّ بشيء منها. ولا أذكر أنني انقطعتُ عن زيارتي المعهدَ الذي كنت أزوره مرتين أو ثلاثًا في الشهر، عدا الزيارات التي كانت تتم بمناسبات خاصة، كمجيء الأساتذة السوريين الذين يُدعون إلى إلقاء المحاضرات في معهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية بجاردن سيتي، ومنهم أستاذي شفيق جبري الذي رافقته إلى زيارة الدكتور المنجد، كما رافقتُ كثيرًا غيره حين حضروا إلى القاهرة. وقد ألقيت في تأبين الدكتور المنجد في مجمع اللغة العربية بدمشق كلمة مطوّلة تحدثتُ فيها بالتفصيل عن كل ما عرفته عن الدكتور المنجد من صفات العالم الموسوعي وسندباد المخطوطات والإداري الحاسم والصديق الوفي والإنسان المتميز برهافة الحس في التعامل مع الناس، وهو الذي جعل للمعهد ولمجلته سيرة عطلة في العالم كله، لذلك أنا أرجو أن تطلبوا من مجمع دمشق إرسال نسخة التي طُبعت في كلمات التأبين التي شاركتُ فيها وشارك فيها أهله، وشكرا لكم والسلام عليكم). الأستاذ الدكتور مازن المبارك.

وللمزيد انظر: ص (15) من كتاب حفل تأبين الدكتور صلاح الدين المنجد، ط1. مجمع اللغة العربية بدمشق، 2011.

ويتابع الدكتور المبارك حديثه عن المنجد في كتاب حفل تأبين الدكتور المنجد، حيث يقول ص (10-20): لقد بقيتُ إلى جانبه في القاهرة سبع سنوات كان فيها هو معهد المخطوطات؛ يُذكر اسمه على أنه أعاد تأسيسه وعدّل نظامه ورفع شأنه وأخرج مجلَّته، وجعله قِبْلة الباحثين وطلاب المعرفة في الوقت الذي كان هو مديره يديره ويرعاه ويسهر على كل كبيرة وصغيرة فيه.

ويقول أيضا في الكتاب الذي ألَّفه عن المنجد (الدكتور صلاح الدين المنجد، عالم دمشق ومؤرخها)، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق (2015) ص (23): لقد انتهى عمل الدكتور يوسف العش -رحمه الله- مديرًا لمعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية ورشح الدكتور المنجد محلَّه، ووافق على ذلك رئيس الوزراء السوري فارس الخوري، ووافق عليه في القاهرة أمين الجامعة عبدالرحمن عزام، وتسلّم الدكتور المنجد إدارة المعهد، وبقي مديرًا للمعهد حتى سنة 1961؛ يحييه إدارةً، ويغنيه علمًا، ويملأ خزائنه بالمخطوطات والمصورات التي يجمعها من دول العالم ومكتباته، ويصدر مجلّته التي أصبح المختصّون والمعنيون والباحثون في أرجاء الوطن العربي ينتظرون أعدادها.

لقد جعل الدكتور المنجد معهد المخطوطات قِبْلةً يتوجه نحوها العلماء ويقصدها الباحثون من كل حدب وصوب. ولقد كانت السنوات التي قضاها في إدارة المعهد كما قال هو نفسه من أكثر سنوات عمره نشاطًا.

ويضبط المبارك فقرة من كتاب للمنجد غير مطبوع سمع جزءًا منه من المنجد ولم يره بعنوان (ست سنوات في معهد المخطوطات) حيث يقول عنه: وكانت السنوات التي قضيتُها في المعهد من أخصب السنوات في حياتي عملًا وإنتاجًا. وقد أتاحت لي زيارة مكتبات العالم التي تحتوي مخطوطات عربية، وانتقاء الجيد منها، وتصويره بالميكروفيلم ليكون في المعهد، يرجع إليه العلماء والباحثون.

ويعود لحديثه عن المنجد فيقول ص (24-25): عرفتُ الدكتور المنجد في إدارته للمعهد وإصداره للمجلة، وعاصرته سبع سنوات قضيتها في القاهرة أتردد عليه فيها كل أسبوع، ولطالما حضرتُ جلساته ومناقشاته، ولطالما أفدتُ من آرائه وخبرته. ورأيتُ تقدير العلماء والباحثين له ولجهوده، وأشهد أن معهد المخطوطات في رعايته وإدارته كان مركز نشاط علمي، ومنارة إشعاع تنشر كل ما يتصل بالمخطوطات ومناهج التحقيق من أخبار ومعلومات.

حفظ الله الدكتور مازن المبارك وجزاه الله خيرًا على ما قدَّم للعربية والإسلام.