27 – الأستاذ الدكتور عدنان محمد زَرْزُور
من أرشيف معهد المخطوطات العربية
نشرة [27] مشاهير مروا على المعهد
ربيع الأول 1444هـ – أكتوبر 2022
زيارة الأستاذ الدكتور عدنان محمد زَرْزُور
28\10\1965
من ضمن المبتعثين السوريين الذي أُوفدوا إلى مصر للحصول على درجة الماجستير والدكتوراة من جامعة القاهرة، الدكتور عدنان محمد زرزور (ولد حفظه الله سنة 1939م) الذي ابتُعث سنة 1964 من كلية الشريعة بجامعة دمشق إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة لاستكمال دراساته العليا.
وقد استطاع الدكتور زرزور من خلال خمس سنوات [1964-1969] أقامها في مصر الحصولَ على درجة الماجستير سنة 1967 لتحقيقه كتاب (متشابه القرآن) للقاضي عبد الجبار الهمداني (ت415هـ). نشره في دار التراث بالقاهرة سنة 1969. ودرجة الدكتوراة سنة (1969) عن أطروحته (الحاكم الجُشَمي ومنهج المعتزلة في تفسير القرآن) بإشراف الشيخ محمد أبو زهرة ومناقشة الدكتور مصطفى زيد والشيخ عبدالعظيم معاني. نشرها بمؤسسة الرسالة (1971).
كان الدكتور زرزور يتردد على المعهد أثناء مرحلة إعداده وتجهيزه للرسالتين؛ للاطلاع على بعض المخطوطات وتصويرها والإحالة إليها في كتبه وتحقيقاته. من جانب المعهد فقد كان يحوطه -وأمثاله من طلاب العلم المبتعثين- بعناية خاصة أثناء زيارته للمعهد، ويتفقد أخباره من مرحلة الإعداد حتى المناقشة، ولا أدلُّ على ذلك من التقاط صورة أثناء مناقشة الدكتور زرزور للدكتوراة مع ثلاثة من أعلام المعهد وهم (رشاد عبد المطلب)، و(محمود الطناحي)، و(أيمن فؤاد سيد).
وقد سجل أرشيف الوثائق والمحفوظات بالمعهد مجموعة من زيارات الدكتور زرزور للمعهد؛ ابتغاءَ الحصول على مجموعة من مصورات المخطوطات نكشف ذلك لكم في الفقرة الآتية:
الكتب التي طلب تصويرها من المعهد في مجموع زياراته:
1) الزيارة الأولى بتاريخ 28\ 10\ 1965 وفيها طلب تصوير الآتي:
وضح البرهان في مشكلات القرآن للنيسابوري، نسخة دار الكتب المصرية (تفسير 1042) (المعهد، التفسير وعلوم القرآن: 293).
مقامع هامات الصلبان، ومراتع روضات الإيمان، للخزرجي القرطبي، نسخة أحمد الثالث (1863)، (المعهد التوحيد والملل والنحل: 225).
المحاكمة بين أبي حيان وابن عطية والزمخشري، للملياني، نسخة لا له لي بتركيا (259)، (المعهد – التفسير وعلوم القرآن: 219).
وكتب مدير المعهد (توفيق البكري) أسفل طلبه: لا مانع، البكري 28\10\1965.
2) الزيارة الثانية بتاريخ 26\ 12\ 1965، طلب فيها الآتي:
الإشارة في علم الكلام للفخر الرازي، نسخة كوبريلي بتركيا (2\519)، (المعهد – التوحيد والملل والنحل 20).
الإعلام بما في النصارى من الفساد والأوهام، وإظهار محاسن دين الإسلام، وإثبات نبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، للقرطبي، نسخة كوبريلى بتركيا (794)، (المعهد – التوحيد والملل والنحل 29).
الإرشاد في علم الجدل للعميدي، نسخة الإسكوريال (51\605)، (المعهد – التوحيد والملل والنحل 11).
فحولة الشعراء للأصمعي، نسخة (التيمورية – أدب 745)، (المعهد 626 أدب).
منية الراضي برسائل القاضي، للميداني، نسخة دار الكتب المصرية (آدب 1490)، (المعهد 841 أدب).
نَضْرة الإغريض، في نُصْرة القريض للعلوي الحسيني، نسخة (الحميدية 1209)، (المعهد 871 أدب).
غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات لعلي بن ظاهر الأزدي، نسخة (الإسكوريال 425)، (المعهد 611 أدب).
وكتب مدير المعهد أسفل الطلب: الأستاذ الخولي والأستاذ أحمد سالم لا مانع، البكري 16 \ 12\ 1965.
3) الزيارة الثالثة بتاريخ16\12\1967، طلب فيها كتاب:
ملاك التأويل، القاطع لذوي الإلحاد والتعطيل، في توجيه المتشابه من آي التنزيل، لابن الزبير الغرناطي، نسخة شهيد علي (168)، (المعهد – 259 التفسير وعلوم القرآن)، ونسخة مراد ملا (308)، (المعهد 260 التفسير وعلم القرآن).
وكتب مدير المعهد (توفيق البكري): الأستاذ الخولي يقدر المبلغ المطلوب فإذا وافق عليه الطالب مع الدفع أمكن اتخاذ الإجراءات المتبقية، البكري 20 \ 12\ 1967.
4) الزيارة الرابعة بتاريخ 25\8\1968، طلب فيها كتاب:
المنهاج في شعب الإيمان للحليمي، نسخة (أحمد الثالث 500)، (المعهد – الحديث والمصطلح 514).
كتب مدير المعهد بالإنابة (رشاد عبد المطلب): موافق.
5) الزيارة الخامسة بتاريخ 12\12\ 1968، طلب فيها الكتب الآتية:
الريحان والريعان (ريحان الألباب وريعان الشباب في مراتب الآداب)، للمواعيني، نسخة (الفاتح 3909)، (المعهد – 437 أدب).
رسائل أندلسية، نسخة (الإسكوريال 538)، (المعهد 421 أدب).
حدائق الأزهار في مستحسن الأجوبة والمضحكات والأمثال والحكم والنوادر والحكايات لابن عاصم الغرناطي، نسخة البلدية (1243ب)، (المعهد 191 أدب).
رسائل إنشائية وقصائد، لابن أبي الخصال، نسخة الإسكوريال (19)، (المعهد 418 أدب).
رصف المباني في حروف المعاني للمالقي، نسخة التيمورية (نحو 265)، (المعهد 42 بلاغة).
وكتب مدير المعهد بالإنابة (مختار الوكيل): الأستاذ رشاد رجاء إجراء اللازم، الوكيل 16 \ 12\ 1968.
المخطوطات والكتب التي أحال إليها في رسالته للدكتوراة:
أما عن مخطوطات المعهد وكتبه التي أحال إليها د. عدنان زرزور في أطروحته للدكتوراة فهي بحسب قوله في خاتمة الرسالة الآتي:
تفسير الراغب الأصفهاني، فلم معهد إحياء المخطوطات بالجامعة العربية، نسخة رقم 98\99 تفسير. (ولى الدين جار الله 84، 86).
تفسير الرماني– ج12- فلم معهد المخطوطات رقم 16 عن مكتبة المسجد الأقصى.
درة التأويل، للراغب الأصفهاني. فلم معهد المخطوطات رقم 133 تفسير. (راغب باشا 181).
فهرس المخطوطات المصورة بمعهد إحياء المخطوطات بجامعة الدول العربية. القاهرة 1954.
مجلة معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية: المجلد الأول (1955).
انظر رسالته للدكتوراة: الحاكم الجُشَمي ومنهجه في تفسير القرآن، ط1. مؤسسة الرسالة ص (491، 492، 499، 502).
*
تقول د. أسماء عدنان زرزور: حقق والدي، الدكتور عدنان زرزور، حفظه الله وبارك بعلمه وعمره كتاب “متشابه القرآن” للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني المتوفى سنة ٤١٥هجرية في أكثر من ٨٠٠ صفحة في رسالة الماجستير التي قدمها سنة ١٩٦٧ في مصر، واستغرقت منه ثلاث سنوات. ثم أكمل الدكتوراة بدراسة بعنوان “الحاكم الجشمي ومنهج المعتزلة في تفسير القرآن” في رسالة قاربت خمسمائة صفحة، واستغرقت منه تسعة شهور.
قال لي: لقد قرأت أغلب التراث، وتعلمت أغلب ما أعرفه أثناء تحضيري للماجستير، فكانت الدكتوراة أقرب إلى تحصيل حاصل!
*
تواصلنا مع الدكتور عدنان زرزور لأخذ كلمة منه عن ذكرياته مع المعهد فأرسل إلينا ورقتين بتاريخ (29\ 9 \ 2022) نسردهما في الفقرة الآتية:
بسم الله الرحمن الرحيم، غادرتُ القاهرة إلى دمشق في شهر مايو 1969م بعد الفراغ من الدراسات العليا ومناقشة رسالة الدكتوراة. غادرتها وفي جعبتي، أو مما في جعبتي – ودَعْ عنكَ ما في العقل والقلب- كنزٌ ثمين من الكتب المصورة على (ميكروفلم) في التفسير وعلوم القرآن وعلم الكلام بخاصة. مما أتاحه لي معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية. وهذا يعني أن فضل المعهد على الباحثين والدارسين فضل ممتد، وأنه لم ينقطع مع مغادرة هؤلاء أرض مصر، صاحبة اليد العليا في العلم والثقافة والفكر، والتي وصفتها في مناسبات كثيرة سابقة: بأنها دليل العالم العربي والإسلامي إلى المستقبل، وبأنها تنفي خبثها …
أما الكتب التي كان المعهد يتيح لنا الاطلاع عليها وقراءتها على أجهزة القراءة لديه – عن أفلامها – فكانت كثيرة جدًّا، وكان يوم الخميس هو اليوم المخصص لهذه القراءات، وربما اطلع بعضنا على كل ما صوَّره المعهد في التخصص الذي يعنيه.. وما أزال أحتفظ بالكراسة [*1] التي دوّنتُ فيها الكثير من الأفكار والملاحظات – وبعض المفاجآت – حول ما راجعته أو اطلعتُ عليه في التخصصين المذكورين .. وكذلك في بعض كتب التاريخ.
وكنَّا حين نحضر أو نتردد على المعهد في بعض الأيام نستقبل من الإخوة العاملين فيه، بوجوه مشرقة، وكان يتقدم هؤلاء الإخوة الأستاذ رشاد عبدالمطلب .. ولطالما كان يسرّ ويضحك من أعماقه – وكان ودودًا دائم البشر- حين نقارن بينه وبين الأستاذ فؤاد السيد أمين المخطوطات في دار الكتب، أو نقرن بينهما ونقول له: نحن بين رشاد وفؤاد، وربُّنا يستر. علمًا بأن المساجلات بين الأخوين الفاضلين – في الغيبة والحضور- تستحق التسجيل. وكان الأستاذ فؤاد يطرب للنكتة.. وكان يصنعها كذلك. [ورقة 1].
معهد المخطوطات أحد معالم القاهرة الثقافية، وكنّا نقرأ معنى وجوده تحت مظلَّة جامعة الدول العربية، أو دلالته كل يوم: التراث العربي الإسلامي الذي نتعامل معه واحد، وكتبه التي صوّرها المعهد ممتدة على مساحة أو رقعة العالم الإسلامي، وخارجه كذلك إذا لاحظنا الكتب والمراجع الكثيرة التي صُورتْ من بعض المكتبات الأوروبية.. في إسبانيا وبريطانيا وغيرها.
ولكنها في جميع الأحوال: كتب في تراث الإسلام احتفظت بها هذه المكتبات.
كما كنَّا نقرأ هذه الدلالة أو هذا المعنى، ونحن نزور المعهد ونتردد عليه..
وكنَّا من مصر وسورية والعراق والمغرب.. وسواها من بلاد العروبة والإسلام.. ونتأمل كيف أن تراثنا أمتنا الواحدة الماجدة.. متاح لنا اليوم جميعًا.. وفي كل الأوقات..
وننظر الآن في ذكرياتنا عن المعهد.. أو نراجع هذه الذكريات التي لا تُنسى؛ فنجد أنها ليست عن المعهد فحسب، بل كذلك عن مكتبات مصر وجامعاتها، ومجالس علمائها … وأنها جميعها تردّنا إلى أيام الشباب، وإن شئت قلتَ: إلى ربيع العمر، ونحن الآن في خريفه، أو في أواخر هذا الخريف..
إذا سار من خلف امرئ وأمامه * وأفرد من أقرانه فهو سائرُ
تحية من القلب لمصر، ولمعهد المخطوطات، وللإخوة القائمين عليه الآن.. والرحمة والمغفرة والرضوان لمن غادرنا إلى ديار الحق، ممن عمل فيه، وقام على خدمة هذا التراث. والحمد لله رب العالمين. 3 من ربيع الأول 1444هـ – 29 أيلول (سبتمبر) 2022م
عدنان محمد زرزور
الدمشقي [*2] المولد
_____________________
[*1]حاشية: سألنا ابنته د. أسماء زرزور عن بقاء هذه الكراسة فكتبت إلينا بأنها سألت والدها فأخبرها بأنه تركها في سورية منذ سنين مضت.
[*2] حاشية: كتب الدكتور عدنان في هذا الموضع ما نصه: ذكرتني كلمة (الدمشقي) بأبيات للشاعر نزار قباني يقول فيها:
أنا الدمشقيُّ لو شرَّحتمُ جَسَدي * لسالَ منه عناقيدٌ وتُفَّاحُ
ولو فَتَحْتُم شراييني بمِدْيَتِكمْ * سمعْتمُ في دمي أصواتَ مَن راحوا
تُرى هل كان نزار يسمع أصواتًا من التراث، أو أصوات بعض صانعيه ؟!
لا أعلم. [ورقة 2].
*
وقد تجددت صلة الدكتور زرزور بالمعهد بمشاركته في إلقاء كلمة في مدار العلامة محمود محمد شاكر ضمن برنامج مدارات تراثية (2022) الذي ينظمه المعهد. كما شارك في مجموعة من المدارات التراثية التي يجري الإعداد لها.
حفظ الله الدكتور عدنان زرزور ورفع ذكره وأبقى أثره، وجزاه الله خيرا على ما قدم لعلوم الإسلام والشريعة.