35 – الأستاذ الدكتور عبدالوهاب العدواني 

35 – الأستاذ الدكتور عبدالوهاب العدواني 

من أرشيف معهد المخطوطات العربية

نشرة [35] مشاهير مروا على المعهد

جمادى الأول 1444هـ – ديسمبر 2022

زيارة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب العدواني

22 / 4 / 1973

استقبل المعهد بتاريخ (22\4\1973) الأستاذ الدكتور عبدالوهاب العدواني (ولد حفظه الله 1943 في مدينة الموصل)، وكان حينها قد ابتعث من وزارة التربية العراقية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراة من كلية الآداب جامعة القاهرة. وأثناء الزيارة تقدّم د. العدواني بطلب لمدير المعهد صالح أبو رُقَيِّق يذكر فيه بأن لديه نسخةَ المتحف العراقي ببغداد من شرح ابن الخباز على ألفية ابن معط، ويطلب مبادلتها بنسخة شرح ألفية ابن معط لابن القوَّاس الموصلي، مكتبة الإسكوريال (9)، (المعهد 63 النحو) لحاجته إليها لإعداد رسالة الدكتوراة. من جانب المعهد فقد أحال مديره صالح أبو رقيق الطلب إلى الأستاذ رشاد عبدالمطلب لبحث إمكانية قبول هذه المبادلة. وفيه اقترح الأستاذ رشاد على السيد المدير الموافقة على طلبه؛ لعدم وجود هذه النسخة بالمعهد. وقد استجاب أبو رُقيّق لمقترح الأستاذ رشاد ووقَّع بالموافقة على طلب د. العدواني، وتسلم الأستاذ محمود الجالي الفيلم وأضيف إلى رصيد المعهد في حينه. كما أدرج في قاعدة بيانات النديم بالمعهد.

يذكر أن الدكتور العدواني كان قد أشرف على رسالته للماجستير في العام نفسه (1973) الدكتور حسين نصار مدير المعهد السابق، وكان عنوان رسالته: (شرح الفصيح) لابن ناقيا البغدادي تحقيق ودراسة.

تواصلنا مع الدكتور عبدالوهاب العدواني لتسجيل ذكرياته مع المعهد، فأرسل إلينا (يوم السبت 15\10\2022) (6 ورقات من القَطْع المتوسط) عنون لها بـ(ذكريات لم تقبل النسيان مع معهد المخطوطات في القاهرة) نسطرها لكم في هذه النشرة:

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله رب العالمين، وأصلّي وأسلم على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد..

فأنا سأرجع في هذه الكتابة المتواضعة إلى سنة: 1965 من القرن الماضي، وفي شهر تشرين الأول من تلكمُ السنة كانت زيارتي الأولى لمدينة (القاهرة) في (مصر) الكريمة، حاملًا في خاطري تصورًا دقيقًا عنها، زودني به والدي الشيخ الأزهري محمد علي بن إلياس بن رجب العدواني القيسي الموصلي (1922-2001) من تاريخ دراسته في (كلية الشريعة الأزهرية) بين سنتي (1943-1947)، وحين دخلت (القاهرة) ما أحسستُ نفسي غريبًا فيها، ومعي توصيات وفوائد كنت قد تلقيتها من أستاذي في (جامعة بغداد) الدكتور حسين نصَّار – رحمه الله-، فقد استقبلني شقيق عقيلته في ساعة وصولي، وأنزلني في (فندق إيفرست) المطل على (ميدان باب الحديد)، والساحة وتمثال نهضة مصر والسلك الحديد، ومن المكان عرفت طريقي في أثناء إقامتي إلى (دار الكتب المصرية) في (ميدان باب الخلق) وإلى (حي الأزهر الشريف) لأزور (المكتبتين) وأنا طالب (دراسات عليا) في جامعة بغداد، سجلت فيها رسالتي الأولى للماجستير بعنوان: (الأدب في ظل الدولة الزنكية) في الموصل وبلاد [ورقة 1] الجزيرة، وبي حاجة إلى مطبوعات ومخطوطات، وجدتها في العراق، وكان (معهد المخطوطات العربية) في (مبنى جامعة الدول العربية) في (ميدان التحرير) أحد المثابات التي أريد زيارتها، وزرتُها فعلًا، ومعي توصية من أستاذي (الدكتور حسين نصار)، واستقبلني الأستاذ فؤاد سيد، والأستاذ محمد رشاد عبدالمطلب – رحمهما الله تعالى- استقبالًا طيبًا، وأذكر أنهما ساعداني على تصوير ديواني: (ابن دنينير الموصلي) و(ابن الأردخل الموصلي أيضًا، فضلًا على الاطلاع على ديوان شهاب التلعفري الموصلي، وكتاب: نضرة الإغريض في نصرة القريض- كما أذكر عنوانه- للعلوي، ولكن وجودي في دار الكتب المصرية والمكتبة الأكثر والأطول من الوجود في (معهد المخطوطات).

وكتبتُ (رسالتي) في بغداد، وطبعتها، وقدمتها إلى (دائرة اللغة العربية) في (كلية الآداب)، وحالت ظروف مريرة دون مناقشتي فيها، دعتني إلى ترك الدراسة في بغداد، والقدوم ثانية إلى (القاهرة) للحصول على قبول للدراسة في (كلية الآداب)، وتم ذلك بفضل الله، وبتوصية من الأستاذ الدكتور (شوقي ضيف) الذي لقيته -رحمه الله- في مكتبة الخطاط (هاشم محمد البغدادي) بتدبير أخوي من شقيقه الدكتور نوري حمودي القيسي – رحمهم الله تعالى-.

وزودني الدكتور شوقي برسالة إلى الدكتور حسين نصار، الذي كان قد تسنّم (رئاسة قسم اللغة العربية) في [ورقة 2] (كلية الآداب)، وتم قبولي في (الكلية) بيسر وسهولة، وأعفيتُ من (السنة التحضيرية) للدراسة اعتمادًا لدرجاتي في (جامعة بغداد)، وخيّرني الدكتور حسين بين تسجيل (رسالتي) عن الأدب في ظل الدولة الزنكية، وتسجيل موضوع جديد بإشرافه، فاخترت موضوع: (شرح فصيح ثعلب – لابن ناقيا البغدادي)، تحقيق ودراسة، وكنتُ أحمل (منسوخته) بخط أبي -رحمه الله- عن (نسخته الموصلية الفريدة) التي كانت مكتبة (مدرسة الحجيات الوقفية) اللصيقة لدارنا في (الموصل)، وكان قبولي الذي أشرتُ إليه في صيف سنة: (1969)، ورجعتُ إلى (العراق) للقيام بالتحقيق، الذي فرغتُ منه في (حزيران) من سنة: (1972)، فحملته؛ لأقيم في القاهرة سنة كاملة، كما تتطلب شروط المناقشة التي تمت في يوم الثلاثاء: (1\ مارس\ 1973)، وكانت السنة التي مكثتُ فيها بالقاهرة سنةَ مراجعاتٍ علمية، وقراءةٍ للأستاذ المشرف الدكتور حسين، وطبعٍ للرسالة، ومناقشةٍ فيها، وفيها كانت مراجعاتي الكثيرة لمبنى (معهد المخطوطات)، ومجالسة رجاله الفضلاء، وأذكر أن مجالستي للدكتور محمود الطناحي، والدكتور عبدالفتاح الحلو، وللأستاذين فؤاد سيد ومحمد رشاد عبدالمطلب [ورقة 3] قد تكررت كثيرًا جدًّا، وكان مجلسي الأسبوعي الدائم لدى الصديق الدكتور محمد مرسي الخولي – رحمه الله-، وقد حضرت مناقشة أطروحته عن (شعر أبي الفتح البستي) في كلية اللغة العربية في الأزهر الشريف، بدعوة كريمة منه، ومن انسجامي مع الإخوة الفضلاء في المعهد: تسهيلهم لي مؤونةَ الحصولِ على مخطوطتي: (شرح ابن القواس الموصلي لكافية ابن الحاجب) من مكتبتي: (عارف حكمت – والإسكوريال) لتسجيل تحقيق الكتاب (أطروحة دكتوراة) في كلية الآداب بإشراف الدكتور حسين نصار، وقد سُجِّل الموضوع باسمي عقب حصولي على الماجستير حقًّا، ولكن عودتي إلى العراق للالتحاق بعملي حال دون قدومي إلى القاهرة مرة رابعة، فأكملت دراستي في جامعة بغداد، وكتبت فيها أطروحتي: (الضرورة الشعرية – دراسة لغوية نقدية) وكان الدكتور حسين نصار قد عرض علي قبل عودتي إلى العراق في مدة تكليفه بالإشراف على إدارة معهد المخطوطات العملَ في المعهد بعد تقاعد السيد العراقي قاسم الخطاط منه، وكتب لي كتابًا رسميًّا إلى الملحقية الثقافية في السفارة العراقية للحصول [ورقة 4] على إذن البقاء في القاهرة والعمل في المعهد ولكن الملحقية الثقافية، قد ضيعت علي الفرصة لإكمال دراستي للدكتوراة مباشرة بعد الحصول على الماجستير بذريعة: أنني قد جئت إلى القاهرة للحصول على الماجستير فقط بإجازة دراسية من وزارة التربية لكوني مدرسًا فيها، وقد أسف الدكتور نصار أسفًا كبيرًا من رد الملحقية الثقافية، ومن لزوم عودتي إلى العراق، وكان الإخوة في المعهد على انتظار وجودي للعمل معهم فيه، لما ربطني بهم من ودّ وصداقة، وقد ضرَّني رفض الملحقية ضررًا كبيرًا، أخَّر حصولي على الدكتوراة إلى سنة: (1981) في بغداد، وكان تقديري أنني سأنتهي منها سنة (1976)، وبالرفض نفسه خسِر العراقُ وجودَه الاعتباري في المعهد بعد الأستاذ قاسم الخطاط وتقاعده منه.

وأنَّى لموظف في الملحقية الثقافية أن يفهم هذه الحالة الاعتبارية، التي أشرت إليها في هذه (الورقة الاستذكارية) التي كتبتها بعد أكثر من [ورقة 5] خمس وأربعين سنة؛ تلبيةً لطلب الصديق يوسف السناري موظف اليوم في معهد المخطوطات، ولكونه هُمَامًا فقد اتصل بي بحرص، واستنهضني بنشاط لكتابة ما كتبته في يوم هذا: (السبت – 15\تشرين الأول\أكتوبر\2022). وفقه الله ونفع به.

الأستاذ الدكتور عبدالوهاب محمد علي إلياس العدواني القيسي الموصلي لطف به مولاه.

وعذرٌ يُدي والعين عذرُ مؤكدٍ * فلا عتبَ إن شاهت حروفي وأسطري

(توقيعات شعرية) [ورقة 6]